بوابة الوفد:
2024-12-22@19:47:20 GMT

التجربة الرواندية فى التعليم

تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT

مع بداية العام الدراسى الجديد ومن خلال متابعة الاستعدادات التى سبقت انطلاق الموسم الدراسى يتأكد لنا أن كل ما كنا نحلم به للنهوض بالتعليم قد تبدد، على صخرة الدروس الخصوصية والسناتر التى تغولت وابتلعت كل أمل للتطوير.

فقد انتظمت الدروس الخصوصية بالسناتر قبل انطلاق العام الدراسى رسميًا بأكثر من شهر وبدأت فى حشو عقول التلاميذ بالمعلومات اعتمادًا على أسلوب الحفظ والتلقين، مع استنزاف الملايين من جيوب أولياء الأمور، فى ظل غياب وزارة التربية والتعليم عن القيام بدورها فى مواجهة هذه الظاهرة المتوارثة أو إعداد خطة حقيقية لتطوير التعليم.

فقد كتبنا كثيرا وطالبنا بإنقاذ الأجيال الجديدة من هذه الأساليب العقيمة وقلنا ان بداية طريق الإصلاح يبدأ من

الاعتراف  بأن لدينا ازمة  فى التعليم قبل الجامعى، وأن هذه الأزمة لا بد أن تحل من جذورها وأنه يجب على الدولة أن تنتبه جيدًا وتسخر لها كافة الخبرات والإمكانات المادية إذا كانت تريد نهضة حقيقية، وبناء دولة متقدمة.

فكل ما يقال عن خطط التطوير منذ سنوات ما هو إلا محاولات لتجميل واقع مزيف أشبه بمبنى متصدع لا بد من التخلص منه والبناء من جديد على أساس قوى للأجيال القادمة، ولدينا تجارب ناجحة لدول كانت تعانى من تدهور الأحوال المعيشية والاقتصادية واستطاعت تجاوز أزماتها بالتعليم.

لن نتحدث عن التجربة الماليزية التى قادها مهاتير محمد الأب الروحى لماليزيا الحديثة وصانع نهضتها منذ  فى الثمانينات والتسعينيات من القرن الماضى ونقلها إلى مصاف الدول المتقدمة.

لكننا سنتناول هنا التجربة الرواندية فى النهوض بالتعليم والتى تعد واحدة من اكثر النماذج إلهامًا فى إفريقيا، فبعد صراعات وإبادات عرقية وصفت بالأبشع فى التاريخ المعاصر نتج عنها مقتل اكثر من مليون ونصف المليون إنسان، بين عام ١٩٩٠ و١٩٩٤ من القرن الماضى انطلقت روندا عام ٢٠٠٠ على يد زعيم الجبهة الوطنية الرواندية بول كاجامي من تحت الصفر بكثير وتجاوزت كل المحن وصارت خلال عشرين عامًا فقط واحدة من أفضل الدول فى النهوض بالتعليم والاقتصاد.

وكان من أهم التحديات التى واجهتها رواندا فى طريقها لتطوير التعليم فقدان أعداد كبيرة من المعلمين فى  المذابح العرقية  وفرار الناجين منهم إلى الدول المجاورة، وتدمير الغالبية العظمى من المدارس ولكنها نجحت فى إعادة بناء المدارس والكوادر البشرية

وحرصت روندا وهى تطور آلياتها واستراتيجيتها التعليمية واختيار مناهج وأسلوب تعليم يحارب العنصرية، كما أتاحت روندا التعليم المجانى للجميع، وقضت على ظاهرة التسرب من التعليم، وأقامت العديد من الورش والدورات التدريبية لتخريج معلمين قادرين على تقديم تعليم يواكب العصر ويلبى احتياجات سوق العمل وينهض بالبلاد اقتصاديًا، سواء أكان على مستوى التعليم الأساسى أو الجامعى.

كما اعتمدت روندا نظام تكنولوجيا المعلومات والاتصال من أجل التعليمICT4E، وهو نظام يستبدل وسائل التعليم والكتب التقليدية، بمنصات إلكترونية لاب توب أو آيباد أو مشغل وسائط يمكن من خلاله متابعة الدروس، وفى فبراير عام 2019، أطلقت أول قمر صناعى لها فى الفضاء، بهدف ربط المدارس النائية فى الدولة بالإنترنت، وتوفير فرص كبيرة للتنمية للجيل الجديد من الروانديين.

واستحدثت رواندا التعليم التقنى والمهنى لتلبية احتياجات البلد من عمال مهنيين مؤهلين عبر تحويل بعض مراكز التدريب المهنى إلى مدارس مهنية تقنية، وتدريب عدد كبير من المدرسين المتخصصين فى تكنولوجيا المعلومات.

ونظرًا للتطور المذهل فى مجال التعليم حصلت رواندا على جائزة الكومنولث الأولى لأفضل الممارسات فى التعليم الأساسى الممتد لتسع سنوات عام 2012.

كما اعتبرتها اليونسكو  فى تقريرها عن جودة التعليم لسنة 2014 من أفضل 3 دول فى تجربة النهوض بالتعليم.

أعتقد أن تجربة رواندا ليست مستحيلة وفرصتنا فى النهوض بالتعليم ما زالت موجودة، وإن كنا تأخرنا كثيرًا فى اتخاذ القرار فما زال الحلم والأمل فى اللحاق بركب التقدم يراودنا ولا سبيل إليه إلا التعليم.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: بداية العام الدراسي الجديد وزارة التربية والتعليم النهوض بالتعلیم

إقرأ أيضاً:

رواندا ومنظمة الصحة تعلنان انتهاء تفشي فيروس ماربورغ

أعلنت منظمة الصحة العالمية والحكومة الرواندية، اليوم الجمعة، انتهاء تفشي حمى ماربورغ، الشبيهة بـ "إيبولا"، بعد عدم تسجيل حالات جديدة في البلاد خلال الأسابيع القليلة الماضية.

وأعلنت رواندا رصد أول حالة إصابة في 27 سبتمبر (أيلول) الماضي، وسجلت إجمالي 15 حالة وفاة و 66 إصابة. وكانت أغلب الإصابات بين العاملين بالمجال الصحي الذين تعاملوا مع أوائل المرضى.


وتشمل الأعراض ارتفاع درجة الحرارة، وآلام العضلات، وتشنجات البطن، والإسهال، والقيء الدموي والنزيف.

ما خطورة فيروس "ماربورغ" الذي ظهر في رواندا؟ - موقع 24منذ أواخر الشهر الماضي وحتى 17 أكتوبر (تشرين أول) الحالي، تم الإبلاغ عن 62 حالة، و150 وفاة بسبب فيروس ماربورغ، معظمها بين العاملين في مجال الرعاية الصحية.

وليس هناك لقاح أو علاج مصرح به لفيروس ماربورغ، لكن رواندا تلقت المئات من الجرعات من لقاح تحت الاختبار في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وأخرجت رواندا آخر مريض بالفيروس من المستشفى في الثامن من نوفمبر (تشرين الثاني)، ولم تسجل حالات جديدة مؤكدة منذ 30 أكتوبر (تشرين الأول).




مقالات مشابهة

  • مدير التفتيش بالتعليم يتفقد عددا من المدارس بالفيوم.. صور
  • شياب ليبيا يناقشون سبل النهوض بالعملية السياسية والتصدّي لخطاب الكراهية
  • د.حماد عبدالله يكتب: " بلطجة " التعليم الخاص !!
  • «سيرا» تطلق شراكات جديدة مع 3 مؤسسات لتعزيز الشمول والحماية الاجتماعية بالتعليم
  • حراك الكونغو ضد آبل يكشف الأسرار.. نهب وثروات دامية
  • رواندا والصحة العالمية تعلنان انتهاء تفشي حمى ماربورج الشبيهة بالإيبولا
  • رواندا ومنظمة الصحة تعلنان انتهاء تفشي فيروس ماربورغ
  • رواندا تدلي ببيان بشأن فيروس ماربورج
  • الدروس الظاهرة والمخفيّة في المسألة السوريّة
  • «أمهات مصر» يستعرض أفضل طرق الاستعداد لامتحانات منتصف العام