عندما نحتفل باليوبيل الذهبى لحرب السادس من أكتوبر المجيدة، فإننا بكل تأكيد، نشعر بالفخر المتجدد، حول تلك الحرب العظيمة والفريدة من نوعها فى تاريخ الحروب على مستوى العالم.
تلك الحرب التى أعطت دروسًا نموذجية يُحتذى بها فى فنون الحروب والمعارك، وبراعة التخطيط الاستراتيجى والقيادة الحكيمة التى استخلصت العبر والدروس واستخدمت عنصر المفاجأة.
لعل أبرز ما خلَّفته حرب أكتوبر، أنها حطمت نظرية الأمن الإسرائيلى، لينهار العدو معنويًا وعسكريًا رغم التحصينات والتسليح الأفضل، وجعلت الحلفاء قبل الأعداء، يشعرون بمزيج من الدهشة والصدمة.
إن انتصار «السادس من أكتوبر 1973»، جعل التاريخ العسكرى يتوقف أمام تلك الحرب، لتكون درسًا مهمًا، نستلهم منه روح النصر والعزيمة والكفاح، جيلًا بعد جيل، وها نحن اليوم بعد مرور 50 عامًا نروى لأبنائنا كيف حمل كلٌّ منا أمانته وأدى دوره، وكيف خرج الأبطال من هذا الشعب وهذه الأمة فى فترة حالكة الظلام، ليحملوا مشاعل النور ويضيئوا الطريق أما مستقبل حافل بالتنمية والرخاء والاستقرار.
ورغم مرور نصف قرن، إلا أن التاريخ العسكرى ما زال يتذكر كل عام، يوم السادس من أكتوبر سنة 1973، حين تمكنت قواتنا المسلحة المصرية الباسلة، من اقتحام مانع قناة السويس الصعب، واجتياح خط بارليف المنيع، وإقامة رؤوس جسور لها على الضفة الشرقية من القناة، بعد أن أفقدت العدو توازنه فى ست ساعات فقط.
نعم، سيتوقف التاريخ العسكرى طويلًا أمام تلك الذكرى الخالدة، وخطة تلك الحرب العظيمة، خصوصًا أن العالم كان يرى مصر فى هذا التوقيت غير قادرة على الحرب والقتال أمام التفوق العسكرى الإسرائيلى، بعد الخسارة الفادحة فى عام 1967.
لقد خضنا الحرب على عكس التوقعات، وأذهلنا العالم، والنتيجة لم تكن استرداد أرضنا المحتلة فقط، بل وتأمين حدودنا، ولم يجرؤ العدو على التفكير فى المحاولة مرة أخرى، وجلس معنا ليتفاوض ووقع معاهدة سلام، وأدرك العالم منذ ذلك الحين أن مصر بها جيش قوى وباسل، متأهب لقطع أيدى كل من تسول له نفسه اغتصاب شبر واحد من أرضه.
إننا فى هذه الذكرى العطرة على قلوبنا جميعًا، نستطيع التأكيد بأن حرب أكتوبر كانت تاريخية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، خصوصًا أنها تركت آثارًا ممتدة حتى يومنا هذا، بفضل جيش عظيم باسل، قادر على الردع وحماية الوطن، ضد كل من تسول له نفسه الاقتراب من ترابه.
الآن، وبعد مرور نصف قرن على انتصارات أكتوبر العظيمة، يجب أن نتذكر بكل الفخر تضحيات الشعب المصرى العظيم، والتفافه خلف قيادته وجيشه، وكذلك البطولات الخارقة التى حققها أبطالنا فى القوات المسلحة قيادات وضباطا وجنوداـ وتقديمهم أرواحهم فداءً للوطن، ليشهد التاريخ كيف أضاء نصر أكتوبر طريق المستقبل للأجيال المتعاقبة.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الامن الاسرائيلي تلک الحرب
إقرأ أيضاً:
من دير البلح إلى العالم… المقاومة تؤكِّد ثباتها وقوَّتها عبر تسليم الأسرى
الثورة نت/..
حملت مشاهد تسليم “كتائب القسام”، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” لأسرى العدو الصهيوني في دير البلح أمس عدة رسائل سياسية استراتيجية، تعكس ثبات المقاومة.
وبحسب موقع (فلسطين أون لاين)، اليوم الأحد، وجهت “كتائب القسام” من اختيارها لمنطقة دير البلح لتسليم الأسرى رسالة واضحة للإدارة الأمريكية والعدو، مفادها أن غزة لا تزال قائمة، وتحتضن أهلها رغم الدمار، خاصة من خلال مشاهد الانضباط العسكري خلال عملية التسليم.
وبرزت خلال مشاهد تسليم أسرى الاحتلال، شعارات للقسام كان أبرزها “نحن الطوفان، نحن اليوم التالي”، مما يعزز فكرة أن رجال المقاومة هم أصحاب الأرض، وأنهم لن يسمحوا بسيطرة الاحتلال عليها بأي شكل من الأشكال.
وجاءت الرسالة الأهم بأن محاولات العدو دفع الإدارة الأمريكية للتدخل في الشأن الفلسطيني لتحديد من يحكم غزة هي محاولات عقيمة، وأن على واشنطن ترك الفلسطينيين يقررون مصيرهم بأنفسهم .