لجريدة عمان:
2024-10-03@07:58:14 GMT

أهمية عودة الفلسفة إلى المناهج الدراسية

تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT

أهمية عودة الفلسفة إلى المناهج الدراسية

الفلسفة من أهم العلوم التي تساعد الإنسان على فهم الوجود والمعرفة والأخلاق والجمال، ومن خلال دراستها نستطيع أن نفهم حقيقة الإنسان وحقيقة نفسه ووجوده.

وإلى فترة قريبة كانت مقررات الفلسفة إلزامية في الكثير من دول العالم بما في ذلك بعض الدول العربية، إلا أن التحولات الدراماتيكية التي شهدها العالم العربي خلال العقود الماضية أخذت معها مناهج دراسة الفلسفة ليس فقط من مناهج المدارس ولكن أيضا، وهذا هو الأخطر، من مناهج المؤسسات الجامعية، الأمر الذي انعكس سلبا على تطوير مهارات التفكير لدى مخرجات الجامعات، فغابت مهارات التحليل والتقييم والتفكير النقدي والمنطقي وهي مهارات أساسية في مختلف مجالات الحياة.

ورغم أن العلماء والكثير من الدراسات التي أجريت في مختلف دول العالم تؤكد ضرورة تضمين منهج دراسة الفلسفة وكذلك المنطق وقواعده إلى المناهج الدراسية إلا أن الأمر ما زال بحاجة إلى إرادة سياسية لتفرضه، رغم أن دواعيه تفرض نفسها فرضا على عالمنا اليوم. فمن ينكر اليوم أهمية تدريس فلسفة الأخلاق وفلسفة الجمال في عالم تشهد فيه الأخلاق انحدارا كبيرا لا مثيل له، وتتخلى فيه الإنسانية عن قيمها الروحية وعن المشتركات الإنسانية لصالح ما يفرق بين الناس ويباعد بينهم.

لم تكن الفلسفة في يوم من الأيام مجرد رحلة تأملية في عالم الخيال، أو زخرفة للعقل، إنها كانت على الدوام جوهر ومظهر الروح العالمية، والمحرك الأساسي لرفع الوعي إلى عالم المطلق.. ولذلك لا ينبغي النظر إلى الفلسفة بوصفها مجرد أداة بل بكونها شريان الحياة الأساسي لفهم أسرار الحياة وتحقيق الذات.

وإذا كانت الدول تسعى جاهدة إلى إعداد أجيال واعية وقادرة على فهم ما يدور حولها وفهم ذاتها قبل كل شيء فمن الأهمية أن تعمل وزارات التربية والتعليم ووزارات التعليم العالي في العالم العربي إلى إعادة تدريس الفلسفة لتكون مقررا أساسيا مثله مثل دراسة التربية الإسلامية واللغة العربية والتاريخ والفيزياء والكيمياء والأحياء والرياضيات.. فالفلسفة لديها قدرة كبيرة على إضاءة الكثير من العلوم، وهي، بلا شك، تسهم في تحويل المعرفة إلى حكمة، وتمهد الطريق إلى التنوير وتحقيق الذات.. وما أحوجنا في العالم العربي إلى ذلك.

كما تمكن الفلسفة الشباب من تجاوز التجريبي والصعود إلى عالم الأفكار، حيث يستطيع الشاب التوفيق بين تناقضات الواقع، وفهم الحقيقة في شمولها.

وإذا كنا نتحدث عن المناهج الدراسية في العالم العربي فإنه يجب التأكيد على أن المناهج في سلطنة عمان سواء كانت في المدارس أو في المؤسسات الجامعية بحاجة ماسة إلى تدعيمها بمنهج دراسة الفلسفة وكذلك المنطق، والتفكير الجدي في إعادة افتتاح قسم خاص بالفلسفة في جامعة السلطان قابوس وغيرها من الجامعات الأخرى.

إن دمج الفلسفة ضمن النسيج التعليمي يعني تمكين العقول الشابة من فهم جوهر العالم وجوهر أنفسهم.. ولا يمكن أن ننظر إلى الفلسفة والتفلسف بوصفه ترفًا يمكن الاستغناء عنه، بل هو ضرورة أساسية لتشكيل البوصلة الفكرية والأخلاقية للشباب في وقت كثر فيه الاضطراب الفكري والشعور الدائم بالغربة والاغتراب.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: العالم العربی

إقرأ أيضاً:

الاستعداد لنهاية العالم..إليكم سبب أهمية التعاون بين البشر وقت الكوارث

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- إذا قمت بمشاهدة أي فيلم خيال علمي عن الموتى الأحياء، أو كما يُعرفون بـ"الزومبي"، فمن المرجح أن ترى مشاهد لأشخاص في حالة ذعر وهلع يهاجمون بعضهم البعض في سبيل الهرب من وحوش "الزومبي" قبل أن تلتهم أدمغتهم. 

لكن، يُدرك الباحثون أن مثل هذه الاستجابات ليست أكثر من مجرد خرافات.

وخلال الأزمات، يستجيب غالبية الناس بالتعاطف، والرعاية، والتعاون. وقد تبيّن أن البشر كانوا يتعاونون للتعامل مع الكوارث منذ الأيام الأولى للحضارة. وقد وجد الباحثون أمثلة عبر التاريخ على "التعاطف مع الكوارث" الذي يدفع الناس إلى التطوع أثناء وقوعها.

وأوضحت أثينا أكتيبيس في كتابها بعنوان "دليل ميداني لنهاية العالم: دليل جاد نوعا ما للنجاة خلال أوقاتنا الموحِشة" أنه "في أوقات الكوارث، غالبًا ما يلجأ الناس إلى موقف تعاوني للغاية بشكل غريزي". 

وتابعت: "انظر إلى أي كارثة حديثة، وسترى أن المزيد من الناس يتدخّلون للمساعدة وتقديم يد العون، وأن الفوضى والاستفادة من الآخرين تُعتبر الاستثناء وليست القاعدة".

وتحدثت CNN مع أكتيبيس، وهي أستاذة مساعدة في علم النفس بجامعة ولاية أريزونا، التي تحث الناس على تذكّر ذلك عند الاستعداد لجميع أنواع الكوارث. 

وأكتيبيس عالمة نفس اجتماعية درست التعاون والكرم البشري والصراع لأكثر من 20 عامًا. ورغم جديتها في الاستعداد للكارثة الكبرى، إلا أنها عازمة أيضًا على "جعل نهاية العالم ممتعة مرة أخرى". 

وتأمل أن ينقل كتابها القرّاء من "الشعور بالخوف بشأن عدم اليقين في المستقبل إلى الشعور بالاستعداد لإعادة هيكلة حياة الشخص لخلق مستقبل أكثر استدامة ومرونة لجميع البشر".

CNN: ماذا تقصدين بنهاية العالم؟

 أثينا أكتيبيس: التعريف اليوناني القديم لنهاية العالم يتمثل بـ"الكشف عن ما نواجهه"، لذا فإن نهاية العالم هي أي حدث يكشف عن المخاطر التي نواجهها. وتوفر لنا هذه الأحداث فرصًا للتعلّم وتعزيز نقاط ضعفنا حتى نتمكن من البقاء والازدهار في أوقات تزداد سوءًا.

إننا لا نعيش في مستقبل كارثي فحسب، بل نعيش أيضًا في حاضر كارثي. وتحدث نهاية العالم في جميع الأماكن طوال الوقت، إذ دائمًا ما تكون الأوضاع مأساوية في مكان ما من العالم.

ويمنحنا التعامل نفسيا مع نهاية العالم فرصة لمعرفة ما هو مهم حقًا بالنسبة لنا وبناء مجتمع يساعدنا في الحماية من المخاطر، سواء كانت هذه المخاطر كارثية أو يومية.

CNN: ما الذي علمك إياه عملكِ عن كيف ومتى يساعد الناس بعضهم بعضا؟

 أثينا أكتيبيس: من خلال العمل الميداني والتجارب التي أجريتها مع المشاركين من البشر في المختبر وفي النمذجة الحاسوبية التي أقوم بها، رأينا أن المواقف التي يسودها عدم اليقين وعدم القدرة على التنبؤ والأزمات تبرِز غرائز الناس لمساعدة بعضهم البعض، من دون توقع أي مقابل.

CNN: هل يعني هذا أن البشر يميلون إلى العناصر الجماعية بطبيعتهم؟

 أثينا أكتيبيس: هذا الاتجاه يحتوي على عناصر من الجماعية والفردية. وعلى سبيل المثال، قمنا  بدراسة مربي الماشية في جنوب أريزونا ونيو مكسيكو والذين يعيشون في مساحات شاسعة، على بعد أميال من جيرانهم، هم بمثابة نموذج للاستقلال، ويعتقدون بشدة أنه يجب عليك أن تعتني بتحدياتك الخاصة. 

ولكن إذا نشأت مشكلة غير متوقعة، إذا أصيب شخص ما أو مرض، أو حدثت وفاة، أو فشل في المعدات لا يمكن التنبؤ به، فإنهم يتدخلون لمساعدة بعضهم البعض من دون قيود.

غالبًا ما تستند رغبتنا في المساعدة إلى المعرفة البسيطة بأن لدينا القدرة على تخفيف الحاجة التي نراها. وعندما نشعر بالترابط مع الأشخاص من حولنا، فإن هذا يجعل التدخّل أسهل.

CNN: ما الدور الذي لعبته نهاية العالم عبر التاريخ في ما تسميه "مقاومة نهاية العالم" لدى البشر؟

 أثينا أكتيبيس: لقد تعاملنا مع مواقف نهاية العالم على مر تاريخنا، حتى قبل أن نصبح بشرًا. تطورت جميع الكائنات الحية للتعامل مع المخاطر. كانت التغيرات البيئية والهجرات والحروب جزءًا من مجتمعاتنا لفترة طويلة، وقد تطوّر البشر للتعامل مع المخاطر معًا وبشكل جماعي.

نحن لا نتكيف فقط عندما تتغير المواقف في بيئتنا، ولكننا نتعلم أيضًا بمجرد خروجنا من الأزمة. وتعد أهم قدرة بشرية للتعامل مع الأزمات هي التعاون، بعد ذلك تأتي قدراتنا على التواصل وتبادل المعلومات والترابط مع بعضنا البعض، والاهتمام الحقيقي برفاهية بعضنا البعض. 

CNN: في خضم الأزمات التي يواجهها العالم اليوم، كيف نتجاوز الشعور بالعجز الذي يمكن أن يمنعنا من اتخاذ أي إجراء؟

 أثينا أكتيبيس: من المهم أن يكون لديك حس المغامرة! من السهل أن نستسلم لحالة من الخوف من التغيرات التي تطرأ على العالم، ولكن يمكننا أن ننظر إلى هذه التحديات باعتبارها فرصًا للتعلّم والنمو، وفهم عالمنا بشكل أفضل، والتغلب عليه. 

وبدلًا من انتظار وقوع الأحداث السيئة، يمكننا أن نفكر مسبقًا في بعض الأمور البسيطة التي يمكننا القيام بها لنكون أكثر مرونة. ويمكن أن يؤتي هذا ثماره بشكل كبير عند وقوع حدث سيئ.

غالبًا ما يُطلب من الناس إدارة الضغوط الخاصة بهم باليقظة، لكننا نحتاج إلى آليات للتعامل معًا مع الضغوط الجماعية التي يشعر بها الكثير منا. ويعد التعاون والتواصل والعمل معًا في المجتمع أمرًا ضروريًا. تعد الفنون كذلك وسائل رائعة ومهمة للغاية للناس للتعامل مع الغموض والقلق وتخيل مستقبل جماعي محتمل معًا. وتقدم القصص طريقة رائعة لجذب الانتباه المشترك إلى الحقائق البديلة والمستقبل والاحتمالات التي تساعدنا في تنسيق الحركة المحتملة في اتجاهات جديدة.

CNN: هل ستكون مقاومتنا التطورية لنهاية العالم كافية لمواجهة الكوارث اليوم؟

 أثينا أكتيبيس: تحدث نهاية العالم اليوم على نطاق هائل، ولم نتطوّر بعد لإدارتها. وتبرز المخاطر الوجودية التي نواجهها على نطاق لا يمكننا التعامل معه كأفراد. ومن أجل البقاء على قيد الحياة في مواجهة التحديات، يجب أن نواجهها بمستوى من التعاون البشري والتواصل بما يتناسب مع ضخامة المشاكل. 

ويتطلب تعلّم تنسيق قدراتنا والعمل معًا لإيجاد حلول بطريقة إيجابية.

نحن بحاجة ماسّة إلى التعاون بين الناس الذين لديهم أساليب مختلفة للغاية لفهم العالم، حتى يتمكن العلماء، والفنانون، والأطباء، وصنّاع السياسات من تبادل الأفكار حول كيفية تغيير سلوكنا الجماعي. نحن نتمتع بأدمغة مذهلة في معالجة المعلومات، لذا نمتلك عدداً هائلاً من القدرات، سواء كأفراد أو كمجموعات، التي لم نستغلها بالكامل للتعامل مع التحديات التي نواجهها، وهناك فرصة هائلة في هذا السياق.

ومن بين الأمور الرائعة في التطوّر البشري أننا تطورنا للقيام بأشياء لم نقم بها من قبل، سواء على المستوى الفردي أو الجماعي. وفي نهاية المطاف هذا يعد سببا يدعونا إلى التفاؤل الشديد بالمستقبل.

كوارثنشر الاثنين، 30 سبتمبر / ايلول 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

مقالات مشابهة

  • عودة ميسي لقيادة الأرجنتين في تصفيات كأس العالم
  • ترامب: عندما كنت رئيسا كانت إيران تحت السيطرة الكاملة والآن العالم يحترق
  • بدون حاجة لمهبط.. أول طائرة كهربائية في العالم تحدث ثورة في عالم الطيران
  • دراسة أمريكية: شعب هذه الدولة العربية هم الأكثر غضباً في العالم
  • لماذا إيفرست تحتفظ بلقب أعلى قمة في العالم.. دراسة تجيب
  • أرتفاع معدلات الإصابة بحب الشباب بين المراهقين والشباب حول العالم حسب دراسة
  • السيسي يشدد على أهمية التوجه المجتمعي نحو دراسة علوم الحاسبات وتكنولوجيا المعلومات
  • لبناء كوادر مصرية.. «السيسي» يؤكد أهمية دراسة علوم الحاسبات وتكنولوجيا المعلومات
  • دراسة لـ«الهجرة الدولية»: 281 مليون مهاجر دولي حول العالم منهم 10% أطفال
  • الاستعداد لنهاية العالم..إليكم سبب أهمية التعاون بين البشر وقت الكوارث