دمشق-سانا

سعى المخرج أحمد زهير في العرض المسرحي ميوزيكل “تاج العروس” الذي أعلن انطلاقته من على خشبة مسرح دار الأسد للثقافة والفنون إلى أن ينقل الجمهور السوري عبر آلة الزمن إلى عام 1485 الذي يحاكي حقبة أندلسية مبهرة لمدينة إشبيلية ليجسد من خلالها مشاعر متناقضة على خشبة مسرح الأوبرا.

تحاكي ميوزيكل تاج العروس مرحلة من مراحل الأندلس تتحدث فيها عن عالم الغجر والإسبان والعرب وكيف تهجروا في تلك الحقبة، وعن وقوع أحد الغزاة وهو ألفونسو الذي يمثل دوره الفنان جوان خضر في حب حسناء إشبيلية التي تهوى خابيرو الغجري.

وأمام وقائع ما جرى في إشبيلية من أحداث عصفت بها تبرز قصة “وجيدة” حسناء إشبيلية، حيث ارتبط مصيرها بتداعيات الأحداث في مدينتها وبين خيار البقاء تحت رحمة “الفونسو” أو الولوج في مغارة “خابيرو” فوجدت وجيدة نفسها أمام مصيرها التراجيدي.

والعرض لوحة متكاملة وغنية تليق بالمسرح السوري الراقص سواء من ناحية تقنيات الإضاءة والصوت والموسيقا والكريوغراف والديكور والازياء والتي تنم عن أنامل وطنية محترفة تقف خلف إنتاج مشايع ثقافية ضخمة وفريدة.

مدير عام دار الأسد للثقافة والفنون أندريه معلولي وفي تصريحه لـ سانا أشار إلى ضخامة العرض قائلا: لمدة ثلاثة أشهر كانت هناك بروفات مستمرة وكاملة، إضافة إلى التشاركية والمرونة في التعامل ما بين الشركة المنتجة للعرض ودار الأسد للخروج بعرض مميز يليق بجمهورنا القادر على التقييم ويرتقي لثقافته الفنية.

وبعد غيابه عن سورية لفترة طويلة يعود المخرج أحمد زهير ليقدم أول عرض مسرحي راقص بإنتاج ضخم، حيث بين أن المسرح الراقص في سورية موجود ولا يزال، واليوم يعود طرحه وبقوة من على خشبة مسرح الأوبرا لينتقل بعدها لمسارح أخرى داخل وخارج سورية.

وقال بطل العرض المسرحي الفنان جوان خضر: “المشاعر والجسد أحد أهم عناصر المسرح الراقص، وعندما تغيب الكلمة يحضر التعبير، وبعد انقطاعي عن الرقص لسنوات عديدة لم يقم جسدي بخيانتي بل ذهب بي إلى أماكن بعيدة جداً لم أتوقعها وسعيد بها وبعودتي عبر عمل ضخم كـ “تاج العروس”.

أما معتصم عمايرو الذي يشارك البطولة ويمثل دور خابيرو الغجري فأبدى لـ سانا سعادته بعودة المسرح الراقص وبمشاركته في “تاج العروس”.

يذكر أن ميوزيكل تاج العروس الذي عمل عليه ما يقارب 100 شخص باختصاصات مختلفة سيحظى بعرض ثان يوم غد الثلاثاء على خشبة مسرح الأوبرا وهو من إنتاج شركة دانس للرقص المسرحي وتأليف محمد عمر وإخراج أحمد زهير، أما التأليف الموسيقي فلمحمد هباش وكريوغراف رنيم ملط وديكور غيث المحمود وأزياء أحمد منصور.

نجوة عيدة

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: على خشبة مسرح

إقرأ أيضاً:

بيروت تودّع أنطوان كرباج في يوم المسرح العالمي

متابعة بتجــرد: «الناس بيخلقوا أحرار» قال انطوان كرباج في مسرحية «ناطورة المفاتيح» للأخوين رحباني. مضى إلى حيث الأخوين وغيرهم من أهل الفن والمسرح والشعر الذين نادوا بالحرية والعدالة، دون أن يعايشوا زمن الاستبداد والقتل المعاصر. السلطة هي للقوة مهما كانت غاشمة وعمياء ومجرمة. ففي يوم المسرح العالمي صدح صوت انطوان كرباج في مسرح المدينة، وهو الذي أغمض عينيه قبل حوالى أسبوعين على إرث فني عظيم في المسرح والدراما. رحل وبقي صوته الجهوري العريض يرنّ في كل أذن تطرب لخيارات انطوان كرباج الفنية وأثره في المسرح والتلفزيون. وكأنه أجّل الرحيل ليوم يدنو من 27 آذار/مارس ليخصّ نفسه بالاحتفال، هو الممثل الذي ولد للخشبة، وولدت الخشبة لأجله، بحضوره وهالته المنتشرة في الأرجاء كافة.

المسرح اللبناني

احتفال يوم المسرح العالمي وتكريماً لأنطوان كرباج في مسرح المدينة كان يشبهه ببساطته وعمق محتواه. زين الحفل فريق «كلون مي إن» منتشراً بين الجمهور ومرحباً بمرح. افتتحته جاهدة وهبة بالنشيد الوطني مموسقاً بصوتها فقط، ورعاه وزير الثقافة الدكتور غسّان سلامة. الكلمة الأولى للوزير بدأها متحدثاً بأريحية عن واقع الوزارة المفلسة. وعن حنفيات الدعم المقفلة على لبنان والدول المنكوبة من الدول كافة وبخاصة الأوروبية. فوجهة المال باتت صناعة السلاح والحروب. للوزير ذاكرة رحبة مع اعمال كرباج ومجايليه من أرباب المسرح اللبناني الحديث تعود لأيام شبابه. عبّر سلامة عن فرحه بالجيل الشاب من الممثلين الذين وجدهم في لبنان بعد غياب لـ20 عاماً، امضاه متنقلاً كرسول يسعى لإحلال السلام مكان الحروب بتكليف من الأمم المتحدة. قارن بين من يمثّل على الخشبة ومن يمثّلون في قاعات الوزارات. ووصف انطوان كرباج بالممثل المتمكن من النجاح في أصعب المعايير الفنية، كما وكان نقابياً نموذجياً. في كلمتها أهدت نضال الأشقر أمسية الاحتفال بيوم المسرح العالمي لروح انطوان كرباج وصوته الطاغي. حيّت بيروت بالقول «سلام عليك يا بيروت.. سلام على كل مسرح في فلسطين.. مسرح الحكواتي.. ومسرح جنين.. ومسرح غزّة لو كان مقفلاً.. سلام عليك يا كرباج وعلى آلك وأصدقائك وزملائك»، وخصّت بالتحية كافة من ساهم بتأسيس المسرح اللبناني وبالاسم، بدءاً من منير أبو دبس.

«بقي حافظ شي 100 قصيدة»

ممثلاً العائلة أطلع وليد انطوان كرباج المشاركين بالتحية لوالده، والذين ملأوا مسرح المدينة على الجانب الآخر لـ«يوسف بيك كرم وبربر آغا». اخبرنا وليد أن انطوان الأب «حنون ومحب وضحوك وبيلعب معنا.. ولما كان يعصّب مني كان يصرخ وليد تْمَسْمرْ هون. فيتَمَسْمر كل البيت. وتحدث وليد عن حب والده للغة العربية ولبنان والشعر. حتى حين داهمه مرض النسيان «بقي حافظ شي 100 قصيدة». ووصفه بعناية مُطلقة حين كان يلقي ردِّة أو زجل «وجو يضوي». وأضاف «عشر سنين وبيي بعالم تاني. راح والناس لهلق ما وقفت اتصالات وتعبير. وختم بغصة: «الستارة سكّرت وداعاً بيي لتلتقي جمهورك التاني ناطرك هونيك لور (لور غريّب زوجته) وآخرين». بأداء من القلب مشحون بالشجن الذي خلّفته كلمة وليد المؤثرة، شارك الفنان خالد العبد الله بأمسية تكريم انطوان كرباج، فتجلّى بحالة صوفية وهو يؤدي «أيها الميت فوق الخشبة.. رسمت وجهك أزهار الطريق». وتلت مقطوعة عرض راقص لبيروت فيزكل لاب. وأدّت السوبرانو غادة غانم قصيدة كتبها في جنوب لبنان الشاعر ابراهيم شحرور ولحنها شقيقها مسعد غانم في هيوستن. قصيدة بالعامية عن أحدهم منهمك بتوضيب حقيبة السفر ووضع فيها «ضحكة ولادي بشنطي ضبيت تأطعم عيوني إذا جاعو».
وكانت قراءة لمشاهد من منمنمات تاريخية للراحل سعدالله ونوس من إعداد نضال الأشقر أدتها مجموعة من الممثلين. وختامها كان مسكاً بين غناء وشعر مع جاهدة وهبة. غنّت «طلع البدر علينا» بمشاركة الجمهور. واستعادت لسيد درويش «اهو اللي صار». وألقت قصيدة محمود درويش «وأنت تعدّ فطورك فكّر بغــيرك».

main 2025-03-29Bitajarod

مقالات مشابهة

  • "غايته العين 2025" ينطلق الإثنين.. احتفالاً بعيد الفطر
  • القاضي الشرعي الأول بدمشق: الاثنين أول أيام عيد الفطر السعيد
  • فوز الشرطة والسليمانية بدوري النخبة لكرة اليد.. والدرجة الأولى ينطلق بعد أسبوعين
  • بيروت تودّع أنطوان كرباج في يوم المسرح العالمي
  • منع اللثام في الأماكن العامة بدمشق
  • أحمد العوضي يكشف عن زواجه بعد رمضان: “الخصوصية أولاً!”
  • عودة التيار الكهربائي لقرية عين العروس بريف القرداحة
  • كيف أحيا أهالي دمشق ليلة الـ 27 من رمضان في الجامع الأموي الكبير بدمشق؟
  • اعتقالات في صفوف فلول نظام الأسد وضبط متفجرات في حملة أمنية بدمشق
  • اعتقال المفتي السابق أحمد حسون أثناء محاولته الفرار من سوريا