بوابة الوفد:
2024-07-06@00:43:18 GMT

بحب الإعلام

تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT

يوم 1 اكتوبر اتجه 28.5 مليون تلميذ وطالب إلى المدارس والجامعات وهذه قوة وثروة بشرية لا يستهان بها لأن الخريطة السكانية لمصر يشكل الشباب أكثر من 50% من قوتها و25% من مستقبلها مما يعنى أننا قادرون على تغير الوضع الحالى والاستفادة القصوى من هذا الأمل وتلك الطاقة المتجددة أكثر من أى موارد معدنية أو بترولية أو مائية أو زراعية فالعامل البشرى هو الذى يبنى وهو الذى يهدم، ومن ثم إذا كان لدينا هذا العدد من الطلاب فى مراحل التعليم المختلفة فإن بلادنا غنية وقوية وعفية وشابة، وليست بلدًا تعصر أوصالها الشيخوخة أو يضرب جذورها  الوهن والضعف  فهى مثمرة يانعة.

. ولكن ما هو مكون هذه القوة البشرية المتجددة وما هى فرص العمل المتاحة داخليًا وخارجيًا وهل ما نقدمه لهؤلاء  من تعليم قادر على المنافسة الدولية وقادر على التطور والبناء وتأهيل عقول متفتحة على الحضارة وأساليب التكنولوجيا الحديثة هذه هى الأسئلة التى علينا إدراكها ومتابعتها، وحسنا فعل الرئيس فى حضوره للمرة الأولى حفل تخرج طلاب الجامعات المصرية وتكريمه للأوائل من شتى القطاعات التعليمية هذا وإن كانت الحفلة تكرم خريجى ذات التخصصات التقليدية الكلاسيكية مع تغير بسيط فى المسميات مثل «القطاع الطبي» نيابة عن صيدلة واسنان وطب بشرى.... اما التخصصات الجديدة فهى مازالت من نصيب الكليات الأهلية والخاصة والدولية بمصروفات وليست جزءًا من الكليات الحكومية مثلها مثل المناهج واللغات والدراسات التقنية الحديثة التى هى أيضًا فى المدارس الخاصة والدولية وليست فى المدارس الحكومية... لكن على أية حال فإن مشهد تخرج الأوائل والكليات والأساتذة فى حضور الرئيس يؤكد أن هذا هو مستقبل الوطن الحقيقى ... التعليم ثم التعليم ثم التعليم ولا شيء سواه...

وعلى الرغم من هذا فإننا نجد شبابنا الذى تخرج من المرحلة الثانوية والتحق بالجامعة بدأ فى شق طريقه نحو الاستقلالية والحياة العملية هذا الشباب يرى مستقبله مشوشًا وضبابيًا ويركز على الجانب المادى فى اختياراته، وكذلك الجانب المظهرى فالعديد من الطلاب يقولون إنهم يحبون الإعلام، ولذا فقد التحقوا بالكلية لأنهم يريدون أن يصبحوا «مؤثرين» «إنفلونسير» أو «بلوجرز» أو «تيك توك» أو يعملون فى التسويق الإلكترونى أو صناعة المحتوى أو الدوبلاج أو التمثيل.. هذه هى آمال طلاب الإعلام الآن.. عمل يجعل صاحبه أو صاحبته ذا شعبية وفى ذات الوقت يحقق الربح السريع الضخم.. ليس لديهم وقت ولا صبر  لأن يكونوا إعلاميين بالشكل التقليدى من كتابة وثقافة ومراسلة وتحقيقات صحفية وحملات وإعداد وتقديم برامج وصناعة أفلام وبرامج ثقافية أو وثائقية.. الإعلام الجديد هو فقط ما يستهوى هذا الجيل الجديد وقد يتجهون إلى تعلم ومزج تقنيات الذكاء الاصطناعى مع  الإعلام وبهذا قد نستغنى عن المذيع أو المذيعة أو الصحفى أو المراسل... ولكن  من سوف يصمم ويغذى هذا الكائن الآلى الجديد  بالمعلومات والمحتوى والأفكار؟ الجيل القادم من الإعلاميين سوف يكون مختلفا شكلًا وموضوعًا ومثله العديد من المهن التى لا نعرف مصيرها ومصيرنا إلا إذا عرفنا قيمة ومعنى العلم.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المدارس والجامعات طلاب الجامعات المصرية القطاع الطبي التسويق الإلكتروني

إقرأ أيضاً:

الوزير والمثقفون

لا تزال هناك ملفات ساخنة ومهمات أمام مكتب وزير الثقافة الجديد؛ أولا: إعادة تشكيل لجان أدباء الأقاليم وإذا راجعنا تقارير وشكاوى مؤتمرات وندوات أدباء الأقاليم منذ ربع قرن على الأقل؛ سنرى تشكيلات كثيرة من السلبيات التى لم يتم دراستها ولا حلها.

من بينها تشتت الاختصاصات الفنية والأدبية التى تحدد مكانا عن الآخر؛ لأن احتياج أدباء صعيد مصر يختلف عن أدباء حلايب وشلاتين وعن حاجة أدباء الشمال. وهكذا.. مؤتمرات أدباء الأقاليم من أهم الملفات التى لا يمكن تأجيلها أو ضمها إلى مسئول آخر؛ قبل أن تحسم فيها اساسيات هذه المؤتمرات وجذور أزماتها.

من الملفات العاجلة مناقشتها أزمته النشر. تلك التى ندور ونلف حولها دون أن يتم حسمها أو دراستها بتان وهى ايضا تتطلب المزيد من البحث حول النشر العام فى القاهرة والنشر فى الأقاليم. أيضًا هناك ازمة التوزيع؛ فتوزيع الكتب على القرى والبلدان لم يزل قاصرًا وإمكانياته ليست حديثة ولا تتسع لمزيد من النشاط والاستفادة من الإمكانيات العالمية.

مسرح الدولة فى حاجة ماسة إلى خريطة ثورية للإصلاح والتغيير وحذف الكثير من الأزمات والملاحقات التى عرقلت نمو المسرح الحقيقى الذى عرفناه رائدا يعلم ويغير من فكر الأجيال؛ على مدى تاريخنا القديم والمعاصر. نحتاج إلى تطوير المسرح الكلاسيكى ومسرح الطليعة ومسرح العرائس وصولا إلى تطوير مسرح التجريب والإبقاء على مهرجان المسرح التجريبى الذى أسسه فاروق حسنى وزير الثقافة الأسبق.

كم من الهجوم انتشر عقب بداية مهرجان المسرح التجريبى؛ وأعرف أن كثيرا مما كتبه المخرج المسرحى الكبير جلال الشرقاوى حول هجومه على هذا النوع الجديد الوارد علينا نحن المصريين والعرب عامة. كان يحوى ويتضمن برنامجا لإصلاحه، ما جعل فاروق حسنى يشكل لجنة خاصة لدراسة سلبيات المهرجان بعد خمس دورات من بدايته. وتوصلت اللجنة إلى جوانب التطوير وعلينا اليوم مناقشة أفكار ومشاريع جديدة عن التجريب بعد أكثر من ثلاثين عاما من تأسيس المهرجان ليكون عالميًا منافسا لأكبر مهرجانات العالم.

المسرح المتحول الذى أشرف عليه بإخلاص شديد المخرج الكبير عبدالغفار عودة يحتاج إلى إحياء بعد موات سنوات.

المخرج الجاد أحمد إسماعيل أحد أعمدة مسرح الجرن الذى كان يدخل المدن الصغيرة والقرى وتحمل أعباء إضافة عشرات التبعات والمسئوليات حتى حوله إلى كيان مسئول.

أتخيل أن كل هذا الجهد المبذول لسنوات طويلة؛ من الظلم أن يموت كما ماتت آلاف الأحلام والطموحات التى سعت واجتهدت دون جدوى وسط ضجيج بعض الموظفين وأسلوب الفهلوة والقفز على الموائد. ووسط كروت الوساطة والسعى غير الأمين لشغل أماكن ليست من حقهم!

أزمات أخرى كثيرة وأوراق عمل فى حاجة إلى علاج أو تطهير أو تطوير. القضية ليست شخصية أو مجرد قضايا مؤجلة؛ ولكنها قضية وطن نريد أن نشارك فى بنائه مع القيادة السياسية التى تسعى إلى الجمهورية الجديدة. التى نترقبها جميعا.

[email protected]

 

مقالات مشابهة

  • كشف حساب حكومى
  • فكر جديد
  • أزمة مباراة!!
  • خانه الجميع (1)
  • التفكير بالتمنى وسكرة ينى
  • مِحَن.. ترمى علينا بشرر!
  • الوزير والمثقفون
  • عادل حمودة يكتب: في صحة أحمد زكي
  • «أمهات مصر» تعلن مطالب أولياء الأمور من وزير التعليم الجديد
  • السيرة الذاتية للدكتور محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم الجديد.. رجل عصامي مختص بالتعليم الرقمي