على الرغم من أن مصر عرفت الانتخاب والتصويت المباشر والاختيار بين المرشحين منذ حوالي 100 عام، وتحديدًا بعد ثورة 1919 عندما شارك الشعب في اختيار برلمان 1924 في أول مشاركة حقيقية له في الاستحقاقات الدستورية، إلا أن الانتخابات الرئاسية المصرية لم تعرف طريق التعددية والتصويت إلا في عام 2005.

منذ مطلع الخمسينيات وهي أولى تجارب مصر مع الانتخابات الرئاسية، كان النظام السائد في انتخاب رئيس الجمهورية هو نظام الاستفتاء، حيث يتم طرح اسم مرشح بعينه للمنصب وتكون ورقة التصويت إما برفض المرشح أو الموافقة عليه (نعم أو لا)،  وفي حالة رفض النسبة الأكبر من الناخبين للمرشح، يتم طرح مرشح آخر للاستفتاء، وهو ما استمر حتى أول انتخابات تعددية حقيقية عرفتها مصر في عام 2005.

استمر نظام الاستفتاء منذ أول انتخابات رئاسية في عام 1956 والتي فاز فيها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، مرورًا بنظام الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وصولًا إلى الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، وكانت آخر انتخابات يتم تطبيق نظام الاستفتاء فيها هي انتخابات عام 1999، ليتحول النظام الانتخابي في الانتخابت التالية إلى نظام التعددية وانتخاب المواطنين لمن يمثلهم.

يرصد الشكل (1) مسار الانتخابات الرئاسية طوال فترة الانتخاب بنظام الاستفتاء منذ عام 1956 وحتى عام 1999.

اضغط على السنة أو المرشح لعرض النتائج التفصيلية لكل مرشح

مع تغير المشهد السياسي والتحول الديمقراطي الذي شهدته مصر على مدار الأعوام التي تلت ثورة يوليو، ثم انتصار أكتوبر، مرورًا بالانفتاح الخارجي في عهد مبارك، ومطالب المعارضة بتعديل الدستور، قام مبارك بتعديل دستور 71، ونص التعديل أن رئيس الجمهورية يتم انتخابه عن طريق الاقتراع السري المباشر، وهو ما تم تطبيقه في انتخابات 2005، وترشح لمنصب رئيس الجمهورية 10 مرشحين.

وعلى الرغم من تباين النتائج لصالح الرئيس الحالي آنذاك مبارك، إلا أن النتائج أشارت إلى وجود أصوات مؤيدة للتعددية، وإعطاء مساحة للناخب لاختيار المرشح الذي يتوافق مع أيدولوجيته وتوجهه السياسي.

في 2012 وبعد ثورة يناير انطلق قطار الانتخابات الرئاسية مجددًا، ومع المطالب المنادية بمزيد من الانفتاح والحريات، شهدت انتخابات 2012 مزيدًا من المرشحين لمنصب الرئيس.

نتائج انتخابات 2012 أظهرت مدى التقارب بين القوى السياسية التي كانت تسيطر على المشهد وقتها، وهي جماعة الإخوان المسلمين ممثلة في المرشح محمد مرسي، والحزب الوطني الديمقراطي ممثلة في المرشح أحمد شفيق، خاصة مع دخولهما مرحلة الإعادة التي انتهت بفوز مرسي بإجمالي أصوات 13 مليون 230 ألف 131 صوت بنسبة 51.73 %، بينما حصل شفيق على 12 مليون 347 ألف 380 صوت بنسبة 48.72 %.

ومن المشاهد اللافتة للنظر في انتخابات 2012، انسحاب مرشحين بعد تقدمهم بأوراق ترشحهم، ولكن نظرًا لانتهاء المواعيد الرسمية لسحب أوراق الترشح، ضمت قائمة المرشحين التي صوت عليها الناخبين أسماء من قاموا بالانسحاب، وحصل أحد المنسحبين على حوالي 24 ألف صوت، وحصل آخر على أكثر من 12 ألف صوت.

أما انتخابات 2014 فلم تشهد سوى ترشح الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي، وحمدين صباحي، وحصل السيسي على 96% من إجمالي عدد الأصوات الصحيحة، بينما حصل صباحي على 4 % من الأصوات.

ثورة 30 يونيه 2013 أحد الأسباب التي دفعت بالرئيس عبدالفتاح السيسي إلى منصب رئيس الجمهورية، خاصة مع تزايد الانفلات الأمني آنذاك، ومحاولات جماعة الإخوان للعودة للمشهد السياسي، وهو ما قرر معه الشعب اختيار السيسي ورفض قوى المعارضة أو العودة لأحضان الجماعة.

وكانت آخر انتخابات رئاسية شهدتها مصر هي انتخابات عام 2018، وكانت المنافسة بين المرشح عبدالفتاح السيسي، والمرشح موسى مصطفى موسى ممثل حزب الغد. 

وحصل السيسي على نسبة 97.08 % من جملة الأصوات الصحيحة، بينما حصل موسى على 2.92% من جملة الأصوات الصحيحة.

فيما ينتظر الشعب المصري، إعلان الهيئة الوطنية للانتخابات عن القائمة النهائية لمرشحي انتخابات الرئاسة لعام 2024، للمشاركة في الاستحقاق الدستوري واختيار من يمثلهم. 

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الانتخاب الاستحقاقات الدستورية انتخابات رئاسية الانتخابات الرئاسیة رئیس الجمهوریة

إقرأ أيضاً:

الانتخابات الإيرانية.. تقدّم بزشكيان في النتائج الأولية

قالت وزارة الداخلية الإيرانية إن المرشح المعتدل مسعود بزشكيان يتقدم على منافسه وفقا لنتائج أولية في الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة.

وأضافت الوزارة أن بعد إحصاء 2 مليون و547 ألف صوت، حصل بزشكيان على مليون و263 ألف صوت في حين حصل منافسه سعيد جليلي المنتمي لغلاة المحافظين على مليون و244 ألف صوت.

وذكر مصدر إيراني لرويترز "توقعات بفوز المرشح المعتدل بزشكيان في انتخابات الرئاسة الإيرانية بعد حصوله على 3 ملايين صوت وتقدمه على منافسه".

وأغلقت مراكز التصويت في إيران أبوابها في منتصف ليل الجمعة بعد تمديد التصويت ثلاث مرات إلى ست ساعات إجمالا في الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة التي تشهد منافسة بين مرشح معتدل غير ذائع الصيت وأحد غلاة المحافظين المقرب من الزعيم الأعلى الإيراني.

تأتي الانتخابات وسط تنامي الاستياء الشعبي والتوتر الإقليمي والضغوط الغربية.

وقال التلفزيون الرسمي إن مراكز الاقتراع فتحت أبوابها أمام الناخبين في الساعة (04:30 بتوقيت غرينتش). وكان من المقرر أن تغلق أبوابها عند الساعة (14:30 بتوقيت غرينتش) إلا أن متحدثا باسم وزارة الداخلية قال للتلفزيون الرسمي إنه جرى تمديد وقت الاقتراع حتى الثامنة مساء ثم تمديده مرة أخرى حتى العاشرة مساء بالتوقيت المحلي استجابة "لطلبات من أقاليم في أنحاء البلاد".

وقالت وزارة الداخلية إن المؤشرات الأولية تظهر أن نسبة المشاركة في الانتخابات كانت نحو 50 بالمئة، وهو ما يزيد على مثيلتها في الجولة الأولى. وأضافت الوزارة أن النتائج ستعلن في وقت مبكر غدا السبت.

وأجريت الجولة الأولى في 28 يونيو وشهدت إقبالا منخفضا غير مسبوق، إذ أحجم أكثر من 60 بالمئة من الناخبين عن التصويت في الانتخابات المبكرة لاختيار رئيس خلفا لإبراهيم رئيسي بعد وفاته في تحطم طائرة هليكوبتر.

وشهدت انتخابات اليوم سباقا متقاربا بين النائب مسعود بزشكيان، المعتدل الوحيد بين المرشحين الأربعة الذين خاضوا الجولة الأولى، والمفاوض النووي السابق سعيد جليلي وهو من غلاة المحافظين ويدافع بشدة عن تعزيز العلاقات مع روسيا والصين.

ورغم أن الانتخابات لن يكون لها تأثير يذكر على سياسات الجمهورية الإسلامية، إلا أن الرئيس سيشارك عن كثب في اختيار من سيخلف آية الله علي خامنئي الزعيم الإيراني الأعلى البالغ من العمر 85 عاما والذي يتخذ كل القرارات التي تخص شؤون الدولة العليا.

وكانت انتخابات سابقة قد شهدت تمديد وقت الاقتراع في كثير من الأحيان إلى ما يصل لمنتصف الليل.

وأظهرت لقطات بثها التلفزيون طوابير داخل مراكز اقتراع في عدد من المدن. ومن المتوقع أن تعلن النتيجة النهائية غدا السبت، غير أن النتائج الأولية ربما تبدأ في الظهور قبل ذلك.

نتيجة التصويت لن تؤثر على الأرجح في السياسات الأساسية

 

وقال خامنئي للتلفزيون الرسمي بعد أن أدلى بصوته "بلغني أن حماس الناس واهتمامهم أعلى من الجولة الأولى. أدعو الله أن يكون الأمر كذلك لأنها ستكون أنباء مرضية".

وأقر خامنئي الأربعاء بأن "نسبة الإقبال جاءت أقل من المتوقع"، لكنه قال "من الخطأ تماما الاعتقاد بأن أولئك الذين لم يصوتوا في الجولة الأولى هم ضد نظام الحكم الإسلامي".

وانخفضت نسبة إقبال الناخبين على مدى السنوات الأربع الماضية، ويقول معارضون إن هذا يظهر تآكل الدعم للنظام وسط تزايد الاستياء الشعبي من الصعوبات الاقتصادية والقيود المفروضة على الحريات السياسية والاجتماعية.

وشارك 48 في المئة فقط من الناخبين في انتخابات 2021 التي أوصلت رئيسي إلى السلطة، وسجلت الانتخابات البرلمانية في مارس نسبة مشاركة بلغت 41 في المئة.

لكن المتحدث باسم وزارة الداخلية قال للتلفزيون الرسمي إن التقارير الأولية تشير إلى "مشاركة أعلى مقارنة بالتوقيت نفسه في الجولة الأولى من الانتخابات".

وتتزامن الانتخابات مع تصاعد التوتر الإقليمي بسبب الحرب بين إسرائيل وبين حليفتي إيران حركة حماس في غزة وجماعة حزب الله في لبنان، فضلا عن زيادة الضغوط الغربية على طهران بسبب برنامجها النووي الذي يشهد تقدما سريعا.

وقال أمير علي حاجي زاده قائد القوات الجوية بالحرس الثوري الإيراني لوسائل إعلام رسمية "التصويت يمنح قوة... حتى لو كانت هناك انتقادات، يجب على الناس التصويت لأن كل صوت يشبه إطلاق صاروخ" على الأعداء.

ومن المستبعد أن يدخل الرئيس المقبل أي تحول كبير في السياسة بشأن برنامج إيران النووي أو تغيير في دعم الجماعات المسلحة بأنحاء الشرق الأوسط، إلا أنه هو من يدير المهام اليومية للحكومة ويمكن أن يكون له تأثير على نهج بلاده فيما يتعلق بالسياسة الخارجية والداخلية.

متنافسان مواليان السلطات تأمل في تسجيل إقبال كبير لتخطي أزمة الشرعية

المتنافسان في الجولة الثانية لانتخابات الرئاسة هما من الموالين لحكم رجال الدين في إيران، لكن محللين قالوا إن فوز جليلي المناهض للغرب ربما يفضي إلى تطبيق سياسات داخلية أكثر سلطوية وسياسات خارجية أكثر عدائية.

وقد يساعد انتصار بزشكيان في تعزيز سياسة خارجية عملية وتخفيف التوتر بشأن المفاوضات المتوقفة الآن مع القوى الكبرى لإحياء اتفاق عام 2015 النووي وتحسين آفاق التحرر الاجتماعي والتعددية السياسية.

ومع ذلك يشكك كثير من الناخبين في قدرة بزشكيان على الوفاء بوعوده الانتخابية كون وزير الصحة السابق صرح بأنه لا يعتزم مواجهة النخبة الحاكمة في إيران من رجال الدين والمتشددين.

وقال عفارين (37 عاما) وهو صاحب مركز تجميل في مدينة أصفهان بوسط البلاد "لم أصوت الأسبوع الماضي لكني صوتت اليوم لصالح بزشكيان. أعرف أن بزشكيان سيكون رئيسا ضعيفا لكنه ما زال أفضل من مرشح متشدد".

ولا يزال لدى كثير من الإيرانيين ذكريات مؤلمة من طريقة التعامل مع الاضطرابات واسعة النطاق التي أثارتها وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني في 2022. وقمعت الدولة هذه الاضطرابات في حملة أمنية عنيفة شملت اعتقالات جماعية وحتى عمليات إعدام.

وقالت طالبة جامعية في طهران تدعى سبيده (19 عاما) "لن أصوت. وهذا رفض كبير للجمهورية الإسلامية بسبب مهسا أميني. أريد بلدا حرا وأريد حياة حرة".

وانتشر وسم #سيرك_الانتخابات على نطاق واسع على منصة إكس منذ الأسبوع الماضي وسط دعوات نشطاء في الداخل والخارج إلى مقاطعة الانتخابات قائلين إن نسبة المشاركة العالية من شأنها أن تضفي الشرعية على إيران.

وتعهد المرشحان بإحياء الاقتصاد المتعثر الذي يعاني من سوء الإدارة والفساد في المؤسسات الحكومية والعقوبات التي أعيد فرضها منذ عام 2018 بعد أن انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران عام 2015 مع ست قوى عالمية.

وقال موظف متقاعد يدعى محمود حميد زادغان (64 عاما) في مدينة ساري في شمال إيران "سأصوت لجليلي. إنه يؤمن بالقيم الإسلامية. ووعد بإنهاء أزماتنا الاقتصادية".

مقالات مشابهة

  • فوز مسعود بزشكيان في انتخابات الرئاسة الإيرانية
  • نتائج أولية.. تقدم بزشكيان على جليلي بالانتخابات الرئاسية بإيران
  • الانتخابات الإيرانية.. تقدّم بزشكيان في النتائج الأولية
  • إيران.. نسبة المشاركة في جولة انتخابات الرئاسة الثانية بلغت 50%
  • «القاهرة الإخبارية».. تمديد التصويت بالانتخابات الرئاسية الإيرانية للمرة الثالثة
  • تمديد التصويت مجددا في الجولة الثانية من انتخابات رئاسة إيران
  • انتخابات الرئاسة الإيرانية.. تمديد فترة التصويت بالجولة الثانية
  • بَدْء التصويت فى جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية الإيرانية
  • انطلاق الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الإيرانية.. تنافس شديد بين الإصلاحيين والاصوليين
  • انتخابات الرئاسة الإيرانية.. التصويت غداً في الدورة الثانية واحتدام الصراع بين الإصلاحيين و المحافظين