جريدة الرؤية العمانية:
2024-11-25@23:31:32 GMT

نحن مُختلِفون لا مُتخلِّفون

تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT

نحن مُختلِفون لا مُتخلِّفون

 

علي بن مسعود المعشني

ali95312606@gmail.com

ما بين الاختلاف والتخلُّف قطيعة كبيرة في المعنى والدلالة، وإن كانا كمفردتين لغويتين مشتقتين من تكوين يكاد أن يتطابق، وحين أتأملُ- شخصيًا- حالنا كعرب عبر التاريخ واليوم وأُقارنه بمن حولنا، أجدُ أننا نختلِف عنهم، ولسنا مُتخلِّفين عنهم.

التخلُّف والتطور مصطلحان يُطلقان اليوم بالمُطلق في التوصيف دون دلالة دقيقة ولا معنى لغوي وفلسفي حصري ودقيق؛ فالتخلُّف نسبيٌ وكذلك التطور، وهما أقرب في التوصيف والتشبيه من تعريف الأُمِّيَّة كمثال والتي دأبنا على حصرها في القراءة والكتابة، بينما الأُمِّيَّة هي كل ما يجهله الإنسان فيُعتبر أُمِّيًّا به، من لغات وعلوم وتقنية ومهارات.

...إلخ.

والتطور مصطلح نسبي كذلك في معناه الدلالي والفلسفي، فقد يكون شعب ما أو بلد ما متطور في جانب تنموي أو معرفي ما، وفي المقابل يعاني من تخلُّف قِيَمِيٍّ أو مادي أو أخلاقي معيب، وهنا أهمية تخصيص اللفظ لا تعميمه وإطلاقه بلا ضوابط.

شخصيًا، أتقززُ من لفظة الجاهلية حين ترد كتعريف تاريخي زمني أو فكري وهي في حقيقتها زمن الجهل بالإسلام أي قبل رسالته، فقد اختزل العقل العربي الجاهلية بكل سوء وجهالة وانحطاط وهي لم تكن كذلك أبدًا؛ حيث كان العرب في الجاهلية قوم تؤطر سلوكهم الأخلاق العربية الفطرية وقيم الحنيفيّة الإبراهيمية وأتت الرسالة المُحمَّدية منهم وإليهم وعبرهم للعالم لتتمم مكارم الأخلاق؛ بما ينسجم مع تعاليم الإسلام والموروث القيمي الفطري زمن الجهل بالإسلام، والمسمى بـ"الجاهلية".

حين يزورنا الغربي القادم من مدنيَّات الغرب يفقد صوابه ويتوه في مفردات وتفاصيل الحضارة العربية الإسلامية وما أنتجته لنفسها وللبشرية من قيم ومعارف وعلوم ينهل منها ويبني عليها الغربي اليوم مدنيّته وتطوره التقني وعلومه ومعارفه الإنسانية والتطبيقية والتي لم يكن له الفضل- غالبًا- في ابتكارها أصلًا.

حين يتحدث الغرب اليوم عن العولمة ونهاية التاريخ ويعززهما بالمفاهيم والثقافات الغربية العابرة للحدود والأجيال، وكأنها الملاذ الأخير والحتمي للإنسانية، فهو في حقيقته ينطلق من نظرة عنصرية نرجسية جعلته يعتقد أنه محور الكون ومن ليس معه فهو بالضرورة ضده، ومن لا يُشبهه ولا يقتدي به ولا يُقلده فهو على خطأ!

المدنيّة الغربية حالة استثنائية في التاريخ الإنساني؛ فالغرب بنرجسيته لم يستوعب بعد أن المدنيّات لا تتغلب على الحضارات ولا تتجاوزها ولا تطغى عليها؛ فالحضارات أتت بعظائم الأشياء والتي نقلت الإنسان من البدائية ووضعته على طريق التطور والتحضر والاستقرار والبناء، من تقنيات زراعة ووسائل ري وتشريعات وأعراف تنظم حياة الناس وتحمي حقوقهم، وصولًا إلى أدوات ووسائل سهّلت حياة الناس وجعلتهم في مرتبة أعلى وأقوى من مفردات شريكة لهم في الحياة من حيوان ونبات وجماد، كأدوات الطهي والصيد والملاحة وحرث الأرض...إلخ.

بينما أتت المدنيّات لاحقًا بمنافع عامة، من خلال تطوير تلك الأدوات الحضارية ولكنها ليست- وكما يتصور والغرب وطابورهم- مكاسب تعادل الحياة بالنسبة للإنسان، وكما كانت في حين ابتكارها في غابر الأزمان. وفوق هذا فإن التحسينات وأعمال التطوير التي أحدثتها مدنيّات الغرب اليوم لا تعني السبق أو الهوية الحضارية أو من الثقافات الأصيلة التي يمكن تعريفها بأنها تتبع هذا الشعب أو تُنسب إلى تلك الحضارة.

قبل اللقاء.. يتلعثمُ البعض ويسخر البعض الآخر حين أساله: أيهما أهم لحياة الإنسان، السكين أم الحاسوب (الكمبيوتر)؟! الجواب يُعبِّر عن وعي الشخص وإدراكه الفارق والاختلاف بين الحضارة والمدنيّة، والأهم والمُهم.

وبالشكر تدوم النعم.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

ولایتي: جبهة المقاومة ستنتصر واسرائيل اقتربت من يوم أفولها

بغداد اليوم - متابعة

اعتبر مستشار المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية للشؤون الدولية، علی أکبر ولایتي، اليوم الأحد (24 تشرين الثاني 2024)، أن جبهة المقاومة ستنتصر، واسرائيل اقتربت من يوم أفولها.

وقال ولايتي في تصريح لوكالة إرنا الإيرانية الرسمية، وتابعته "بغداد اليوم" إن "الساحة الدولية على أعتاب تغيير مهم، وفي مقدمته منطقة غرب آسيا، حيث بدأ الكيان الصهيوني معركة شرسة ضد الشعب الفلسطيني والمنطقة، غير انه ورغم توقعات مؤيديه يقترب من أفوله ونهايته سياسياً وستنتصر جبهة المقاومة".

وتابع "حتى رعاة الاحتلال رحبوا بحكم محكمة لاهاي كما رحب به العديد من الدول مثل ايرلندا وهولندا وأستراليا واتخذت موقفا ضد الاحتلال الصهيوني، واعترفت بقرار المحكمة".

وأضاف أن "الأمريكيين اتخذوا الموقف المعتاد المتمثل في دعم “إسرائيل” فيما يتعلق بمحكمة لاهاي، وحتى الدول الأقرب إلى الولايات المتحدة تعتقد أن الغرب بالقيادة السياسية للإدارة الامريكية تخلى عن الكيان الصهيوني".

ولفت ولايتي إلى "موقف الحشد الشعبي في العراق ومجموعات المقاومة الأخرى التي تقف بوجه الاحتلال الصهيوني".

وقال إن "سوريا تنشط أيضاً كما في الماضي بشكل جاد كحلقة وصل مهمة جداً في جبهة المقاومة في القتال ضد الصهاينة".

وأشار إلى أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية تواصل دعمها بقوة لجبهة المقاومة وطالما اتخذت هذا الموقف".

وفيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا وآفاقها في ظل التطورات الجديدة، قال ولايتي: إن "الغرب يثير الفتنة في غزة وفي اوكرانيا ويحاول دوما منع المواجهة المباشرة مع منافسه ومن هذا المنطلق يسعى في بلدان مختلفة وراء تحريض الناس على القتال حتى لا يتعرض نفسه لخطر كبير".



مقالات مشابهة

  • الغرب والموقف من الانقلاب العسكري في الغابون
  • حرم رئيس جمهورية كولومبيا تزور المتحف المصري الكبير ومتحف الحضارة -(صور)
  • الغرب ينتظر "واقعاً مختلفاً" في البرنامج النووي الإيراني
  • نهاية الغرب الوشيكة
  • مهمات الدفاع المدني المنفذة جراء العدوان منذ صباح اليوم وحتى الساعة
  • حق المرأة العُمانية محفوظ
  • ولایتي: جبهة المقاومة ستنتصر واسرائيل اقتربت من يوم أفولها
  • توضيح من سلطة الطيران المدني عبر بغداد اليوم حول احداث مطاري بغداد والبصرة
  • روسيا تتحدى الغرب بصاروخ «أوريشنيك»
  • روسيا تكشر عن أنيابها.. تهديدات بتصعيد حرب هجينة ضد الغرب