سوسن الشاعر تكتب: من المستفيد من جريمة الحوثي؟
تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT
لم تكد تمضي خمسة أيام فقط على مغادرة الوفد الحوثي الرياض للتفاوض على آخر ملفات اتفاق الهدنة الدائمة، إلا وقد وجه الحوثي خنجرا في الظهر أصاب به كتيبة مدفعية بحرينية مرابطة في جيزان قتل منها أربعة وهناك أكثر من عشرة عسكريين في العناية المركزة شفاهم الله وعافاهم.
ما الذي حدث؟
ليست هناك معلومات واضحة ولكن هناك مؤشرات تدل على أن من ارتكب هذه الجريمة الدنيئة هم مجموعة من الحوثيين لم تقبل وقف إطلاق النار مع السعودية ولم تقبل الهدنة ولم تقبل التفاوض على إنهاء الملفات الباقية، فانتظرت بضعة أيام على مغادرة الوفد الحوثي الرياض وارتكبت جريمتها قبل أن يجف إدام ولائم الرياض من أيدي الحوثيين.
تلك المؤشرات نستقيها من بيان التحالف العربي الذي وصف من فعل هذا الجرم بأنه (بعض) الحوثيين مما يدل على أن هناك اختلاف موقف داخل التنظيم الحوثي نفسه.
أما المؤشر الآخر فهو ما قاله العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى الخليفة في أثناء استقباله لأسر الشهداء بأن أمام الحوثي مهلة لتسليم «هؤلاء المجرمين»، إما للبحرين أو للتحالف العربي وذلك بعد اتصال هاتفي مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أجراه معه، ما يدل على أن الجناح المفاوض مع المملكة العربية السعودية تبرأ من الحادث، ونسبه إلى جناح معارض، لذلك تم الاتفاق بين البحرين والسعودية على إثبات حسن نية الحوثي بتسليم المسؤولين عن هذه الجريمة إن صحَّ ما يدعون.
الخلاصة أنَّ هناك أطرافاً عديدة غير سعيدة بالتفاهمات والتفاوضات الإيرانية السعودية سواء التفاوضات المباشرة مع إيران أو مع وكلائها كالحوثي، وتلك الأطراف منها ما هو موجود داخل النظام الإيراني، ومنها ما هو موجود داخل أجنحة الميليشيات الإيرانية في عالمنا العربي، كالحوثي و«حزب الله» اللبناني والعراقي وفصائل من الحشد الشعبي، فجميع تلك الميليشيات تعيش ظروفاً مضغوطة تهدد مصيرها وبقاءها المرهون بنتائج تلك التفاهمات السعودية الإيرانية، ومن مصلحتها أن تفشل المفاوضات وفي يدها كثير من الأوراق وتعرف كيف تخلطها.
هناك أيضا أطراف دولية تعرض نفسها بوصفها شرطيا للمنطقة وتعد بالكثير، وتبحث عن مساحة أكبر من النفوذ، وتتهيأ لصفقات أسلحة جديدة تزيد حدتها كلما تصاعدت وتيرة الاستفزازات الإيرانية، وتقل فرصها وتتهدد بالتفاهمات الإيرانية السعودية، خاصة أن تلك التفاهمات تسير بوتيرة سريعة، وقد تم تعيين السفير الإماراتي والسفير السعودي وبالمثل من الجانب الإيراني.
تتفق إذن مصالح هذه الأطراف الدولية مع مصالح الأجنحة المتشددة في الجانب الإيراني ووكلائهم، بأن استمرار الصراع يخدم أهدافهم ويحقق أغراضهم، وملف حادثة الكتيبة البحرينية إلى جانب ملف حقل الدرة، ملفان يملكان الآن ذخيرة حية، يمكن أن تؤثر على كل شيء.
في كل الأحوال الكرة الآن في الملعب الإيراني، ووحده النظام الإيراني القادر على السيطرة على هذه الأجنحة والتحكم في مسار تلك المفاوضات، سواء منها ما هو داخل إيران أو ما هو من وكلائها في المنطقة.
*نشرت أولاً في صحيفة “الشرق الأوسط”
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
شاهد أيضاً إغلاق آراء ومواقف
ان عملية الاحتقان الشعبي و القبلي الذين ينتمون اغلبيتهم الى...
مشاء الله تبارك الله دائمآ مبدع الكاتب والمؤلف يوسف الضباعي...
الله لا فتح على الحرب ومن كان السبب ...... وا نشكر الكتب وا...
مقال ممتاز موقع ديفا اكسبرت الطبي...
مش مقتنع بالخبر احسه دعاية على المسلمين هناك خصوصا ان الخبر...
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الحکومة الیمنیة فی الیمن
إقرأ أيضاً:
بيان عاجل من الحوثيين بعد القصف الأمريكي على اليمن
أكد الناطق باسم جماعة الحوثيين اليمنية، محمد عبد السلام، أن الغارات الأمريكية التي استهدفت اليمن تمثل "عدوانًا سافرًا" على دولة مستقلة، مشددًا على أن هذه الهجمات تأتي في سياق "تشجيع كيان العدو الإسرائيلي على مواصلة حصاره الجائر على غزة".
وفي تصريحاته، نفى عبد السلام المزاعم الأمريكية حول تهديد الحوثيين للملاحة الدولية في مضيق باب المندب، معتبرًا أن هذه الادعاءات "تضليل للرأي العام الدولي". وأوضح أن الحظر البحري الذي أعلنت عنه الجماعة هو "إجراء تضامني مع غزة"، مشيرًا إلى أنه "يقتصر فقط على الملاحة الإسرائيلية"، حتى يتم السماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.
وأضاف المتحدث باسم الحوثيين أن قرار الحظر جاء بعد منح الوسطاء مهلة أربعة أيام، مؤكداً أن "الملاحة الدولية في البحر الأحمر ستظل آمنة من جهة اليمن".
واتهم عبد السلام الولايات المتحدة بمحاولة "عسكرة البحر الأحمر"، معتبرًا أن الغارات الأمريكية تمثل "التهديد الفعلي للملاحة الدولية في المنطقة".
في المقابل، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم السبت، أنه أصدر أوامر بشن عمليات عسكرية "حاسمة وقوية" ضد الحوثيين في اليمن.
وأكد أن الولايات المتحدة لن تتهاون في الرد على الهجمات التي تستهدف حركة الشحن في البحر الأحمر، قائلاً: "سنستخدم قوة ساحقة وقاتلة لتحقيق أهدافنا"، مشيرًا إلى أن "الحوثيين تسببوا في شل حركة الشحن في أحد أهم الممرات المائية العالمية، مما أثر سلبًا على التجارة الدولية، وانتهك مبدأ حرية الملاحة الذي تعتمد عليه الاقتصادات العالمية".
ويأتي هذا التصعيد على خلفية إعلان الحوثيين عن عزمهم استئناف العمليات العسكرية ضد السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر اعتبارًا من الثلاثاء المقبل، بعد تعليقها في أعقاب الاتفاق على وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس"، الذي تم التوصل إليه في 19 يناير الماضي.