في ندوة بجنيف.. «جسور إنترناشيونال» يناقش حقوق الإنسان في العالم الرقمي
تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT
«جسور إنترناشيونال» يدعو المجتمع الدولي لتعزيز احترام حقوق الإنسان في العالم الرقمي محمد الحمادي يدعو لإصدار تشريعات دولية معنية بتعزيز حقوق الإنسان في العالم الرقمي خبراء دوليون يؤكدون على أهمية تعزيز الحقوق الرقمية وتحقيق العدالة المساواة
نظم مركز «جسور إنترناشيونال للإعلام والتنمية»، اليوم الاثنين، ندوة دولية في مقر الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بجنيف، بالتعاون مع «المنتدى العربي الأوروبي للحوار وحقوق الإنسان”، حيث تناول المشاركون في الندوة مختلف الجوانب المتعلقة بحقوق الإنسان في ظل العالم الرقمي، كما حرصوا على استشراف مختلف التحديات المعنية بمنظومة حقوق الإنسان وتشريعاتها في ظل تنامي صور وتأثيرات العالم الرقمي على تمتع الإنسان بحقوقه وحرياته.
وأكد رئيس المنتدى العربي الأوروبي للحوار وحقوق الإنسان، أيمن نصري، على أهمية الندوة في تعزيز احترام حقوق الإنسان في المستقبل، وإبراز العمل الريادي الذي يقوم به مركز جسور إنترناشيونال والمنتدى العربي الأوربي، والمتمثل في تركيز الاهتمام الدولي على القضايا النوعية المعنية بحقوق الإنسان، وإثارة الاهتمام الدولي حول القضايا الحقوقية التي تحيط بها الكثير من التحديات والمعوقات الواسعة، في سعي منها لتعزيز الاستجابة الدولية المتعلقة باحترام وتعزيز حقوق الإنسان في المستقبل، وتسليط الضوء على جملة التحديات والمعوقات التي تسهم في تعزيز الانتهاكات الإنسانية بالعالم الرقمي، وتؤدي إلى تراجع تمتع المدنيين بحقوقهم وحرياتهم التي تكفلها التشريعات الدولية، وحث المجتمع الدولي على ابداء مزيداً من التضافر الدولي المعني بتطوير منظومة التشريعات الدولية المعنية بحقوق الإنسان في العالم الرقمي.
من جانبه، أكد رئيس مركز «جسور إنترناشيونال للإعلام والتنمية»، محمد الحمادي، على أهمية اختيار موضوع الندوة في ضوء الاستراتيجية التي يحرص المركز على انتهاجها في تناول مختلف القضايا الحقوقية التوعية التي تؤثر على المنظومة الإقليمية والدولية لحقوق الإنسان، وبما يسهم في تعزيز دور وتأثير المركز على عملية صناعة واتخاذ القرارات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، وتأتي استكمالاً لدور ومسئولية مؤسسات المجتمع المدني المنظمات غير الحكومية بتعزيز الوعي الدولي والمجتمعي بقضايا حقوق الإنسان في العالم الرقمي، وتسليط الضوء على ما يواجهه الإنسان من تحديات ومخاطر مرتبطة بالتمتع بحقوقه وحرياته الأساسية، وبما يسهم في ترشيد القرارات التي تتخذها الدول والحكومات والهيئات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان في ظل العالم الرقمي. وقال “الحمادي” إن السبيل الوحيد لتعزيز احترام وتعزيز حقوق الإنسان في ظل العالم الرقمي، هو من خلال تضافر كافة الجهود الدولية «أصحاب المصلحة» للعمل على إصدار «إعلان الحقوق والمبادئ الإنسانية الرقمية»، يضع الأسس والضوابط المتعلقة بالقيم والمبادئ المعنية بحقوق الإنسان في العالم الرقمي.
وشدد على أهمية الانطلاق في هذا المشروع لما يمثله من وضع أسس قانونية وتشريعية يمكن الاعتماد عليها في تنظيم وتأطير الجانب القانون للحقوق الرقمية في المستقبل، مؤكداً على أهمية المشاركة الفاعلة لجميع الأطراف المعنية والمنظمات غير الحكومية أيضا، وتعزيز الامتثال الدولي لدعم الجهود الدولية المتعلقة بالالتزام بنهج قائم على احترام وتعزيز حقوق الإنسان في العالم الرقمي، لمحوريته الأساسية في ضمان استمرار تتمتع المدنيين بحقوقهم وحرياتهم بشكل عادل ومتساوي في المستقبل.
وكشف «الحمادي” عن أهمية العمل على اعتماد تعريف دقيق ومتوافق عليه للتعبير عن «حقوق الإنسان في العالم الرقمي»، مؤكداً على ضرورة الاسترشاد بتعريف المفوضية السامية لحقوق الإنسان في هذا المجال، والمتمثل في «أنها حقوق الإنسان التي تنطبق في المجال الرقمي والتي ترتبط بالتكنولوجيا والمعلوماتية ارتباطاً وثيقاً وتمكن الأشخاص من استخدام الانترنت والتكنولوجيا، والتي تستلزم العمل على ترجمتها إلى مجموعة من القوانين والمبادئ التي تهدف إلى حماية حقوق الأفراد والمجتمعات في البيئة الرقمية.
وشدد على أهمية التركيز على حقوق الإنسان الرقمية في الوقت الحاضر والمستقبل، حيث إنه وبحكم ما تفرض التكنولوجيا والتقنيات الحديثة، فإن العالم الرقمي أو الافتراضي أصبح هو العالم الواقعي الذي ندير من خلال كافة تعاملاتنا، وننجز من خلاله كافة تفاعلاتنا الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية، وهو ما مثل تحدياً حقيقياً للمجتمعات الإنسانية من حيث رصد الانتهاكات ومعالجتها، وهو ما يعزز أهمية العمل الدولي المشترك بما يعزز من المنظومة الدولية لحقوق الإنسان بالعالم.
وأكد رئيس مركز “جسور انترناشيونال للإعلام والتنمية” على أهمية الجهود التي تبذلها الهيئات الدولية وعلى رأسها جهود الأمين العام للأمم المتحدة والمفوض السامي لحقوق الإنسان، وما يبدونه من حرص على تأكيد الالتزام بحماية الحقوق الرقمية وحماية الخصوصية على وجه التحديد، والتي أصبحت واحدة من أبرز التحديات التي يواجهها العالم في إطار سعيه لحماية وتعزيز حقوق الإنسان، حيث يتم انتهاك الخصوصية من قبل الدول والشركات الكبرى والعديد من الجهات التي تسعى إلى الاستفادة من تلك المعلومات لأغراض تجارية أو سياسية.
وأشار «الحمادي» إلى أهمية تضافر جهود المنظمات الدولية ومؤسسات المجتمع المدني في تعزيز تلك الجهود والبناء عليها، لاسيما ما يتعلق بالعمل على تعزيز الحق في الخصوصية في العالم الرقمي، وحماية الصحفيين والإعلاميين ونشطاء حقوق الإنسان، وكفالة الحق في حرية التعبير بالعالم الرقمي، وكفالة حق الوصول الحر إلى الانترنت والسعي لمعالجة الفجوة الرقمية بين الدول والمجتمعات الإنسانية، وتحقيق الأمان الرقمي ومكافحة التمييز على الانترنت، ومكافحة كافة الانتهاكات الرقمية وتعزيز التوعية والتعليم بالعالمي الرقمين، وبما يعزز التزام الدول والشركات وكافة أصحاب المصلحة بمقاربة قائمة على نهج إنساني تسهم في معالجة التأثيرات السلبية للعالم الرقمي على حقوق الإنسان، وتضع الضوابط القانونية والأخلاقية التي يجب أن تأطر الشراكة الواسعة في مجال التقنيات الرقمية المتقدمة، وتسهم في حماية وتعزيز كافة الحقوق الإنسانية.
ودعا إلى تعزيز الجهود الدولية في إطار تطوير التشريعات التي تكفل حقوق الإنسان في العالم الرقمي، كما دعا إلى ضرورة إصدار إعلان عالمي لحقوق الإنسان الرقمية على قرار الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي يحتفل العالم بالذكرى الخامسة والسبعين لإصداره، لاسيما وأن الحاجة ملحة لمثل هذا الإعلان في ظل التطور السريع الذي يشهده العالم على صعيد التكنولوجيا والتقنيات الرقمية، والذي مع الأسف الشديد لا تواكبه عملية موازية للتطورات المتعلقة بالتشريعات والسياسات الدولية والوطنية المعنية بحقوق الإنسان في العالم الرقمي، تسهم في تعزيز الحماية الدولية لحقوق الإنسان في المستقبل. وتحدث مدير العلاقات الدولية في مؤسسة ستوب كلير روبورتس، الدكتور عثمان نور، عن أهمية ومحورية حقوق الإنسان في العصر الرقمي، لاسيما فيما يتعلق بجمع البيانات والمعلومات على نطاق واسع من قبل الدول والأحزاب السياسية والشركات الكبرى، وإساءة استخدامها.
واستعرض “نور”، أهمية التكنولوجيا الرقمية في تعزيز حقوق الإنسان والتنمية، والدفاع مباشرةً عن حقوق الإنسان وتعزيزها والتصدي لكافة الانتهاكات بالعالم، مسلطا الضوء على الجانب المظلم للثورة الرقمية كونها قضية عالمية أساسيّة من قضايا حقوق الإنسان، وفوائدها الواضحة لا تلغي أبداً مخاطرها الجلية التي لا لبس فيها.
وأكد على أهمية تعزيز الرقابة على الفضاء الإلكتروني والذكاء الاصطناعي، وتشديد عملية إدارتها والإشراف عليها وضرورة التأكيد على قيم المساواة والعدالة في التمتع بحقوق الإنسان في العالم الرقمي، وهو ما أكدت عليه الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان.
وشدد مدير العلاقات الدولية بمؤسسة ستوب كلير روبورتس، على ما يمثله التطور الرقمي من تحديات تعيق حرية التعبير وتحرض على الكراهية والعنف عبر الإنترنت، وقد تفشت المضايقات وحملات الترهيب عبر الإنترنت، ونشر خطاب الكراهية والتحريض على العنف.
من جانبها، سلطت المحامية والناشطة الحقوقية، باولا فوداكاوسكا، الضوء على العديد من المواضيع الرئيسية المتعلقة بحقوق الإنسان في العالم الرقمي، مع التركيز على أهمية تحقيق العدالة الرقمية، والارتباط المحتمل للقضايا التي تمثل تهديداً حقيقياً لحقوق الإنسان كالأسلحة المستقلة في العالم الرقمي، واستعراض جملة التحديات والفرص التي توفرها العدالة الرقمية، واستكشاف الجوانب المختلفة للتغير التكنولوجي داخل قطاع العدالة الرقمية.
وقدمت العديد من النماذج والدراسات المتعلقة بالعديد من الدول لتوضيح التطبيقات العملية والدروس المستفادة من تجارب الدول في مواجهة وإدارة تحدياتها المعنية بحقوق الإنسان في العالم الرقمي.
واستعرضت فوداكاوسكا، العديد من مجالات التنمية المحتملة المرتبطة بحقوق الإنسان وسيادة القانون، بما في ذلك جوانب مثل إمكانية الوصول إلى العدالة والنهج الذي يركز على الفرد.
المصدر: صحيفة الأيام البحرينية
كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا وتعزیز حقوق الإنسان تعزیز حقوق الإنسان لحقوق الإنسان فی المستقبل الضوء على على أهمیة فی تعزیز
إقرأ أيضاً:
محمد بن طليعة: حكومة الإمارات من أوائل الحكومات التي أطلقت استراتيجيات وسياسات للتحول الرقمي
دافوس (الاتحاد)
أخبار ذات صلة «محمد بن زايد للعلوم الإنسانية» تبحث آفاق التعاون مع مجلس العلماء الإندونيسي «صحة أبوظبي» ومنتدى الاقتصاد العالمي يعززان التحول الرقمي للنظم الصحية العالميةناقشت الجلسة الحوارية «السيادة الرقمية في عصر التغير التكنولوجي السريع»، ضمن أجندة المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس، أبرز التحديات التي تواجه الحكومات والدول لتحقيق التوازن بين التحكم بالبنية التحتية الرقمية الحكومية، والبيانات، والتكنولوجيا، مع الحفاظ على التنافسية والابتكار.
شارك في الجلسة المهندس محمد بن طليعة، رئيس الخدمات الحكومية في حكومة دولة الإمارات، وكلارا شاباز، وزيرة الدولة لشؤون الذكاء الاصطناعي والشؤون الرقمية في فرنسا، وتيمو فون كونيغسمارك، نائب الرئيس التنفيذي لـ «كابجيميني إنفينت»، وفابيان مهرينغ، وزير الدولة للشؤون الرقمية بولاية بافاريا في ألمانيا، وماركوس ريختر، وكيل وزارة ومفوض الحكومة الفيدرالية لتكنولوجيا المعلومات بوزارة الداخلية والمجتمع في ألمانيا، وأدارها مانويل كيليان، المدير العام لمركز التكنولوجيا الحكومية العالمية.
استشرفت الجلسة الفرص والتحديات التي تواجه حكومات الدول في مجال السيادة الرقمية، وسبل تحقيق التوازن بين التحكم بالبنية التحتية الرقمية العامة، وضمان التنافسية والابتكار، ودور السياسات والتشريعات المرنة في تطوير هذا القطاع، في ظل عصر يشهد تطورات تكنولوجية سريعة وهائلة.
وأكد محمد بن طليعة أن دولة الإمارات تتبنى نهجاً استباقياً لمواكبة التطورات التكنولوجية المتسارعة، ما جعلها من أوائل الدول التي أطلقت استراتيجيات وسياسات تُعنى بالتحول الرقمي، وطورت بنية تحتية رقمية متقدمة وداعمة ومرنة وجاهزة ومستعدة للتحولات التكنولوجية، وحولت العديد من التحديات إلى فرص حقيقية، وطوعت التكنولوجيا لتطوير خدماتها الحكومية بشكل فعال.
وقال ابن طليعة: «إن حكومات العالم تواجه العديد من التحديات، التي تتطلب إعادة تصميم دورها في الفضاء الرقمي، وتحقيق التوازن في السيادة الرقمية، لضمان أعلى مستويات السلامة والاستفادة من التكنولوجيا دون المساس بالسيادة الرقمية»، مشيراً إلى أن الجلسة تمثل فرصة لتأكيد أهمية ترسيخ دور الحكومات في الفضاء الرقمي، من خلال تطوير السياسات والاستراتيجيات، والمتابعة المستمرة للتحول الرقمي، ومشاركة التجارب والنماذج الريادية الملهمة، وتبادل الخبرات لاستكشاف المعنى الحقيقي للسيادة الرقمية.
وأكد أن تعزيز التعاون وبناء الشراكات في مجال تطوير السياسات والتشريعات، يسهم في دعم جهود الحكومات في تحقيق الاستقلالية اللازمة للسيادة الرقمية، وتطرق إلى استراتيجية الإمارات في التحول الرقمي، وتجربتها الرائدة في التحول الرقمي للخدمات الحكومية، وأبرز مبادراتها في هذا المجال التي تشمل تأسيس لجنة عليا للتحول الرقمي الحكومي، تُعنى بحوكمة وتطوير المنظومة الرقمية للخدمات والعمليات الحكومية في الإمارات، وتعزيز الجاهزية والتنافسية والمرونة والمواءمة الرقمية بين المشاريع والأنظمة الرقمية في الجهات الحكومية، إضافة إلى دورها في تنسيق الجهود وتعزيز التكامل بين الجهات الحكومية لمضاعفة أثر التحول الرقمي الشامل.