دبي في 2 أكتوبر / وام / أعلنت هيئة الثقافة والفنون في دبي "دبي للثقافة" عن تعاونها مع "برنامج إكسبو للمدارس" التابع لمدينة إكسبو دبي، وذلك عبر إتاحة الفرصة للمعلمين والمختصين بالميدان التربوي لتطوير قدراتهم المعرفية، والاستفادة من مبادرة "التعلم الإلكتروني" التي تنظمها الهيئة بالتعاون مع "لينكدإن"، أكبر شبكة مهنية في العالم، احتفاءً بـ "يوم المعلم العالمي".

يأتي ذلك في إطار التزامات الهيئة الهادفة إلى تحقيق رؤى الدولة المستقبلية لهذا القطاع الحيوي الذي يعتبر الأساس في عملية التنمية البشرية، كما ينسجم مع سعي برنامج إكسبو للمدارس لتعزيز الابتكار بين الطلاب والمعلمين من خلال تجارب تزودهم بالمعرفة والأدوات والمنصات اللازمة للاستكشاف والمساهمة بشكل إيجابي في بناء مستقبل مستدام.

وتطمح "دبي للثقافة" إلى دعم القطاع التعليمي في الدولة والمحافظة على استدامته، عبر توفير خيارات متنوعة للعاملين في هذا القطاع تتوافق مع متطلبات المرحلة الحالية والمستقبلية، وتسعى المبادرة من خلال 16 ألف دورة متخصصة في مجالات مختلفة، من ضمنها التعليم والثقافة والتدريب المهني والتصميم إلى فتح آفاق الإبداع أمام المعلمين، وترسيخ ثقافة التميز والابتكار في القطاع التعليمي، والمساهمة في إعداد كفاءات المستقبل في الميدان التربوي وفقاً لأفضل الممارسات العالمية.

ودعت "دبي للثقافة" ومدينة إكسبو دبي عبر "برنامج إكسبو للمدارس" كافة المعلمين والعاملين في الميدان التربوي إلى التسجيل في مجموعة الدورات التعليمية التي تتيحها لهم المبادرة مجاناً، واستثمار الفرصة لتعزيز خبراتهم وتوسيع معارفهم، إلى جانب الحصول على عضوية الانتساب للمبادرة.

ولفت منصور لوتاه، المدير التنفيذي لقطاع العمليات المساندة في "دبي للثقافة"، إلى أهمية مبادرة "التعليم الإلكتروني" ودورها في دعم وتطوير بنية المنظومة التعليمية في الدولة، مضيفاً أن التعليم يشكل حجر الأساس في مسيرة التنمية الوطنية ومساعي الدولة نحو تطوير رأس المال البشري والاقتصاد المتنوع القائم على المعرفة والابتكار، .

ولفت إلى أن "دبي للثقافة" تسعى بالتعاون مع شركائها إلى تمكين المعلمين عبر سلسلة من الدورات المتخصصة في العديد من المجالات التعليمية والمهنية والإدارية التي صممت بحرفية عالية تحت إشراف مجموعة من المختصين والخبراء في القطاعات التعليمية والتربوية، ما يساهم في تطوير مهاراتهم وصقل خبراتهم، وتحفيزهم على المشاركة في رسم ملامح المستقبل"، مؤكداً أن المبادرة تنسجم مع تطلعات "دبي للثقافة" الهادفة إلى الارتقاء بالمجتمع وأبنائه، عبر تفعيل أدوات المعلم الذي يعتبر شريكاً أساسياً في بناء الوطن ونهضته.

وقالت مرجان فريدوني، رئيس التعليم والثقافة في مدينة إكسبو دبي، ان البرنامج يعمل على إلهام الطلبة ليشكلوا الجيل القادم من المبتكرين وصناع التغيير، وللمعلمين دور أساسي في هذا المسعى كما تسهم المبادرة في تمكينهم من التطور والتعلم، وتنمية معارفهم ومهاراتهم.

وقال ربيع حيدر رئيس حلول المواهب - القطاع الحكومي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن التعاون بين الشركاء مهم ليشمل فئة المعلمين والمختصين بالميدان التربوي لتطوير قدراتهم المعرفية عبر إفساح المجال أمامهم للاستفادة من مزايا التعلم الإلكتروني الخاص بمسارات التعلم عبر لينكدإن، ودعم المشروع ينطلق من أهمية تطوير مهارات المعلمين التي ستنعكس إيجاباً على المجتمع بأكمله وستعزز الفرص الاقتصادية في بلدٍ قائمٍ على الابتكار والإبداع في كافة مجالاته.

عماد العلي/ محمد جاب الله

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

كلمات دلالية: دبی للثقافة

إقرأ أيضاً:

هل أضاع العرب قمة الفرصة الأخيرة بمخرجات تخلو من الأنياب؟

 

من الطبيعي أن تسارع أمريكا ومعها الكيان الصهيوني إلى رفض مخرجات القمة العربية بسبب خلو البيان الختامي من الأنياب التي تجعل العدو يفكر أكثر من مرة قبل تقدير الموقف وأن يعيد حساباته قبل المسارعة إلى الرد.

وقد صدر بيان القمة في 23 بنداً تعج كلها بالديباجة المكررة عن الموقف العربي الرافض والمؤكد والمطالب والشاجب، ولم يصدر بند واحد جديد يلوح بإجراء مختلف لتبرير أهمية القمة وللتعامل مع المستجدات التي شكلت انقلاباً في الموقف الصهيوني والأمريكي الرسمي بالمطالبة العلنية الوقحة بالتهجير وتصفية القضية.

ولعل أول بندين في بنود البيان الختامي للقمة حملا إجهاضًا لبقية البنود وذلك للأسباب الآتية:

1- حمل نص البند الأول في البيان خطيئة استراتيجية، إذ قال نصاً: (التأكيد على أن خيارنا الاستراتيجي هو تحقيق السلام العادل والشامل ….).

والخطيئة الاستراتيجية هنا هي أن النظام الرسمي العربي قيد نفسه بخيار السلام مع عدو يعلن الحرب صراحة، وهو ما يتطلب على الأقل موقفاً عربياً يقول إن شاء جميع الخيارات مفتوحة لمواجهة تصفية القضية، بينما اختار النظام الرسمي البقاء على خيار لا يصلح حتى لأن يكون خيارا تفاوضيا، وهو ما وصفته حركة الجهاد الإسلامي في تعليقها على مخرجات القمة بأنها لا تجيب عن التحديات الراهنة.

2- جاء في البند الثاني خطيئة أخرى، إذ قال نص البند الثاني: (تكثيف التعاون مع القوى الدولية والإقليمية، بما في ذلك مع الولايات المتحدة الأميركية، من أجل تحقيق السلام الشامل والعادل في المنطقة…)

والخطيئة هنا هي أن الموقف الأمريكي معلن وهو الانحياز الشامل والكامل للموقف الصهيوني، بل والمطالبة العلنية بتهجير أهالي غزة وتعميمات بالكونجرس لاستخدام مصطلح “يهودا والسامرة” بديلاً عن الضفة كمقدمة للاعتراف بضم الضفة، وهو ما يتطلب موقف مواجهة وتلويح بالقطيعة ومراجعة العلاقات مع أميركا وليس التودد والتوسل لها كما جاء في متن البيان ومضمونه.

ولعل الخطة المصرية التي أجمع عليها العرب تشكل بديلاً لخطة التصفية الأمريكية، ولكن ثنايا هذه الخطة لا تخلو من فخاخ ونقاط للضعف تفقد الخطة قوتها وتفقد الأجماع هيبته، لأنها باختصار تتحدث عن قوات دولية، وهو ما طالبت حركة حماس بالتشاور بشأنه رغم ترحيبها بمخرجات القمة، كما تتحدث الخطة ويتحدث البيان عن مصطلح غريب ومريب وهو السلاح الشرعي.

ومصطلح السلاح الشرعي هنا لا يحمل أي مرجعية، فالمرجعية الراهنة التي يعمل النظام العربي الرسمي من خلالها هي مرجعية أوسلو، ولا تنص اتفاقية أوسلو على وجود أي سلاح شرعي، بل تنص على وجود مجلس تشريعي منتخب للشعب الفلسطيني في الأراضي الخاضعة للسلطة الفلسطينية، وإنشاء قوة شرطة من أجل حفظ الأمن في الأراضي الخاضعة للسلطة الفلسطينية، وتقول نصاً إن “إسرائيل” هي المسؤولة عن حفظ أمن منطقة الحكم الذاتي من أية عدوان خارجي وأنه لا يوجد جيش فلسطيني للسلطة الفلسطينية.

وبالتالي فإن الخطة تذهب إلى وجود سلطة للتنسيق الأمني بقوات للشرطة موجهة للداخل وتنزع عن الفلسطينيين أي ورقة لمقاومة الاحتلال.

واللافت هو أن ما ذهب إليه العرب بعد نحو شهر كامل من الخطة الوقحة التي أعلنها الرئيس ترامب وبعد تأجيل للقمة ووجود اجتماعات بينية في السعودية للتشاور، قد خرجت بهذه الهزالة رغم أن الوضع يقول إنها ربما تكون قمة الفرصة الأخيرة، وبالتالي جاءت الردود الصهيونية والأمريكية بشكل فوري لتؤكد هزالة المخرجات وعدم اتساقها مع خطورة اللحظة الاستراتيجية المفصلية.

الرد الأمريكي ودلالاته:

أمريكياً جاء الرد سريعًا، وعلى لسان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي برايان هيوز في بيان يقول: “لا يعالج الاقتراح الحالي حقيقة أن غزة غير صالحة للسكن حاليًا وأن السكان لا يستطيعون العيش بشكل إنساني في منطقة مغطاة بالحطام والذخائر غير المنفجرة، والرئيس ترامب يتمسك برؤيته لإعادة بناء غزة خالية من حماس. نتطلع إلى مزيد من المحادثات لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة”.

وهذا الرد يحمل دلالات على الاستخفاف الكبير بالنظام الرسمي العربي وبأن البيان لم يحمل مايجعل هناك حسابات أمريكية تفرض التروي والمراجعة قبل الرفض والتقزيم.

الرد الصهيوني ودلالاته:

انتقدت “إسرائيل” مخرجات القمة العربية بشكل فوري وسريع، معتبرة أنها “فشلت في معالجة الواقع بعد 7 أكتوبر 2023م” وتبقى “مرتبطة برؤى قديمة”.

كما انتقدت “إسرائيل” استمرار البيان في اعتماد خطة مصر بشأن غزة على السلطة الفلسطينية ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، مشيرة إلى ما وصفته بـ”الفساد ودعم الإرهاب وفشل هذه الجهات في حل المشكل”، كما طالب الصهاينة بالعودة لمناقشة خطة ترامب للتهجير.

وهذا التعليق الصهيوني يشي باطمئنان كامل لردود الفعل العربية، وأنها لن تشكل رادعـًا للتصفية العلنية التي تطرحها “إسرائيل”، وخاصة وأن جميع البنود في بيان القمة التي تحدثت عن خرق الاتفاقيات والعدوان على الضفة وحرب الإبادة والتجويع جاءت بصيغ الإدانة والمطالبات!

لا شك أن هذه القمة لم تتسق مع خطورة اللحظة، ولم تشكل دعماً للمقاومة، ولم تعترف حتى بشرعية المقاومة وهي حق بالقانون الدولي، كما لم تلوح الى أي خيار آخر غير خيار السلام المزعوم وهو ما ترجمته أميركا وترجمه العدو الإسرائيلي إلى استسلام كامل، وبالتالي فإن الأمور تتجه لمزيد من الأطماع والمغريات مع عدو لا يفكر إلا في تحرير أسراه للتفرغ للفتك واستئناف حرب الإبادة والتجويع، ويبدو وأن النظام العربي فشل في قراءة هذه اللحظة التي تستوجب المقاومة أو على الاقل دعم المقاومة.

مقالات مشابهة

  • جمعية تتهم المدير الجهوي للثقافة بالسمارة بالتضييق الممنهج
  • صرف 8 آلاف جنيه لهذه الفئة من المعلمين.. اعرف موعد التطبيق
  • التعليم العالي: إتاحة الموارد اللازمة لتنفيذ السياسة الوطنية للابتكار المستدام
  • وزير خارجية مصر يكشف الجهة التي ستتولى الأمن في غزة
  • وزير الصحة يعلن موعد إتاحة الخدمات للمواطنين في المعامل المركزية
  • الاسمر: لدمج الرواتب التي تعطى كمساعدات في القطاع العام ضمن أساس الراتب
  • المشاط: مبادرة إقليمية مع البنك الأفريقي للاستفادة من نجاحات برنامج «نُوفي»
  • "المشاط": تجري إطلاق مبادرة إقليمية للاستفادة من نجاحات «نُوَفِّي» في كينيا والسنغال وزامبيا
  • "جمعة الماجد للثقافة والتراث" يشارك في الاحتفاء بيوم المرأة
  • هل أضاع العرب قمة الفرصة الأخيرة بمخرجات تخلو من الأنياب؟