لجريدة عمان:
2025-12-08@02:56:17 GMT

أهمية عودة الفلسفة إلى المناهج الدراسية

تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT

أهمية عودة الفلسفة إلى المناهج الدراسية

الفلسفة من أهم العلوم التي تساعد الإنسان على فهم الوجود والمعرفة والأخلاق والجمال، ومن خلال دراستها نستطيع أن نفهم حقيقة الإنسان وحقيقة نفسه ووجوده.

وإلى فترة قريبة كانت مقررات الفلسفة إلزامية في الكثير من دول العالم بما في ذلك بعض الدول العربية، إلا أن التحولات الدراماتيكية التي شهدها العالم العربي خلال العقود الماضية أخذت معها مناهج دراسة الفلسفة ليس فقط من مناهج المدارس ولكن أيضا، وهذا هو الأخطر، من مناهج المؤسسات الجامعية، الأمر الذي انعكس سلبا على تطوير مهارات التفكير لدى مخرجات الجامعات، فغابت مهارات التحليل والتقييم والتفكير النقدي والمنطقي وهي مهارات أساسية في مختلف مجالات الحياة.

ورغم أن العلماء والكثير من الدراسات التي أجريت في مختلف دول العالم تؤكد ضرورة تضمين منهج دراسة الفلسفة وكذلك المنطق وقواعده إلى المناهج الدراسية إلا أن الأمر ما زال بحاجة إلى إرادة سياسية لتفرضه، رغم أن دواعيه تفرض نفسها فرضا على عالمنا اليوم. فمن ينكر اليوم أهمية تدريس فلسفة الأخلاق وفلسفة الجمال في عالم تشهد فيه الأخلاق انحدارا كبيرا لا مثيل له، وتتخلى فيه الإنسانية عن قيمها الروحية وعن المشتركات الإنسانية لصالح ما يفرق بين الناس ويباعد بينهم.

لم تكن الفلسفة في يوم من الأيام مجرد رحلة تأملية في عالم الخيال، أو زخرفة للعقل، إنها كانت على الدوام جوهر ومظهر الروح العالمية، والمحرك الأساسي لرفع الوعي إلى عالم المطلق.. ولذلك لا ينبغي النظر إلى الفلسفة بوصفها مجرد أداة بل بكونها شريان الحياة الأساسي لفهم أسرار الحياة وتحقيق الذات.

وإذا كانت الدول تسعى جاهدة إلى إعداد أجيال واعية وقادرة على فهم ما يدور حولها وفهم ذاتها قبل كل شيء فمن الأهمية أن تعمل وزارات التربية والتعليم ووزارات التعليم العالي في العالم العربي إلى إعادة تدريس الفلسفة لتكون مقررا أساسيا مثله مثل دراسة التربية الإسلامية واللغة العربية والتاريخ والفيزياء والكيمياء والأحياء والرياضيات.. فالفلسفة لديها قدرة كبيرة على إضاءة الكثير من العلوم، وهي، بلا شك، تسهم في تحويل المعرفة إلى حكمة، وتمهد الطريق إلى التنوير وتحقيق الذات.. وما أحوجنا في العالم العربي إلى ذلك.

كما تمكن الفلسفة الشباب من تجاوز التجريبي والصعود إلى عالم الأفكار، حيث يستطيع الشاب التوفيق بين تناقضات الواقع، وفهم الحقيقة في شمولها.

وإذا كنا نتحدث عن المناهج الدراسية في العالم العربي فإنه يجب التأكيد على أن المناهج في سلطنة عمان سواء كانت في المدارس أو في المؤسسات الجامعية بحاجة ماسة إلى تدعيمها بمنهج دراسة الفلسفة وكذلك المنطق، والتفكير الجدي في إعادة افتتاح قسم خاص بالفلسفة في جامعة السلطان قابوس وغيرها من الجامعات الأخرى.

إن دمج الفلسفة ضمن النسيج التعليمي يعني تمكين العقول الشابة من فهم جوهر العالم وجوهر أنفسهم.. ولا يمكن أن ننظر إلى الفلسفة والتفلسف بوصفه ترفًا يمكن الاستغناء عنه، بل هو ضرورة أساسية لتشكيل البوصلة الفكرية والأخلاقية للشباب في وقت كثر فيه الاضطراب الفكري والشعور الدائم بالغربة والاغتراب.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: العالم العربی

إقرأ أيضاً:

رحلة الحلم العربي.. تحليل فرص المنتخبات في كأس العالم 2026

تمثل النسخة المقبلة من كأس العالم في أمريكا الشمالية محطة استثنائية في تاريخ اللعبة عربيًا، ليس فقط لكون ستة منتخبات تشارك في الحدث، بل لأن التوزيع القاري والقرعة أفرزت مواجهات تبدو مزيجًا بين الاختبار الصعب والفرصة الممكنة.

تقارير سعودية: محمد صلاح قد يختار الهلال في الموسم القادم

مشاركة المغرب في المجموعة الثالثة تفتح باب النقاش حول احتمالات التأهل، فالبرازيل خصم ثقيل، لكن خبرة أسود الأطلس في التعامل مع منتخبات الصف الأول قد تمنحهم القدرة على المنافسة. مباراة اسكتلندا قد تشكل نقطة تحول، بينما يعتبر لقاء هايتي فرصة ذهبية لحصد النقاط إذا دخل المنتخب المغربي بثبات واستمرارية.

أما المنتخب الوطني، فيواجه اختبارًا تكتيكيًا أمام بلجيكا في افتتاح المجموعة السابعة؛ مواجهة قد تُحدد ملامح أثر الفراعنة في البطولة. نيوزيلندا تظهر كخصم متوازن، بينما مواجهة إيران ستكون ذات طابع استراتيجي، خاصة وأن أساليب الكرة الآسيوية قد تكون أكثر ملاءمة للعب المصري مقارنة بالمدارس الأوروبية ذات الضغط العالي.

السعودية تبدو في مجموعة أصعب نسبيًا، خاصة بوجود أورجواي وإسبانيا، خصمان من طراز عالمي. ورغم ذلك، أثبت الأخضر في مونديال 2022 أن المستحيل ليس عربيًا، وأن الفوز على الأرجنتين قد يتحول إلى نقطة دافع نفسي، وليس مجرد ذكرى. المواجهة الأخيرة أمام الرأس الأخضر هي مفتاح الخروج من المجموعة، وقد تتحول إلى المعركة الفاصلة.

في المجموعة العاشرة تكمن الإثارة العربية الخالصة، حيث يدخل الجزائر والأردن أمام أرجنتين بطلة العالم والنمسا. الانطلاقة الصعبة لن تمنع إمكانية العودة في الجولة الثانية، حين يتواجه المنتخبان العربيان في مباراة قد تكون مفتوحة على كل السيناريوهات. الجولة الأخيرة قد تحمل حسابات معقدة، وقد تكون بطعم التأهل أو الوداع.

تونس تواجه جدولًا متوازناً في المجموعة السادسة مع اليابان وهولندا والطرف الأخير الذي لم يحدد حتى الآن، بينما قطر تمتلك مفاتيح مهمة لمقارعة فرق مجموعتها، خصوصًا مع مواجهة سويسرا وكندا قبل الجولة الثالثة.

رغم تفاوت المستويات، يبقى القاسم المشترك أن العرب لم يعودوا مجرد ضيوف في المونديال. هناك فرصة لتحقيق حضور تاريخي، بل ربما لتكرار ما فعله المغرب سابقًا أو لما يفوقه.

مقالات مشابهة

  • رحلة الحلم العربي.. تحليل فرص المنتخبات في كأس العالم 2026
  • منظمة التحرير تؤكد أهمية عودة السلطة لغزة
  • مجلس الوزراء يقر تعديلات تطوير المناهج ويدعم التدريب على المهارات الخضراء
  • بين البريد والتعليم.. أزمة المصروفات الدراسية تتصاعد
  • بعد 14 عاما من تعليقها.. عودة التجنيد تفجر منصات ألمانيا
  • عبر قناة عين.. جداول الحصص الدراسية للأسبوع الـ15 من الفصل الدراسي الأول
  • دراسة جديدة تعيد فرضية أصل الحياة من الفضاء
  • من أقدم المدن في العالم.. هذه أهمية اختيار صيدا عاصمة للثقافة والحوار لعام 2027
  • الإعادة كانت حقا وصدقا.. عمرو أديب يعلق على نتائج الدوائر الملغاة
  • كانت بتشتغل فى الغربية.. عودة فتاة دار السلام المتغيبة