قالت وزارة الدفاع الأرمينية، إن قوات أذربيجانية أطلقت النار على سيارة تنقل مواد غذائية للجيش الأرميني، ما أسفر عن إصابات مباشرة للأفراد، بينما أعلنت قوات حفظ السلام الروسية مغادرة آخر قافلة للنازحين الأرمن لإقليم ناغورني قره باغ باتجاه أرمينيا.

وعقدت الحكومة الأرمينية -اليوم الاثنين- جلسة لبحث البرنامج الحكومي المقدم لدعم النازحين الأرمن من إقليم ناغورني قره باغ.

ودعا رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان خلال الاجتماع النازحين إلى الإسراع بفتح حسابات بنكية، لتلقي الدعم الذي خصصته لهم الحكومة.

ويشمل الدعم ضمن البرنامج الذي سيستمر 6 أشهر، حصول كل نازح على 130 دولارا شهريا، و260 دولارا في شكل منحة تدفع مرة واحدة.

وفي السياق نفسه، حثّت أرمينيا الاتحاد الأوروبي -اليوم الاثنين- على فرض عقوبات على أذربيجان، بسبب عمليتها العسكرية في ناغورني قرة باغ، وحذّرت من أن باكو قد تهاجم أرمينيا نفسها قريبا، ما لم يتخذ الغرب إجراء حازما.

وقدّم تيغران بالايان، مبعوث أرمينيا للاتحاد الأوروبي، قائمة بالتدابير المحتملة؛ مثل: وضع حد أقصى لأسعار نفط وغاز أذربيجان، ووقف محادثات التكتل لتعزيز العلاقات مع باكو، وحث الغرب على تقديم مساعدة أمنية "قوية" لأرمينيا.

وكان الانفصاليون الأرمن من ناغورني قره باغ استسلموا الأسبوع الماضي أمام هجوم خاطف شنته أذربيجان، أوقع حوالي 600 قتيل، بينما نزح أكثر من 100 ألف أرمني من هذه المنطقة.


وقال بالايان لرويترز في مقابلة في بروكسل، "ليس هذا رأي الحكومة الأرمينية فحسب، بل رأي كثيرين من الخبراء، وكذلك بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، فهم يرون أن الهجوم على أرمينيا نفسها وشيك".

واتهمت أرمينيا أذربيجان بالتطهير العرقي، وهو ما تنفيه باكو، وأصرت على أن بقاء الأرمن في "الجيب" مرحب به، كما أكدت باكو أنها لا تنوي مهاجمة أرمينيا نفسها.

لكن بالايان قال، إنه لا يمكن الوثوق بتأكيدات الرئيس الأذري إلهام علييف، مستندا إلى قول مسؤولين أوروبيين، إنه لم يلتزم بوعوده بعدم مهاجمة غورني قرة باغ.

وأضاف، أن الاتحاد الأوروبي يمتلك أدوات ضغط كثيرة على علييف، وقد دفع إقليم قره باغ ثمنا باهظا؛ لأنه لم يستخدم أيا منها حتى الآن.

تحذير إيراني

من جانبها، حذرت إيران، اليوم الاثنين، من "أي تغيير جيوسياسي" في منطقة القوقاز، معترفة في الوقت نفسه بسيادة أذربيجان على ناغورني قره باغ.

وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، "نحن نعارض أي تغيير في الحدود الدولية، والتغييرات الجيوسياسية للحدود الدولية".

وكان يشير إلى مشروع ممر زنغزور الممتد على الحدود مع إيران، الذي يفترض أن يتيح لباكو تأمين استمرار في الأراضي وصولا إلى ناخيتشيفان، الجمهورية الخاضعة لحكم ذاتي، والواقعة بين أرمينيا وإيران وتركيا، والملحقة بأذربيجان.

وسيقطع ضم هذه الطريق الإستراتيجية، بحسب طهران، وصول إيران إلى أرمينيا وأوروبا.

من جانب آخر، ذكر كنعاني أن إيران "أيدت على الدوام عودة الأراضي المحتلة" في ناغورني قره باغ إلى أذربيجان.

في سياق مواز، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن روسيا تعمل مع شركائها على استقرار الوضع بقره باغ، وتأمل ألا تُدمّر علاقاتها مع أرمينيا من أي طرف.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ناغورنی قره باغ

إقرأ أيضاً:

الانتخابات دون تغيير!!

بقلم : تيمور الشرهاني …

مع اقتراب كل استحقاق انتخابي، تتكرر على مسامع المواطنين ذات الخطابات الرنانة والشعارات البراقة، وتنتشر الوعود التي كثيراً ما ثبت أنها بلا رصيد. اليوم، ونحن نشهد التحضيرات الجارية للانتخابات المقبلة، يبدو المشهد السياسي وكأنه نسخة مكررة من السيناريوهات السابقة، حيث يعاد تدوير نفس الوجوه ونفس الأدوات، دون أن يلوح في الأفق أي أمل حقيقي في التغيير.

من المؤسف أن معظم القوى السياسية لا تزال تعتمد نفس الأساليب التقليدية في استقطاب الناخبين، عبر فتح مكاتبها و”دكاكينها” في كل المناطق، حتى النائية منها، في محاولة لاستمالة كل صوت ممكن. يرافق ذلك استعراض كبير للوعود، بعضها مستحيل التحقيق وبعضها الآخر مجرد تكرار لما قيل في الدورات الماضية ولم ينفذ منه شيء يذكر.

إن ما نشهده اليوم هو ممارسة مكشوفة لما يمكن وصفه بـ”الضحك على الذقون”، حيث يُعاد تدوير النفايات السياسية في عباءات جديدة، يُقدَّم الفشل على أنه خبرة، وتُسوَّق الإخفاقات وكأنها انتصارات. المواطن، الذي عانى طويلاً من غياب التنمية الحقيقية وغياب الخدمات الأساسية، بات يدرك أن معظم ما يُطرح لا يتجاوز كونه محاولات يائسة للعودة إلى السلطة بأي ثمن.

الأخطر من ذلك أن هذه الممارسات لا تهدد فقط العملية الديمقراطية، بل تكرّس حالة من الإحباط وفقدان الثقة لدى الشارع، وتدفع الكثيرين للعزوف عن المشاركة السياسية، معتقدين – وعن حق – أن لا شيء سيتغير وأن النتائج معروفة سلفاً.

إن استمرار هذه الدورة المفرغة يطرح سؤالاً ملحاً: إلى متى سيظل المواطن رهينة لنفس المعزوفة القديمة؟ ومتى يحين الوقت لكي تفرز الانتخابات قوى جديدة تحمل مشروعاً وطنياً حقيقياً، وتلتزم أمام الشعب ببرنامج عمل واقعي وشفاف يمكن محاسبتها عليه؟

ما يحدث اليوم لا يعدو كونه تمهيداً لتكرار ذات الدائرة المغلقة، ما لم يتحمل الجميع مسؤوليتهم، مواطنين وسياسيين، في كسر هذه الحلقة وفرض معادلة جديدة يكون جوهرها التغيير الحقيقي لا التجديد الشكلي.

تيمور الشرهاني

مقالات مشابهة

  • لافروف: موسكو مستعدة للإسهام في عقد اتفاق بين واشنطن وطهران
  • أسماء بارزة من القيادات الأهلية بغرب كردفان الموالية للمليشيا تغادر إلي جنوب السودان
  • لافروف: التبادل التجاري بين روسيا وإيران ارتفع بنحو 13%
  • الانتخابات دون تغيير!!
  • فورتونا ماينينغ الكندية لتعدين الذهب تغادر بوركينا فاسو
  • ترحيب إيراني ببدء المحادثات غير المباشرة بين واشنطن وطهران
  • «التايمز»: رضا بهلوى.. مُنقذ إيران المُحتمل أم رمزٌ للماضى؟.. ابن الشاه: نحن بحاجة إلى تغيير النظام.. وسأموت من أجل ذلك
  • سفيرة مصر لدى أرمينيا تلتقى نائب وزير الاقتصاد الجورجى
  • إشارة سلبية.. إيران تحذر من تغيير مكان المحادثات مع واشنطن
  • بعثة الأهلي تغادر إلى جنوب إفريقيا