ثقافة ليبتون: كيف صنع رجل أعمال فقير إمبراطورية الشاي
تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT
تحل اليوم الذكرى السنوية لميلاد رجل الأعمال وصانع الشاي الشهير سير توماس ليبتون، مؤسس العلامة التجارية المعروفة باسم شاي ليبتون. وُلد ليبتون في مايو عام 1848، وتوفي في أكتوبر عام 1931، وكان من أصل اسكتلندي.
تلقى توماس تعليمه في مدرسة قريبة من مدينة جلاسكو، حيث عاش هناك منذ عام 1853 حتى عام 1863. وعندما بلغ سن الثالثة عشرة، قرر أن يعمل كعامل بسيط في مطبعة لمساعدة والديه، وكان يحضر المدرسة في المساء.
في عام 1864، كان ليبتون يعمل على متن سفينة تجارية تعمل بين جلاسكو وبلفاست في أيرلندا الشمالية. كان مشغوفًا بهذا العمل وخاصة بقصص البحارة الذين كانوا يحدثونه عن رحلاتهم إلى الولايات المتحدة. وفعليًا، قرر بعد ذلك السفر إلى الولايات المتحدة وقضى هناك خمس سنوات يعمل في مجالات متنوعة. عمل كعامل في مزرعة في ولاية فرجينيا، وكمحاسب في مزرعة لإنتاج الأرز في ولاية كارولينا الجنوبية، وكبائع من الباب إلى الباب في ولاية نيو أورليانز، وكعامل زراعة في نيوجيرسي، وكمساعد بقال في نيويورك. ثم عاد إلى بريطانيا في عام 1870 بعد قضاء خمس سنوات في الولايات المتحدة الأمريكية لمساعدة والديه.
في العام التالي، قام بفتح أول متجر لبقالة بإسمه الخاص، وسرعان ما قام بتأسيس عدد كبير من المتاجر تحت اسم ليبتون. وصل عددها في ذلك الوقت إلى 300 متجر. وفي عام 1888، دخل ليبتون عالم صناعة الشاي، في ظل زيادة الطلب وانخفاض الأسعار في تلك الفترة. وفام بتأسيس العلامة التجارية ليبتون التي تستمر حتى اليوم.
قام بزيارة سيرلانكا وأبرم العديد من العقود التجارية مع جيمس تايلور، الذي قدم حدائق الشاي إلى سيرلانكا مع العمال الهنود، بدءًا من عام 1890، بدأت شركة ليبتون ببيع وتوزيع شاي سيلان في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.
تميز سير جيمس ليبتون في رياضة اليخوت، حيث فاز بكأس أمريكا لليخوت خمس مرات بين عامي 1899 و1930. هذا النجاح زاد من شهرة منتجه من الشاي، قبل إقامة كأس العالم لكرة القدم، تم تنظيم بطولتين تحت اسم "كأس السير توماس ليبتون" في عامي 1908 و1911. وفي عام 1905، قدم تبرعًا لإقامة مسابقة الكأس التي شهدت منافسة بين الأرجنتين وأوروجواي.
وقد قام سير توماس ليبتون بأعمال خيرية خلال الحرب العالمية الأولى، حيث ساعد المتطوعين من المنظمات الطبية. تم وضع صورته على غلاف مجلة تايم في 3 نوفمبر 1924. كان ليبتون دائمًا فخورًا بحياته وإنجازاته، ولكنه كان متواضعًا، مما جعله شخصًا شعبيًا لدى الناس.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ليبتون ولاية فرجينيا فی عام
إقرأ أيضاً:
فنان دنماركي يحول النفايات إلى أشكال فنية غريبة.. يجوب العالم لصنع «المتصيدون»
أشكال خشبية ومنحوتات فنية عملاقة، مصنوعة من مخلفات الأخشاب، موجودة في غابات 17 دولة حول العالم، من أمريكا وفرنسا، إلى الصين وتشيلي، تتميز بقامتها العملاقة ومظهرها الغريب نسبيًا، أعدها الفنان الدنماركي توماس دامبو، وأطلق عليها اسم «المتصيدون»، والتي تعد واحدة من أفضل أشكال إعادة التدوير في العالم.
تحكي هذه الأشكال والمنحوتات العملاقة، حكاية ما، ولكل منها قصيدة كتبها «دامبو»، وجمعها في كتابه «Trash Trolls and Treasure Hunt»، يصل عددها إلى 150 شكل فني، لكن ماذا تعني كلمة «متصيدون» من الأساس.
من هم المتصيدون؟المتصيدون، هم كائنات في فولكلور الدول الإسكندنافية «الدنمارك، وفنلندا، وآيسلندا، والنرويج، والسويد»، وعاشت هذه الكائنات بحسب الأسطورة منذ قرون بعيدة بمناطق معزولة في الصخور والجبال والغابات والكهوف، في وحدات عائلية صغيرة، لكن، ما سبب وجودها كأشكال فنية في الغابات، ولماذا بدأ توماس دامبو بصناعتها؟
يحكي توماس دامبو، أحد رواد صناعة إعادة التدوير في العالم، لـ«الوطن»، في أول حديث لصحيفة عربية ومصرية، أن سبب بناء هذه الأشكال وصناعتها هو أنه شخص دنماركي، وتربى على الفولكلور الإسكندفاني والأساطير المختلفة حول المتصيدون: «كان هناك قصص عديدة عنها في الدنمارك، والعديد من البرامج التلفزيونية والكتب ورسومات الكارتون، وكانت والدتي تغني لي أيضًا عن المتصيدين، ذلك ألهمني لصناعة منحوتاتهم الخشبية، بالإضافة إلى أنني أحب بناء الأشياء من الخشب وإعادة التدوير».
يقول «دامبو» أن أحد أبرز الأسباب التي جعلته يقوم ببناء هذه الأشكال، هو أن هناك الكثير من المخلفات والنفايات في العالم، لذا فكر في إعادة تدويرها لحل مشكلة النفايات، وإظهار بعضًا من الأشياء الجميلة التي يمكن صنعها باستخدامها، وتسليط الضوء على كل الفوائد الموجودة في القمامة والنفايات.
يعمل توماس دامبو أيضًا مغني راب، لكنه لم يعد يهتم به بشكل كبير، مؤكدًا أنه أراد أن يقدم عملًا يرى ذاته فيه، ويكون له تأثيرًا إيجابيًا على العالم: «يمكنني تعليم الناس ما أعتقد أنه مهم وهو ما يتعلق بإعادة التدوير وهذا أحد أسباب البُعد عن غناء الراب، ولكن في الواقع أيضًا لم أترك الغناء نهائيًا، ما زلت أغني».
150 متصيدا في 17 دولة حول العالمبدأ «دامبو» في صناعة وبناء «المتصيدون» منذ نحو 20 عامًا تقريبًا، حيث يفكر في الشكل الجديد، ثم يختار المنطقة المناسبة، بدأ بالدنمارك، ثم صال وجال في 17 دولة حول العالم، كان آخرها فرنسا: «أفكر في منحوتتي الجديدة ثم اختار المكان المناسب، أذهب إليه أولًا لرؤيته ثم أعود بعد ذلك مع أدواتي وابدأ باستخدام مخلفات الأخشاب وغيرها، يستغرق الأمر عادة 14 يومًا تقريبًا للانتهاء من المنحوتة الواحدة».
لا يعمل الفنان الدنماركي بمفرده، بل يساعده عشرات الأشخاص، وشاركه في عمله الأخير بفرنسا 100 متطوع: «يساعدني الأطفال والشباب وكبار السن، أحب أن يساعدني الناس حتى أتمكن من تعليمهم كيفية إعادة التدوير والبناء وأيضًا حتى أتمكن من مقابلة السكان المحليين أينما كنت في العالم».
ما هي الأدوات المستخدمة؟يستخدم توماس دامبو 50 مسدس تثبيت، وبراغي، وأكثر من 50 منشارًا، كما يستخدم بعض الأدوات الكهربائية التي تساعده على إنجاز عمله، وهذه الأدوات أيضًا، يستخدمها المتطوعون معه، يقول: «المتطوعون يساعدونني في تفكيك المنصات، والعثور على الخشب المعاد تدويره، والمساعدة في بناء الأشكال، وأرى أن هذا المخلوق يحمي الغابة وهو أيضًا مصنوع من الخشب الذي يأتي من نفس الغابة».
أطول متصيدأطول شكل صنعه الدنماركي يسمى «Long Life» وهو موجود في مدينة ديترويت ليكس بولاية مينيسوتا الأمريكية، وقام ببناءه منذ 6 أسابيع تقريبًا ويبلغ ارتفاعه 11 مترًا، مشيرًا إلى أن بناء شكل فني يستغرق حوالي 750 ساعة تقريبًا لو صنعه بمفرده.
لم تتعرض أي من «متصيدي دامبو» للتخريب، لأن المتصيدون مختبئون في الغابة وفقًا لوصفه، لذا، فأن معظم الأشخاص الذين يذهبون لهم هم في الأساس يريدون العثور عليهم ورؤيتهم.