لبنان: “حزب الله” يدعو لخطة وطنية لمعالجة ملف النزوح السوري
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
دعا الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، إلى خطة واستراتيجية وطنية يتفق عليها اللبنانيون لمعالجة ملف النزوح السوري الذي يشكل تهديدا وجوديا للبنان، محملا أمريكا مسؤولية هذا النزوح.
وجاءت دعوة نصرالله خلال كلمته بمهرجان مركزي أقامه “حزب الله” في ذكرى المولد النبوي الشريف، في مجمع سيد الشهداء- في الضاحية الجنوبية لبيروت، مساء اليوم الإثنين.
وقال نصرالله “البعض يرى في ملف النزوح السوري تهديدا وجوديا وأمنيا للبنان ولكن لا يفعلون شيئًا حياله”.
ودعا الأمين العام لحزب الله “لخطة واستراتيجية وطنية يتفق عليها اللبنانيون لمعالجة ملف النزوح السوري، ويحملونها للعالم ويضغطون بها على حكومة تصريف الأعمال والقوى الأمنية، تكون مدروسة ومحسوبة ومُجمع عليها وطنيا”، مضيفا “اليوم نحتاج لإحصاءات لمعرفة عدد النازحين السوريين في لبنان وكل الأرقام المطروحة هي تكهنات”.
وأشار إلى أن “من يهدد الديموجرافيا في لبنان هي السياسات الأمريكية المستكبرة والوقحة، والمسؤول الأول عن النزوح الامني إلى لبنان هو من أشعل الحرب في سوريا، أي الإدارة الأمريكية وكذلك النزوح الاقتصادي”.
وأضاف نصر الله “أمريكا فرضت قانون “قيصر” على سوريا وحاصرتها وفرضت عقوبات على كل الشركات التي كانت ستأتي لتستثمر في سوريا ما أدى إلى “نزوح اقتصادي” إلى لبنان، معتبرا أنه ” إذا تم رفع قانون “قيصر” عن سوريا وبدأت الشركات بالاستثمار في سوريا سيعود مئات الآلاف إلى بلدهم”.
وتابع “يجب أن يتم إنشاء لجنة سياسية لها طابع شمولي لكل القوى لتعالج هذا الخطر الوجودي”، مشددا على ضرورة “ألا يتحول الجو القائم إلى جو عداء مع النازحين ويجب عدم تجاوز حدود القانون والأخلاق معهم”.
وقال “فتشوا عن مافيات التهريب واقمعوها وهذا شكل من أشكال المعالجة”، مضيفا “هناك فكرة قابلة للنقاش أن يسمح لمن يرغب من النازحين السوريين الاتجاه إلى أوروبا وهذا سيؤدي الى نتيجة حتمية أن الدول الاوروبية ستأتي خاضعة لبيروت والسرايا الحكومي وتقول للبنانيين ماذا تريدون لوقف هذه الهجرة للنازحين”.
وعن ملف الحدود البرية قال نصرالله ” قيل الكثير حول موقف المقاومة وحزب الله ورؤيته ولكن في الأصل استخدام كلمة ترسيم الحدود البرية خاطئ فالحدود مُرسّمة”.
وأضاف “البعض يربط بين الحدود البرية وبمرشحنا لرئاسة الجمهورية سليمان فرنجية، وهذا أمر عار عن الصحة كذلك ربط الحدود بالتفاوض الأمريكي – الإيراني غير صحيح”.
وعن الوساطات في موضوع الحدود البرية قال نصرالله ” لسنا معنيين قبولا ولا ردا بالوساطات وهذه مسؤولية الدولة وأعتقد أن الوساطة الآتية إن أتت ستركز على شمال الغجر لحل مسألة الخيمتين”، مضيفا “لا نساوم على حقوقنا في مياهنا وأرضنا وأي خطوة ستؤدي الى تحرير الارض سيتم التعاون بين الدولة والمقاومة”.
وعن ملف الانتخابات الرئاسية، قال الأمين العام لحزب الله “كان هناك فرصة بالحوار الذي دعا اليه الرئيس بري للتحاور لكن هذه الفرصة تم تضييعها بالنكد السياسي”، مضيفا ” المبادرة الفرنسية يجب أن نستطلع أين أصبحت والموفد القطري يبذل جهودا يومية ولا يوجد وضوح أو جديد في القريب العاجل”.
وتطرق نصر الله إلى القضية الفلسطينية قائلاً ” لا يجوز ترك الشعب الفلسطيني وحيدا، ولا المسجد الاقصى وعلى المسلمين والحكومات أن تتحمل المسؤولية حتى لا يتم تقسيمه زمانيا ومكانيا أو تحويله لكنيس يهودي أو تدميره فجأة”.
وأضاف “أيا تكن الدولة التي تتجه للتطبيع يجب أن تدان ويستنكر عملها، مؤكدا أن هذا أمر خارج عن العلاقات والمجاملات السياسية لأنه طعن للمقدسات الاسلامية والمسيحية وترك للفلسطينيين وتقوية للعدو”.
وأخيرا أدان الأمين العام لحزب الله “التفجير الإرهابي التكفيري الذي استهدف المساجد في باكستان بالمسلمين من أهل السنة لأن جريمتهم أنهم يحتقلون بمولد الرسول، مضيفا “هذا الوجه التكفيري الأسود والمظلم هو سرطان عاود انتشاره في عالمنا الإسلامي”.
المصدر د ب أ الوسومسوريا لبنانالمصدر: كويت نيوز
كلمات دلالية: سوريا لبنان الأمین العام لحزب الله ملف النزوح السوری الحدود البریة
إقرأ أيضاً:
ما الذي اختلف بين سورية ولبنان في مواجهة العدوان “الإسرائيلي”؟
يمانيون../
تشهد سورية اليوم عدواناً “إسرائيلياً” برياً وجوياً واسعاً، وذلك بالتوازي مع توليف عملية تغيير جذري وواسع للسلطة، بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، وحيث لم يتخط هذا العدوان الأسبوعين حتى الآن، لا يبدو أنه سوف يتوقف أو ينحسر أو حتى ينحصر قريباً.
عملياً، ودون أي شكل من أشكال المقاومة أو الدفاع او التصدي، نجحت وحدات العدو في تحقيق مروحة واسعة من الإنجازات الميدانية والعسكرية والاستراتيجية، تمثلت في النقاط الآتية:
– احتلال مساحات واسعة من الجنوب السوري ضمن ما كان محرراً من الجولان السوري، كما واستطاعت الاقتراب من دمشق ومن المعبر الرئيسي مع لبنان في المصنع، مع بدء إطلاق عملية توسع شرقاً نحو وادي اليرموك ومناطق في درعا، وفعلياً أيضاً، لا يبدو أن جغرافية منطقة السويداء جنوب شرق سورية، ستكون بمنأى عن هذا التوسع.
– تدمير (تقريباً) كل قدرات الجيش السوري وعلى المستويات والإمكانيات والأسلحة والمنشآت كافة، ووضعه في موقع ضعيف دون أية قدرة لا أمنية ولا عسكرية، وبعيد جداً عن موقع الجيش الذي كان من بين الأوائل في المنطقة، تسليحاً وعديداً وعقيدة ونفوذاً.
– انتزعت “إسرائيل” من خلال هذا العدوان موقعاً إستراتيجياً مهماً، من خلاله، أصبحت قادرة على فرض نسبة تأثير ضخمة في أي سيناريو إقليمي أو دولي يمكن أن تُستهدف فيه سيادة سورية ووحدة أراضيها وموقفها من القضية الفلسطينية ومن مشاريع التطبيع مع كيان الاحتلال.
هذا لناحية نتائج العدوان “الإسرائيلي” على سورية، أما لناحية العدوان “الإسرائيلي” على لبنان، فيمكن الإضاءة على النقاط الآتية:
يمكن القول، إن العدوان “الإسرائيلي” على لبنان قد انتهى مبدئياً مع استمرار بعض الخروقات المتمثلة باعتداءات جوية ومدفعية موضعية، وباحتلال بعض المناطق الحدودية. ويرتبط الانتهاء من كل هذه الخروقات وانسحاب العدو من المناطق المحتلة، واكتمال مسار تطبيق اتفاق تنفيذ القرار ١٧٠١ بانتشار الجيش اللبناني وتنفيذه الخطة الأمنية موضوع القرار المذكور.
عملياً، في سورية تخطت “إسرائيل” اتفاقية فض الاشتباك بينها وبين سورية عام ١٩٧٤، والتي حصلت برعاية مجلس الأمن بعد توقف الحرب عام ١٩٧٣، ونجحت في سورية، وفي فترة وجيزة، بتحقيق ما ذكر أعلاه ميدانياً وعسكرياً وإستراتيجياً، بينما في لبنان، وبعد عدوان واسع استمر لأكثر من خمسة عشر شهراً، أقصى ما تحقق هو التزام الطرفين (اللبناني والإسرائيلي) بتطبيق القرار ١٧٠١، والذي كانت “إسرائيل” قد امتنعت عن تطبيقه منذ صدوره حتى اليوم، والأهم أنها فشلت في تحقيق أي هدف من الأهداف التي وضعتها لعدوانها، المعلنة منها وأهمها إنهاء المقاومة وإعادة المستوطنين والأمان إلى شمال فلسطين المحتلة، وغير المعلنة منها، وأهمها السيطرة على منطقة جغرافية عازلة، مماثلة للمنطقة العازلة التي احتلتها مؤخراً في الجنوب السوري.
من هنا، وفي ظل هذا الفارق الفاضح بين ما حققته “إسرائيل” في سورية بمدة وجيزة، وبين الهزيل مما حققته في لبنان بمدة طويلة، يبقى الفاصل الأساس هو ثبات رجال حزب الله في الميدان، ويبقى لصمود المقاومة في المواجهات المباشرة وعلى مسافة صفر، وللدماء الذكية التي نزفت بين أحياء وحارات ومنازل البلدات الحدودية المعروفة، التأثير الأكبر والحاسم في تحقيق انتصار صارخ بوجه عدو قادر وغادر، يحمل في فكره إستراتيجية تاريخية دينية، مشبعة بالأطماع وبأهداف التوسع والاحتلال.
العهد الاخباري ـ الكاتب : شارل أبي نادر