مشروعات مدن الجيل الرابع في مصر ساهمت في جذب الاستثمار الأجنبي إلى مصر
تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT
صرح جون جميل الخبير العقارى، بأن توجه الدولة المصرية خلال ال 9 سنوات الماضية منذ عام 2014 ، وحتي الن ساهم في جذب وإستقطاب العديد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة للاقتصاد المصري بشكل عام ولقطاع التنمية العمرانية بوجه خاص.
وتابع جميل في تصريحات له ، أن تنفيذ مصر لما يقرب من 22 مدينة جديدة من مدن الجيل الرابع كالعاصمة الادارية الجديدة والعلمين والجلالة، والمنصورة الجدية وسوهاج الجديدة وبني سويف الجديدة ، مثل نقلة نوعية علي صعيد التنمية العمرانيه وشكل الاستثمارات بها ، وأضاف جميل أن مشروعات التنمية العمرانية أتاحت قدرا كبيرا من الفرص أمام مجتمع الاعمال العالمي والإقليمي والراغب في الاستثمار في مصر وبخاصه داخل قطاع التنميه والتطوير العمراني.
وقال الخبير العقارى، إن تصميم مشروعات مدن الجيل الرابع في مصر ببنية تحتية متطورة ومرافق عصرية، حيث تضمنت هذه المشروعات تطوير شبكة طرق حديثة، ونظام متكامل للنقل العام، ومرافق خدماتية عالية المستوى، وهو ما أعطي ثقة كبيره للمستثمرين الأجانب بالاستثمار في هذه المشروعات وتوفير بيئة مثالية للاستثمار بها ، وأضاف جميل لقد وضعت الحكومة المصرية قوانين وتشريعات تشجع الاستثمار الأجنبي، وتوفر حماية للمستثمرين وتسهل إجراءات التأسيس والتشغيل ، حيث تم تبسيط الإجراءات الإدارية وتقليل البيروقراطية، وتقديم حوافز مالية وضريبية للمستثمرين الأجانب، وهو ماكان سببا ودافعا قويا لتوجه المستثمرين نحو الاستثمار في مشروعات مدن الجيل الرابع في مصر.
وأردف جميل ، أن مشروعات مدن الجيل الرابع تأتي في إطار الاستراتيجية الاقتصادية لمصر لتحقيق التنمية المستدامة وتنويع قواعد الاقتصاد، حيث تهدف هذه المشروعات إلى تعزيز النمو الاقتصادي وخلق فرص عمل جديدة وزيادة الاستثمارات الداخلية والأجنبية ، كما تقدم مشروعات مدن الجيل الرابع في مصر فرص استثمارية متنوعة في مختلف القطاعات، بما في ذلك العقارات التجارية والسكنية، والتكنولوجيا والابتكار، والسياحة والضيافة، والصناعات الثقيلة والخدمات المالية. يتيح ذلك للمستثمرين الأجانب تنويع محفظة استثماراتهم واستغلال الفرص المتاحة في مصر.
وإختتم جميل حديثه، بأن مشروعات مدن الجيل الرابع في مصر ساهمت في توفير العديد من الفرص الاستثمارية في عدة قطاعات مختلفة، ومن بين هذه القطاعات التي جذبت المستثمرين الأجانب للاستثمار فيها قطاع العقارات والتشييد و البناء، حيث وفرت مشروعات المدن الجديدة في مصر تطوير العقارات التجارية والسكنية والمكاتب والمجمعات التجارية والفنادق. يتم توفير فرص استثمارية في تطوير المشاريع العقارية وشراء وبيع العقارات وإدارتها ، وكذلك قطاع التكنولوجيا ، حيث ساهمت مشروعات مدن الجيل الرباع في توفير بيئة مشجعة للشركات الناشئة والابتكار التقني وتطوير الصناعات التقنية المتقدمة ، هذا بالاضافه الي قطاع السياحة والضيافة، حيث تعد مصر وجهة سياحية مهمة، وتوفر مشروعات المدن الجيل الرابع فرص استثمارية في قطاع السياحة والضيافة، بما في ذلك فنادق عالمية المستوى، ومرافق ترفيهية، ومنتجعات سياحية ، وكذلك قطاعات الصناعات الثقيلة، حيث تهدف مصر إلى تطوير الصناعات الثقيلة في إطار مشروعات المدن الجيل الرابع، مثل صناعة السيارات، والصناعات الكيماوية، والصناعات الهندسية والمعدنية. يتاح للمستثمرين الأجانب فرص استثمارية في هذه الصناعات وتطويرها ، وأخيرا قطاع الخدمات المالية، وذلك لان مشروعات مدن الجيل الرابع ساهمت في توفير فرص استثمارية في قطاع الخدمات المالية، بما في ذلك البنوك والتأمين والاستثمار والتمويل.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الخبير العقاري الدولة المصرية الاستثمارات الاجنبية التنمية العمرانية للمستثمرین الأجانب فرص استثماریة فی
إقرأ أيضاً:
الوجود الأجنبي .. التفريط .. التلاعب بهويّة الدوله
محمد عبد الله الصايغ
عندما كانت الدانات والصواريخ الأولى تُعانق سَماء الخرطوم وأبريل العام ٢٠٢٣ يكاد أن ينتصِف ؛ وعندما كانت الأرضُ تهتز بِقوَّةِ النيران على خلافِ ما شَهِدَتهُ أجيالُنا من إنقلاباتٍ عسكريه كانت هُنالك بصّات أنيقه تحوي في جَوفِها ( الوُّجود الأجنبي ) في السودان مَحروسةً بِخَوفِ طَرَفَي الحرب مِن التَعَرُّض لها. إستَمَرّت عمليّة الإجلاءِ هذه لفترةٍ تؤكّد أنّ الأعداد من الضخامة بحيثُ أنّها تتجاوز المسموح بِهِ قانوناً وأخلاقاً حسب التوصيف المُتعارف عليه بين الدوَل حمايةً لأمنِها واقتصادِها والحفاظ على سيادتِها. هذا التدافُع للمُغادَره حتّمَتهُ ظروف الحرب المُفاجِئه وهو الذي أعطى لهذه الدراسه الأمينه العَفويه مصداقيتَها لما كانَ عليهِ حال الوجود الأجنبي ببلادِنا ( الهامِلَه ) الذي إمتَدّ بين الأعوام ١٩٨٩ وحتى قيام الحرب.
إضطُرِرنا لمغادَرة منزلنا بحي العمارات في اليوم الأول للحرب بعد أن وقعت دانه على المنزل وحطمت جزءاً كبيراً منهُ ورَعتنا العنايه الإلهيه. عُدنا للمنزل بعد أيّام راجلين لأخذ بعض حوائجِنا وكان حي العمارات خالياً بحكم استهدافه. وجدنا أعداداً من ( تسعه طويله ) في مختلف الأعمار وهم يجلسون على الشوارع عند ما يبدو أنّها مراكز تجميع للمنهوبات ( أشكالاً وألواناً ). كان من الصعب تحديد ( الدوَل )التي ينتمون إليها من واقع اللهجه التي كانوا يتحدثونَ بها. كانَ حي مايو ، بحُكم الموقع الجغرافي ، هو الحاضنه وحسبما أفادوا.
في طريقنا بالحافله إلى ام درمان للمغادره للشماليه مررنا بالمنطقه الصناعيه الخرطوم بحري. لن اجد توصيفاً أعبّر به عمّا رأيت من مظاهرٍ للنهب خلاف الجراد. لم يكن هنالك شبراً واحداً على كلّ تلك المساحه الشاسعه ليس فيه طفل او رجل او إمرأه او عربة كارو وهم يحملون المنهوبات ويُهَروِلون مُسرِعين ليس خوفاً وإنّما ليتمكّنوا من العوده مراتٍ ومرّات وكان كل ذلك يحدُثُ في وسطِ قصفٍ بالأسلحةِ الثقيله… وكانت منطقة العِزبه هي مربط الفرس.
قبل الحرب كانت مدن العاصمه الثلاث تكتظُّ تقاطعات شوارعها بالمتسوّلين رجالاً ونساءً وأطفالاً وجميعهُم أجانب ينتمون لدولٍ أخرى حتى أنّ ذلك شكّل ظاهرةً خطيره أمنيّاً وصحيّاً لكنّهُ لم يُشَكّل أي هاجس بالنسبةِ للسلطات زمن الإنقاذ أو ( إمتدادِها ) المُستَحّق حكومة الإنتقال.
ينسى الكثيرون من ( قادة ) القوات النظاميه ( القانون المُغَلَّظ ) الذي ردّدوه واليد اليُمنى على المصحف والأُخرى شاخصه إلى السماء الذي يقول ( أن أطيع في كلّ الأوقات الأوامر ( القانونيه ) الصادره إليّ من ضابطيَ الأعلا. ) وهُم يغضّونَ الطّرف عن الجريمه الكامنه خلف صرف الرقم الوطني إذا صادَفَ ، توصيف قائد الدعم السريع عبارة ( ضابطيَ الأعلا ) أمّا الفعل فهو لا علاقةَ له بتوصيف ( القانوني ) الوارده بذلك القَّسَم فهو يستوجِبَ الرَّفض أيّاً كانَ مُصدِرُهُ.
كم نحنُ في حَوجّةٍ لِمَن يقولونَ لا ويذهَبونَ ( مَطرودينَ إلى منازِلِهِم يستطيعونَ النظر في عيونِ أطفالِهِم بِفَخر.
شعبنا الكريم المضياف التلقائي ، الذي لم يسأل يوما عن أصول شخصٍ ، وهوَ يُكرِمَهُ ، ينتشر اليوم في أرجاءِ العالَم. رأى بأُمّ عينيه ( القيود ) التي تُكَبّل دخولَهُ وحركَتَهُ ورأى ( المهانَه ) في منسوبيه الذين يُبعَدون يوميّاً للوطنِ أو لِما تَبقّى منهُ ويُلقى بهم إلى النقاط الحدوديه في أسوأِ حال.
قبل العام ١٩٨٩ لم يكن لأجنبي أن يتواجد داخل السودان إلّا لأسبابٍ قانونيه مقبوله ومستوفية المستندات وكانَ مكان إقامَتِه معروفاً للسلطات وكذلك زمن مغادرته. كانت عربة الشرطه تقف امام نُزُلِه فورَ إخلالِه بأيّ شرطٍ من شروط الإقامه أو المغادره. كان أيضاً للسودانيين من اصحاب الجنسيات الأخرى إقامات قانونيه تُعطى وتُجدَّد وتُنزَع حسب الحال.
تعوّدَ الكثيرون ، بعدَ رحيل أعِزّاءٍ لَهُم ، أن يَعُضّوا أيادي النّدَم على أبٍ ، قَريبٍ أو صديقٍ فقدوه ولم يُبِرُّوه أو يُحسنوا إليه. كانَ الوطنُ كريماً على امتدادِ تأريخِه مَعَ أبنائهِ. احتمَل الكثير من عقوقِهِم وذِلّتِهِم لَهُ وتمثيلِهِم بهِ ومرمَغة كرامَتِهِ بالوحل.غابت التربيه الوطنيه فصار المال العام هدفاً ستراتيجياً وصارت ( العماله ) للأجنبي شيئاً عاديّاً وصار حُكّام الأمر الواقع يُدينون بالولاء كُلٌّ إلى دولَةٍ ما ولم نَسلَم حتّى من إسرائيل عَلَناً و ( قوّة عين ) ولم يعض أحدٌ أصابعهُ ندماً عندما ، أخيراً ، مات الوطن… ذهب الجميع إلى الأوطان البديله أمّا البقيه فقد احتاطوا في الكثير من الدول بالقصور وبالشقق فذهبوا إليها واستمرّ الحُكام في حُكمِهِم ( كأنّ شيئاً لم يَكُن ) وذهب الشعب إلى المطاحن والمحارق.
لا نُطالب ، إن سَلِمَتِ الجَرّه هذه المره ، سوى أن نَعتَبِر بِحجم عَصفِ الكارِثَه .. فرُبّما تكون الإنذار الأخير.
melsayigh@gmail.com