قضى ستة صحفيون من دول أوربية، عدة أشهر في الاستقصاء عن شركة أمنية تابعة لاقتصاد الظل التابع لقوات الدعم السريع ونشروا النتائج بأربع لغات.

الخرطوم:التغيير

وذكر التحقيق الذي نشره فريق أبحاث أوربي، إن الشركة حتى تاريخ اندلاع الحرب الحالية (وفي بعض الحالات حتى بعد اندلاعها) لدى العديد من المؤسسات الأوروبية والغربية في السودان.

 وأشارت إلى أن مالك الشركة – المسماة “Shield Protectictive  Solutions” – هو موسى حمدان دقلو، شقيق قائد قوات الدعم السريع حميدتي.

و تمتلك الشركة شبكة تمتد إلى الإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة  حيث كانت، وفقًا لمصادر الصحفيين،  جاذبة للمجتمع الدولي في السودان.

 ومن عملاء الشركة – من بين آخرين – سفارات هولندا، و النرويج، والسويد، وألمانيا وسويسرا الى جانب منظمات إغاثة وتنمية مثل منظمة إنقاذ الطفولة وسيفوورد والوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ). 

وتعتبر حالة GIZ مثيرة للاهتمام بشكل خاص، إذ أن اثنين من مشروعاتها، اللتين يتم تمويلهما بشكل مشترك من قبل الاتحاد الأوروبي، يستخدمان حرس تابع لهذه الشركة.

وبحسب التحقيق، ادعى الاتحاد الأوروبي دائمًا في الماضي أنه لا يقوم بتمويل قوات الدعم السريع “بشكل مباشر أو غير مباشر”. وتقول GIZ انه لم يتم دفع أي أموال للشركة حتى الآن.

ودفعت سفارة النرويج وحدها للشركة وسابقتها (أكثر أمانًا More Secure) حوالي 825.000 يورو حتى تاريخ اندلاع الحرب. 

ولكن هنالك مؤسسات لم تتوقف عن العمل مع الشركة في أبريل 2023 ومن بينها سفارة السويد التي لا تزال تستخدم خدمات شركة ‘الدرع لحلول الحماية’Shield Protectictive  Solutions حتى اليوم.

 وبينما يقول معظم العملاء، إنهم لم يكونوا على علم بعلاقات الشركة بـقوات الدعم السريع، هناك آخرون قالوا إنهم يعرفون واستمروا في استخدامها على الرغم من أن هذه القوات عرفت بالعنف وسفك الدماء، وهو ما نشهده الآن مرة أخرى خلال الحرب المستمرة. 

وأضاف التحقيق، أن هذا يثير العديد من الأسئلة الأخلاقية لأن أوروبا والغرب كانا في مهمة رسمية لدعم التحول الديمقراطي في البلاد منذ سقوط نظام عمر البشير في أبريل 2019.

الوسومالاتحاد الأوربي السودان قوات الدعم السريع

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الاتحاد الأوربي السودان قوات الدعم السريع الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

هل تنجح الفاشر في التصدي لتكتيكات الدعم السريع؟

الفاشرـ يستعد أحمد سليمان وعائلته، المكوّنة من 6 أفراد، لاحتمال هجوم جديد من قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر غربي السودان، في ظل معاناة السكان من نقص حاد في الغذاء وفقدان المأوى الآمن، وسط تصاعد الهجمات على المدينة المكتظة بالمدنيين.

فقبل نحو شهرين، اضطر 8 من أقارب سليمان إلى الفرار إلى قرية قرب مدينة دار السلام المجاورة، لكن القرية نفسها تعرّضت لاحقًا لهجوم من قوات الدعم السريع وتحولت إلى أنقاض.

وقال سليمان (34 عامًا) في حديث للجزيرة نت "لا يمكننا الذهاب إلى أي مكان، ولن نغادر الفاشر، سنبقى صامدين في هذه المدينة، مضيفا "عشنا نحو 200 هجوم من المليشيا، فقدنا خلالها العديد من الأحبة الأبرياء، لم يتبق لنا شيء في هذه الدنيا".

وتابع "كل ليلة ننام على أصوات القصف والانفجارات، لقد اعتدنا هذا الرعب، وأطفالنا يعيشون في قلق دائم، نريد لهم أن يشعروا بالأمان، لكننا لا نملك القدرة على تحقيق ذلك، ورغم التحديات، سنبقى هنا".

تهديدات متزايدة

في الأيام الأخيرة، أطلقت قيادة قوات الدعم السريع تهديدات جديدة بشن هجمات على مدينة الفاشر المحاصرة، وجاء ذلك بالتزامن مع دعوات من بعض الفصائل المسلحة المنضوية تحت تحالف "تأسيس" تحثّ المدنيين على مغادرة المدينة والتوجه نحو مناطق تعدّها أكثر أمانا.

إعلان

وفي 5 أبريل/نيسان الجاري، دعت كل من حركة تحرير السودان -المجلس الانتقالي، وتجمع قوى تحرير السودان بقيادة الهادي إدريس والطاهر حجر، المواطنين إلى الخروج من الفاشر نحو المناطق الخاضعة لسيطرتهم، مؤكدين استعدادهم لتأمين ممرات آمنة تسهّل مغادرة المدنيين من المدينة ومخيمي زمزم وأبو شوك.

لكن المتحدث باسم "القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح"، العقيد أحمد حسين مصطفى، اعتبر تلك الدعوات محاولة للتغطية على الهزائم المتتالية التي منيت بها قوات الدعم السريع في الخرطوم والمناطق المجاورة.

وقال للجزيرة نت إن "القوة المشتركة حققت انتصارات مهمة، وتمكّنت من هزيمة قوات الدعم السريع في نحو 200 مواجهة، مما أضعف قدرتهم على التقدم نحو الفاشر"، مؤكدا مقتل عدد من قادة المليشيا خلال هذه المعارك.

وأشار إلى استمرار قوات الدعم السريع في ارتكاب "جرائم بشعة"، شملت قصف المدنيين، وحرق القرى، وتهجير السكان قسرا، مؤكدا أن "إرادة القوة المشتركة، مدعومة بالمقاومة الشعبية، ستبقى صامدة حتى القضاء على المليشيات واستعادة حقوق الشعب".

مشهد متناقض

وفي مشهد متناقض، أظهرت صور ومقاطع فيديو تداولها ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي عناصر من حركتي الهادي إدريس والطاهر حجر وهم يستقبلون مدنيين نازحين من الفاشر في مناطق نائية، ضمن عمليات إجلاء من المدينة ومخيمات زمزم وأبو شوك، التي تواجه تهديدات بالقصف.

لكن الناشط السياسي محمد الحاج اعتبر، في تصريح للجزيرة نت، أن هذه المشاهد "ليست سوى دعاية إعلامية"، مشددًا على أن "الوضع الإنساني في الفاشر مقلق للغاية بفعل الحصار المفروض من قوات الدعم السريع، مما أدى إلى نقص حاد في الغذاء والدواء".

وأضاف "دورنا كناشطين هو تسليط الضوء على معاناة المدنيين والمطالبة بدعم إنساني عاجل لهم".

وفي السياق ذاته، كشف مصدر من منطقة كورما غربي الفاشر -فضل عدم الكشف عن هويته- أن قافلة تابعة لقوات محايدة من تحالف "تأسيس" كانت في طريقها لاستقبال مدنيين وتوفير المياه لهم تعرّضت لكمين مسلح في قرية كويم غرب الفاشر من قبل مجموعة موالية لقوات الدعم السريع.

إعلان

وأوضح المصدر أن الكمين أسفر عن مقتل جنديين وإصابة آخرين، مشيرا إلى أن التوتر يتصاعد بين الأطراف، في حين يبدي المدنيون قلقًا متزايدًا حيال نوايا الجهات التي تدعو إلى إجلائهم.

تحركات عسكرية

وتفيد التقارير الميدانية بأن قوات الدعم السريع عززت وجودها في ولايتي جنوب ووسط دارفور، مع رصد عمليات تجنيد جديدة وتحركات عسكرية في محيط مدينتي نيالا وزالنجي. كذلك تنشط مجموعات مسلحة محدودة داخل الأحياء الشرقية والجنوبية من مدينة الفاشر، في حين يتواصل القصف المدفعي على المدينة من الخارج.

وفي المقابل، أعلنت قيادة الفرقة السادسة مشاة تنفيذ عمليات نوعية خلال اليومين الماضيين داخل مدينة الفاشر، أسفرت عن إسقاط 7 طائرات مسيّرة، وتدمير عدد من المركبات القتالية، ومقتل عناصر من الدعم السريع، بحسب بيان صحفي صدر عن القيادة.

 

كارثة إنسانية في الأفق

وقال المتحدث الرسمي باسم حكومة ولاية شمال دارفور، خالد يوسف أبو ورقة، في تصريح للجزيرة نت، إن قوات الدعم السريع تستخدم "سلاح التجويع" لتركيع سكان مدينة الفاشر، مشيرا إلى أن الوضع الإنساني المتدهور يزداد سوءا منذ أكثر من عام.

وأضاف "الحصار المفروض على المدينة يتعارض مع الأعراف والمواثيق الدولية ويشكّل جريمة ضد الإنسانية مكتملة الأركان، وذلك ما يستدعي تدخلا عاجلا من المجتمع الدولي للضغط على هذه المليشيات لفك الحصار".

وأكد أبو ورقة أن حكومة الولاية تبذل جهودا لتخفيف المعاناة من خلال دعم مباشر للأسر وتقديم المساعدات عبر التكايا، لكنه شدد على أن هذه الجهود لا تكفي لمواجهة حجم التحديات، مطالبا بتكثيف الدعم المحلي والدولي لتلبية الاحتياجات الأساسية للسكان المحاصرين.

مقالات مشابهة

  • هل يمكن تحقيق تقرير المصير على أسنة رماح الدعم السريع ؟
  • هل تنجح الفاشر في التصدي لتكتيكات الدعم السريع؟
  • أمنستي تتهم الدعم السريع بممارسة الاغتصاب والاستعباد الجنسي ضد سودانيات
  • البرهان: شعبنا بحاجة لوقف انتهاكات قوات الدعم السريع لا لمؤتمرات
  • الجيش السوداني يعلن مقتل 12 مدنيا وإصابة 17 في قصف مدفعي للدعم السريع
  • السودان يتهم “الدعم السريع” باستهداف سد مروي ويتحدث عن أضرار
  • قائد في الجيش السوداني يكشف عن انهيار كبير لدفاعات الدعم السريع غرب أم درمان
  • ‏عاااااجل .. استهدفت مسيّرة تتبع لمليشيا الدعم السريع اليوم مستودع “سيدون” للمحروقات بمدينة عطبرة
  • الجيش السوداني يكشف عن تدمير 10 سيارات قتالية لـ “الدعم السريع” في محيط الفاشر 
  • نائب الرئيس الكيني المعزول يصف روتو بالزعيم الفعلي للدعم السريع