شهدت محافظة الإسكندرية خلال الـ 10 سنوات الماضية نقلة تنموية ونوعية وحضارية كبرى فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، خاصة فيما يخص الطرق، حيث تم تنفيذ حزمة من المشروعات التي أدت إلى حلول جذرية في الأزمة المرورية، بالإضافة إلى الإسهامات الاقتصادية والتنموية والعمرانية لتلك الطرق والمحاور الجديدة.

إنجازات 10 سنوات في الإسكندريةإنجازات 10 سنوات في الإسكندرية

وفي السطور التالية، يستعرض لكم موقع "صدى البلد" أهم المشروعات فى مجال الطرق والمحاور الرئيسية بالإسكندرية، خلال الـ 10 سنوات الماضية:

1- محور المحمودية: 
يعد محور المحمودية بالإسكندرية، أكبر مشروع قومى شهدته المحافظة منذ سنوات عديد ، حيث ساهم فى القضاء على زحام الطريق الرئيسية بالإسكندرية بعد أن كان الاعتماد الرئيسي على محور الكورنيش وطريق جمال عبد الناصر، وهو المشروع الذى بلغت تكلفته 5.

5 مليار جنيه، تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى بإنشاء هذا المحور المهم الذى يمثل شريان حياة لمحافظة الإسكندرية وحل الآزمة المرورية بها

وأدى تنفيذ المشروع القومى، إلى تحويل ترعة المحمودية من مستنقع للمخلفات والأوبئة إلى شريان مرورى ومحور تنموى متكامل بطول 21 كيلو متراً، بدء من تقاطع الكوبرى الدولى الساحلى بالكيلو 55 ترعة المحمودية شرقاً حتى المصب بمنطقة الدخيلة بالكيلو 77 ترعة المحمودية غرباً، مع إنشاء 14 نقطة تنموية بطول المحور.

ويتخلل المشروع 25 محورا عرضيا لربط "الشريان" بالأحياء الداخلية، ليعطى قبلة الحياة للمدينة للخروج من أزمتها المرورية، فضلاً عن وضع الإسكندرية على خريطة التنمية الشاملة والمستدامة، حيث يأتى عرض المحور ما بين 80 و120 متراً، ويسع المحور الجديد من 6 إلى 8 حارات مرورية فى كل اتجاه، مع تخصيص حارة لأتوبيسات النقل العام، حيث تم تخصيص سيارات الأتوبيس الكهربائى للعمل على المحور لخدمة نحو 16 محطة بطول المحور.

جميع السلع متوفرة والمخزون يكفى لأكثر من 6 أشهر.. 9 سنوات تاريخية مصر على الخريطة العالمية بمجال الطاقة.. 9 رسائل من الرئيس السيسي أول يوم دراسي.. أمطار وتقلبات شديدة ومنخفض جوي.. تحذيرات عاجلة من الأرصاد

وتضمن المشروع تنفيذ 5 كبارى جديدة بالقطاع المغطى أحدهم بمنطقة أبو سليمان وآخرين بمنطقتى أنطونيادس والمطار لربط المحور على طريق القبارى السريع وكذلك كوبرى بشاير الخير (أ) وبشاير الخير (ب) لربط محور المحمودية على محور الدائرى الساحلى، حيث يشمل المحور نحو 3 كبارى على قطاع المحمودية مباشرة، وهو كوبرى أنطونيادس بطول 560 متر، وكوبرى أبو سليمان بطول 900 متر، وكوبرى بشاير الخير (أ) بطول 750 متر ، بالإضافة إلى مجموعة كبارى بشاير (ب) والتى تربط محور المحمودية بطريق الدولى الساحلى بطول 2100 متر، ومجموعة كبارى المطار التى تربط محور المحمودية بالطريق الزراعى بطول 4200 متر، بمجموع 6 كبارى وبمسافة إجمالية تقدر بنحو 8000  متر لأول مرة بالإسكندرية، وقد تم الانتهاء منها فى وقت قياسى حيث استغرق العمل نحو عامين فقط .

كما تضمن المشروع عدد من كبارى المشاة وعددها 14 كوبرى مشاة، تنتشر بطول محور المحمودية، وأصبحت تحفة معمارية جمالية تتميز بشكل جمالى يزين المحور، وهى تحمل أسماء شهداء الوطن، حيث تم إطلاق أسماء الشهداء على كل كوبرى للمشاة بطول المحور.

وتمت الاستفادة من المساحات المكتسبة أسفل كبارى السيارات العلوية كأماكن الدوران للخلف وكذا تنفيذ المحال والمولات التجارية وأماكن انتظار السيارات لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من الكوبرى وتوفير فرص عمل غير محدودة للشباب، بالإضافة إلى تجميل جانبى مطالع ومنازل الكبارى بجداريات مستوحاة من التراث السكندري، كما شملت أعمال التطوير مساحة 320 ألف متر مسطح أراضى مكتسبة ناتج أعمال تغطية المحور.

وتمت الاستفادة من بعض الأراضى المكتسبة نتيجة أعمال تغطية المحور بمنطقة سموحة بإنشاء عدد 3 بحيرات صناعية بإجمالى مسطح مائى 17 ألف متر مسطح، وتضم مساحات تجارية حول البحيرة الثانية والثالثة بإجمالى عدد 99 محل تجارى بمساحة 4400 متر مسطح، وممرات مشاة علوية وسفلية للتنزه.

كما تم إنشاء عدد 14 نقطة تنموية بإجمالى مساحة 72 ألف متر مسطح ضمن الأراضى المكتسبة من أعمال التغطية للمحور لخدمة الأهالى، وتشمل دور عبادة وساحات شعبية وحمامات سباحة وملاعب ونقاط أمنية ومرورية وحماية مدنية ومراكز تجارية ومدارس تعليم أساسى ومحطات وقود.

وترجع أهمية مشروع تطوير محور ترعة المحمودية بالإسكندرية إلى أنه أدى الى تحول ديموجرافى للأراضى على جانبى المحور مع التنوع فى الأنشطة المختلفة، وتنوع المناطق الخدمية والاستثمارية، وتطوير لجميع شبكات المرافق لتتواكب مع المتطلبات الحالية والمستقبلية المحافظة، حيث يعد المشروع محورا تنمويا متكاملا يلبى كل متطلبات التنمية والحركة والاستثمار وحل المشكلة المرورية بالإسكندرية، وكذا خدمة التوسعات العمرانية الجديدة.

2- محور المشير فؤاد أبو ذكرى:

ويعد محور التعمير والذي تم تغيير اسمه الى المشير "فؤاد أبو ذكري" ،أحد أهم المحاور الرئيسية لتخفيف الاعباء المرورية بالمحافظة ،و الذى افتتحه الرئيس عبد الفتاح السيسى ، ليكون أيقونة تنموية غرب الإسكندرية ، ويبلغ طول المحور 35 كم ويقطع طريق مصر الإسكندرية الصحراوى حتى طريق سيدى كرير / المطار  سرعة السيارات على المحور 120/كم، الأعمال الهيدروليكية بالمحور تتضمن 22 برجا بطول 4500 متر طولى ،يتضمن زراعة 2000 نخلة و2600 شجرة زيتون فى الجزيرة الوسطى وحول المحور ،شمل التطوير اعمال تطهير المصارف منطقة الملاحات بالكامل

وتنفيذ توسعة كوبرى سيدى كرير بطول 638 مترا وعرض 40 متر لاستيعاب الحركة القادمة بعد التطوير يتضمن 9 حارات مرورية فى كل اتجاه يشمل 4 حارات خدمة و 5 حارات حرة  إجمالي المسطحات الكباري فى المرحلة الجارية 320 الف متر مسطح يتضمن 755 عامود إنارة لاضاءه المحور.

إنجازات 10 سنوات في الإسكندريةشريان مروري تنموي

3- مشروع نفق وكوبري شارع 45

شهدت محافظة الإسكندرية، إنشاء نفق وكباري شارع 45 "أنور السادات" بطريق الكورنيش ، وذلك  تخفيفا على المواطن السكندري من أعباء الزحام المروري وخاصة في موسم الصيف، حيث يصل عدد سكان الإسكندرية خلاله نحو 9 مليون مواطن ما بين سكان المدينة وزوارها.

ويشمل المشروع نفق من شارع السادات بعرض 19 متر ، عبارة عن 3 حارات للدخول ، و 3 حارات للخروج بطول 150 متر تقريباً مفتوح من الأعلى ، ويستمر النفق أسفل طريق الجيش بعرض 3 حارات دخول 3 حارات خروج بطول 60 متر بأرتفاع 6 متر وبعرض 25 متر يشمل نفق يمين ونفق يسار للمشاة بعرض 2.5 متر وارتفاع صافي 2.5 متر.

وينتهى النفق من جهة البحر بالدوران ناحية اليسار، بعدد (2) كوبرى عبارة عن حارات للخروج 3 حارات للدخول لكل منهما ويتم انفصالهم عن بعض وذلك بطول 200 متر تقريباً لمطلع الخروج من النفق وطـول 130 متر تقريباً لمنزل الدخول إلى النفق ، بالإضافة إلي ممشى (كوبرى) على طريق الكورنيش موازي للبحر والكباري بطول 250 متر تقريباً وعرض 6 متر وارتفاع من 5 متر إلى 8 متر عن سطح البحر.

ويوجد مدخلين نفق المشاة الواحد، مدخل قبلى على رصيف العمارات بالإضافة إلى مدخل من أعلى النفق مباشرة على شارع السادات ، وذلك للوصول بهما إلى الجهة المقابلة من البحر إما الصعود للممشى على رصيف الكورنيش البحري أو النزول إلى الشاطئ بأطوال 140 متر  لأنفاق المشاه بجميع الاتجاهات.

4- مشروعات لمحاور وطرق جديدة جارى تنفيذها

وتقوم محافظة الإسكندرية بتنفيذ مخطط جديد، حاليا لأعمال التوسعة الجديدة لطريق الكورنيش، حيث تتم التوسعة بطول 4.4 كيلو متر من منطقة المنتزة وحتى السرايا، والتوسعة الجديدة تشمل 5 حارات لكل اتجاه ويتزامن ذلك مع أعمال الحماية البحرية التى تقوم بها هيئة حماية الشواطئ داخل البحر .

كما تقوم محافظة الإسكندرية حاليا بتنفيذ مشروع إنشاء الكوبرى الرابط بين شارع 45 (السادات) والطريق الدولى الساحلى، والمقرر إنشاؤه بهدف حل مشكلة الاختناقات المرورية عند تقاطع شارع السادات (45) وشارع مصطفى كامل، ولتسهيل حركة المرور من الكورنيش إلى (الطريق الدولى الساحلي- طريق مصطفى كامل فى اتجاهى الساعة والمعمورة) والعكس، والقائم على تنفيذ المشروع، جهاز تعمير الساحل الشمالى الأوسط التابع لوزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية.

ومن أهم مشروعات الطرق التى يتم تنفيذها بالمدينة؛ حيث يعمل على حل الاختناقات المرورية فى منطقة تقاطع شارع محمد أنور السادات مع شارع مصطفى كامل، وخاصة أن شارع محمد أنور السادات، يعتبر مدخلًا رئيسيًا لشرق المدينة، ويربط المدينة بالطريق الدولى الساحلى، والطريق الزراعى، ومحور المحمودية، وطريق الكورنيش.

والكوبرى سيتم إنشاؤه على مستويين بإجمالى أطوال 2 كم، ومن المقرر تنفيذه خلال 18 شهرا، وقد تم البدء فى عمل أسفلت للطرق البديلة لعدم تعطيل حركة المرور خلال فترة إنشاء الكوبرى،و الكوبرى سيعمل على تيسيير حركة المرور من الكورنيش إلى (الطريق الدولى الساحلى - طريق مصطفى كامل فى اتجاهى الساعه والمعمورة) والعكس.

موجة شديدة الحرارة وسقوط أمطار.. اعرف حالة الطقس اليوم الخميس 28-9-2023 بكره دا بتاعكم.. رسائل مهمة من الرئيس السيسي بمناسبة المولد النبوي الشريف مشروع تعليمي مهم يجمع بين مصر وبريطانيا.. وهذه علاقته بخريجي المدارس الفنية

5- محاور ربط ميناء الإسكندرية الكبير بمحور أبو ذكري ومحور الدخيلة ومحور 54  

وشهدت محافظة الإسكندرية إنشاء عدة محاور لربط ميناء الإسكندرية بمحور أبو ذكرى ، لتسهيل حركة الشاحنات ونقل البضائع من وإلى ميناء الإسكندرية ، حيث تم الانتهاء من صيانة ورفع كفاءة محور 27 ،حيث تم الانتهاء من صيانة ورفع كفاءة الكوبرى القائم وإصلاح فواصله بطول 2.2 كم ، و إنشاء محور 54 بطول 2.2 كم وذلك لتسهيل خروج الشاحنات من الميناء وتفادي حدوث التكدسات المرورية بشارع الماكس ( تنفيذ النيل العامة للطرق والكباري احدى شركات وزارة النقل).

كذلك تم إنشاء محور الدخيلة بطول 4.5 كم ، وذلك لتخفيف الحمل المروري علي الطرق الداخلية وحل مشاكل الازدحام بمنطقة غرب الإسكندرية بعدد 3 حارات لكل اتجاه ، والانتهاء من إنشاء كوبري كم 21 بتقاطع الذراع البحري مع الطريق الدولي الساحلي،  حيث تم الانتهاء من تنفيذ المرحلة الأولى بإنشاء كوبري اتجاه واحد بطول 1250 مترا بعدد 3 حارات مرورية لتسهيل حركة القادم من الإسكندرية والقاهرة، وكوبري دوران بطول 840 مترا بعدد 2 حارة مرورية لصالح القادم من الإسكندرية متجها إلي القاهرة الإسكندرية الصحراوي ،بما يعد جزء من تطوير منطقة العجمي لحين التطوير الشامل للمنطقة بعد الانتهاء من تخطيط المرحلة الثالثة لمترو الأسكندرية المخطط وصولها إلي العجمي.

وأيضا تم تطوير وتوسعة وصلة الكافوري / سيدي كرير / برج العرب بطول 33 كم، وذلك في المسافة من طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوي إلي برج العرب مروراً بمنطقة سيدي كرير بإجمالي طول 33كم ليصبح 5 حارات لكل اتجاه منها 2 حارة للشاحنات .

من جانبه، قال الدكتور حسن مهدي، أستاذ هندسة الطرق بجامعة عين شمس، إن دور مشروعات الطرق والنقل كان له كبير الأثر في العديد من الأمور من بينها الحد من المشاكل المرورية ، فضلً عن التقليل من التلوث ، وكذلك التقليل من الحوادث ، وبالتالي كل ذلك كان له مردود ايجابي على الاقتصاد القومي المصري.

وأضاف مهدي في تصريحات لـ "صدى البلد" أنه من بين الأمور الإيجابية التي حققتها الدولة المصرية من خلال تطوير شبكات الطرق والنقل هو انخفاض معدلات الحوادث بنسبة تصل إلى 35 - 40%، مشيراً إلى أن مشروعات النقل ساهمت بشكل مباشر في توظيف عدد كبير من العمال في قطاع النقل وهذا ساهم بشكل كبير في توفير فرص العمل ، وبالتالي تخفيض معدلات البطالة، كما أن مشروعات الطرق سهلت حركة المواطن في مصر.

ولفت إلى أن مصر تمتلك مصانع كثيرة بالشراكة مع القطاع الخاص لتصنيع منتجات مستخدمة في الصناعات القائمة مما سيكون له مردود إيجابي على الاقتصاد وبالتالي توفير العملة الصعبة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الاسكندرية محور المحمودية المحاور الطرق والمحاور شارع 45 محافظة الاسكندرية أنور السادات محافظة الإسکندریة بالإضافة إلى مصطفى کامل متر تقریبا متر مسطح کل اتجاه حیث تم

إقرأ أيضاً:

عائلة ثرية في باريس تستعد لمنافسة سان جيرمان.. شغف قد يحوّل الحلم إلى حقيقة

تشتهر باريس بهندستها المعمارية الخلابة ومطبخها الفاخر وريادتها في عالم الأزياء حول العالم، لكن العاصمة الفرنسية تفتقر إلى أحد أبرز عناصر المدن الحديثة وهو مبارزة "ديربي" قوية في كرة القدم.

على الرغم من أن نادي باريس سان جرمان المملوك لقطر أنفق ميزانيات ضخمة في الأعوام الأخيرة لجذب نجوم عالميين على غرار الأرجنتيني ليونيل ميسي، البرازيلي نيمار وكيليان مبابي، إلّا أن المدينة الساحرة لم تكن يوما بوتقة في كرة القدم.

رغم ذلك، تبقى المنطقة الباريسية مصنعا بارزا لأفضل المواهب الكروية في العالم.

شهدت كأس العالم 2022 في قطر مشاركة 29 لاعبا نشأوا وتكونوا في باريس الكبرى، من بينهم 11 لاعبا من المنتخب الفرنسي الذي بلغ النهائي، فيما ارتدى آخرون قمصان منتخبات أمثال البرتغال، الكاميرون، تونس، السنغال والمغرب.

لكن باريس، أكبر منطقة حضرية في الاتحاد الأوروبي مع تعداد سكاني يبلغ 12 مليونا، تملك فريقا واحدا فقط في الدوري الفرنسي للدرجة الأولى، باريس سان جرمان، مذ أن هبط نادي راسينغ باريس قبل 35 عاما.

وبخلاف العاصمة الفرنسية، تملك لندن سبعة أندية في الدوري الانكليزي (برمير ليغ)، فيما تزخر المدن الكبرى الأخرى كمدريد وميلانو وروما وبرشلونة وأثينا بالعديد من الأندية في دوري النخبة.

هذا الأمر قد يتبدّل في وقت قريب بفضل إحدى أكثر العائلات ثراء في العالم.

تنافس برنار أرنو بشدة خلال الأعوام الخمسة الأخيرة مع الأميركي إيلون ماسك على لقب أغنى رجل في العالم، حسب مجلة فوربس المتخصصة.

ورغم تراجع قطاع السلع الفاخرة في الفترة الأخيرة، إلّا أن أرنو بقي عنوانا للثراء ويُعد الأغنى في أوروبا بثروة تقدر بـ190 مليار دولار أميركي.

يملك مؤسس مجموعة "أل في أم إيتش"، وهي شركة السلع الفاخرة المالكة لعلامات تجارية للأزياء مثل ديور ولوي فويتون وشمبانيا "مويت وشاندون"، المال والقوة التسويقية اللازمة لـ"تحريك الجبال".

مشروع أرنو
اشترت عائلة أرنو في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي حصة أغلبية في نادي "باريس أف سي"، في حين قال نجله الاكبر أنطوان وهو عاشق لكرة القدم وحامل للتذاكر الموسمية سابقا في سان جرمان، إنهم يرغبون في تحويل النادي الى قوة لا يُستهان بها.

في خطوة مهمة، عقدت العائلة شراكة لافتة مع شركة ريد بول وأحد مدرائها مدرب ليفربول الإنكليزي السابق الألماني يورغن كلوب، في سعيها لقيادة الفريق من الدرجة الثانية "ليغ 2" إلى دوري الأضواء، وصولا إلى حجز مقعد في دوري أبطال أوروبا حسب المخطط المرسوم للنادي.

وأكد أرنو الذي ظهر خلفه على الحائط شعار النادي يتوسطه برج إيفل: "إنه مشروع طموح، لكنه ليس غير واقعي".

لكن ثمة مشكلة واحدة: لم يتعد الحضور الجماهيري على ملعب الفريق في "ستاد شارليتي" ثلاثة آلاف مشجع، الى أن بدأت إدارة النادي في تقديم تذاكر مجانية. ويُعد هذا الرقم بعيدا جدا عن أعداد جماهير غريمه المفترض سان جرمان، حيث غالبا ما يخوض مبارياته في ملعبه بارك دي برانس الذي يتسع لـ47 ألفا أمام مدرجات ممتلئة.

وتكمن مشكلة أخرى في أن ستاد شارليتي الذي يعد مسرحا لمنافسات ألعاب القوى "هو ملعب لا يستطيع خلق أجواء" خاصة بكرة القدم وفقا لكلوب الذي يشغل حاليا منصب مدير عمليات كرة القدم في شركة ريد بول.

قال مدرب ليفربول السابق بعدما تابع مباراة في شارليتي للمرة الأولى "لقد مر وقت طويل منذ أن شاهدت مباراة من مكان بعيد بهذا الشكل" في إشارة إلى مضمار ألعاب القوى المحيط بالملعب ويجعل المدرجات بعيدة نسبيا.

لكن عائلة أرنو تضع مخططات لمعالجة هذه الثغرة. سينتقل النادي الموسم المقبل الى "ستاد جان-بوان" في الشارع المحاذي لبارك دي برانس، في الدائرة السادسة عشرة الراقية.

الحديقة الخلفية لسان جرمان
وفي حين أن اللعب في "الحديقة الخلفية" لسان جرمان قد يبدو مستفزا، لا يرى أنطوان أرنو (47 عاما) أي شيء من هذا القبيل.

قال "لن تسمعوا مني أي شيء سلبي حول باريس سان جرمان"، مؤكدا أن رغبته هي الاستفادة من الاعداد الكبيرة للمواهب الكروية الشابة في باريس.

وأكد أرنو الذي يحظى بدعم أشقائه وشقيقته الكبرى ديلفين "نريد أن نبني فريقا يضم خمسة أو ستة أو سبعة أو حتى ثمانية لاعبين من أكاديمية الشباب".

وبإمكان الاتحاد الفرنسي حاليا أن يشكّل منتخبا كاملا من لاعبين باريسيين، بينهم مهاجم ريال مدريد الإسباني كيليان مبابي ومدافع ليفربول الانكليزي إبراهيما كوناتيه الذي بدأ مسيرته في باريس أف سي، وصولا إلى وليام صليبا مدافع أرسنال الانكليزي.

وعلى غرار المهاجم السابق تييري هنري، بول بوغبا وآخرين، طوّر هؤلاء اللاعبون مهاراتهم في شوارع وملاعب العاصمة وضواحيها الأكثر فقرا.

وقال توم وليامس، مؤلف كتاب "فا فا فوم، تاريخ حديث لكرة القدم الفرنسية": "تمثّل المنطقة الباريسية تقاربا مثاليا بين بيئة كرة القدم الحقيقية والوصول إلى المرافق والتدريب على أعلى مستوى".

ضواح زاخرة بالمواهب
تزخر بحوالي 330 ألف لاعب مسجل، أي أكثر من عدد لاعبي الرغبي في البلاد بأسرها، ناهيك عن وجود خمسة آلاف فني و27 ألف متطوع.

أكد رئيس رابطة باريس لكرة القدم، جمال سنجاق، أن الهيكلية التدريبية الرفيعة في باريس نجحت في تطوير مستوى استثنائي لكرة القدم على مستوى الشباب.

وقال لوكالة فرانس برس "إنها (باريس) قوية للغاية من حيث الجودة".

ورأى سنجاق أن التركيبة المتعددة الثقافات للضواحي، مع وجود أعداد كبيرة من المهاجرين من الجيل الأول والثاني والثالث من المستعمرات الفرنسية السابقة في شمال وغرب إفريقيا، هي السبب الرئيس وراء ازدهار كرة القدم هناك.

تضم تشكيلة سان جرمان العديد من المواهب الباريسية قبل أن تفقد أحد أبرز أركانها العام الماضي برحيل النجم مبابي، المتحدر من ضاحية بوندي، الى ريال مدريد.

أظهر سان جرمان أخيرا رغبة كبيرة في التركيز على اللاعبين المحليين، إلّا أن باريس أف سي يطمح للتفوق على جاره في هذا المجال.

قال رئيس النادي بيار فيراتشي الذي من المقرر أن يبقى في منصبه حتى عام 2027 بموجب الاتفاق مع الثنائي أرنو وريد بول "نحلم بأن نصبح أفضل أكاديمية للشباب في فرنسا يوما ما، كما نحلم أن نصبح أبطال فرنسا وأن نلعب في أوروبا".

وأضاف "الحلم هو أن نصبح يوما ما مثل أكاديمية لا ماسيا" الشهيرة لنادي برشلونة الإسباني التي خرّجت ميسي وتشافي وإنييستا وبيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي الإنكليزي الحالي... من بين العديد من اللاعبين الرائعين".

تملك عائلة أرنو قدرات مادية كبيرة لمضاهاة ما فعله القطريون في سان جرمان، لكنها تصرّ بأنها لن تعتمد النهج عينه، وهو ما شدد عليه أنطوان قائلا "نحن لا نميل إلى صرف أموالنا بشكل عشوائي".

"تلاقي المسارات"
لم يكن وصول العائلة إلى نادي باريس مخططا له وفقا للمطلعين على الملف. حصل ذلك عندما أبلغ أنطوان أن فيراتشي يسعى إلى بيع أسهم في النادي.

وصرّح مصدر مطلع على عملية الاستحواذ لفرانس برس "هكذا تلاقت المسارات بشكل غير متوقع".
في المقابل، استحوذت ريد بول على 11 في المئة من الأسهم.

تعد الشركة النمسوية العملاقة لمشروبات الطاقة لاعبا رئيسا في كرة القدم من خلال استحواذها على أندية عدة هي لايبزيغ الألماني، ريد بول سالزبورغ النمسوي ونيويورك ريد بولز الأميركي.

يثق فيراتشي (72 عاما) بأن العلامة التجارية لأرنو والخبرة الكروية لريد بول سيشكلان معادلة ناجحة.
قال "بإمكان ريد بول أن تقدّم لنا الكثير على الصعيد الرياضي. كما يمكن للعائلة أن تقدّم الكثير بما يتعلق بإدارة العلامة التجارية".

كما يبدي وليامس أيضا تفاؤلا كبيرا بنجاح هذه الشراكة "قد لا تبدو مدينة باريس مكانا حقيقيا لكرة القدم، ولكن الضواحي الباريسية تعجّ بأطفال يعشقون اللعبة".

وتابع "مع الدعم المناسب، وبعض التسويق المدروس، وبشكل خاص بما يتعلق بكيفية تقديم أنفسهم مقارنة بباريس سان جرمان، فإن فريقا باريسيا كبيرا ثانيا يمكن أن يحقق نجاحا هائلا".

تحذير من الماضي
على المقلب الآخر، يعيش سان جرمان أفضل أيامه حيث ينافس بقوة على لقب دوري أبطال أوروبا اثر بلوغه نصف النهائي، بعدما ظفر هذا الموسم بلقب الدوري للعام الرابع تواليا والـ13 في تاريخه.

وفي العودة إلى الماضي، فقد سبق لأثرياء أن حاولوا وفشلوا في كسر هيمنة سان جرمان على العاصمة الفرنسية.

في ثمانينات القرن الماضي، استحوذت مجموعة ماترا، المملوكة لرجل الأعمال جان لوك لاغاردير، على نادي راسينغ كلوب، بطل فرنسا لمرة يتيمة في 1936، ونقلته من الضواحي إلى ملعب بارك دي برانس، إلّا انه فشل في ترسيخ مكانته في دوري الأضواء.

رأى وليامس أن "لاغاردير كانت لديه طموحات ضخمة، لكنه أراد الكثير، وفي وقت قصير للغاية".

وتابع "إن صرف الأموال في النادي جلب له بريقا ونجاحا قصير الأمد، ولكنه لم يكن مستداما، إلى جانب
الفشل في جذب قاعدة جماهيرية مخلصة، ما أدى في النهاية إلى زوال النادي".

يشكك الكثيرون بأن تملك باريس شغفا كافيا بكرة القدم لدعم نادٍ من الدرجة الثانية.

وبخلاف مدن أخرى في أوروبا، تجنح المدن الفرنسية نحو عدم وجود أكثر من فريق واحد بارز.

يقول باتريك مينيون، عالم اجتماع وموظف سابق في المعهد الوطني الفرنسي للرياضة والخبرة والأداء، إن "أندية كرة القدم كانت تميل إلى أن تكون أكثر إقليمية. أما في باريس، فإن عادات الناس مختلفة".

تأسس سان جرمان في بداية السبعينات لملء الفراغ الكروي، حيث أطلق مصمم الأزياء دانيال إيشتير، أحد رؤساء النادي في بداياته، قميصه الأحمر والأزرق.

وللمفارقة، يتشارك الناديان الجذور نفسها: تأسس باريس أف سي في عام 1969، قبل أن يندمج سريعا مع فريق من ضاحية سان جرمان، وبات يعرف بباريس سان جرمان.

إلا انهما انفصلا في عام 1972، فهبط باريس أف سي في عام 1974، وخاض موسما واحدا في دوري الأضواء مذاك، في حين لم يصبح يلعب بشكل منتظم في الدرجة الثانية إلّا في العقد الماضي.

وحتى في حال صعوده الى "ليغ1" هذا الموسم، وهو أمر بات مرجحا، فسيبقى باريس أف سي في ظل سان جرمان، حيث أن العديد من مشجعيه هم من الجمهور السابق لسان جرمان الذين قرروا هجره بسبب الاحباط من سياسة شراء اللاعبين.

قال ماكسانس غليفاريك (33 عاما) المتحدث باسم رابطة مشجعي الفريق "أُلتراس لوتيتيا" إنهم يأملون ألّا يتبع باريس أف سي نهج سان جرمان في "شراء الكؤوس".

واضاف "لا يرغب معظم الناس في أن يتعاقد النادي مع نجوم كبار. نريد أن نعتمد على استقطاب لاعبين شبان من مختلف أنحاء باريس".

رومانسية ريد ستار 
ولكن هناك جانب آخر لهوية باريس الكروية وراء الطريق الدائري الذي يفصل باريس عن ضواحيها.
تتمتع منطقة نادي ريد ستار في سانت أوين، موطن سوق السلع المستعملة الشهير حيث يقع مقر اللص الظريف الخيالي أرسين لوبان في مسلسل على نتفليكس، بقاعدة يسارية مخلصة وعصرية على النمط ذاته الذي يسير عليه فريق سانت باولي في ألمانيا.

فاز النادي بكأس فرنسا خمس مرات بين عامي 1921 و1942 لكنه يقاتل حاليا للبقاء في الدرجة الثانية في الوقت الذي يحلم فيه بالعودة يوما ما الى دوري الأضواء والذي مضى على غيابه عنه حوالى نصف قرن.

يمثّل ريد ستار مقاطعة سين-سان-دوني والتي يطلق عليها "الرقم 93" نسبة لرمزها البريدي، والمعروفة بأعدادها الكبيرة من المهاجرين والفقر وحبها لكرة القدم.

يشرح سنجاق "أعتقد أن مستقبل كرة القدم يكمن في الضواحي، في 93".

وأضاف "هنا يكمن قلب كرة القدم. نحن المنطقة الأولى، لكن الأبرز في هذه المنطقة هو 93".

يُعدّ رينو ديلا نيغرا البطل التاريخي في تاريخ ريد ستار، فهو المهاجم الأسطوري وابن مهاجرين قاتل في صفوف المقاومة الفرنسية الشيوعية أبان الحرب العالمية الثانية قبل أن يعدمه الألمان في عام 1944.

لكن ريد ستار بات في الآونة الأخيرة محط سخرية من مشجعي باريس أف سي بسبب الأعداد المتزايدة من الـ"بوبو"، وهي كلمة عامية فرنسية تشير إلى البوهيميين البرجوازيين من داخل باريس الذين يواكبون فريقهم في المدرجات.

قالت بولين غامير التي تشغل منصب المديرة العامة في ريد ستار لفرانس برس "نحن نادي الفنانين والعمال والشباب وكبار السن... وهذا ما يميزنا. نحن نادٍ متعدد الثقافات".

وأضافت "هنا أحد أكبر الأندية في فرنسا. لقد حققنا إنجازات، وهناك هوية وشعور بالانتماء".

ولكن على الرغم من خطابهم الرومانسي والداعي إلى المساواة، فإن مشجعي ريد ستار ليسوا قادرين على إبداء أي رأي أو موقف في كيفية إدارة النادي، حيث يبدي العديد منهم عدم رضاهم الشديد عن مالكيه.

أثار استحواذ "مجموعة 777 بارتنرز الأميركية" انتقادات من الزعيم اليساري جان لوك ميلانشون، وبعدما عجزت عن سداد دين لشركة أيه-كاب، تولى صندوق التقاعد إدارة ريد ستار.

واقرّت غامير ردا على معارضة الجماهير لإدارة النادي "يمكننا جميعا أن نكون مثاليين إلى حد ما، ولكن هناك أيضا الواقع الاقتصادي".

ورأت غامير أن ريد ستار قادر أن يصبح "ناديا كبيرا في ليغ1"، ما يمكنه من خوض الديربي بمواجهة أرستقراطيي كرة القدم في باريس سان جرمان. لكن في الوقت الحالي، لا يوجد منقذ في الأفق.

انطلاقا من هذا الواقع، يشكّل باريس أف سي الأمل الأكبر بقيادة عائلة أرنو وشركة ريد بول، مع اقترابه من الصعود الى مصاف أندية النخبة. وحده الوقت سيكون كفيلا إذا كان داعموه الأثرياء يملكون القدرة على رفده بالأجنحة للتحليق عاليا.


مقالات مشابهة

  • «مصر لصناعة الكيماويات» تحقق صافي أرباح 428 مليون جنيه خلال 9 أشهر
  • محافظ الغربية: الكورنيش الجديد شريان جديد بالمحلة ومتنفس حضاري يليق بأهلها
  • عائلة ثرية في باريس تستعد لمنافسة سان جيرمان.. شغف قد يحوّل الحلم إلى حقيقة
  • تعز تواكب “طوفان الأقصى”: تعبئة عامة ودورات صيفية وزخم تنموي يعزز الصمود المجتمعي
  • حارات سناو.. كنز أثري مستدام
  • "الدفاع الروسية": مقتل 50 عسكريا أوكرانيا على محور كورسك خلال 24 ساعة
  • الدفاع الروسية: خسائر القوات الأوكرانية قبل سريان الهدنة على محور كورسك بلغت 155 عسكريا
  • لا تنتظر عطلة نهاية الأسبوع.. كيف تحقق السعادة خلال أيام العمل؟
  • "فيروز تغنت بها والري تحميها".. مشروعات عملاقة تحصن شواطئ الإسكندرية من الغرق والتآكل.. وسويلم: نتخذ إجراءات جادة لحماية 2600 متر من آثار المناخ
  • ضبط موظف تعدى على ابنة زوجته لمدة 10 سنوات فى الإسكندرية