هل أباح الشرع للرجل ضرب الزوجة؟ اعرف معنى الآية الكريمة "وَاضْرِبُوهُنَّ"
تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT
قالت الدكتورة دينا أبو الخير، الداعية الإسلامية، إنه لا يصح أبدا اجتزاء لفظ واضربوهن من الآية الكريمة في سورة النساء، وإنما لابد من التعامل مع الآية كاملة.
واستشهدت، دينا أبو الخير، في بث مباشر على صفحة موقع صدى البلد، عن طرق التعامل بين الزوجين، بقول الله تعالى (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ).
وأوضحت، أن المعنى المناسب لسياق الآية الكريمة، من كلمة الضرب، هو المفارقة والتباعد بين الطرفين، فهو المعنى الأنسب لهذا اللفظ، لانه لا يمكن أن تطيع المرأة زوجها بعد أن يوجه لها الضربات والأذى.
ووجهت الداعية الإسلامية، رسالة للزوج الذي يقتدر على المرأة ويكثر البعد عنها ويؤذيها في نفسها بمنع العلاقة الزوجية، فعليه أن يعلم أن الله عليه قدير، فلا يظن أنه بالقوامة يحق له إيذاء المرأة.
وأكدت أن الذين فهموا من الأزواج، أن الآية الكريمة تبيح ضرب الزوجات، فهو فهم خطأ تماما، ولهذا ينبغي عليهم فهم المعنى الصحيح في الآية القرآنية، حتى تستقيم المعاملة بينهم وبين زوجاتهن.
وذكرت الداعية الإسلامية، إن الآية الكريمة تصدرت بحكم القوامة للرجل، منوهة أن هناك أمران هما سبب تكليف الرجال بالقوامة على النساء، وهو رجاحة العقل للرجل على المرأة، وكذلك الإنفاق على الأسرة، والقيام على أمور الزوجة والأبناء بالإنفاق والتعليم والنصح.
وأوضحت، أن القوامة في الإسلام، هي تكليف للرجل وتشريف للمرأة، فالمرأة طوال حياتها تحتاج من يتولى أمرها، ففي حياتها وهي صغيرة يتولى أمرها والدها، وحينما تنتقل إلى بيت الزوجة، فتنتقل رعايتها إلى زوجها وتكون واجبة عليه.
وذكرت الداعية الإسلامية، أن لفظ "ضرب" جاء في العديد من الآيات القرآنية بمعاني غير معنى الضرب المقصودة والتي تفهم من كلمة ضرب وهو الإيذاء من شخص لغيره، منوهة أن من جمال اللغة العربية، أن كلمة "ضرب" تعمل وجوه ومعاني كثيرة،
معاني الضرب في القرآنشرحت نيفين مختار، الواعظة بوزارة الأوقاف، قوله تعالى "وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلً" بأسلوب سهل يمكن فهمه من الجميع.
وقالت الواعظة بوزارة الأوقاف نيفين مختار، خلال لقاائها على فضائية "سي بي سي"، إن الأمور الثلاثة المذكورة في الآية مرتبة بواو العطف وبالتالي يجب على الزوج أن يبدأ بالنصح أولا ثم الهجر في المضجع ثم الضرب.
وشرحت وزارة الأوقاف معنى الهجر، وضرب الزوجة في القرآن، منوهة أن الزوج له أن يهجر زوجته في الفراش في نفس الغرفة ولا يخرج منها حتى لا تكبر وتتفاقم الأمور بينهما بتدخل الأهل وما شابه.
وأضافت، أن الزوجة إذا لم ترتدع، فالحكم المقصود في كلمة الضرب ليس كما يفهمه الكثير، منوهة أن الله تعالى قال في ألفاظ كلمة الضرب في القرآن "فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا" وقوله تعالى "فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ" والمعنى في كلمة الضرب هو الفصل والإعراض، وهذا لا يعني الضرب المعروف بيننا.
وتابعت: كل فعل له معني في الدين واللغة، فمثلا ضرب الوجه يسمى "لطم" وضرب القفا يسمى "صفع" وضرب اليد يسمى "وكز" وضرب الرجل يسمى "ركل" منوهة أننا نهينا عن ضرب البطن وعن كسر العظم وعن تقبيح الوجه".
وأكدت أنه لا يوجد دليل في القرآن أو السنة أن الضرب المذكور هو التعدي على المرأة أو الزوجة بالعصا وإيلامها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الزوج الزوجة المراة
إقرأ أيضاً:
المحرمون من المغفرة في ليلة النصف من شعبان
قال الشيخ عويضة عثمان أمين الفتوى بدار الإفتاء، عبر البث المباشر بالصفحة الرسمية لدار الإفتاء المصرية، في إجابته عن سؤال: « كيف اغتنم فضائل ليلة النصف من شعبان؟»، إن فيها تحويل القبلة من بيت المقدس إلى البيت الحرام بعدما صلى الصحابة قرابة ستة عشرة شهرًا ثم غير الله تعالى لهم القبلة في الصلاة ووجههم إلى وجهة أخرى.
وأضاف أنه ينبغي علينا فيليلة النصف من شعبانترك ثلاثة أفعال، هي الحقد المشاحنة والخصام، لأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - كان قد بين أن الله سبحانه وتعالى يغفر للناس في تلك الليلة إلا المشاحن الذي خاصم أخاه أو أخته، أو قطع الرحم، فينبغي ترك هذه الأفعال في مثل هذه الأيام المباركة، كما ينبغي أن نترك الحقد عن قلوبنا ونصلح ذات بيننا ونسأل الله تعالى في تلك الليالي المباركة أن يُصلح لنا الأحوال ويهدينا إلى الصواب.
واستشهد بما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إِنَّ اللَّهَ لَيَطَّلِعُ في لَيْلَةِ النِّصْفِ من شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خلقة إلا لِمُشْرِكٍ أو مُشَاحِنٍ»، وبما ورد عن عَائِشَةَ –رضي الله تعالى عنها- ، قَالَتْ : قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ اللَّيْلِ يُصَلِّي فَأَطَالَ السُّجُودَ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ قَدْ قُبِضَ، فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ قُمْتُ حَتَّى حَرَّكْتُ إِبْهَامَهُ فَتَحَرَّكَ، فَرَجَعْتُ، فَلَمَّا رَفَعَ إِلَيَّ رَأْسَهُ مِنَ السُّجُودِ .
وتابع: وَفَرَغَ مِنْ صَلاتِهِ ، قَالَ : « يَا عَائِشَةُ أَوْ يَا حُمَيْرَاءُ ! أَظَنَنْتِ أَنَّ النَّبِيَّ قَدْ خَاسَ بِكِ ؟» ، قُلْتُ : لا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَكِنَّنِي ظَنَنْتُ أَنَّكَ قُبِضْتَ لِطُولِ سُجُودِكَ، فَقَالَ: « أَتَدْرِينَ أَيَّ لَيْلَةٍ هَذِهِ ؟»، قُلْتُ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ: «هَذِهِ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَطْلُعُ عَلَى عِبَادِهِ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِلْمُسْتَغْفِرِينَ، وَيَرْحَمُ الْمُسْتَرْحِمِينَ، وَيُؤَخِّرُ أَهْلَ الْحِقْدِ كَمَا هُم».