عبرت المديرة العامة الجديدة للمنظمة الدولية للهجرة إيمي بوب -اليوم الاثنين- عن قلقها من أن وفاة المهاجرين واللاجئين في البحر الأبيض المتوسط أصبحت أمرا "طبيعيا"، كما ستبدأ بوب أول رحلة رسمية لها إلى أفريقيا لتسليط الضوء على حجم الهجرة في النصف الجنوبي.

وبدأت بوب المستشارة السابقة للبيت الأبيض عملها مديرة عامة للمنظمة الدولية للهجرة أمس الأحد، في وقت يشهد فيه العالم نزوحا قسريا قياسيا وتوترات سياسية شديدة بشأن الهجرة غير النظامية.

وانتقد وزير إيطالي والملياردير إيلون ماسك ألمانيا في الأيام القليلة الماضية لدعمها الجمعيات الخيرية التي تساعد المهاجرين البائسين على أخطر طريق في العالم وهو البحر المتوسط، حيث مات أو فقد 22 ألف شخص منذ عام 2014، ودافعت وزارة الخارجية الألمانية عن سياساتها.

قارب لخفر السواحل الإيطالي يحمل مهاجرين بالقرب من ميناء جزيرة لامبيدوزا (أسوشيتد برس) الموت هو الثمن

وردا على طلب للتعليق على التصريحات، قالت بوب "أهم ما يقلقنا هو أن الوفيات في البحر المتوسط أصبحت أمرا طبيعيا، وأن الناس يعتبرون أن هذا هو مجرد ثمن انتقال الإنسان".

وأضافت "إذا كنا سنمنع الناس حقا من عبور البحر المتوسط على متن قوارب متهالكة والموت أثناء قيامهم بذلك فإن علينا أن نتعامل مع الوضع بشكل أكثر شمولا"، وامتنعت عن التعليق مباشرة على تصريحات ماسك.

وترغب بوب في بناء شراكات مع شركات خاصة لإدارة الهجرة بشكل أفضل، وتعهدت بالعمل مع الدول التي ترغب في تجديد قواها العاملة مثل إسبانيا.

وقالت إن "الأدلة دامغة إلى حد ما على أن الهجرة تفيد الاقتصادات بالفعل"، مضيفة أن هذا ينطبق بشكل خاص على الدول الغنية التي تعاني من شيخوخة السكان وانخفاض معدلات المواليد.

أكثر من 80% من الهجرة تحصل في أفريقيا (الفرنسية) مصرع الأفارقة

وفي أول رحلة رسمية لها ستتوجه مديرة المنظمة الرسمية للهجرة إلى أفريقيا لتسليط الضوء على حجم الهجرة في النصف الجنوبي، والتي غالبا ما ينجم عنها مصرع مهاجرين في البحر المتوسط.

وستزور بعد ذلك بروكسل للقاء المفوضية الأوروبية، في وقت يتعرض فيه الاتحاد الأوروبي لاختبار بسبب أزمة المهاجرين الذين يصلون بالآلاف إلى إيطاليا منذ أسابيع.

والأحد القادم، ستتوجه بوب إلى مقر الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا، قبل لقاء مسؤولين إثيوبيين، وستزور لاحقا كينيا وجيبوتي.

وأكدت بوب خلال أول مؤتمر صحفي لها في جنيف أنه "عندما نتحدث عن الهجرة في القارة الأفريقية علينا أن ندرك أن أكثر من 80% من الهجرة تحصل في أفريقيا"، في حين يتركز الاهتمام -خصوصا في أوروبا- على المهاجرين الذين يحاولون الوصول إليها.

وستناقش بوب مع الاتحاد الأفريقي أفضل طريقة لضمان حركة تنقل الأشخاص، ولا سيما دعم اتفاقات التجارة الحرة التي تروج لها المنظمة.

القطاع الخاص

وأكدت بوب أن وصول المهاجرين هو استجابة للنقص الصارخ في العمالة، سواء في أوروبا أو الولايات المتحدة، وتعتزم بوب الاعتماد خصوصا على القطاع الخاص -الذي يدعي في عشرات البلدان أنه يفتقر إلى القوى العاملة- لتغيير الصورة السلبية التي يعاني منها المهاجرون في كثير من الأحيان.

وأشارت إلى أنه في المجال التكنولوجي -وهو القطاع الذي استثمر فيه ماسك إلى حد كبير (تسلا وتويتر وما إلى ذلك)- "هناك حاجة ماسة لأفكار جديدة للحصول على قوة عاملة مستدامة"، مضيفة أن الهجرات كانت "أكثر الطرق وضوحا" للاستجابة.

وفي هذا السياق، شددت بوب على ضرورة "الاستثمار في التدريب المهني" من أجل التوفيق بين العرض والطلب في سوق العمل، ولا سيما من خلال الاعتماد على جمع البيانات.

ويعد هذا الأمر أداة مفيدة جدا في مواجهة "التحدي" المتمثل في تغير المناخ، والذي قد يؤدي إلى نزوح أعداد كبيرة من السكان.

وأوضحت بوب أن هذه البيانات ستجعل من الممكن تحقيق الاستقرار في المجتمعات المهددة أو إعدادها لمستقبل في مكان آخر من خلال التدريب المناسب.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: البحر المتوسط

إقرأ أيضاً:

بلا قيود : لا يزال التعذيب أداة في منطقة الشرق الأوسط لقمع المعلومات وإعاقة التحقيقات الصحفية وأداة ممنهجة لقمع حرية الصحافة

 

 سلطت اليوم منظمة صحفيات بلا قيود 

في اليوم الدولي لمساندة ضحايا التعذيب،

 الضوء على الواقع المرير الذي يواجهه الصحفيون في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وقال بيان صادر عن بلا قيود انه وبالرغم من التأكيدات الرسمية بالامتناع عن التعذيب، لا يزال الصحفيون يعانون من المعاملة الوحشية والإهانة.

وقالت انه يُحتفل باليوم الدولي للأمم المتحدة لمساندة ضحايا التعذيب، الذي يُحتفل به سنويًا في 26 يونيو، ذكرى اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، التي دخلت حيز التنفيذ في عام 1987. 

 

وجاء ذلك الاتفاق الدولي التاريخي، بمشاركة 173 دولة ، أداة حاسمة في الكفاح العالمي ضد التعذيب. إن الاستخدام المنهجي والواسع النطاق للتعذيب أمر معترف به عالميًا باعتباره جريمة خطيرة ضد الإنسانية.

وأضاف بيان منظمة صحفيات بلا قيود "

منذ ما يقرب من أربعة عقود منذ إنشاء الاتفاقية، لا يزال التعذيب أداة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لقمع المعلومات، وإعاقة التحقيقات الصحفية، وعرقلة كشف الفساد وسوء السلوك من قبل السلطات. 

واكد البيان انه لا يزال العديد من الصحفيين، ذكوراً وإناثاً، مسجونين في المنطقة، ويتعرضون للتعذيب والمعاملة المهينة. 

كما طالبت بلا قيود بضروري وقف اعتقال الصحفيين، وضمان إطلاق سراحهم الفوري وغير المشروط، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات.

واكدت منظمة صحفيات بلا قيود دعمها بشكل كامل جميع الأفراد، وخاصة الصحفيين والمدونين وكتاب الرأي، الذين واجهوا أو ما زالوا يواجهون التعذيب أثناء أداء عملهم الحيوي المتمثل في إعلام الجمهور.

ومضى البيان قائلا إن الالتزام باتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب، وخاصة المادة 4، التي تجرم تعذيب المعتقلين، أمر بالغ الأهمية. إن منح المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالتعذيب إمكانية الوصول لزيارة السجون في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتفقد أوضاع الصحفيين وسجناء الرأي، والوفاء بالالتزامات الدولية أمر ضروري.

ودعت توكل كرمان، رئيسة منظمة صحفيات بلا قيود الحائزة على جائزة نوبل للسلام، جميع الدول إلى التعاون مع كيانات الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني للقضاء على الإفلات من العقاب الذي يتمتع به مرتكبو التعذيب ضد الصحفيين، بغض النظر عن الجنس.

وقالت كرمان: "الهدف من التعذيب هو سحق هوية الضحية بشكل منهجي، والحط من كرامتهم الإنسانية، وكثيراً ما يستهدف الصحفيين ونشطاء حقوق الإنسان والقادة النقابيين. ويُنظر إلى هؤلاء الأفراد على أنهم رموز للمناعة والصمود داخل المجتمعات. وبالتالي، إن الهدف النهائي للتعذيب هو تحطيم أجنحة الصحافة الحرة بشكل دائم وبث الخوف في المجتمعات، وتثبيط المناقشات المفتوحة حول المسائل العامة."

وشددت كرمان على الحاجة الملحة للتحرك، وشددت على أهمية تضافر الجهود من قبل الدول وهيئات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لدعم ضحايا التعذيب وضمان حقهم في إعادة التأهيل والإنصاف. وحثت جميع الصحفيين الذين تعرضوا للتعذيب على عدم التزام الصمت، حيث يجب أن يواجه مرتكبو هذه الجرائم الوحشية العواقب القانونية. ودعت الجميع إلى الاتحاد من أجل تحقيق العدالة.

وفي حين صدقت معظم دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، باستثناء إيران، على اتفاقية مناهضة التعذيب، إلا أن أقلية فقط انضمت إلى بروتوكولها الاختياري. يسمح هذا البروتوكول للهيئات الدولية والوطنية المستقلة بتفتيش مرافق الاحتجاز ومنع التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية. حاليًا، لم يصدق على البروتوكول الاختياري سوى لبنان وموريتانيا والمغرب وجنوب السودان ودولة فلسطين وتونس وتركيا.

وتحث منظمة صحفيات بلا قيود جميع دول المنطقة على الانضمام إلى البروتوكول الاختياري ومنح المفتشين الدوليين والمحليين حق الوصول إلى المرافق العقابية. ومن شأن هذه الخطوة الحاسمة أن تساعد في إنهاء ممارسة التعذيب الوحشية ضد السجناء.

  

مقالات مشابهة

  • ارتفاع عدد المهاجرين في ليبيا.. 725 ألف مهاجر مسجل في ليبيا
  • آراء طلاب الثانوية العامة بالبحر الأحمر في امتحاني التاريخ والفيزياء
  • "مشتركة مع المقاومة العراقية".. الحوثيون يعلنون تنفيذ 4 عمليات عسكرية إحداها بالبحر المتوسط (فيديو)
  • تشييد مراكز احتجاز المهاجرين في ألبانيا على وشك الانتهاء كجزء من اتفاق مثير للجدل مع إيطاليا
  • هيئة: ربان يبلغ عن سقوط صواريخ قرب سفينته بالبحر الأحمر
  • الأرصاد تحذر المصطافين بالبحر المتوسط: ارتفاع الأمواج يصل لـ 2.5 متر
  • بلا قيود : لا يزال التعذيب أداة في منطقة الشرق الأوسط لقمع المعلومات وإعاقة التحقيقات الصحفية وأداة ممنهجة لقمع حرية الصحافة
  • الهجرة الدولية: 129 مهاجراً لا يزالون مفقودين عقب غرق قارب تهريب قبالة شبوة
  • وكالة الأنباء الفرنسية: ليبيا ساعية لإعادة المهاجرين غير الشرعيين طواعية لديارهم
  • مدارس التمريض 2024 بنين وبنات في محافظة البحر الأحمر