سواليف:
2024-07-04@01:49:10 GMT

معرض الكِتاب: للقراءة أم للتّرفيه؟

تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT

معرض الكِتاب: للقراءة أم للتّرفيه؟

معرض الكِتاب: للقراءة أم للتّرفيه؟
د. لينا جزراوي

استوقفني كثيرًا مشهد إقبال الأردنيّين على معرض الكِتاب بعد أن فشِلت مرّتين في العثور على مصفّ لسيّارتي ،ونجحت في المرّة الثالثة في زيارة المعرض . وقبل أن أتفاءل بالمشهد تساءلت : هل الإقبال الكبير على #معرض_الكتاب مؤشّر على اهتمام الأردنيين بالكِتاب ! وهل نظلِم الأردنيّين عندما نقول أنّهم لا يقرأون !!! وهل يقرأ الأردنيّون فعلًا ، أم أن المشهد كان مُجرّد حالة مؤقّتة و نشاط لقتل الوقت أيّام العطل لا يُشير الى شيء !
على أيّة حال؛ لا يحتاج الأمر الى تدقيق لنُعلِن أنّ إقبال الشّباب، وحتى الكِبار على #قراءة الكُتُب اليوم في الأردن أصبح أمرًا نادِر الحدوث لعدّة اسباب ؛ أهمّها رقمنة التّعليم ،والاتجاهات العالمية نحو استخدام أدوات التعلّم الحديثة بأنواعها المُختلِفة بدءًا من أجهزة الحاسوب ، مرورًا بالألواح الذكيّة ، انتِهاءًا بأجهزة الهواتف الخلويّة، وكلّنا نعلم أن واحدة من بين هذه الأدوات على الأقلّ مُتاحة اليوم في يدّ كل انسان أردني بغضّ النّظر عن فِئته العمريّة، وحالته الماديّة، وطبقتِه الإجتِماعيّة .

أما السبب الثاني برأيي فهو ضعف ثقافة القراءة في مجتمعنا ،وعدم إعتياد الأطفال على فِكرة وجود الكِتاب في حياتهم ، حيث من المعروف أن القراءة عادة ينشأ عليها الطّفل في بيته ابتداءًا ، فالأطفال يُقلّدون آباءهم في كثير من السلوكات الجيّد منها والسّيىء ، مثل عادة التّدخين ، أو عادة مُمارسة رياضة مُعيّنة وعادات أخرى مختلفة، والقراءة للأسف ليست من العادات الأردنيّة . أما السبب الثالث فهو أن أغلب مدارسنا اليوم لم تعُد تهتمّ كفاية بتنمية مهارات القراءة لدى الطّلبة.
عندما كنت طالبة في المدرسة كان لدينا حصّة (مكتبة) اسبوعية في المرحلة الابتدائيّة ، وكان مطلوبًا منّا أن نقرأ كتابين على الأقلّ في الشّهر ونقدّم عنهما مُلخّصًا ؛ ولا شكّ في أن الأدوات الحداثيّة قد اضعفت مهارات القراءة والكتابة لدي الجيل الجديد لا أُنكِر ، فقلّما نجد شاب أو صبيّة اليوم في مكان عام يقرأون كتابًا ، في حين نجدهم يملأون مقاهي الأنترنت مع حواسيبهم يغوصون في شاشاتها ، وشاشات هواتفهم الذكيّة ، لكن هل يقرأون شيئًا ذو قيمة ! هل يرفِدون عقولهم بالمعرفة المُفيدة والمُثمِرة !! لا أعرِف ، لكنّي على يقين من أن الغرب المُخترِع لهذه الأدوات الحداثيّة ، والّتي يُصدّرها للعالم بالمليارات لم يرضخ لها مِثْلنا ولم تُغنيه عن عادة القراءة ،ويمكن ملاحظة هذا الأمر بوضوح في الدّول الغربيّة الّتي نزورها كلّما سنحت لنا الفُرصة ، فمازلت ألاحِظ صبيّة في موقِف الباص العمومي تحمِل كتابًا وهي تنتظر ، وشابّا يانِعًا يقرأ كتابًا في القِطار أو في المترو ، ومشهد متكرّر كثيرًا عندهم أن تجِد رجلًا أو امرأة يجلِسون في أحد المقاهي لشُرب القهوة الصّباحيّة برِفقة كِتاب أو صحيفة.
فهل يُمكننا أن نقول بأن معرض الكِتاب الّذي عُقد في عمّان مؤخّرًا قد أعاد للكِتاب قيمته وللعقل الأردني صحوته نحو إحياء عادةالقراءة! أم أن هذا الإقبال كان مجرّد نشاطًا ترفيهيّا لتمضية عطلة نهاية أسبوع أقلّ كُلفة، وأخفّ ضغطًا على الأهالي !! ولو أن السّؤال الّذي أبحثُ له عن إجابة هو : ما أكثر أنواع الكُتب مبيعًا خلال أيام المعرض ،الكتب الفِكريّة، أم الكتب الفلسفيّة، أم كتب الأدب و الرواية والقصّة، أم كتب العلوم البَحتة ، أم الكُتب الدينيّة، وكتب فنون الطّبخ ، والتّجميل وقصص الأطفال !!
فالاجابة على هذا السّؤال ستُمكّننا من إدراك ما إن كان ثمّة تغيير قد طرأ على مخزونِنا الثّقافي ، والفِكري.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: معرض الكتاب قراءة

إقرأ أيضاً:

من الذي يبث التوتر داخل الأردن؟

من الذي يبث التوتر داخل الأردن؟ _ #ماهر_أبوطير

تجالس كثرة من مستويات مختلفة، وتسمع من يقول لك إن #الأردن تعرض لتوتير مضاعف على يد نخب سياسية وإعلامية واجتماعية وشعبية بالغت في سياق #الموقف من #الحرب.

يزعم هؤلاء أن المبالغة أدت إلى انجماد الداخل الأردني، لأن ردود الفعل على الحرب تتحدث منذ بدايتها عن حرب ممتدة، وحرب إقليمية، وتهجير من الضفة الغربية، وعن انهيار كل المنطقة، ويؤشر هؤلاء إلى محتوى سياسي، ومفردات ومصطلحات تم استعمالها، وتسييلها شعبيا، ويؤشر هؤلاء بالإضافة إلى ما سبق إلى تأثير الصور المؤلمة التي تتدفق من #غزة عبر التلفزة، ووسائل التواصل، بما أدى اليوم إلى حالة انجماد وتوتر وخوف وقلق وشعور بعدم اليقين بشأن المستقبل، وبحيث التقت موجات التخويف وفقا لتعبيرات هؤلاء مع واقع الحال الذي نراه أصلا داخل غزة، وبما يتزامن مع تصرفات الاحتلال الإسرائيلي وتهديداته لكل المنطقة.

اعتقد بصراحة ان توتر الداخل الأردني لم يكن مصنوعا داخل المختبرات المعتمة، ولا بهدف وظيفي لاستيعاب رد الفعل الشعبي، واستباقه، ولا بهدف إثارة الذعر، وضبط إيقاع الداخل ضمن سياقات محددة، ولا إنزلاقا في لعبة مزاودات بين من هو أعلى سقفا من الجانب الرسمي، أو الجانب الشعبي أو من يتوسطهما، ولا اعتقد أيضا أن المشهد كان قائما على أساس منافسة بين الرسميين وقوى شعبية ترفع شعارات المقاومة، ودعم قطاع غزة، تريد “اختطاف الشارع” وفقا لأراء مسمومة يبثها بعض العباقرة هنا، دون إدراك للأسف لكلف الكلام وتأثيراته الإستراتيجية.

مقالات ذات صلة فاتورة الكهرباء المرتبطة بالزمن بين المزود ودافع الثمن 2024/07/01

المشهد بحد ذاته كان متوترا جدا بطبيعته، والتعبيرات الحادة التي سمعناها بداية الحرب كانت طبيعية، وربما كان المطلوب أكثر من ذلك، أي إجراءات فعلية ضد إسرائيل، حتى لا نبقى هنا ندور حول انفسنا بشأن سقوف حروب الكلام وتأثيراتها على الداخل الأردني، ومن جهة ثانية فإن التعبيرات الغاضبة كانت طبيعية لان المذبحة لا يمكن السكوت عليها، كما أن تأثيرات الحرب المحتملة والممتدة والتي يتم الحديث عنها مرارا، ليست مجرد توهم، والاخطار حقيقية على الأردن أمام جنون المشروع الإسرائيلي، ومساحات تمدد هذا المشروع إستراتيجيا، إذا تمكنت إسرائيل من ذلك، على مستوى الأردن، ودول المشرق، مرورا بالضفة الغربية والقدس.

هذا يقول ان لا توتير متعمداً للداخل الأردني، والخطاب السياسي والإعلامي لو انخفضت مستوياته التي رأيناها في بداية الازمة، لكانت تلك لحظات سيئة للغاية، مع الإقرار هنا أن التعبيرات السياسية والإعلامية والحزبية والشعبية في الأردن بشكل عام أعلى من دول عربية وإسلامية، مع الاعتراف أيضا أن سقف التعبيرات عاد وانخفض بعد مرور كل هذه الأشهر رسميا وشعبيا، ولاعتبارات تتعلق بحسابات ليس هنا محل سردها، ولان الحرب للأسف الشديد باتت مستدامة، ولان هناك بالمقابل آراء لقوى نافذة ومؤثرة تبنت فكرة خفض حدة التعبيرات، تحوطا من قضايا محددة، بعضها يتعلق بالداخل الأردني وخريطته المعقدة جدا، أو بسبب علاقات الأردن الخارجية، والتقييمات التي قد لا تحتمل استمرار مثل هذا السقف في الخطاب.

الذين يقولون إن الأردن أخطأ بتوتير الداخل الأردني بكل السقوف المرتفعة بدايات الحرب، يريدون أن يقولوا فعليا، إن هذا التوتير هو الذي أدى إلى الانجماد والانكماش والتراجعات المعنوية والاقتصادية، وان فك هذا الانجماد لا يتم اليوم، ولا ينجح بسبب هذا التوتير.

الداخل الأردني متوتر أصلا بسبب كل ما يراه يوميا، وبسبب الضخ الإعلامي الهائل الذي يتدفق على بيوت الأردنيين من جهات الأرض، وإذا كان البعض يعتقد أن خفض حدة الخطاب السياسي والإعلامي والحزبي والشعبي يساهم في تهدئة الداخل، واسترداد عافيته العامة، فإن نقطة الضعف في هذا التصور تتعلق بما يجري خارج حدود الأردن من تداعيات يومية لا يمكن عزلها عنا، ولا يمكن أصلا التحكم في تأثيرها المعنوي والاقتصادي والاجتماعي.

الذي يوتر أعصاب الأردنيين حقا هو إسرائيل ومشروعها وهذه الجرائم، حتى لو سكت الرسميون والشعبيون معا، ومن يتوسطهما من قوى، هذا فوق ضغوطات الحياة التي يواجهها الناس حتى قبل الحرب، حتى لا يأتي من يقول إن الأمور كانت سمن على عسل قبل الحرب.

الغد

مقالات مشابهة

  • افتتاح معرض لبيع الكتب بمكتبة المستقبل.. صور
  • افتتاح معرض لبيع الكتب فى مكتبة المستقبل
  • «نسخة طبق الأصل منه».. متلازمة غريبة تجعل الشخص يتوهم بوجود تؤام آخر يشبهه
  • لقاء سويدان تجري عملية جراحية.. ربنا يقطعها عادة
  • «ربنا يقطعها عادة».. لقاء سويدان تعلن عن خضوعها لعملية جراحية
  • تفاصيل مسابقة «مصر تبدع» للقراءة والرسم.. تستهدف 3 فئات عمرية
  • اليوم.. تتويج الفائزين في تحدي القراءة العربي بدورته الثامنة
  • من الذي يبث التوتر داخل الأردن؟
  • عادة ليلية تؤتر على صحة الجلد والحيوانات المنوية
  • عادة تؤثر على صحة الحيوانات المنوية في فصل الصيف