الجزيرة نت–خاص:  تعيش فتاة بريطانية مسلمة ظهرت في صورة مشتركة في المسجد الأقصى مع الحاخام يهودا غليك، ظروفا نفسية صعبة، إثر نشر غليك للصورة، وأبدت اعتذارها للمسلمين وأهالي القدس عن ذلك قائلة، إنها لم تقصده، أو تخطط له وتجهل أبعاده.

تواصلت الفتاة مع الجزيرة نت لتوضيح موقفها وما حصل معها، وطلبت الاكتفاء بذكر اسمها الأول "فاطمة" -لظروف خاصة بها-، وأنها بريطانية من أصول عربية.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4300 مستوطن يقتحمون المسجد الأقصى مع حلول الأعياد اليهوديةlist 2 of 4في أعياد اليهود.. ما دلالة النفخ بالبوق في الأقصى؟list 3 of 4673 مستوطنا يقتحمون المسجد الأقصى في عيد الغفرانlist 4 of 4من المحجبة التي ظهرت في صورة مع الحاخام غليك بالأقصى؟end of list

ونشر الحاخام الصورة المشتركة على صفحته بموقع فيسبوك يوم 24 سبتمبر/أيلول الماضي، فأثارت ردود فعل واسعة على شبكات التواصل الاجتماعي.

وأرفق غليك المعروف بتطرفه واقتحاماته المستمرة للمسجد الأقصى، ومباغتته لكثيرين في القدس بالسلام وقراءة القرآن، مع الصورة نصا جاء فيه، "مسيحي ومسلم ويهودي، اتحدوا اليوم للصلاة لله الواحد الأحد على صهيون- الجبل المقدس للسلام بين الجميع".

فاطمة كانت تتحدث إلى سائح مسيحي (أقصى يسار الصورة) عندما بادرها غليك وطلب أخذ صورة مشتركة لثلاثتهم (الجزيرة) الصورة الكارثة

شرحت الشابة البريطانية تفاصيل ما أسمتها بـ "الكارثة" التي حلّت بها، وأرادت "الاعتذار" من الأمة الإسلامية بشكل عام، والفلسطينيين والمقدسيين بشكل خاص، عن "الخطأ الفادح" الذي ارتكبته "بسبب جهلها".

تقول فاطمة، التي فضلت الحديث باللغة الإنجليزية؛ لأنها تتقنها أكثر من اللغة العربية، إنها وصلت إلى فلسطين قبل نحو شهر قادمة من بريطانيا، وواظبت على الصلاة في المسجد الأقصى.

وأضافت، أنها سعت لإكمال تعليمها العالي، فالتحقت مؤخرا ببرنامج "دراسات مقدسية" وهو أحد برامج الماجستير التابعة لجامعة القدس الفلسطينية.

وذكر مصدر في جامعة القدس للجزيرة نت، أن الشابة اشترت بالفعل طلبا للالتحاق بهذا البرنامج وكتبت معلوماتها، ثم بدأت بالتردد على المحاضرات قبل نحو أسبوعين، على أن تكون طالبة نظامية تحمل رقما جامعيا بمجرد استيفاء متطلبات التسجيل، المتعلقة بتصديق شهاداتها كونها طالبة أجنبية.

تقول فاطمة، إنها كانت تخطط لتأليف كتاب سياحي يهدف لتثقيف المسلمين الأجانب حول فلسطين من منظور اجتماعي وديني، ليتعرفوا التاريخ الإسلامي، وسور القرآن التي تذكر الأنبياء، والأماكن المقدسة المختلفة، بالإضافة إلى الآثار الإسلامية، و"تشجيع المزيد من المسلمين الأجانب على القدوم إلى هذه المدينة المقدسة".

عضو الكنيست السابق، يهودا غليك، يقود مجموعة سياحية أمريكية خلال اقتحام المسجد الأقصى ويقدم لها شروحات مكذوبة عن الهيكل المزعوم pic.twitter.com/GUqxjNITfF

— القسطل الاخباري | القدس (@AlQastalps) September 26, 2023

مباغتة غليك

"كنت أعلم أنني بحاجة إلى المزيد من المعرفة، وأردت التأكد من أن الخلفية التاريخية والاجتماعية والسياسية كانت من مصدر دقيق وحسن السمعة.. لذلك قررت الدراسة في برنامج دراسات مقدسية بجامعة القدس" أضافت فاطمة.

وبالعودة إلى يوم الحادثة، قالت، إنها لم تكن تعرف من هو ذلك الرجل الذي طلب أخذ صورة مشتركة، وما تاريخه وما الذي يمثله، وأنها لو كانت تعرف لم تكن لتتعامل معه أبدا، وما سمحت بالتقاط الصورة.

وقالت، إنها كانت في صبيحة ذلك اليوم عائدة من الأقصى إلى مكان إقامتها، عندما اقترب منها سائح إيطالي مسيحي في باحات المسجد، وسألها إن كانت تتحدث الإنجليزية، وطلب منها أن تشرح له بعض المبادئ الأساسية في الدين الإسلامي.

وبينما كانت تقول له، إن المسلمين موحدون ويسعون للعيش بسلام، باغتها يهودا غليك بالانضمام لهما، وبدأ بـ "الحديث عن السلام".

"تفاجأنا جميعا، وقبل أن أعرف ما كان يدور حولي التقط غليك صورة لنا جميعا، وقبة الصخرة خلفنا.. أنا لست من فلسطين، ولم أدرك حينها أهمية الصورة، ولا تأثيرها" تقول فاطمة.

وتابعت، "إنني مدركة الآن لمرارة الدعاية التي يروج لها هذا الرجل، وكيف استخدم الصورة لتحقيق (أجندته) الخاصة على حساب الفلسطينيين".

ولم يقف الأمر عند هذا الحد -تقول فاطمة-؛ بل عرض عليها الحاخام المتطرف تزويدها برقمه فقبلت بأريحية، وحينها تدخل أحد الحراس، وسألها عن سبب قبولها بأخذ رقمه، فبدأت تدرك أن شيئا كبيرا قد حدث.

يهودا غليك يبادر إلى الحديث مع الناس والسلام عليهم باللغة العربية لكن المقدسيين يتجاهلونه (ناشطون) رفض التجاوب

وتابعت، "عند عودتي إلى مكان إقامتي بحثت عن الرجل، وعندما أدركت من هو، علمت فداحة ما فعلته من غير قصد".

وكشفت فاطمة أنها أرسلت إلى غليك لتوضيح موقفها، وطلب حذف الصورة التي نشرها دون إذنها، وعدم تداول صورتها، أو استخدامها بأي شكل من الأشكال، لكنه لم يستجب.

وأضافت، "أنا أعارض بشكل أساسي أجندته وسياساته..  لقد وزّع الصورة بسخرية لتعزيز أجندته الخاصة".

واطلعت الجزيرة نت على نسخة من المحادثة التي دارت بين الشابة وغليك عبر تطبيق "واتساب" لطلب حذف الصورة.

وأضافت أنها كونها أجنبية من بلد غربي، فإن الدخول في محادثة مع أي شخص يسعى إلى إشراكها في محادثة هو أمر عادي، وأنها أدركت لاحقا أن ذلك لم يكن حكيما؛ لأنها تجهل العادات والحقائق المترتبة عن الاحتلال.

"من يعرفني من الفلسطينيين من ذلك الشعب الجميل الذي التقيت به خلال فترة وجودي في فلسطين، يعرف كم أحب فلسطين، إنها موطن قلبي والأقصى الحبيب-الذي يمثل شرف ملياري مسلم-هو للفلسطينيين والمسلمين وحدهم اليوم، وإلى الأبد".

ختمت فاطمة حديثها بالقول، إنها تعتذر لكل من تضرر من هذه الحادثة، مضيفة أنها غادرت القدس والمدينة التي تحبها، مع أنها كانت تتمنى أن تعيش فيها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: المسجد الأقصى یهودا غلیک

إقرأ أيضاً:

ترامب: تحدثت مع الرئيس المصري حول نقل الفلسطينيين من غزة

مصر – أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء، إنه تحدث مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بشأن نقل الفلسطييين من غزة إلى “دول مجاورة”.

وقال الرئيس الأمريكي إنه أخبر نظيره المصري أنه يود أن يجعل أهل غزة “يعيشون في منطقة حيث يمكنهم العيش دون اضطراب أو ثورة.. عندما تنظر إلى قطاع غزة، فقد كان جحيما لسنوات عدة”، بحسب تعبيره.

يأتي الإعلان عن اتصال ترامب بالسيسي اليوم الثلاثاء، عقب اتصال كان أجراه بملك الأردن عبدالله الثاني يوم الأحد، تحدث خلال عن “نقل الفلسطينيين من غزة المدمرة إلى دول مجاورة”.

وكانت مصر والأردن جددتا موقفهما الرافض لأي مخططات إسرائيلية أو غيرها من أجل نقل سكان القطاع، معتبرتين أنها حملة تهجير ثانية.

وأعلنت وزارة الخارجية المصرية في بيان، مساء الأحد، عن تمسكها بثوابت ومحددات التسوية السياسية للقضية الفلسطينية ودعت إلى العمل على بدء التنفيذ الفعلي لحل الدولتين.

وأكدت الوزارة أن “القضية الفلسطينية، تظل القضية المحورية بالشرق الأوسط، وأن التأخر في تسويتها، وفي إنهاء الاحتلال وعودة الحقوق المسلوبة للشعب الفلسطيني، هو أساس عدم الاستقرار في المنطقة”.

وأعربت مصر عن استمرار دعمها صمود الشعب الفلسطيني على أرضه وتمسكه بحقوقه المشروعة في أرضه ووطنه، وبمبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، كما تشدد على رفضها أي مساس بتلك الحقوق غير القابلة للتصرف، سواء من خلال الاستيطان أو ضم الأرض، أو عن طريق إخلاء تلك الأرض من أصحابها من خلال التهجير أو تشجيع نقل أو اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم، سواء كان بشكل مؤقت أو طويل الأجل، وبما يهدد الإستقرار وينذر بمزيد من امتداد الصراع إلي المنطقة، ويقوض فرص السلام والتعايش بين شعوبها.

ودعت الخارجية المصرية المجتمع الدولي إلى العمل على بدء التنفيذ الفعلي لحل الدولتين بما في ذلك تجسيد الدولة الفلسطينية على كامل ترابها الوطني وفي سياق وحدة قطاع غزة والضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية، وفقا لقرارات الشرعية الدولية، وخطوط الرابع من يونيو لعام 1967.

 

المصدر: وكالات+RT

مقالات مشابهة

  • القبض على سائق عرض على سائحة إقامة علاقة محرمة.. فيديو
  • عشرات المستوطنين يقتحمون الأقصى واعتقالات بين المقدسيين
  • ترامب: تحدثت مع الرئيس المصري حول نقل الفلسطينيين من غزة
  • لويز غليك في آخر حوار أدبي: الكاتب طالب للمعرفة
  • عاجل | القسام-كتيبة طولكرم: يخوض مجاهدونا مع سرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى معارك مع الاحتلال الصهيوني بمخيم طولكرم
  • سرايا القدس تبث فيديو للأسيرة أربيل يهود تناشد فيه نتنياهو وترامب الالتزام بالصفقة
  • جينيفر لوبيز تحتفل باللحظة التي كانت تنتظرها طوال حياتها
  • حماس: ذكرى الإسراء والمعراج تأتي في ظل أجواء مُفعمة بالإنجازات
  • عشرات المستوطنين يقتحمون باحات المسجد الأقصى المبارك
  • مُسيرة للاحتلال تقصف فلسطينيين بنابلس ومناورة بالضفة لتجنب تكرار طوفان الأقصى