لجريدة عمان:
2025-11-06@05:23:30 GMT

الكهف والحصاة بكدم.. ظاهرة مجهولة أم طقس ديني؟

تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT

الكهف.. ليس تجويفًا مجردًا في جبل، بل عنصر مهم في دراسة الحضارات القديمة، فهو ملجأ الإنسان القديم، فيه مشى خطواته الأولى نحو التحضر، واختاره لكي يعصمه من هوام الأرض ووحوشها، ويتقي به غضب الطبيعة، ويتمتع منه بأبعد مدى من النظر لجمالها. في الكهف.. مدّد الإنسان جسده ليستريح من لأواء يوم طويل، وعلى حيطانه عبّر بالرسم عن لواعج نفسه، وعن نظرته للوجود من حوله.

وأقام في جوفه مستقر أسرته، ومستودع ممتلكاته، ولمّا روّض النار اصطنع فيه مطبخه، واستأنس الحيوان فحرسه. والكهف.. بيت الإنسان الأول، قاتل دونه وقُتِل، إنه عالمه الأزلي، وخارطة رحلة حياته، ومنبعث دينه، وملحمة أساطيره، وبرزخه إلى العالم الأخروي.

الكهف.. منذ نشأة الإنسان الأولى هو جزء من تكوينه النفسي وبنائه الاجتماعي. فيه وارى أجساد موتاه، ومنه صعدت أرواحهم إلى السماء، وبقيت أبدانهم أديمًا في الأرض، يصدق فيها قول حكيم المعرة أبي العلاء المعري(ت:449هـ):

... وما أظن أديم الأرض إلا من هذه الأجساد

وبحثًا عن أصول الإنسان وما اكتنفه من أحوال.. أصبح رفات الأقدمين في الكهوف مواد مختبرية لعلوم مهمة كالأنثروبولوجيا والحضارة والطب والجينات. ودرس علماء النفس الكهف، ففسروا به بعض حالات الإنسان النفسية كحب التملك؛ أساس خصائصه كلها. وكان للفلاسفة نظر في تأمله، فنسب إليه فرنسيس بيكون (ت:1626م) أحد حُجُب وعي الإنسان الأربعة؛ فأسماه «وهم الكهف»، وهو الذي يمثّل انعكاس شخصية الإنسان على تفكيره، وقد مشى في ذلك على درب أفلاطون (ت:347ق.م) في تمثيله بسجين الكهف؛ الذي لم يكن يعرف من الحياة إلا ما يعكسه الضوء من ظل الشخوص على جدار الكهف.

وبعد؛ فالمقال يتحدث عن نوع من كهوف مدينة كدم، التي تقع في محافظة الداخلية بسلطنة عمان، تضم معظم ولاية الحمراء وجزءًا من ولاية بَهلا. وهذه المدينة تعد بيئة خصبة لدراسة العديد من الظواهر التي صاحبت العماني في تطوره؛ سياسيًا ودينيًا واجتماعيًا واقتصاديًا، بل تحتفظ بسجل طبيعي لأحوال البيئة وتقلبات الطقس بالمنطقة. تشتمل المدينة على مجموعة مستوطنات؛ بعضها هجر منذ مئات أو آلاف السنين، وآخر هجر في فترات متأخرة، واستمر العمران في بعضها حتى اليوم. واستيطان منطقة كدم يرجع إلى ما قبل اكتمال بناء المدينة بآلاف السنين، وهذا ما وجدنا مؤشره في أطلال معبد قديم بمنطقة المحمود «المنطقة الإدارية»؛ وهي الجزء الجنوبي لمدينة كدم المسوّرة، ربما يعود هذا المعبد إلى الألفية السادسة قبل الميلاد، أما المدينة ذاتها فهي مكتملة بنظامها السياسي في الألفية الثالثة قبل الميلاد.

جبال كدم غنية بالآثار، وأرى أن بداية الاستيطان في المنطقة كان عليها. وإحدى الظواهر التي رصدناها فيها ما أسميتها بـ«ظاهرة الكهف والحصاة»؛ فأمام كل كهف نُصبت حصاة. وهذه الكهوف وحصاها مختلفة الأحجام: الكبير والمتوسط والصغير، وغالبًا؛ يتناسب حجم الحصاة مع حجم الكهف وسعته، وكثير من الكهوف سويت أمامها الأرض وبسطت بالرمل، وعددها يبلغ العشرات بل المئات، منتشرة في أنحاء الجبال؛ تتوزع من أعلى الجبل إلى أسفله، وهي لا يمكن أن تكون من اتفاقات الطبيعة، فلكثرتها يكاد أجزم بأنها من عمل الإنسان. بل بعضها رسمت على جدرانه صور إنسان؛ أقدّر من هيئة يديه بأنه يتعبد. كما أنه توجد في «معبد ني صلت» بكدم أربعة كهوف بها آثار حرق، قد تشير الدلائل إلى أنها طقس لتقديم الأضاحي. [انظر: مقالي «قربان الأضحية بمعبد ني صلت»، جريدة «عمان»، 27/ 6/ 2023م].

لا أستطيع أن أحدد غرض هذه الظاهرة الكهفية؛ فقد ذهبت القرون بدلائلها وما يحف بها من آثار، ولم تبقَ منها إلا أشباح شاحبة، جامدة المعنى، صامتة البيان، تسفيها الرياح وتعرّيها الأمطار، وقصارى الجَهد أن نحاول استنطاقها؛ فلعلها تنبث ببنت شفة تحكي لنا طرفًا من قصة تلك الأمم البائدة، فنحاول أن نسيل قليلًا من حبر يراعنا بقدر ما نعرف عن حياة أسلافنا وعلاقتهم ببعضهم، وتزلفهم لمعبودهم، وصراعهم مع خصومهم.

فهل هي مستقر سكنى الناس وموضع حفظ أغراضهم؛ مما يتطلب أن يتخذ من الحصى مساند وأرفف، ولمّا أن الناس اعتادوا على تقليد بعضهم بعضًا؛ جعلوها على نمط واحد، ثم توارثوه عبر الأجيال، حتى كثرت، ثم انقرض أصحابها واندثر ما حولها؟ هذا ما لا أستبعده، خاصةً؛ إنْ صاحَبَه معتقدٌ نفسي ساذج، يحمل الناس على فعله، كمثل ما نرى اليوم عند بعض الأمم من تعليق بعض الثمار كالفلفل واليقطين على أبواب بيوتهم ومتاجرهم.

أم أن هذه الظاهرة عبارة عن «تعويذة من الجن» للكهف وساكنيه، فيضع الناس أمامه حصاة لترد عنهم أضرار هذه الكائنات الخفية؟ ربما، فلها شواهد بيننا، كمَن يضع رقعًا بالية لرد العين، أو يدفن تعاويذ لكف الأذى.

أم أن الحصى «نُصُبٌ سماوية» اتخذوها لتقربهم إلى الله زلفى، كما كانت عادة بعض العرب؟ فهذا تفسير مقبول أيضًا، فلا غروى في تلك الأمم الغابرة التي ارتبطت في عبادتها بالسماء وأجرامها، حتى انسل من معتقدهم هذا؛ الدينُ الفلكيُ الذي ساد جزيرة العرب ردحًا من الزمن، أن يحملهم معتقدهم على أن يجعلوا لكل مسكن يأوون إليه نُصُبًا يتقربون به لخالق السموات وأجرامها، التي بِنَوْئها تغيثهم في قحطهم، وبنجومها يهتدون في برهم وبحرهم، وبمنازلها يحسبون فصول سنيهم، وبأشعتها تنضج ثمارهم.

أم هي محاريب للصلاة والدعاء والتبتل؟ وقد تنوعت طرائق الناس في طقوس عباداتهم، فمنهم من يمارسها في مكان مخصوص، وآخر يقيمها في أي مكان، ومنهم يؤديها جماعة وبعضهم فرادى، ومنهم من يضع بين يديه تماثيل، وكثيرون يلزمون الخلوة؛ لاسيما في الجبال. وكل هذه المعتقدات قائمة حتى اليوم.

كل المقاربات السابقة محتملة في تلك الأزمنة الغابرة، وحتى إن كانت غير ذلك؛ فيلزمنا التفكير فيها، لفهم مسير الإنسان على الأرض العمانية. ومن المهم أن يلتفت نظرنا في تفسير الظواهر القديمة إلى المعتقد الديني، فهو من أهم ضوامن بقاء الإنسان في الحياة، وتحمّل لأوائها، والتخفف من هَمِّ مكابدتها. فحضارتنا العمانية سمتها دينية، وأقرب تفسير للظواهر الاجتماعية وغير الاجتماعية هو التفسير بالباعث الديني. وحتى يحل المستقبل ألغاز الماضي؛ علينا أن نقدم بعض المقترحات التأويلية لتلك الظواهر.

وبناءً على ما وقفنا عليه حتى الآن من آثار دالة على النظام الديني في مدينة كدم؛ وربما يشمل معظم عمان القديمة، أو هو تقليد ديني في العالم القديم، أن أماكن التعبد لها أكثر من نموذج، أبرزها نموذجان؛ وهما مترابطان:

الأول: المعابد الكبيرة، وهي قِبلة لمعتنقي تلك الديانة، يولون وجوههم شطرها أينما كانوا. ويمثلها في كدم معبدان: الأقدم.. نقدّره من الألفية السادسة قبل الميلاد على الأقل، وبقيت منه أحجاره الضخمة، ولعلها كانت إحرامات تعبدية أو مواقيت مكانية. والآخر «معبد ني صلت» من الألفية الثالثة قبل الميلاد، وهو الباقية العديد من معالمه.

الثاني.. دُور العبادة؛ وهي التي ينشئها المتعبِدون للتوجه إلى معبودهم الأعلى، وتكون غالبًا في الجبال أو الأماكن المرتفعة، ولعل «ظاهرة الكهف والحصاة» من هذه الدُور.

وتقريبًا للفهم.. يمكن أن أشبّه النموذج الأول بالبيت الحرام في مكة المكرمة، وأما النموذج الثاني فأشبهه بمعظم المساجد القديمة في عمان التي بنيت مرتفعة عن الأرض.

ختامًا.. ما يميل إليه القلب من محاولة فهم هذه الظاهرة العتيقة تفسيرها بأنها طريقة للتعبد، كان يقيمها الإنسان القديم لأداء صلاته وأدعيته، ونحن بانتظار الأيام أن تكشف عمّا عجزنا عن فهمه؛ فدرب البحث في أصولنا طويل، وأول الطريق خطوة، وأرجو أن نكون قد خطوناها.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: قبل المیلاد

إقرأ أيضاً:

نيجيريا ترد على تهديدات ترامب: دستورنا يمنع أي اضطهاد ديني

أكد وزير الخارجية النيجيري يوسف توغار من برلين أن دستور بلاده يمنع أي اضطهاد ديني، ردًا على تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالتدخل العسكري في نيجيريا بذريعة استهداف المسيحيين.

استدعت تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالتدخل العسكري في نيجيريا، على خلفية تقارير عن استهداف مسيحيين، ردًا رسميًا من وزير الخارجية النيجيري يوسف توغار الذي أكد أن دستور البلاد يمنع أي شكل من أشكال الاضطهاد الديني.

وقال من برلين إن الحكومة النيجيرية متمسكة بالحرية الدينية وسيادة القانون، داعيًا إلى معالجة التحديات الأمنية في إطار وطني يحافظ على سيادة البلاد وسلامة أراضيها.

تهديدات ترامب بالتدخل

وكان ترامب قد كتب على منصّته "تروث سوشيال" أنه طلب من البنتاغون إعداد خطة لهجوم محتمل ضد نيجيريا، زاعمًا أن "المسيحيين يُقتلون بأعداد كبيرة جدًا"، ومهددًا بوقف المساعدات والمعونات الأميركية إذا لم "تتخذ الحكومة النيجيرية إجراءات فورية لحماية المسيحيين".

هذه التصريحات أثارت موجة تنديد في نيجيريا، حيث اعتبرها مسؤولون محاولة لتصوير الصراع الداخلي في البلاد كصراع ديني.

Related ترامب: "المسيحيون في نيجيريا يواجهون تهديداً وجوديّاً وسننقذ هذه الطائفة العظيمة في كل العالم"ترامب يهدد نيجيريا بعمل عسكري بعد اتهامها بالتقاعس عن حماية المسيحيينمن الشاشة إلى البنتاغون.. كيف أشعل تقرير واحد تهديد ترامب بالتدخل في نيجيريا؟ رد نيجيري من برلين

جاء الموقف النيجيري خلال مؤتمر صحافي مشترك في برلين بين وزير الخارجية يوسف توغار ونظيره الألماني يوهان فاديفول، حيث قال توغار: "من المستحيل أن تدعم حكومة نيجيريا أي اضطهاد ديني بأي طريقة أو شكل وعلى أي مستوى كان"، مضيفًا أن بلاده دولة "قائمة على سيادة القانون، ويكفل دستورها الحرية الدينية لجميع المواطنين".

وشدد على أن ما يحدث في نيجيريا "ليس حربًا بين أديان"، بل صراعات محلية ذات جذور اقتصادية وقبلية، داعيًا المجتمع الدولي إلى تفهّم تعقيدات الوضع وعدم اختزاله في بعد ديني واحد.

وزير الخارجية الألماني يوهان فادفول ونظيره النيجيري يوسف توغار يحضران مؤتمرا صحفيا مشتركا في برلين، ألمانيا، الثلاثاء 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2025. Kay Nietfeld/(c) Copyright 2025, dpa (www.dpa.de). Alle Rechte vorbehalten تحذير من سيناريو السودان

وحذر توغار من محاولات تقسيم البلاد على أسس دينية أو طائفية، مشيرًا إلى تجربة السودان. وقال: "ما نحاول أن نوضحه للعالم هو أنه لا ينبغي لنا أن نخلق سودانًا آخر. لقد رأينا ما حدث هناك بعد التحريض على التقسيم على أساس الدين أو القبيلة، والأزمة لم تنتهِ حتى بعد الانفصال".

موقف ألماني داعم

من جانبه، أكد الوزير الألماني يوهان فاديفول دعم بلاده لوحدة نيجيريا واستقرارها، مشددًا على ضرورة مواجهة التطرف عبر التنمية والتعليم لا عبر التدخلات العسكرية. وقال إن ألمانيا "تؤمن بأن التنوع الديني في نيجيريا يمكن أن يكون مصدر قوة لا سببًا للانقسام".

الصحف المحلية التي تحمل عناوين تشير إلى تعليقات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن نيجيريا، في أحد شوارع لاغوس، نيجيريا، الأحد 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2025. Sunday Alamba/Copyright 2025 The AP. All rights reserved رفض التدخل ودعوة للتعاون

وأوضح توغار أن نيجيريا ترحّب بالمساعدة الدولية في مكافحة الإرهاب، لكنها ترفض أي تدخل عسكري أجنبي يمس سيادتها أو وحدة أراضيها. وأضاف: "نحن نحترم أصدقاءنا في الولايات المتحدة، لكن ما تحتاجه نيجيريا هو الدعم في التنمية والتعليم وفرص العمل، لا التهديد باستخدام القوة".

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة ألمانيا أخبار نيجيريا اعلان اعلان اخترنا لك لبنان: انطلاق أول لقاء تنسيقي لإعادة الإعمار في الجنوب.. وعون يؤكد: التفاوض خيار وطني جامع وفاة ديك تشيني عن 84 عامًا.. نائب الرئيس الأكثر إثارة للجدل في تاريخ الولايات المتحدة 46 عامًا على "أزمة الرهائن".. إيران تُحيي ذكرى اقتحام السفارة الأمريكية في طهران استطلاعات جديدة: الصين تكسب ودّ الروس بعد حرب أوكرانيا.. وواشنطن تخسر شعبيتها فرنسا: تراجع ملحوظ في معدلات التدخين اعلان اعلان الاكثر قراءة 1 مباشر. قصف إسرائيلي مكثف على غزة.. وتحرك أميركي لتشكيل قوة دولية في القطاع 2 من الشاشة إلى البنتاغون.. كيف أشعل تقرير واحد تهديد ترامب بالتدخل في نيجيريا؟ 3 فهدان أفريقيان نادران شقيقان يصلان إلى حديقة حيوان تشيستر البريطانية 4 انتخابات نيويورك.. ترامب: أي يهودي يصوت لصالح زهران ممداني هو شخص غبي 5 قطر تهدّد بقطع إمدادات الغاز عن أوروبا على خلفية تشريع بيئي تسعى بروكسل لتطبيقه اعلان اعلان

Loader Search

ابحث مفاتيح اليوم

دونالد ترامب الصحة حركة حماس غزة الحزب الديمقراطي روسيا تكنولوجيا توسيع الاتحاد الاوروبي أوكرانيا الذكاء الاصطناعي إسرائيل أوروبا الموضوعات أوروبا العالم الأعمال Green Next الصحة السفر الثقافة فيديو برامج خدمات مباشر نشرة الأخبار الطقس آخر الأخبار تابعونا تطبيقات تطبيقات التواصل الأدوات والخدمات Africanews عرض المزيد حول يورونيوز الخدمات التجارية الشروط والأحكام سياسة الكوكيز سياسة الخصوصية اتصل العمل في يورونيوز صحفيونا لولوجية الويب: غير متوافق تعديل خيارات ملفات الارتباط تابعونا النشرة الإخبارية حقوق الطبع والنشر © يورونيوز 2025

مقالات مشابهة

  • ظاهرة نادرة.. "قمر القندس العملاق" الأقرب للأرض في 2025
  • علي جمعة: القلب فوق العقل والعقل فوق السلوك.. وإذا عكست انتكست
  • بعد ثلاث سنوات من الاحتجاز.. إيران تطلق سراح فرنسيين "بدافع ديني"
  • تراه بعينيك.. القمر العملاق يزين سماء العالم العربي الليلة
  • الإفتاء: الرشوة أحد أوجه الفساد التي ظلَّت قِيَمنا الحضارية والإسلامية تحاربه
  • الإفتاء: الكذب من الأمور التي يستحق صاحبها اللعن
  • نيجيريا ترد على تهديدات ترامب: دستورنا يمنع أي اضطهاد ديني
  • رمضان عبدالمعز: “تعلّموا التواضع من النبي الذي عرج إلى السماء وجلس يأكل على الأرض”
  • عمّان التي تسكنني
  • وزيرة البيئة: إجراء تحاليل للتربة بالمناطق التي تعرضت لسياسة الأرض المحروقة إبان الإستعمار