لجريدة عمان:
2025-07-11@22:41:24 GMT

أهمية عودة الفلسفة إلى المناهج الدراسية

تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT

أهمية عودة الفلسفة إلى المناهج الدراسية

الفلسفة من أهم العلوم التي تساعد الإنسان على فهم الوجود والمعرفة والأخلاق والجمال، ومن خلال دراستها نستطيع أن نفهم حقيقة الإنسان وحقيقة نفسه ووجوده.

وإلى فترة قريبة كانت مقررات الفلسفة إلزامية في الكثير من دول العالم بما في ذلك بعض الدول العربية، إلا أن التحولات الدراماتيكية التي شهدها العالم العربي خلال العقود الماضية أخذت معها مناهج دراسة الفلسفة ليس فقط من مناهج المدارس ولكن أيضا، وهذا هو الأخطر، من مناهج المؤسسات الجامعية، الأمر الذي انعكس سلبا على تطوير مهارات التفكير لدى مخرجات الجامعات، فغابت مهارات التحليل والتقييم والتفكير النقدي والمنطقي وهي مهارات أساسية في مختلف مجالات الحياة.

ورغم أن العلماء والكثير من الدراسات التي أجريت في مختلف دول العالم تؤكد ضرورة تضمين منهج دراسة الفلسفة وكذلك المنطق وقواعده إلى المناهج الدراسية إلا أن الأمر ما زال بحاجة إلى إرادة سياسية لتفرضه، رغم أن دواعيه تفرض نفسها فرضا على عالمنا اليوم. فمن ينكر اليوم أهمية تدريس فلسفة الأخلاق وفلسفة الجمال في عالم تشهد فيه الأخلاق انحدارا كبيرا لا مثيل له، وتتخلى فيه الإنسانية عن قيمها الروحية وعن المشتركات الإنسانية لصالح ما يفرق بين الناس ويباعد بينهم.

لم تكن الفلسفة في يوم من الأيام مجرد رحلة تأملية في عالم الخيال، أو زخرفة للعقل، إنها كانت على الدوام جوهر ومظهر الروح العالمية، والمحرك الأساسي لرفع الوعي إلى عالم المطلق.. ولذلك لا ينبغي النظر إلى الفلسفة بوصفها مجرد أداة بل بكونها شريان الحياة الأساسي لفهم أسرار الحياة وتحقيق الذات.

وإذا كانت الدول تسعى جاهدة إلى إعداد أجيال واعية وقادرة على فهم ما يدور حولها وفهم ذاتها قبل كل شيء فمن الأهمية أن تعمل وزارات التربية والتعليم ووزارات التعليم العالي في العالم العربي إلى إعادة تدريس الفلسفة لتكون مقررا أساسيا مثله مثل دراسة التربية الإسلامية واللغة العربية والتاريخ والفيزياء والكيمياء والأحياء والرياضيات.. فالفلسفة لديها قدرة كبيرة على إضاءة الكثير من العلوم، وهي، بلا شك، تسهم في تحويل المعرفة إلى حكمة، وتمهد الطريق إلى التنوير وتحقيق الذات.. وما أحوجنا في العالم العربي إلى ذلك.

كما تمكن الفلسفة الشباب من تجاوز التجريبي والصعود إلى عالم الأفكار، حيث يستطيع الشاب التوفيق بين تناقضات الواقع، وفهم الحقيقة في شمولها.

وإذا كنا نتحدث عن المناهج الدراسية في العالم العربي فإنه يجب التأكيد على أن المناهج في سلطنة عمان سواء كانت في المدارس أو في المؤسسات الجامعية بحاجة ماسة إلى تدعيمها بمنهج دراسة الفلسفة وكذلك المنطق، والتفكير الجدي في إعادة افتتاح قسم خاص بالفلسفة في جامعة السلطان قابوس وغيرها من الجامعات الأخرى.

إن دمج الفلسفة ضمن النسيج التعليمي يعني تمكين العقول الشابة من فهم جوهر العالم وجوهر أنفسهم.. ولا يمكن أن ننظر إلى الفلسفة والتفلسف بوصفه ترفًا يمكن الاستغناء عنه، بل هو ضرورة أساسية لتشكيل البوصلة الفكرية والأخلاقية للشباب في وقت كثر فيه الاضطراب الفكري والشعور الدائم بالغربة والاغتراب.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: العالم العربی

إقرأ أيضاً:

نواب يطالبون بمظلة قانونية مرنة للذكاء الاصطناعي

صراحة نيوز- أوصت لجنة الاقتصاد الرقمي والريادة النيابية بضرورة وضع مظلة تشريعية مرنة لمواكبة التطورات المتسارعة في تقنيات الذكاء الاصطناعي، إلى جانب إعداد ميثاق وطني يضمن الاستخدام الآمن والمسؤول لتلك التقنيات، يتضمن أطرًا للحوكمة ومبادئ أخلاقية واضحة.

جاء ذلك خلال اجتماع عقدته اللجنة اليوم الأربعاء، برئاسة النائب حسين كريشان، وبحضور كل من أمين عام اتحاد الأكاديميين والعلماء العرب الدكتور أحمد العياصرة، والدكتور ماهر سليم، والدكتور صقر العموري.

وأكد كريشان أهمية التحول الرقمي كونه مشروعًا وطنيًا يتطلب إعادة هيكلة الأنظمة الإدارية والتشريعية، وتمكين الطاقات الشابة، وتعزيز الشفافية، مشددًا على أهمية دمج الذكاء الاصطناعي في القطاع العام، وإدراج مفاهيم التربية الإعلامية ضمن المناهج الدراسية.

كما دعا عدد من النواب، من بينهم د. أحمد العليمات، حامد الرحامنة، عدنان مشوقة، وفليحة الخضير، إلى تفعيل التحول الرقمي في المؤسسات الحكومية، وتحديث التشريعات ذات الصلة، وتأهيل الأجيال الشابة للتعامل بكفاءة مع الذكاء الاصطناعي.

من جانبه، أشار الدكتور العياصرة إلى أهمية تسريع التحول الرقمي على أسس علمية ومنظمة، فيما شدد الدكتور ماهر سليم على أن الرقمنة لم تعد خيارًا، بل ضرورة، داعيًا إلى إصلاح النظام التعليمي لمواكبة العصر الرقمي ووضع ميثاق شرف لاستخدام الذكاء الاصطناعي.

أما الدكتور صقر العموري، فدعا إلى تنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي ضمن تشريعات مرنة تضمن حماية البيانات الشخصية، وتحديث المناهج التعليمية بما يتناسب مع التطورات التقنية المتسارعة.

مقالات مشابهة

  • غزة تفاوض على المستقبل العربي
  • عودة ليلة المتاحف: مبادرة لإحياء الحياة الثقافية
  • ترامب: الولايات المتحدة كانت ميتة وأصبحنا الاقتصاد الأفضل في العالم
  • عدسة شفق نيوز توثق عودة الحياة إلى منفذ زرباطية بعد أيام من التوقف
  • الصرامي: مشاركة الهلال في كأس العالم للأندية كانت فاخرة
  • إعلامي رياضي: مشاركة الهلال في مونديال الأندية كانت بمستوى فاخر ومشرّف
  • تعرف على موعد عودة فريق الأهلي للتدريبات الجماعية
  • نجيب الحصادي… أفَلَ العقل المُنيف ومضى مَن أوقد البصيرة في ليل الفلسفة العربية
  • شاهد بالفيديو.. عودة الحياة والحركة والإزدحام بأحد الشوارع الشهيرة بمدينة بحري
  • نواب يطالبون بمظلة قانونية مرنة للذكاء الاصطناعي