دراسة تحذر من خطر توجيه الوالدين كلمات سلبية لأطفالهم
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
حذرت دراسة حديثة، من أن صراخ الوالدين على الأطفال أو وصفهم بالأغبياء قد يجعلهم أكثر عرضة لخطر إيذاء أنفسهم أو تعاطي المخدرات في المستقبل، وفعل أشياء قد تقودهم على السجن.
تشير الدراسة التي أعدها باحثون بجامعة كوليدج لندن (يو سي أل)، ونشرت في مجلة "ساينس دايركت"، إلى أن "الإساءة اللفظية التي ترتكب من شخص بالغ تجاه طفل، تشمل أنواعا متعددة مثل الصراخ وتشويه سمعة الطفل والتهديدات اللفظية".
ويقول الباحثون إن "مثل هذه الأنواع من تصرفات البالغين، ضارة بالأطفال مثل الأنواع الفرعية الأخرى من سوء المعاملة المعترف بها حاليا والتي تم إثباتها من قبل الطب الشرعي، مثل الاعتداء الجسدي والجنسي على الأطفال".
حللت الدراسة أدلة موجودة حول تأثير الإساءة اللفظية في مرحلة الطفولة، من بينها دراسة بريطانية نشرت في مجلة "بي أم جي أوبن"، عينة تمثيلية من نحو 20 ألفا من سكان المملكة المتحدة، ووجدت أن أولئك الذين تعرضوا للإساءة اللفظية كانوا أكثر عرضة مرتين تقريبا، مقارنة بأولئك الذين لم يتعرضوا لها، تعاطون الحشيش ويواجهون خطرا مضاعفا تقريبا للذهاب إلى السجن.
وجدت دراسة حديثة أجريت في المملكة المتحدة على ألف طفل تتراوح أعمارهم بين 11 و17 عاما أن 41 في المئة منهم قالوا إن البالغين، معظمهم من الوالدين أو مقدمي الرعاية أو المعلمين أو أولياء أمور الأصدقاء، كثيرا ما يستخدمون كلمات مؤذية ومزعجة لإلقاء اللوم عليهم أو إهانتهم أو انتقادهم.
عند سؤال الأطفال عن أكثر الكلمات المؤذية والمزعجة التي تعرضوا لها، أجاب الأطفال بأنها كانت عبارات مثل "أنت عديم الفائدة"، و"أنت غبي"، و"لا يمكنك فعل أي شيء بشكل صحيح".
وعلى النقيض من ذلك، كانت أكثر العبارات الإيجابية التي سمعوها من البالغين: "أنا فخور بك"، و"يمكنك القيام بذلك"، و"أنا أؤمن بك".
وقالت المؤلفة المشاركة في الدراسة الجديدة، الأستاذة بكلية الصحة العامة بجامعة ولاية جورجيا الأميركية، شانتا دوبي،: "في كثير من الأحيان، لا يدرك البالغون كيف يمكن أن تؤثر نبرة الصراخ والكلمات الانتقادية، مثل "غبي" و"كسول"، سلبا على الأطفال، خاصة إذا كانت هذه هي الطريقة التي عاشوا بها الأبوة والأمومة"، بحسب ما نقلت عنها صحيفة "الغارديان".
وأدى القلق بين الخبراء في مجال تنمية الأطفال والصحة العقلية بشأن مدى الإساءة اللفظية من جانب البالغين إلى إنشاء جمعية خيرية جديدة تسمى "الكلمات مهمة". ويهدف إلى رفع مستوى الوعي بين الكبار.
وقال المؤلف المشارك في الدراسة ورئيس قسم علم النفس وعلوم اللغة في جامعة كوليدج لندن، بيتر فوناجي، إن "الأطفال مستعدون وراثيا للثقة بما يفعله الكبار، ويأخذوننا على محمل الجد. وإذا قمنا بخيانة هذه الثقة باستخدام كلمات للإساءة بدلا من تعليمهم، فإن هذا يمكن أن يترك الأطفال ليس فقط يشعرون بالخجل والعزلة والإقصاء، بل أيضا غير قادرين على التفاعل مع مجتمعهم والاستفادة الكاملة من التعلم الاجتماعي".
وأضاف: "نعلم من مئات الدراسات أن التعرض للإساءة اللفظية يؤثر بشدة على الأطفال ويرتبط باضطراب نفسي مستمر، وصعوبة في نسج علاقات، واضطرابات جسدية وعقلية، وتكرار الإساءة مع الآخرين، وزيادة احتمال إعادة خلق مواقف مسيئة في حياتهم، على سبيل المثال العثور على شريك يسيء إليهم".
وأشار إلى أن سوء استخدام اللغة يؤدي إلى تدني احترام الذات، وتعاطي الكحول والمخدرات، وزيادة خطر القلق، والاكتئاب".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: على الأطفال
إقرأ أيضاً:
دراسة تربط بين تغير المناخ ومرض الخرف
كشفت دراسة جديدة عن مخاطر صحية واسعة النطاق للظواهر الجوية المتطرفة طويلة المدى في المملكة المتحدة، وسط زيادة حدة آثار تغير المناخ.
وتشمل هذه الدراسة، التي تقودها جامعة بريستول، آراء كبار علماء المناخ، وعلماء الأرصاد الجوية، وأطباء الصحة العامة.
وتظهر الدراسة أيضاً كيف يمكن ربط التعرض لدرجات الحرارة القصوى لفترات طويلة بالتدهور المعرفي وأمراض الكلى وسرطان الجلد وانتشار الأمراض المعدية.
وقال معد الدراسة دان ميتشل إن الفريق البحثي يعلم أن هناك الكثير من هذه “الروابط القوية التي تثير قلقا كبيرا”.
وقال متحدث باسم جامعة بريستول إن التأثير السلبي للظواهر الجوية المتطرفة على صحة القلب والرئة معروف على نطاق واسع، لكن هذا البحث يعطي صورة أكثر شمولا “للآثار المتداخلة”.
التعرض لهذه الظواهر لفترة طويلة
اكتشف الخبراء أن “الظواهر الجوية المتطرفة المتكررة والدائمة، مثل موجات الحر والفيضانات، تؤدي إلى تفاقم مشاكل الصحة العقلية وانتشار الأمراض المعدية”.
وأشارت الدراسة أيضاً إلى أن التعرض للحرارة على المدى الطويل يمكن أن يسبب اضطرابات في النوم، وهو ما يرتبط بالتدهور المعرفي وحالات مثل مرض ألزهايمر والخرف.
في المقابل، رأت الدراسة أن الطقس البارد أيضاً قد يؤدي إلى المزيد من الإصابات الناجمة عن السقوط، أو ضعف الصحة العقلية بسبب العزلة، وآلام المفاصل، وما ينتج من أضرار صحية بسبب كثرة الجلوس والاستلقاء.
وقال ميتشل، أستاذ علوم المناخ بريستول: “يُظهر هذا التقرير بشكل أساسي أعداد الوفيات والأمراض الخطيرة للغاية الناجمة عن التعرض طويل الأمد لأنماط الطقس المتغيرة، والتي لم يتم تسجيلها حاليا في تقييمنا لمخاطر المناخ”.
وأكد ميتشل أنه لا يملك ما يكفي من معلومات عن كيفية ارتباط درجات الحرارة المرتفعة أو الفيضانات المستمرة بالأمراض المختلفة مع ذلك، أشار قائد الفريق البحثي المعد لهذه الدراسة إلى أن “الإجهاد الحراري لعدة سنوات من المرجح أن يؤدي إلى تفاقم المشاكل الصحية الأساسية، مثل أمراض الكلى”، ولكن هناك حاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث لتحديد الآثار طويلة المدى.
وأضاف ميتشل: “ففي المملكة المتحدة على سبيل المثال، مهدنا الطريق لإجراء تحليل عالمي كامل للعلاقة بين المناخ والصحة”.
وتابع: “سيوفر ذلك تحديثاً نحتاج إليه بشدة للتقديرات الحالية التي عفا عليها الزمن ولا ترصد إلا مع مجموعة فرعية من الأمراض فقط”.
وقالت يونيس لو، الباحثة في جامعة بريستول والمشاركة في إعداد الدراسة، إن الخطوات التالية تتضمن تحليل المزيد من البيانات طويلة المدى إلى جانب “العوامل الأخرى التي تؤثر على الصحة بمرور الوقت”.
التغير المناخي
تغير المناخ هو التحول طويل المدى في متوسط درجات حرارة الأرض والظروف الجوية.
وعلى مدى العقد الماضي، كان العالم أكثر دفئا بنحو 1.2 درجة مئوية في المتوسط عما كان عليه في أواخر القرن التاسع عشر.
وبالفعل، تأكد العلماء من أن ظاهرة الاحتباس الحراري أدت إلى زيادة درجة حرارة الأرض بأكثر من 1.5 درجة مئوية في فترة 12 شهراً ما بين فبراير/ شباط 2023 ويناير/ كانون الثاني 2024. وجاء ذلك بعد الإعلان عن أن 2023 كان العام الأكثر ارتفاعاً في درجة الحرارة على الإطلاق.
وجاءت الزيادة في درجات الحرارة نتيجة لتغير المناخ الناتج بدوره عن أنشطة بشرية، وعززتها ظاهرة النينو التذبذب الجنوبي المناخية.