تقرير يستعرض جهود مصر لدعم الشعب الفلسطيني.. قضية العرب الأولى
تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT
منذ عام 1948، احتلت القضية الفلسطينية اهتماما كبيراً باعتبارها قضية العرب الأولى، من جميع الزعماء المصريين، خاصةً بعد الجلاء البريطاني عن مصر، إلا أن كل رئيس تعامل معها بطريقة مختلفة، حيث كان الرئيس جمال عبدالناصر من أكثر الزعماء اهتماماً بها، حيث اعتبرها جزءاً من الأمن المصري، وليست مجرد قضية فلسطينية، لذا كان ينظر إليها وكأنها جزء من مصر، وعندما تولى الرئيس السادات تغيرت الأوضاع قليلاً، بعد توقيع معاهدة كامب ديفيد، التي اهتمت بالمطالبة بحصول الشعب الفلسطيني علي كامل حقوقه، وعندما تولى الرئيس مبارك سار على نفس نهج السادات، والآن مصر تسعى بشتى الطرق الودية للتفاوض لتهدئة الأوضاع في قطاع غزة، والوصول إلى حلول شاملة وعادلة، وكان الدور المصري واضحاً عبر عدة محاور أفردتها الهيئة العامة للاستعلامات وهي:
أولاً: مظاهر اهتمام القيادات المصرية بالقضيةمن خلال إستعراض الدور والمواقف المصرية حكومة وشعب من القضية الفلسطينية عبر أكثر من نصف قرن ، و إرتباط مصر بقضية فلسطين هو إرتباط دائم ثابت تمليه إعتبارات الأمن القومي المصري وروابط الجغرافيا والتاريخ والدم والقومية مع شعب فلسطين، لذلك لم يكن الموقف المصري من قضية فلسطين في أي مرحلة يخضع لحسابات مصالح آنـية، ولم يكن أبداً ورقة لمساومات إقليمية أو دولية، لذلك لم يتأثر إرتباط مصر العضوي بقضية فلسطين بتغير النظم والسياسات المصرية، فقبل ثورة 23 يوليو 1952 كان ما يجرى في فلسطين موضع إهتمام الحركة الوطنية المصرية، وكانت مصر طرفاً أساسياً في الأحداث التي سبقت حرب عام 1948، ثم في الحرب ذاتها التي كان الجيش المصري في مقدمة الجيوش العربية التي شاركت فيها ثم كانت الهزيمة في فلسطين أحـد أسباب تفجر ثورة 23 يوليو 1952 بقيادة الضباط الأحرار الذين إستفزتهم الهزيمة العسكرية .
في 28 مايو 1946 اجتمع ملوك ورؤساء وممثلو 7 دول عربية في " أنشاص " للتباحث في قضية فلسطين ومواجهة هجرة اليهود للاراضي الفلسطينية وفقًا لميثاق جامعة الدول العربية والذى ينص على وجوب الدفاع عن الدول العربية فى حال وقوع اعتداء، عليها وقرر المجتمعون التمسك بالاستقلال لفلسطين التى كانت قضيتها هى القضية المحورية فى جميع المؤتمرات .
كما اعلن الملك فاروق عن مشاركة الجيش المصري في حرب 1948 حيث ادرك ان الراي العام المصري والعربي لدية رغبة في الاسهام في عملية انقاذ فلسطين ولمواكهة خصومة السياسيين في ذلك الحين وهما حزب مصر الفتاة وجماعة الاخوان المسلمين .
عبدالناصر واللاءات الثلاثوضع جمال عبدالناصر القضية الفلسطينية في مقدمة اهتماماته لذا كانت دعوته لعقد مؤتمر الخرطوم الذي رفع فيه شعار «لا اعتراف، لا صلح، لا تفاوض» مع اسرائيل، والذي سمى بمؤتمر «اللاءات الثلاث» كما كان لمصر بقيادة عبدالنصار دور كبير في توحيد الصف الفلسطيني من خلال اقتراح انشاء منظمة التحرير الفلسطينية ، كما ساندت مصر في القمة العربية الثانية التي عقدت في اسكندرية يوم الخامس من سبتمبر 1964 قرار المنظمة بإنشاء جيش للتحرير الفلسطيني، وفي عام 1969، أشرف عبد الناصر على توقيع اتفاقية «القاهرة» تدعيماً للثورة الفلسطينية، واستمر دفاعه عن القضية الى أن توفى عام 1970
السادات وشعار النصر والسلامكانت نظرة الرئيس الراحل انور السلادات ثاقبة في تقدير العلاقات العربية مع اسرائيل لذا اطلق عليه بطل الحرب والسلام بين المثقفين المصريين حيث خاضت مصر حرب أكتوبر بقيادتة والتي توجت بالنصر فرفع شعار «النصر والسلام» ، ولا يمكن ان نتجاهل مطالبات السادات بحقوق الشعب الفلسطيني خلال خطابة الشهير في الكنيست الاسرائيلي مطالبا بالعودة الي حدود ماقبل 1967 ، خلال مؤتمر القمة العربي السابع الذي عقد 29نوفمبر 1973 في الجزائر حيث اقرا المؤتمر شرطين للسلام مع إسرائيل هما انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية المحتلة وفي مقدمتها القدس، وفي أكتوبر عام 1975 أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراها رقم (3375) بدعوة منظمة التحرير الفلسطينية للاشتراك في جميع المؤتمرات المتعلقة بالشرق الأوسط بناءً على طلب تقدمت به مصر وقتها نتيجة اعلان مصر والدول العربية اكتوبر 1974 على مناصرة حق الشعب الفلسطيني في إقامة السلطة الوطنية المستقلة بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية؛ وكان آخر جهود السادات هو ما بادر به بدعوة الفلسطينيين والاسرائيليين للاعتراف المتبادل .
مبارك والارض مقابل السلامخلال فترة حكم الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك التي امتدت تقريبا 30 عام شهدت القضية الفسيطينية تطورات كثيرة وحادة ونتيجة ذلك تطورت مواقف وادوار مصر لتحقيق الاستقرار في هذه المنطقة الملتهبة من حدود مصر الشرقية ، وكانت البداية مع سحب السفير المصري من اسرائيل بعد وقوع مجزرة صبرا وشاتيلا 1982، وفي عام 1989 طرح مبارك خطته للسلام حيث تضمنت ضرورة حل القضية الفلسطينية طبقاً لقرار مجلس الأمن، ومبدأ الأرض مقابل السلام، مع وقف الاستيطان الاسرائيلي، وفي سبتمبر عام 1993 شارك الرئيس الأسبق مبارك في توقيع اتفاق أوسلو الخاص بحق الفلسطينيين في الحكم الذاتي، وفي 2003 أيدت مصر وثيقة «جنيف» بين الاسرائيليين والفلسطينيين باعتبارها نموذج سلام لتهدئة الأوضاع في المنطقة.
وفي عام 2010 عندما تجدد القصف الاسرائيلي على قطاع غزة رفضت القيادة المصرية فتح معبر رفح مؤكدة أنه لن يسمح بتحقيق المصالحة على حساب البلاد، واستمر عطاء مصر حتى مجىء الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي وعد الشعب الفلسطيني بالوقوف بجانبه، بعدما تعرضت غزة مؤخراً لحرب
فلسطين في القلب بعد ثورة 25 ينايرطرحت الثورة المصرية قضية إعادة هيكلة السياسة الخارجية المصرية على بساط البحث، بهدف استعادة دور مصر الإقليمى والعربى والتعامل مع تهديدات الأمن القومى المصرى، وفى إطار هذا السياق كانت العلاقات المصرية الإسرائيلية والعلاقات المصرية الفلسطينية تشغل حيزاً مهماً، وعلى إثر الثورة قامت المظاهرات أمام السفارة الإسرائيلية واقتحام المبنى الملحق بها وإنزال العلم الإسرائيلى،وقد ظهر تأثير هذه الأحداث فى إعادة ترتيب بعض الأوراق، حيث تقدمت إسرائيل وعلى لسان وزير دفاعها باعتذار رسمى عن مقتل 5 جنود مصريين فى 18 أغسطس عام 2011، وبذلت مصر جهوداً كبيرة فى إتمام المصالحة الفلسطينية الفلسطينية، بين حماس وفتح، وفتحت معبر رفح وفقاً لترتيبات أمنية جديدة بالتنسيق مع فتح وحماس تجنباً لاتهام مصر بتعزيز الانقسام.وجاء الإعلان عن هذه الترتيبات الجديدة لإدارة معبر رفح عقب توقيع اتفاق المصالحة فى نهاية أبريل عام 2011
السيسي وثورة 30 يونيو والقضية الفلسطينيةحاول البعض المزايدة على دور مصر على الصعيد الانساني ايضا وبالطبع المنشور في هذا الصدد مجموعة اكاذيب حيث أشاد رئيس العمليات لمنطقة الشرق الأوسط باللجنة الدولية للصليب الأحمر روبير مارديني بالتعاون الوثيق بين اللجنة والحكومة المصرية في إطار الجهود المبذولة لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني في أزمته الراهنة. وثمَّن روبير مارديني في هذا الصدد سماح السلطات المصرية بدخول عشرات المصابين الفلسطينيين للعلاج في المستشفيات المصرية، فضلاً عن السماح بدخول شحنات المساعدات من الأدوية والمواد الغذائية والمهمات الطبية
ويجب الاشارة الي ان الرئيس السابق عدلي منصور حقق إنجازا خاصا بالقضية الفلسطينية ، حيث نجحت مصر فى عهده فى إقناع حركتى "فتح وحماس" بالتوقيع على اتفاقية المصالحة التى طالما سعى إليها وأكد عليها فى لقاءاته وحواراته خلال عشرة أشهر.
وبعد تولي الرئيس السيسي ظلت القضية الفلسطينية قضية مركزية بالنسبة لمصر وبذلت مصر العديد من الجهود لوقف إطلاق النار لتجنب المزيد من العنف وحقن دماء المدنيين الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني الذين يدفعون ثمن مواجهات عسكرية لا ذنب لهم فيها، فضلاً عن الجهود الإنسانية التي قدمتها مصر من خلال فتح معبر رفح لاستقبال الجرحى والمصابين الفلسطينيين والمساعدات الغذائية والدوائية للشعب الفلسطيني
ولكن مصر دائما رائدة وفي ظل حربها ضد الارهاب ومواجهة المشاكل الاقصادية وجدنا الرئيس عبدالفتاح السيسي يعلن خلال لقائاته خلال لقاءاته مع المسؤليين الفلسطنيين وعلي راسهم الرئيس محمود عباس وخلال كلمته بمحافظة اسيوط خلال افتتاح احد المشروعات في مايو 2016 علي عدة محاور:
- مصر ستواصل مساعيها الدؤوبة من أجل إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
- التوصل لتسوية عادلة وشاملة من شأنه أن يدعم استقرار المنطقة ويساهم في الحد من الاضطراب الذي يشهده الشرق الأوسط،
- ضرورة الحفاظ على الثوابت العربية الخاصة بالقضية الفلسطينية .
- تدعم الفلسطينيين في خطواتهم المقبلة سواء بالمشاركة في تنفيذ المبادرة الفرنسية، أو الذهاب إلى مجلس الأمن الدولي.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: فلسطين مصر الرئيس السيسي القضية الفلسطينية القضیة الفلسطینیة الشعب الفلسطینی قضیة فلسطین معبر رفح
إقرأ أيضاً:
أسبوع فاصل فى قضية الفنان سعد الصغير.. تقرير الطب الشرعى يحدد مصيره
اقتربت محكمة جنايات القاهرة، من إسدال الستار على القضية المتهم فيها المطرب الشعبى سعد الصغير، بحيازة مواد مخدرة، حيث من المقرر ورود تقرير الطب الشرعى، خلال أسبوع، فى الجلسة المقرر نظرها يوم 25 نوفمبر الجاري.
تقرير الطب الشرعى المنتظر الإعلان عن نتيجته خلال الجلسة، سيحمل إما مفاجأة سارة للصغير، بإثبات تعاطيه مخدر الترامادول، كعلاج من إصابات يعانى منها بسبب عملية جراحية، أو ضربة قاضية له، إذا أكد التقرير عدم استدعاء حالته الصحية، تعاطى الترامادول.
سعد الصغير كشف عن مفاجأة أمام القاضى، خلال جلسة محاكمته، عندما قال أنه لا يتعاطى مخدر الحشيش، لكنه كان يتناول مخدر "الترامادول"، نظرا لإصابته فى ساقه، وإجراء عملية جراحية وهو ما يحتاج تناوله لمسكنات قوية.
ووفقا لما قالته التقارير الطبيبة عن حالة سعد الصغير فإنه يعانى من قطع فى الرباط الصليبى، وتمزق فى الأربطة.
وتعد تقارير الطب الشرعى باختلاف أنواعها، من الأدلة الفنية العلمية الهامة التى تستنبط منها جهات التحقيق وقضاة المحاكم الجنائية، الحقيقة حول براءة أو إدانة الأشخاص المتهمين فى القضايا المنظورة أمامهم.
ومن الاختصاصات الخاصة بالطب الشرعى:
1- تشريح جثث المتوفين فى الجرائم الجنائية.
2- الكشف الطبى على المصابين فى القضايا الجنائية والمدنية.
3- فحص أحراز المضبوطات فى القضايا الجنائية.
4- تقدير السن فى الأحوال التى يتطلبها القانون.
5- بحث قضايا الأحوال الشخصية (العنة – تنازع البنوة – العته).
6- بحث القضايا العمالية (إصابات العمل – الأمراض المهنية).
7- التعامل مع الحوادث والكوارث الجماعية.
8- الكشف على نزلاء السجون المطلوب الإفراج عنهم صحيا.
9- حضور حالات تنفيذ أحكام الإعدام القضائى.
10- المثول أمام المحاكم لإبداء الرأى الفنى فى تقاريرهم
كانت أجهزة مطار القاهرة تمكنت من إلقاء القبض على المطرب الشعبى سعد الصغير، فى 10 سبتمبر أثناء عودته من رحلة فنية والعثور لحوزته على عبوات بداخلها مواد مخدرة "زيت المارجوانا أو الحشيش" أثناء إنهاء إجراءات وصوله.
بالفحص تبين أن الأحراز المضبوطة مع سعد الصغير عبارة عن 9 عبوات خاصة بالسجائر الإلكترونية بها مخدر مادة زيتية، وتم تحرير محضر ضبط بالواقعة.
وبعرض المواد المضبوطة مع سعد الصغير على الطب الشرعى، تبين أنها مادة الحشيش المخدر، وبإجراء تحليل المواد المخدرة للمطرب سعد الصغير نفسه، تبين من نتائج التحاليل أن يتعاطى مخدرى الحشيش والترامادول.