رغم كون الحرب في أوكرانيا قائمة بالأساس على الأسلحة الحديثة، سواء من الترسانة الروسية أو المدعومة من الحلفاء الغربيين، بدءا من المدفعية والدبابات وصولا إلى الطائرات من دون طيار وصواريخ كروز، يحتل "القناصة" دورا بارزا في ساحة المعركة، لكن غالبا ما يتم تجاهله.

وقضى فريق من صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أسبوعا مع كتية قنص أوكرانية جنوبي البلاد، لمتابعة تفاصيل وكواليس عمل كادر من الرماة المدربين تدريبا جيدا لاستهداف الجنود الروس.

يأتي ذلك بينما كثفت القوات الروسية من استهدافها مقرات الذخيرة وتجميع الأسلحة في معظم الشرق والجنوب الأوكراني، خلال الأيام الماضية، في حين نشرت كييف الخبراء السيبرانيين على الخطوط الأمامية للحرب، حيث يتبارزون مع نظرائهم الروس في نوع جديد من المعارك، ألا وهي معركة التقنيات العالية.

ما دور القناصة في الحرب؟

تقول الصحيفة إنه إذا تم تعريف الصراع بين موسكو وكييف على أنه حرب مدفعية مرهقة مدعومة بالدبابات والطائرات من دون طيار وصواريخ كروز، فإن دور القناص غير المرئي القاتل يحتل جزءا رئيسيا في المعركة. قناصة أوكرانيا جزء من قوة بدائية في سلاح المشاة، عددهم قليل نسبيا لكنها ليست أقل أهمية مما كانت عليه قبل أكثر من قرن، إبان الحرب العالمية الأولى. التكنولوجيا الحديثة خاصة انتشار الطائرات الصغيرة من بدون طيار التي تعمل كأدوات مراقبة قاتلة فوق الخطوط الأمامية، جعلت القنص من المواقع المخفية أكثر صعوبة، وأجبر ذلك القناصة الأوكرانيين على تغيير تكتيكاتهم، أو المخاطرة بالتصويب السريع على العدو في غضون 4 ثوان. اشتكى بعض القناصة من أن التركيز على مهاجمة الخنادق، وهو تكتيك ضروري لاستعادة الأراضي، جعل تدريب القناصة أقل أولوية بين بعض القادة. عدد القناصة في الجيش الأوكراني غير معلن بشكل رسمي، لكن المدربين يقدرون أن هناك بضعة آلاف مقاتل يشاركون في تلك المهمة، وهم مقسمون إلى فئتين رئيسيتين، الأولى يعرف معظمهم باسم "الرماة"، وهم القادرون على إطلاق النار على العدو من مسافة 135 مترا، وهم في كثير من الأحيان ما يكونون في الخنادق لدعم رفاقهم. الفئة الثانية وهي "القناصة الكشفية"، المعروفة بين القناصة باسم "الرماة بعيدو المدى"، وهؤلاء هم جنود المشاة القلائل الذين يمكنهم إطلاق النار بدقة من على بعد أكثر من 1.5 كيلومتر، إضافة لكونهم قادرين على قراءة الرياح ودرجة الحرارة والضغط الجوي قبل الضغط على الزناد وإصابة الهدف. في الأوساط العسكرية، يطلق على القناصة اسم "مُضاعف القوة"، مما يعني أنه يمكن أن يكون لهم تأثير كبير داخل ساحة المعركة. لكن سحب الزناد قد يكلفهم حياتهم، خاصة في عصر الطائرات من دون طيار والنظارات الحرارية، التي تضمن أنه بغض النظر عن مدى تمويه القناصين، فمن المرجح أن تكشفهم حرارة أجسامهم (في غياب الملابس المضادة للحرارة التي يصعب الحصول عليها).

تأثير على القتال

وقالت الخبيرة الأميركية المختصة في الشؤون الأمنية والاستراتيجية إيرينا تسوكرمان لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن القناصة يواصلون لعب دور مهم في حرب أوكرانيا رغم كون معظم الاهتمام منصبا على المدفعية الثقيلة، وترى أنهم "يقدمون مزيدا من القوة، مما يعني أنه سيكون لهم تأثير كبير على القتال".

وأوضحت تسوكرمان أن هناك عددا قليلا من المدارس الرسمية لتعليم القنص في أوكرانيا، بينما جرى تدريب العديد من القناصين بشكل غير رسمي من قبل متطوعين.

وأشارت إلى تنفيذ عدد من العمليات خاصة في باخموت، حيث لعب القناصة دورا مهما في القضاء على الوجود الروسي، إلا أن موقفهم محفوف بالمخاطر لأنهم يعتبرون أهدافا مكشوفة ورئيسية للقتل، وأيضا لأن ساحة المعركة المعاصرة تمتاز بشكل أساسي بتحليق الطائرات من دون طيار، مما يجعل موقعهم أكثر خطورة مما كان عليه في الماضي.

وتقول الخبيرة الأميركية إن لدى روسيا أيضا مجموعة صغيرة من القناصة الأكفاء، مما يشكل تهديدا بالنسبة للقوات الأوكرانية.

وأضافت: "في حين أن الدور في ساحة المعركة قد تغير، خاصة في أوكرانيا، كان على القناصة تغيير التكتيكات والتكيف مع نوع جديد من الحرب، فهم يظلون مهمين لنتائج المعارك، ولم يتم استبدالهم بالتكنولوجيا المتقدمة حتى الآن".

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات الجنود الروس القوات الروسية الشرق والجنوب الأوكراني أوكرانيا حرب أوكرانيا القناصة الجنود الروس القوات الروسية الشرق والجنوب الأوكراني أزمة أوكرانيا ساحة المعرکة

إقرأ أيضاً:

أوكرانيا تُعلن أسر صينيين يقاتلان مع الجيش الروسي.. وتستدعي مبعوث بكين

(CNN)-- أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء، "أسر مواطنين صينيين يقاتلان في صفوف الجيش الروسي" شرق أوكرانيا.

وأضاف زيلينسكي، في منشور على تيليغرام، أن القوات الأوكرانية التي تُقاتل في منطقة دونيتسك حصلت على وثائق المواطنين الصينيين وبطاقاتهم المصرفية وبياناتهم الشخصية.

وتابع: "لدينا معلومات تُفيد بوجود عدد أكبر بكثير من المواطنين الصينيين في وحدات الاحتلال، نحن الآن بصدد استيضاح جميع الحقائق".

 وذكر: "لقد أصدرتُ تعليماتٍ لوزير خارجية أوكرانيا بالاتصال الفوري ببكين لمعرفة رد الصين على هذا الأمر".

وقال إن "تورط روسيا مع الصين في هذه الحرب في أوروبا، بشكل مباشر أو غير مباشر، يُشير بوضوح إلى أن (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين لن يفعل أي شيء سوى إنهاء الحرب، إنه يبحث عن سبل لمواصلة القتال".

مقالات مشابهة

  • 950 طيار احتياط يرفضون الخدمة احتجاجا على حكومة نتنياهو
  • كارلسون: الولايات المتحدة خسرت الحرب ضد روسيا ودمرت أوكرانيا
  • زيلينسكي: روسيا تجر الصين إلى حربها في أوكرانيا
  • انقسامات داخلية.. إسرائيل تهدد بفصل نحو 1000 طيار بسبب الحرب في غزة
  • سلاح الجو للاحتلال الإسرائيلي يهدد 970 طيارًا بسبب رسالة وقف الحرب على غزة
  • كاميرات على أجساد الحكام وقاعدة خاصة بالحراس بمونديال الأندية
  • الأمم المتحدة: مقتل نحو 13 ألف مدني في أوكرانيا منذ بداية الحرب
  • القاذفات الشبحية تدخل المعركة لتدمير المخابئ والكهوف.. التصعيد الأمريكي يعزز فرص «الشرعية» للتحرك ضد الحوثيين
  • أوكرانيا تُعلن أسر صينيين يقاتلان مع الجيش الروسي.. وتستدعي مبعوث بكين
  • نيجيريا.. مسلحون يقتلون 52 شخصاً ويشردون نحو 2000 لسبب مجهول