لجريدة عمان:
2025-01-16@11:07:08 GMT

الرياض التي تنهض

تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT

تمنحك الفعاليات الثقافية فرصة المشاركة والتعرف على شخصيات أدبية وفكرية تقرأ لها ثم تمني النفس بالحوار معها حول منجزاتها الأدبية أو مشروعاتها الفكرية، إضافة إلى اكتشاف المدن التي لا تمنحك مُكنة التعرف عليها، إلا إذا أطلت المكوث والسير على أرصفتها واحتساء القهوة في مقاهيها.

عُدتُ من مدينة الرياض بعد المشاركة في معرض الرياض الدولي للكتاب، بدعوة من وزارة الثقافة وهيئة الأدب والنشر والترجمة.

وقبل الحديث عن الحدث القائم حاليا في الرياض وهو معرض الكتاب والمشاركة العُمانية في الدورة الحالية بوصفها ضيف شرف، أودُ الحديث عن انطباعات زائر لمدينة الرياض يزورها للمرة الأولى، إذ لم تسعف الظروف الموضوعية والذاتية لزيارة المدينة النجدية من قبل لأسباب يطول شرحها، ولكن بعد التحديث القائم حاليا في المملكة العربية السعودية بقيادة الملك سلمان وولي عهده الشاب سمو الأمير محمد بن سلمان، يمكن بوضوح رؤية شكل المملكة المستقبلية التي تُبشر بنهضة غير مسبوقة في شبه الجزيرة العربية ومنطقة الخليج، ومن يزور المملكة خلال هذه الأيام يمكنه تلمس أوجه النجاحات على عدة أصعدة.

بالعودة إلى معرض الرياض الدولي للكتاب ومشاركة سلطنة عمان كضيف شرف عليه، فإن ما تشعر به النفس من ترحيب المملكة وشعبها بالعُمانيين داخل المعرض وخارجه، يصعب تمثله أو بالأحرى ربما تعجز وسائل التعبير عن البوح بالمشاعر المتبادلة بين الأشقاء، ولسنا بصدد شرح أسباب التأخر في التعرف على الآخر أو الوصول إلى هذا المستوى من العلاقة الطبيعية بين الشعبين، ولكن كما يقول المثل الدارج أن تصل أخيرا خير من ألا تصل أبدا.

تزيل الثقافة الحواجز بين البشر وتمد جسور التواصل بينهم، لهذا فإن الثقافة هي الأساس لبناء أي علاقة وتكوين أي تفاعل إيجابي بين طرفين، ومن خلال الجناح العُماني في المعرض والمقتنيات الموجودة ومشاركة دور النشر العمانية، وكذلك الفعاليات الثقافية من محاضرات وحفلات موسيقية فإنها تعطي الزائر غير المُطلع صورة عن الثقافة العمانية ومكوناتها المادية وغير المادية، وإن كان المنجز الأدبي العُماني هو حديث الساحة الثقافية العربية نظرا لبروز أسماء عمانية في الرواية والشعر والفنون وخاصة في التصوير الفوتوغرافي. وقد سنحت لنا الفرصة لحضور فعاليتين عن الرواية، الأولى كانت بعنوان « الرواية العمانية: بانوراما ثقافية وفنية» حاور فيها الكاتب سليمان المعمري الكاتبين زهران القاسمي وبشرى خلفان، استعرض فيها المعمري تاريخ الرواية العمانية وتاريخها، وقدم الكاتبان أسباب صعود الرواية العمانية إلى قوائم جوائز الرواية العالمية، أما الفعالية الثانية فكانت بعنوان « الرواية الخليجية وسؤال ما بعد العالمية» شارك فيها كل من الكاتب والروائي عبدالواحد الأنصاري، والكاتب عبده خال، والكاتب زهران القاسمي والدكتورة عزيزة الطائية والكاتبة والروائية بشرى خلفان وقدمت الجلسة الدكتورة منى حبراس. ولا تزال المشاركة العمانية مستمرة في المعرض إلى نهاية المعرض.

تبقى لي أن أقدم الشكر إلى وزارة الثقافة وهيئة الأدب والنشر والترجمة على الدعوة واللقاء بالقارئ السعودي والأصدقاء السعوديين وفي مقدمتهم الكاتب والروائي عبده خال الذي اكتشفت فيه روح الكاتب الحقيقية المبدعة، وأيضا الكاتب عبد الواحد الأنصاري والكاتبة مشاعل عبدالله المحبة للثقافة العُمانية، وقد عرفتنا أيضا على الأكلات الشعبية السعودية.

إننا نعوّل على السعودية في قيادة نهضة ثقافية وسياسية واقتصادية في المنطقة العربية والإسلامية، نظرا لإمكانيات المملكة ومكانتها الدينية والسياسية والاقتصادية وقيادة شابة طموحة ووجود كوادر وطاقات بشرية مُمكّنة من تنفيذ الخطط وصياغة الاستراتيجيات والرؤى الهادفة إلى تنمية الإنسان وتعمير المكان.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

اتحاد إذاعات الدول العربية يعقد الدورة 44 للجمعية العامة برئاسة المملكة

انطلقت بمدينة الحمامات التونسية اليوم، أعمال الدورة 44 للجمعية العامة لاتحاد إذاعات الدول العربية، برئاسة المملكة العربية السعودية ممثلةً برئيس الاتحاد، الرئيس التنفيذي لهيئة الإذاعة والتلفزيون محمد بن فهد الحارثي، ومدير عام اتحاد إذاعات الدول العربية المهندس عبدالرحيم سليمان، وبحضور معالي وزير السياحة التونسي سفيان تقية، والأمين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام والاتصال بجامعة الدول العربية أحمد رشيد الخطابي، وحضور رؤساء الهيئات العربية أعضاء المجلس ورؤساء الوفود العربية.
وأكد الحارثي في كلمته خلال افتتاح أعمال الدورة التي تستمر يومين، أن اللقاء يمثل فرصة مهمة لتوحيد الجهود وتعزيز التعاون المشترك بين المؤسسات الإعلامية الإقليمية والدولية لمواجهة التحديات الراهنة، وتحقيق الأهداف المشتركة التي تسهم في خدمة المجتمعات.
وشدد على أن الإعلام اليوم يؤدي دورًا محوريًا في تشكيل الرأي العام، ونقل الحقائق، وبناء جسور التواصل بين الشعوب ، ومن خلال هذا التعاون، يجب العمل على تطوير الصناعة الإعلامية، ودعم المبادرات التي تبرز قيم التسامح والسلام، وتعزز التنمية المستدامة.
من جانبه أوضح المهندس عبدالرحيم سليمان في كلمته أن العام المنصرم كان حافلًا بالأنشطة ، وثريًّا بالمشاريع والبرامج، التي عاش الاتحاد على وقعها، في ظلّ حركية دائبة لم تعرف التوقّف، وذلك بفضل تضافر الجهود وتجاوب الهيئات الأعضاء، مستعرضًا في السياق أنشطة الاتحاد ومواكباته ومشاريعه خلال السنة الماضية، وكذلك المشارع المزمع تنفيذها والانتهاء منها خلال السنة الحالية.
من جهته نوه وزير السياحة التونسي في كلمته خلال افتتاح الدورة بأهمية هذا الحدث الذي يعكس الأهمية التي يكتسيها الإعلام كرافد أساسي لدعم السياحة وكأداة للترويج للتنوع الثقافي ، مشددًا على أهمية علاقة السياحة بالإعلام من أجل الترويج لما وصلته الدول العربية والعالم من تطور في عدة مجالات.
واستعرض المشاركون في أعمال الدورة 44 للجمعية العامة، نشاط الاتحاد للعام الماضي مع مناقشة ما تم برمجته من فعاليات ونشاطات للعام الحالي.
وشهدت أعمال الدورة تقديم فقرة فنية كوريغرافية بعنوان ” أنغام وأحلام ” .

مقالات مشابهة

  • اتحاد إذاعات الدول العربية يعقد الدورة 44 للجمعية العامة برئاسة المملكة
  • زخم ثقافي فني بملتقى الشباب بالعريش وبئر العبد.. الأعلى للثقافة يكرم المبدعين
  • درجات الحرارة في مدن المملكة العربية السعودية اليوم
  • شواطئ.. الرواية الرسائلية والرسالة الروائية
  • وفد قطري يتفقد معرض قصور الثقافة للكتاب والحرف التراثية بالعاصمة الإدارية
  • «كتابك.. كتابي» معرض مجاني لأهالي الإسكندرية الخميس المقبل
  • المملكة ترأس اجتماع اتحاد إذاعات الدول العربية في تونس
  • مجمع اللغة العربية يقدم تخفيضات 30% على مطبوعاته في معرض الكتاب
  • معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025: كل ما يجب معرفته عن الدورة الـ56
  • رئيس «العامة للكتاب»: معرض الكتاب تاريخ عريق لحدث ثقافي قومي