شحنة القمح البولندية المقدمة كمنحة لليمن.. فضيحة تكشف فساد وفشل حكومة معين
تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT
ألقت شحنة القمح التي قدمتها جمهورية بولندا كمنحة للشعب اليمني، وإعلان إنتهاء المهلة، الظلال على فساد الحكومة اليمنية -المعترف بها دوليا- ورئيسها معين عبدالملك، وتنصله في أداء واجبه لشعب يعاني من المجاعة في ظل الحرب التي تشهدها البلاد منذ تسع سنوات.
وفي وقت سابق أثار النائب البرلماني علي عشال قضية اتفاق حكومي مع أحد التجار لنقل الكمية مقابل حصوله على 50٪ من شحنة القمح البالغ حجمها 40 ألف طن وتداولتها وسائل الإعلام على نطاق واسع ليبدأ المسؤولون بعدها التنصل من علاقته بهذه الصفقة ومعها التنصل عن مسؤولياتهم في نقل الكمية لشعب يعاني من مجاعة وكان في أمس الحاجة لها.
وكشفت وزارة الصناعة والتجارة، اليوم الاثنين، أسباب قرار بولندا سحب شحنة قمح خصصت كمساعدات للشعب اليمني.
وقال وزير الصناعة والتجارة في مذكرة أبلغ فيه رئيس الحكومة معين عبد الملك بسحب الحكومة البولندية لمنحة القمح المقدرة بـ 40 ألف طن، بسبب عدم استلامها من الجانب الحكومي اليمني أو التكفل بنقلها لليمن وتوزيعها على مستحقيها من أبناء الشعب المسحوق بالجوع والأزمات المعيشية المختلفة.
تهرب وتنصل من المسؤولية
وكان وزير التخطيط والتعاون الدولي في الحكومة واعد باذيب قد طالب بمذكرة ممثل برنامج الغذاء العالمي في اليمن، بناء على توجيهات رئيس الوزراء، بنقل الشحنة المقدمة من بولندا لليمن والمقدرة بـ40 ألف طن، وتوزيعها نظراً لعدم توفر الإمكانات المادية لنقل الشحنة.
وقال باذيب إن وزارته تلقت بلاغا وتوجيها من رئيس الوزراء في 11 سبتمبر الماضي وأن هذا التوجيه كان بعد أن رفض رئيس الوزراء العقد المبرم بين وزارة الصناعة والتجارة وشركة خاصة تسمى (شركة الغداء الماسي) "والتي كانت ستأخذ ما نسبته 50٪ من اجمالي كمية الشحنة.
وطبقا للمذكرة فإن وزارة التجارة والصناعة قد فوضت سفيرة اليمن لدى وارسو بتوقيع الاتفاق مع المستفيد وشحن الشحنة من صوامع غلال ميناء GDANSK البولندي وكان اخر يوم مسموح لنقل الشحنة هو 15 سبتمبر الماضي.
وفي تهرب وتنصل واضحين من المسؤولية الملقاة على وزارة التخطيط، أرجع باذيب ذلك إلى أن وزارته معنية بالمنح والمساعدات فقد تركت الأمر لقنوات وزارتي التجارة والصناعة والخارجية عبر سفارة اليمن في بولندا، بينما الشحنة عبارة عن مساعدات.
وزعم الوزير باذيب أن وزارته قامت بمخاطبة برنامج الغذاء العالمي والذي اعتذر ووضح باعتذاره عن عدم قدرته على تحمل نفقات نقل وتغليف وتوزيع الشحنة الى المستفيدين بكل محافظات اليمن وهو مبلغ كبير لم يستطيع البرنامج توفيره نظراً لانخفاض التمويلات بشكل عام، وفقا لمذكرة البرنامج.
برنامج الغذاء بدوره قدم اعتذاره لوزارة التخطيط عن عدم قدرته على تحمل نفات نقل الشحنة والذي حدد تكاليف النقل ب 20 مليون دولار وهو مبلغ يفوق السعر الحقيقي للشحنة، البالغ 14 مليون دولار، الأمر الذي يكشف مدى الفساد الذي تمارسه المنظمات الأممية في اليمن والتي تنفق على نقل وتوزيع المساعدات أضعاف قيمتها الحقيقية.
وزير الصناعة.. لسنا معنيين بالمنح والمساعدات
وفي السياق ذاته أعلنت وزارة الصناعة والتجارة أنها غير معنية بالمنح والمساعدات، وأن تحرك الوزير جاء بتوجيه من رئيس الوزراء في مطلع أغسطس الماضي نظراً لعدم تفاعل الجهات المعنية بالملف الإنساني.
ومما جاء في مذكرة مكتب وزير الصناعة محمد الأشول "نظراً لعدم تفاعل الجهات المعنية بالملف الإنساني لسته أشهر فقد تلقت الوزارة في 5 أغسطس توجيهاً من رئيس الوزراء بالتنسيق والتعاون مع سفيرة بلادنا في بولندا والبحث عن آلية أو طريقة لوصول المنحة للمحتاجين في البلاد".
يضيف الأشول في المذكرة "بعد التواصل بين السفيرة في بولندا اقترحنا أن تتولى المهمة المؤسسة الاقتصادية، لكن ونظراً لعدم التفاعل استمرت المتابعة للوزارة من قبل رئيس مجلس الوزراء ومكتب الاخ الرئيس وحثها على استمرار التعاون وتسهيل أي إجراءات بهدف استلام المنحة وإيصالها حتى تتحقق الثقة لدى الدولة المانحة التي وعدت بمنح أخرى إذا تم استلام ونقل هذه المنحة".
وتابع "تم تواصل سفيرتنا مع مجموعة هايل سعيد بحكم أن لديهم مطاحن وخبرة في هذا المجال، وتم تحرير أكثر من مذكرة لكن كانت النتيجة اعتذارهم عن ذلك".
وأردف "استطاعت السفيرة التي تعرضت لضغط وحرج من قبل الدولة المانحة أن تجد رجل الأعمال حسن جيد وتفاوضت معه واعد مشروع العقد وأرسل الى الوزارة للمراجعة وكون السفيرة تواجه ضغوط يوميه من قبل الدولة المانحة فقد تم تفويضها باستكمال الإجراءات بهدف وصول المنحة وتعزيز الثقة لدى دولة بولندا".
وعقب ذلك افادت -مذكرة الصناعة- أن رئيس الوزراء وجه وزارة التخطيط بمخاطبة منظمة الأغذية لتتولى استلام ونقل وتوزيع المنحة "إلا أن المنظمة اعتذرت وأشعرت وزارة التخطيط أن تكاليف تلك المهمة 20 مليون دولار ".
وختم الأشول مذكرته بالقول "نأمل تكليف المؤسسة الاقتصادية بنقلها وتوزيعها او اي جهة أخرى، اذا ما تمكن السفير البولندي الجديد من اقناع بلاده بإعادة المنحة التي بذلت فيها سفيرة اليمن لدى بولندا د. مرفت مجلي، كل الجهود لاعتمادها ونقلها للداخل اليمني.
خبراء اقتصاديون يرون أن قيمة الشحنة بالسوق يصل إلى 14مليون دولار وتكاليف النقل لا تتجاوز مليوني دولار، لكن لأن رئيس الحكومة معين عبدالملك لا يرى فيها أي مكسب شخصي له، فقد تخلى عن المنحة بكل برود أعصاب، طالما وهي تحتاج من خزينة الحكومة إلى مليوني دولار أجور نقل وتوزيع.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن شحنة القمح بولندا الحكومة اليمنية فساد الصناعة والتجارة وزارة التخطیط رئیس الوزراء
إقرأ أيضاً:
رئيس الوزراء: مصر سددت 38.7 مليار دولار ديون مستحقة خلال عام 2024
ترأس الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، الاجتماع الأسبوعي للحكومة اليوم، وذلك بمقرها بالعاصمة الإدارية الجديدة، حيث تم بحث واستعراض عدد من الموضوعات والملفات المهمة.
واستهل مجلس الوزراء اجتماعه اليوم بتقديم أعضاء الحكومة التهنئة للرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بمناسبة قرب حلول العام الميلادي الجديد، كما تقدموا لأبناء الشعب المصري العظيم داخل الجمهورية وخارجها بالتهنئة بحلول هذه المناسبة، داعين المولي عز وجل أن يكون عام خير ورخاء واستقرار وسلام على الدولة المصرية والعالم بأسره.
وأشاد رئيس الوزراء، خلال الاجتماع، بنتائج القمة الحادية عشرة لمنظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي، التي افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية أعمالها بالعاصمة الإدارية الجديدة منذ أيام، وعقدت تحت عنوان الاستثمار في الشباب ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة نحو تشكيل اقتصاد الغد، وذلك بحضور قادة الدول الأعضاء بالمنظمة، وعدد من قادة الدول النامية والمنظمات الإقليمية والدولية.
ولفت رئيس الوزراء إلى ما عقده الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية من لقاءات واجتماعات ثنائية مهمة مع قادة الدول الأعضاء بمنظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي، على هامش انعقاد أعمال القمة الحادية عشرة للمنظمة، وكذا ما تمّ عقده من لقاءات مع عدد من قادة الدول النامية والمنظمات الإقليمية والدولية المشاركة في أعمال القمة، وما شملته هذه اللقاءات من بحث لسبل دعم وتعزيز أوجه التعاون والعلاقات الثنائية في العديد من المجالات، فضلا عن التنسيق والتشاور في العديد من الملفات والموضوعات ذات الاهتمام المشترك على المستويين الإقليمي والدولي.
ونوه مدبولي إلى أن المبادرات التي أعلن عنها الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال كلمته الافتتاحية لأعمال القمة الحادية عشرة لمنظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي، من شأنها أن تسهم في تعزيز ودفع أوجه التعاون بين دول المنظمة في العديد من المجالات، وذلك بما يحقق الأهداف والمصالح المشتركة، ويلبي آمال وتطلعات شعوب تلك الدول.
وخلال الاجتماع، أشار رئيس الوزراء إلى الانتهاء من المراجعة الرابعة مع مسئولي صندوق النقد الدولي ضمن ترتيب تسهيل الصندوق الممدد، والذي ستحصل مصر بموجبه على 1.2 مليار دولار، لافتا إلى التصريح الصادر عن إيفانا فلادكوفا هولار، رئيسة بعثة صندوق النقد الدولي إلى مصر، والذي أوضحت خلاله أنه تم التوصل إلى اتفاق على مستوى الخبراء مع السلطات المصرية بشأن المراجعة الرابعة ضمن ترتيب تسهيل الصندوق الممدد.
كما أكدت أن السلطات المصرية واصلت تنفيذ سياسات رئيسية للحفاظ على الاستقرار الاقتصادي الكلي، وذلك على الرغم من التوترات الإقليمية المستمرة التي تتسبب في انخفاض حاد في عائدات قناة السويس.
وفي سياق متصل، أشار رئيس الوزراء إلى أن الدولة المصرية سددت خلال شهري نوفمبر الماضي، وديسمبر الجاري نحو 7 مليارات دولار من الديون المستحقة عليها، وأن إجمالي ما تم سداده خلال عام 2024 وصل إلى 38.7 مليار دولار، لافتا إلى أن ذلك كان يُمثل تحدياً كبيراً للدولة، مؤكداً أن الدولة المصرية ملتزمة بسداد ما عليها من التزامات، وأنها لم تتخلف يوماً عن سداد تلك المستحقات، منوها في هذا الصدد إلى أن المبلغ المستحق خلال العام المقبل سيكون أقل مما تم سداده هذا العام.
وأكد رئيس الوزراء، خلال حديثه، في هذا السياق، استمرار جهود مختلف أجهزة وجهات الدولة المعنية فيما يتعلق بحوكمة وضبط بنود الانفاق الاستثماري، وذلك بما يسهم في اتاحة الفرصة بشكل أكبر أمام مؤسسات القطاع الخاص لزيادة نسب معدلات مشاركته في العديد من الأنشطة الاقتصادية، هذا فضلا عن مساهمة هذه الإجراءات في ضبط الأداء المالي للموازنة العامة للدولة.
وجدد مدبولي، خلال الاجتماع، التأكيد على استمرار جهود مختلف الأجهزة المعنية لتأمين الاحتياطيات المناسبة من مختلف السلع الاستراتيجية والاساسية، التي من شأنها أن تضمن تلبية الاحتياجات الإنتاجية والاستهلاكية من هذه السلع، وإتاحة مخزون آمن منها، ضمانا لاستقرار مستوى أسعارها، وتنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، في هذا الشأن.