اختتمت جلسات وفعاليات مؤتمر "حكاية وطن"، الذي عقد لمدة 3 أيام بالعاصمة الإدارية الجديدة مساء اليوم الإثنين 2 أكتوبر 2023، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، وعدد كبير من رجالات الدولة والمسؤولين، إضافة إلى رجال السياسة والاقتصاد وأعضاء البرلمان ووسائل الإعلام المختلفة.

السيسي يعلن ترشحه للرئاسة 

وجرى خلال جلسات حكاية وطن استعراض ما تم إنجازه في مصر عبر 9 سنوات أعقبت حالة عدم الاستقرار والفوضى من يناير 2011 حتى 2014، وما تم سرده على مدار الأيام الثلاثة الماضية، يؤكد لكل من شكك في خطوات الدولة المصرية على الجهود الجبارة وحالة الاستنفار في كل القطاعات لبناء جمهورية جديدة تتماشى مع التطور الحضاري العالمي وتنافس بقوة لحجز مقعدا سياسيا واقتصاديا على مستوى العالم.

وقال الرئيس السيسي في كلمة له بختام مؤتمر حكاية وطن، إنه ستتم إعادة بناء سياسة خارجية جديدة لمصر، مطالباً المصريين بالمزيد من العمل بعد كل انتقاد أو تشكيك وتحويل الإساءة إلى وقود لتحقيق النجاح، معلنا الرئيس المصري ترشحه لولاية رئاسية جديدة، وذلك في الانتخابات المزمع إجراؤها في ديسمبر المقبل.

وتابع السيسي خلال مؤتمر حكاية وطن، أن "المصريين حققوا ملحمة تاريخية بعدما استعادوا بلادهم من جماعة الظلام والغدر وواجهوا إرهاباً غاشماً ثم واجهوا تحديات كبيرة لتحقيق التنمية والبناء وإقامة دولتهم القوية"، مضيفا أنه يجدد العهد لتحقيق طموحات المصريين وإقامة دولة المؤسسات التي تحقق الحياة الكريمة، مشيراً إلى أنه وجّه الحكومة لبحث مخرجات الحوار الوطني وتنفيذ توصياته وبناء دولة عصرية.

ومن جانبه قال الإعلامي أحمد موسى، إن المسيرات الحاشدة التي تشهدها ميادين مصر كافة اليوم، تعيد أجواء ثورة 30 يونيو، مشيرا إلى أن هناك دعما كبيرا لترشح الرئيس السيسي، للانتخابات الرئاسية المقبلة.

السيسي يعاتب المصريين ويكشف واقعة مؤسفة أفقدت البلاد مليارات الدولارات |تقرير 3 متهمين بإسقاط الدولة المصرية والرئيس السيسي يكشف مصيرهم خلال "حكاية وطن"

وأضاف موسى - خلال برنامج "على مسئوليتي"، المذاع على قناة "صدى البلد"، أن الأعلام المصرية تزين ميادين مصر وتحتفل بنصر أكتوبر العظيم، مع دعم كبير لترشح الرئيس السيسي للانتخابات الرئاسية المقبلة، موضحا أن اللافتات التي يرفعها المواطنون في الشوارع تقول: "الشعب اختارك.. كمل مشوارك".

وتابع موسى: "الشوارع مليانة بالبشر والشعب العظيم علشان تدعم الرئيس السيسي في الترشح للانتخابات الرئاسية"، مشددا على أن الرئيس السيسي، قارئ جيد للتاريخ، ولديه كل المعلومات بما شهدته مصر في أصعب ظروفها، موضحا أن الرئيس صارح المصريين بكل ما شهدته الدولة في القترة من عام 2011 وحتى ما بعد 2011.

وكانت الهيئة الوطنية للانتخابات أعلنت، الاثنين الماضي، إجراء الانتخابات الرئاسية داخل البلاد في العاشر من ديسمبر المقبل وعلى مدار ثلاثة أيام متتالية، فيما كشف المستشار وليد حمزة، رئيس الهيئة خلال مؤتمر صحفي عالمي، عن دعوة الناخبين للانتخابات الرئاسية 2024، التي ستعقد تحت إشراف قضائي كامل، كما أعلن فتح باب الترشح للراغبين.

وأضاف أنه سيخصص قاض لكل صندوق، كما يسمح لوسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني بالمتابعة، موضحا أنه سيتم إعلان القائمة الأولية للمرشحين وفترة الطعون وفترة الصمت والقائمة النهائية وإعلان النتائج، وبعدها انتخابات الإعادة في الداخل والخارج.

وتابع أنه تم إصدار القرار 3 لسنة 2023، ويتضمن أن يبدأ الترشح لمنصب رئيس الجمهورية في الفترة من 5 أكتوبر إلى 15 أكتوبر، على أن تبدأ الانتخابات بالخارج أيام 1و2 و3 ديسمبر، وداخل مصر في أيام 10 و11 و12 من ديسمبر، وفي حالة الإعادة تجري الانتخابات في 8 و9 و10 يناير المقبل.

رسائل السيسي للمصريين 

وتقرر حسب تأكيدات اللجنة، أن تعلن النتائج في يوم 18 ديسمبر إذا لم تصل إلى مرحلة الإعادة، أما إذا وصلت الانتخابات لمرحلة الإعادة فستعلن النتائج يوم 16 يناير، فيما تجرى الانتخابات الرئاسية في 10 آلاف و85 لجنة فرعية على مستوى الجمهورية.

وبعث الرئيس السيسي، عددا كبيرا من الرسائل، خلال جلسات مؤتمر حكاية وطن مكاشفا الشعب المصري بالأوضاع التي تمر بها مصر، جاءت كالتالي:

مشروع قناة السويس كان هدفه تجميع الشعب المصري حوله، ومواجهة الصعوبات والتحديات.الانتخابات الرئاسية فرصة أمام المواطنين للتغيير، لا أحد يستطيع أن يأخذ أو يعطي بدون إرادة المصريين.الأمة لا تُبنى إلا بالجهد والمثابرة الإصلاح وتطوير كل القطاعات.ماضون في مسيرة البناء والتنمية سعيا لحاضر ومستقبل أفضل للمصريين.المواطنون لم يصدقوا كم الإنجاز الضخم بعد حالة التدهور قبل 2014.مصر خسرت خلال 2011 ما يقارب 450 مليار دولار، وكل أزمة لها تداعيات.يجب على المصريين ألا يشاهدوا الظروف القاسية من بعيد وألا يعتبروا التنمية والإصلاح مغامرة، ولم نتخل عن المواطن في أي وقت.الدولة تحركت خلال جائحة كورونا لفتح بيت 25 مليون مواطن كانوا مهددين بالجوع.البلد لا تتقدم إلا بالاستقرار والأمن.الدولة ستدفع 45 تريليون جنيه في المعاشات خلال الـ 50 سنة المقبلة بسبب خطأ في فترة سابقة.يجب تجهيز الدولة بالبنية التحتية الأساسية اللازمة لإطلاق التنمية الصناعية فهي الأمل بالنسبة لمصر والمصريين.الدولة مستعدة لتقديم حوافز أكثر وستوفر حوالي 25 مليار دولار في الفاتورة الإجمالية للدولة.احتياطي البوتاجاز كان يكفي مصر 8 أيام، وتم رفعه إلى 60 يوما.ما فقدته مصر خلال 50 عاما مضت كان كبيرا جدا، وعلينا الاستمرار في العمل بمعدلات سريعة لمدة 20 أو 30 عاما قادمة.مشروع توشكي يحتاج إلى 10 مليارات جنيه حتى يتم توصل الكهرباء.نعالج الخلل الذي حدث منذ 2011 منذ 10 سنوات.تقارير وزير الكهرباء الشهرية عن حجم السرقات وصلت لمليون حادث سرقة كهرباء شهريا.هناك 17 مليون مشترك في خدمة الكهرباء يحصلون على الطاقة بأقل من ربع ثمنها.انقطاع الكهرباء كان بسبب أسعار الغاز التي تضاعفت.الإدارات القديمة كان تخبي الحقائق، ولكن أنا أكاشف المصريين لأنهم واعون.تم إنشاء 300 ألف وحدة سكنية جاهزة بتكلفة 85 مليار جنيه، والدولة لن ترك أهلها أصحاب الظروف الصعبة.الدولة لا يمكن أن تقوم بدون تنمية وتطوير.سيتم تحقيق مستهدفات الأراضي الزراعية خلال عامين على الأكثر.تكلفة استصلاح 4 ملايين فدان تبلغ تريليون جنيه.سبب إيقاف مشروع توشكى لمدة 20 عاما، كان حائط صخري يبلغ طولة 7 كم.لا أحد يستطيع اختراق مركز البيانات المؤمنة، ويتسبب في شلل تام لأعمال الحكومة.مشكلة الإيجار القديم يجب حلها، وتسببت في 2 مليون وحدة سكنية شاغرة، وعلى مجلس النواب إيجاد حل نهائي لها.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: حكاية وطن عبد الفتاح السيسي الرئيس السيسي الهيئة الوطنية للانتخابات أحمد موسى للانتخابات الرئاسیة الرئیس السیسی حکایة وطن

إقرأ أيضاً:

إنسان متوازن ومسؤول.. تكليفات رئاسية ورسائل قوية تحمل رؤية شاملة للحكومة

وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي تكليفات حاسمة للحكومة، حملت في طياتها رؤية واضحة المعالم لإعداد "إنسان متوازن ومسؤول". 

التوجيهات الرئاسية تزامنت مع رسائل قوية وجهت إلى الأئمة ودورهم المحوري في تشكيل الوعي الديني والوطني، لتتكامل الجهود في صياغة مستقبل مشرق لمصر يقوم على أسس راسخة من القيم والأخلاق والمسؤولية المجتمعية. 

وشهد الأسبوع المنقضي نشاطا رئاسيا كبيرا، واجتمع الرئيس السيسي، مع كل من الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء،  والفريق مهندس كامل الوزير نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير النقل والصناعة، وأحمد كجوك وزير المالية، والمهندس حسن الخطيب وزير الاستثمار والتجارة الخارجية.

وصرح السفير محمد الشناوي، المُتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الاجتماع استعرض جهود الحكومة لتهيئة مناخ الأعمال وجذب المزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية، وتم في هذا الإطار عرض موقف الأعباء الإجرائية التي يتحملها المستثمرون، والخطة المقترحة لتخفيف هذه الأعباء مثل توحيد جهة التحصيل وتدشين منصة الكيانات الاقتصادية.

استبدال الرسوم التي تتقاضاها الجهات والهيئات المختلفة بضريبة موحدة 

وأشار المتحدث الرسمي إلى أن الرئيس وجه باستبدال الرسوم التي تتقاضاها الجهات والهيئات المختلفة بضريبة إضافية موحدة من صافي الربح، مؤكدًا على ضرورة خلق مناخ استثماري أكثر تنافسية يشهد المستثمر من خلاله تحسنًا ملموسًا وسريعًا على أرض الواقع في سهولة أداء الأعمال في مصر، من خلال تبسيط الإجراءات، وتخفيف الأعباء المالية.

وذكر أن الاجتماع تناول كذلك جهود تقليل زمن الإفراج الجمركي بحيث يكون المستهدف هو تخفيض عدد الأيام اللازمة للإفراج الجمركي من ثمانية إلى ستة أيام، مع استمرار عمل الخدمات الجمركية بالعطلات الرسمية وأيام الجمعة، وإتاحة إمكانية سداد الرسوم بعد انتهاء ساعات العمل بالبنوك.

مرتكزا على وحدة المواطنين.. الرئيس السيسي يهنئ الشعب المصري بذكرى تحرير سيناءالرئيس السيسي لـ المصريين: "بوعيكم.. الوطن محفوظ إلى يوم الدين"الرئيس السيسي: مصر تقف كما عهدها التاريخ سدا منيعا أمام محاولات تصفية القضية الفلسطينيةالرئيس السيسي: الدفاع عن سيناء وكل شبر من أرض الوطن عهد لا رجعة فيه
وتناول الاجتماع أيضًا محاور البرنامج الجديد لرد أعباء الصادرات، والذي يستهدف دعم الصناعة الوطنية وزيادة الصادرات المصرية لمختلف الأسواق العالمية، حيث أكد الرئيس السيسي على أهمية أن تتضمن محاور البرنامج الجديد تحقيق مستهدفات الدولة الخاصة بزيادة الصادرات حتى عام ٢٠٣٠.

وأضاف المتحدث الرسمي أنه تم خلال الاجتماع استعراض جهود صندوق مصر السيادي لتعظيم العائد من الأصول المملوكة للدولة، وأبرز الجهود التي تتم في إطار تنفيذ برنامج الطروحات الحكومية، في ضوء مخرجات وثيقة سياسة ملكية الدولة، وذلك سعيًا لتعظيم العائد على الأصول المملوكة للدولة من خلال بناء شراكات واسعة مع القطاع الخاص.

ضرورة منح القطاع الخاص الدور المحوري في دفع عجلة الاقتصاد

وشدد الرئيس السيسي على ضرورة منح القطاع الخاص الدور المحوري الرئيسي في دفع عجلة الاقتصاد، وزيادة الصادرات، من خلال تشجيع الاستثمارات الوطنية في مجال الإنتاج والتصدير، وتوفير الخدمات اللازمة للمصدرين.

تخرج الدورة الثانية لتأهيل أئمة الأوقاف من الأكاديمية العسكرية المصرية 

كما شارك الرئيس السيسي في حفل تخرج الدورة الثانية لتأهيل أئمة وزارة الأوقاف من الأكاديمية العسكرية المصرية، بمركز المنارة للمؤتمرات الدولية.

وصرح المتحدث باسم رئاسة الجمهورية بأن تخريج وتأهيل هذه الدفعة الجديدة من الأئمة، التي ضمت 550 إمامًا واستمرت لمدة 24 أسبوعًا، يأتي في إطار تنفيذ توجيهات الرئيس لوزارة الأوقاف، بالتنسيق مع مؤسسات الدولة المعنية، بما فيها الأكاديمية العسكرية المصرية، لوضع برنامج تدريبي متكامل يهدف إلى تعزيز قدرات الأئمة على مختلف المستويات، بما يسهم في الارتقاء بالخطاب الديني وتطوير آليات التواصل، خاصة لمكافحة ودحض الفكر المتطرف، فضلًا عن ترسيخ الوعي والمعرفة والإدراك لمختلف القضايا الفكرية والتحديات الراهنة.  

فعاليات الحفل شملت عرضًا لفيلم وثائقي بعنوان "تقرير نجاح الدورة"، تلاه عرض للبحث الجماعي لدارسي دورة الأئمة حول موسوعية العالم والداعية وأثر ذلك على أداء مهامه (الإمام جلال الدين السيوطي نموذجا)، وإعلان نتيجة تخرج الدورة، كما أدى الخريجون قسم الولاء، وهو قسم مستحدث للخريجين من الأئمة والدعاة، لقنه للخريجين الدكتور أحمد نبوي عضو المكتب الفني لوزير الأوقاف، وذلك قبل أن تشهد الفعاليات فقرة شعرية ألقاها أحد الدارسين، أعقبها إنشاد ديني.

وألقى كلٌ من الفريق أشرف زاهر، مدير الأكاديمية العسكرية المصرية، والدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، كلمات سلطت الضوء على أهمية التكامل والتعاون بين جهات الدولة المعنية لتنفيذ رؤية القيادة السياسية في إعداد جيل جديد من الأئمة، يجمع بين التعمق في علوم الدين وإتقان أدوات التواصل الحديثة، بما يعزز دورهم في نشر الفكر الوسطي وترسيخ القيم الوطنية.

وألقى الرئيس كلمة بهذه المناسبة، قال فيها: نحتفل بتخريج كوكبة جديدة من الأئمة الذين سوف يحملون على عاتقهم أمانة الكلمة، ونشر نور الهداية، وترسيخ قيم الرحمة والتسامح والوعي.

وكنت قد وجهتُ وزارة الأوقاف، بالتعاون مع مؤسسات الدولة الوطنية، وعلى رأسها الأكاديمية العسكرية المصرية، بوضع برنامج تدريبي متكامل يُعنى بصقل مهارات الأئمة علميًا وثقافيًا وسلوكيًا، بهدف الارتقاء بمستوى الأداء الدعوي، وتعزيز أدوات التواصل مع المجتمع، ليكون الإمام نبراسًا للوعي، متمكنًا من البيان، بارعًا في الإقناع، أمينًا في النقل، حاضرًا بوعيٍ نافذ وإدراكٍ عميق لمختلف القضايا الفكرية والتحديات الراهنة.

وها نحن اليوم أمام ثمار هذا التعاون البناء، نرى فيه هذه النخبة المشرقة من الأئمة الذين تلقَّوا إعدادًا نوعيًا يمزج بين أصول علوم الدين الراسخة وأدوات التواصل الحديثة، متسلحين برؤية وطنية خالصة، وولاءٍ لله ثم للوطن، وإدراكٍ واعٍ لتحديات العصر ومتغيراته، مع المحافظة على الثوابت.

تجديد الخطاب الديني لا يكون إلا على أيدي دعاة مستنيرين

في زمن تتعاظم فيه الحاجة إلى خطاب ديني مستنير، وفكرٍ رشيد، وكلمة مسؤولة، تتجلّى مكانتكم بوصفكم حَمَلة لواء هذا النهج القويم.  وقد أدركنا منذ اللحظة الأولى أن تجديد الخطاب الديني لا يكون إلا على أيدي دعاة مستنيرين، أغنياء بالعلم، واسعي الأفق، مدركين للتحديات، أمناء على الدين والوطن، قادرين على تقديم حلول عمليةٍ للناس، تداوي مشكلاتهم وتتصدى لتحدياتهم، بما يُحقق مقاصد الدين ويحفظ ثوابته العريقة.

ولا تنحصر مهمة تجديد الخطاب الديني في تصحيح المفاهيم المغلوطة فحسب، بل تمتد لتقديم الصورة المشرقة الحقيقية للدين الحنيف، كما تجلّت في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكما نقلها الصحابة الكرام، وكما أرسى معالمها أئمة الهُدى عبر العصور.

واليوم وأنتم تتخرجون، وتخطون أولى خطواتكم في هذا الدرب النبيل، فإن أعظم ما نعول عليه منكم هو أن تحفظوا العهد مع الله، ثم مع وطنكم بأن تكونوا دعاة إلى الخير، ناشرين للرحمة، وسفراء سلام للعالم بأسره.

وإن مصر، بتاريخها العريق وعلمائها الأجلاء ومؤسساتها الراسخة، كانت وستظل منارةً للإسلام الوسطي المستنير، الذي يُعلي قيمة الإنسان، ويُكرّم العقل، ويحترم التنوع، ويرسي معاني العدل والرحمة.  

وما نشهده اليوم يؤكد مضيَّ الدولة المصرية بثباتٍ وعزمٍ في مشروعها الوطني لبناء الإنسان المصري بناءً متكاملًا، يُراعي العقل والوجدان، ويجعل من الدين ركيزةً للنهوض والتقدم، في ظل قيم الانتماء والوسطية والرشد.  

ختامًا… أُحيي كل عقلٍ وفكرٍ ويدٍ أسهمت في إنجاز هذا العمل الجليل، من وزارة الأوقاف، ومن الأكاديمية العسكرية المصرية، ومن كل مؤسسة وطنية، آمنت بأن بناء الإنسان هو بناء للوطن، وتحصين لجيلٍ قادم، وتمهيدٌ لمستقبل أكثر إشراقًا، وفقكم الله جميعًا، وبارك في جهودكم، وجعلنا دائمًا في خدمة الحق والخير والإنسانية.

وبعد انتهاء الرئيس من كلمته المكتوبة، وجه عدة رسائل تحمل رؤية الدولة في إعداد إنسان متوازن ومسؤول، قادر على الإسهام الإيجابي في المجتمع، مشيرًا إلى أهمية الاقتداء بالإمام السيوطي كنموذج يحتذى به، الذي قدم مساهمة استثنائية من خلال تأليف 1164 كتابًا خلال حياته.

وأكد الرئيس السيسي أن الكلمات وحدها لا تكفي لإحداث تأثير في المجتمع، بل يجب أن تُترجم إلى أفعال إيجابية وفعالة تُشكل مسارًا يُتبع ويُنفذ. وضرب مثالًا على ذلك باستخدام مقار المساجد، إلى جانب كونها أماكن للعبادة، لتقديم خدمات تعليمية للطلاب، كما شدد على ضرورة حسن معاملة الجيران، والاهتمام بتربية الأبناء، ومواكبة التطور دون المساس بالثوابت.

واختتم الرئيس حديثه بالتأكيد على أهمية الحفاظ على اللغة العربية، ودور الدعاة في أن يكونوا حماة للحرية، مما يعكس رؤية شاملة للتنمية المجتمعية، مؤكدًا أن الدورة التي حصل عليها الأئمة بالأكاديمية العسكرية المصرية عكف على إعدادها علماء متخصصون في علم النفس والاجتماع والإعلام وكل المجالات ذات الصلة.

وفي النهاية، أعرب الرئيس السيسي عن التعازي في وفاة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، مؤكدًا أن الانسانية قد خسرت بوفاته قامة كبيرة.

طباعة شارك السيسي تكليفات حاسمة إنسان متوازن ومسؤول التوجيهات الرئاسية رسائل قوية

مقالات مشابهة

  • حزب المصريين: كلمة الرئيس السيسي في ذكرى تحرير سيناء أظهرت معدن المصريين
  • إنسان متوازن ومسؤول.. تكليفات رئاسية ورسائل قوية تحمل رؤية شاملة للحكومة
  • معزب: لا أرضية لإجراء انتخابات رئاسية.. والبرلمانية ممكنة
  • الرئيس السيسي: الدفاع عن سيناء مبدأ ثابت فى عقيدة المصريين
  • الرئيس السيسي لـ المصريين: بوعيكم.. الوطن محفوظ إلى يوم الدين
  • وزير الإسكان يختتم جولته اليوم بتفقد وحدات المبادرة الرئاسية سكن لكل المصريين
  • معزب: علينا إجراء الانتخابات البرلمانية فقط وفك ارتباطها بالانتخابات الرئاسية
  • حزب المصريين: زيارة الرئيس السيسي لجيبوتي لها أبعاد استراتيجية
  • الرئيس السيسي يعلن تأسيس مجلس الأعمال المصري الجيبوتي
  • المصريين: زيارة الرئيس السيسي لجيبوتي تُعزز الأمن في المنطقة