الكرملين: تعب الغرب سيزداد بمرور الوقت.. واجتماع تاريخي لوزراء الاتحاد في كييف
تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT
عواصم " وكالات" أعرب الاتحاد الأوروبي عن دعمه الراسخ لأوكرانيا اليوم الاثنين بعدما اجتمع وزراء خارجيته في العاصمة كييف، وذلك في لقاء تاريخي يعقد للمرة الأولى خارج حدوده.
ويأتي الاجتماع فيما تتزايد الخلافات بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي حول مسألة دعم أوكرانيا وفيما تحقق كييف مكاسب محدودة في هجومها المضاد ضد القوات الروسية.
وقال مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في بيان على وسائل التواصل الاجتماعي "نعقد اجتماعا تاريخيا لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي هنا في أوكرانيا، الدولة المرشحة والعضو المقبل في الاتحاد الأوروبي".
وأضاف أن الهدف من الاجتماع هو "التعبير عن تضامننا ودعمنا للشعب الأوكراني"، مقرّا بأن الاجتماع "لا يهدف للتوصل إلى نتائج وقرارات ملموسة".
من جهتها، رحبت كييف بالاجتماع، وقال وزير الخارجية الأوكرانية دميترو كوليبا للصحافيين إلى جانب بوريل "هذا حدث تاريخي لأنها المرة الأولى التي يجتمع فيها مجلس الشؤون الخارجية خارج حدوده الراهنة، خارج حدود الاتحاد الأوروبي، لكن ضمن الحدود المستقبلية للاتحاد الأوروبي".
بقيت دول الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 متّحدة في دعمها لأوكرانيا منذ بدء الحرب والتي فرضت على روسيا عقوبات شديدة وأنفقت مليارات اليورو على الأسلحة لكييف.
لكن هناك الآن مخاوف متزايدة من ظهور تصدعات داخل الاتحاد الأوروبي مع تزايد القلق أيضا بشأن دعم الولايات المتحدة، وهي من الدول الرئيسية التي تقف إلى جانب لأوكرانيا.
من جهة ثانية، قد تنضم سلوفاكيا إلى المجر، أقرب حليف لروسيا في الاتحاد الأوروبي، في معارضتها مزيدا من الدعم لأوكرانيا بعد فوز الحزب الشعبوي الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق روبرت فيكو في الانتخابات التشريعية في براتيسلافا نهاية الأسبوع الماضي.
كذلك هناك توترات بين كييف وبعض أشد الدول المؤيدة لها في الطرف الشرقي للاتحاد الأوروبي وأبرزها بولندا، حول مسألة تدفق الحبوب الأوكرانية إلى أسواقها.
من جانب آخر، تطرّقت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا إلى المخاوف المرتبطة بتراجع الدعم، قائلة إن الاجتماع كان إشارة لموسكو على تصميم الكتلة على دعم أوكرانيا على المدى الطويل.
وقالت لصحافيين "إنه دليل على دعمنا الراسخ والدائم لأوكرانيا، حتى تنتصر".
وأضافت "إنها أيضا رسالة إلى روسيا مفادها أنه لا ينبغي أن تراهن على أننا سنتعب. سيستمر دعمنا لفترة طويلة".
من جهتها، طالبت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك بإنشاء "مظلة حماية شتوية" لأوكرانيا وذلك في مستهل اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في العاصمة الأوكرانية كييف اليوم الاثنين.
وأضافت الوزيرة المنتمية إلى حزب الخضر أن هذه المظلة تتضمن توسيع نطاق الدفاع الجوي وتوريد مولدات كهرباء وتعزيز إمدادات الطاقة بوجه عام.
وتابعت بيربوك:" رأينا في الشتاء الماضي مدى الطريقة التي يشن بها الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) الحرب أيضا من خلال هجومه المتعمد على محطات الكهرباء" لافتة إلى أن بوتين يراهن من خلال ذلك على انهيار إمدادات المياه عندما تصل درجات الحرارة إلى 20 درجة تحت الصفر.
وطالبت بيربوك:" يجب أن نعمل معا على منع هذا بقدر الإمكان مستعينين في ذلك بكل ما في أيدينا".
كانت ألمانيا دعمت أوكرانيا بشكل كبير في مجال الدفاع الجوي حيث أمدتها بأنظمة مثل إيريس-تي وباتريوت.
شراء مدافع قيصر ومسيرات فرنسية
من جهة اخرى، أبرم العديد من الشركات الفرنسية عقودًا لتوريد الأسلحة إلى أوكرانيا، بما في ذلك ستة مدافع قيصر إضافية، خلال منتدى الصناعات الدفاعية الذي نُظم في كييف الأسبوع الماضي.
وأفادت وزارة الجيوش الفرنسية الاثنين أن شركة نكستر ستزود أوكرانيا بستة مدافع قيصر إضافية.
يمكن لهذه المدافع المثبتة على شاحنة، إطلاق قذائف 155 ملم لمسافة تصل إلى 40 كيلومترًا. وهي تضاف إلى 30 مدفعًا من طراز قيصر قدمتها فرنسا إلى كييف و19 مدفعًا من النسخة المدرعة ذات الثماني عجلات التي حصلت عليها من الدنمارك، وفقًا لموقع نكستر.
لتلبية الطلب، قامت الشركة المصنعة بتسريع إنتاج قيصر واختصرت المدة من ثلاث سنوات إلى 18 شهرًا، ومن وحدتين إلى ست كل شهر.
كما وقعت نكستر عقدًا مع شركة أوكرانية لصيانة مدافع قيصر والمدرعات AMX-10 وإنتاج بعض أجزاء قيصر محليًا، وعقدًا آخر لتركيب أسلحة على مركبات عسكرية أوكرانية.
من جانبها، وقعت شركة أركوس عقدًا لصيانة وإنتاج أجزاء معينة من المركبات المدرعة (VAB) محليا. وأرسلت فرنسا أكثر من 100 منها إلى كييف.
وستوفر شركة سيفا من جانبها ثمانية روبوتات لإزالة الألغام الثقيلة من نوع SDZ بالإضافة إلى ثماني مركبات برمائية.
يمكن لهذه المنصات ذاتية الدفع التي يبلغ طولها 25 مترًا، والمجهزة بأنابيب قابلة للنفخ، أن تحمل دبابة ثقيلة. ويمكن استخدامها كعبّارة لعبور النهر أو تجميعها لتشكيل جسر.
وتلقت شركة دولير، التي أبرمت أول عقد مع أوكرانيا هذا الصيف لتوريد 150 طائرة مراقبة بدون طيار، طلبًا من وزارة الدفاع الأوكرانية لتسليمها عددًا غير محدد من الطائرات بدون طيار الإضافية.
كما وقعت كل من تاليس وتورجي وغيار اتفاقية مع شركات أوكرانية للمشاركة في تطوير طائرات بدون طيار، في حين ستقوم شركة فيستوري بتركيب مركز طباعة ثلاثي الأبعاد في أوكرانيا لإنتاج قطع الغيار.
ووقع في الإجمال 15 عقدا عدا عن اتفاقية تعاون بين المديرية العامة للتسليح الفرنسية ونظيرتها الأوكرانية على هامش زيارة وزير القوات المسلحة سيباستيان ليكورنو الى كييف.
وأشار الوزير إلى رغبته في الانتقال من تسليم المعدات، إلى شرائها من مصنعين فرنسيين بفضل دعم فرنسي.
ولم يتم تحديد طريقة تمويل العقود المعلنة.
14 مليون دولار لتزويد أوكرانيا بالسلاح
وفي سياق، أفادت وزارة الدفاع الدنماركية اليوم الاثنين بأن كوبنهاجن ستساهم بـ100مليون كرونة دنماركية (14.1 مليون دولار) في طلب أوروبي مشترك بشأن الذخيرة بموجب مشروع للاتحاد الأوروبي لمساعدة أوكرانيا.
وقالت وكالة الدفاع الأوروبية إن سبع دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي طلبت ذخيرة لإيصال قذائف مدفعية عيار 155 ملليمترا إلى أوكرانيا وتجديد المخزونات الغربية المستنفدة.
وذكر وزير الدفاع ترولز لوند بولسن في بيان "مع إلغاء التحفظ الدفاعي للاتحاد الأوروبي العام الماضي، لدى الدنمرك فرصة للمشاركة بشكل كامل في التعاون الدفاعي الأوروبي الذي يشمل وكالة الدفاع الأوروبية".
وقالت الوزارة الدنمركية إن من المتوقع تسليم الذخيرة خلال عام 2024.
فاجنر تشكل تهديدا جديدا لأوكرانيا
وفي اطار آخر، من الممكن أن تشكل قوات مجموعة فاجنر الروسية الخاضعة لسيطرة الكرملين، تهديدا جديدا لأوكرانيا، بحسب ما ورد في آخر تقييم للمراقبين العسكريين.
ومن شأن "فاجنر" أن تشكل تهديدا لأوكرانيا، في حال عاودت الظهور كمنظمة عسكرية فعالة، أو أعيد تشكيلها كمنظمة كبيرة موحدة، ذات قيادة مركزية فعالة تديرها وزارة الدفاع الروسية، بحسب ما ورد في تحليل أجراه المعهد الأمريكي لدراسات الحرب.
وكان المعهد قد ذكر في وقت سابق، أن فاجنر صارت لا تشكل تهديدا، بعد مقتل قائدها يفجيني بريجوجين في حادث تحطم طائرة في أغسطس الماضي.
وجاءت وفاة بريجوجين بعد أن قاد تمردا لم يستمر سوى فترة قصيرة في الصيف، في أعقاب تصاعد التوتر بينه وبين القادة العسكريين الروس.
الكرملين: "تعب" الغرب سيزداد بمرور الوقت
وفي الشأن الروسي، أكد الكرملين اليوم الاثنين أن "تعب" الغرب من تقديم الدعم لأوكرانيا سيزداد في حين يسعى وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي إلى إثبات العكس من خلال اجتماعهم في كييف.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف إن "التعب من الدعم العبثي تماما لنظام كييف سيزداد في بلدان مختلفة، لا سيما في الولايات المتحدة".
لم يتضمن الاتفاق حول الميزانية الفدرالية الأميركية الذي توصل إليه الكونغرس في وقت متأخر السبت لتجنب إغلاق المؤسسات الفدرالية أي مساعدات جديدة لأوكرانيا.
لكن الرئيس الأميركي جو بايدن أكد أن بلاده "لن تتخلى" عن أوكرانيا.
ورداً على سؤال حول المساعدات الأميركية خلال مؤتمر صحافي، توقع بيسكوف أن واشنطن "ستواصل انخراطها" في هذا النزاع.
واشار بيسكوف إلى أن "تعب" الغرب سيخلق المزيد من "الانقسامات في المؤسسة السياسية" وسيؤدي إلى "تناقضات".
وتأتي هذه التصريحات فيما عقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الاثنين في كييف "اجتماعاً تاريخياً" للتعبير عن تضامنهم ودعمهم لأوكرانيا "، في وقت تسعى كييف للانضمام إلى التكتل مستقبلا.
وقالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا "إنها رسالة أيضا إلى روسيا بأن عليها عدم الاعتماد على احتمال إرهاقنا"، أمام الهجوم المضاد الأوكراني البطيء والمخاوف من تراجع الدعم الغربي لأوكرانيا.
وعلى الارض،أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الإثنين، أن القوات الروسية دمرت محطة حرب إلكترونية أوكرانية مضادة للطائرات بدون طيار في مقاطعة زابوريجيا.
وجاء في بيان وزارة الدفاع الروسية التي نقلته وكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية: "دمرت القوات الروسية محطة حرب إلكترونية أوكرانية مضادة للطائرات بدون طيار من طراز "إنكلاف" في منطقة بريوبرازينكا في مقاطعة زابوريجيا".
وتابع البيان: "تم تدمير مستودعات الوقود والعتاد الجوي التابعة للقوات الجوية الأوكرانية في مطار دولجينتسيفو في مقاطعة دنيبروبتروفسك".
وأضاف البيان: "على اتجاه دونيتسك، نجحت الضربات الجوية ونيران المدفعية لوحدات قوات مجموعة "الجنوب"التابعة للقوات الروسية، في صد 3 هجمات للقوات الأوكرانية بمناطق كراسنوجوروفكا ونيفسكوي وأندريفكا التابعة لجمهورية دونيتسك الشعبية. وبلغت خسائر العدو على هذا الاتجاه ما يصل إلى 180 جنديا أوكرانيا، ومركبتين قتاليتين مدرعتين، وثلاث سيارات، بالإضافة إلى مدفع من طراز "جفوزديكا ".
وتابع البيان: "على اتجاه كراسني ليمان، صدت القوات الروسية هجومين للقوات الأوكرانية في مناطق تشيرفونايا ديبروفا وبيلوجوروفكا من جمهورية لوغانسك الشعبية، وبلغت خسائر القوات الأوكرانية على هذا الاتجاه أكثر من 60 جنديا أوكرانيا".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: وزراء خارجیة الاتحاد الأوروبی فی الاتحاد الأوروبی للاتحاد الأوروبی القوات الروسیة الیوم الاثنین وزارة الدفاع بدون طیار فی کییف
إقرأ أيضاً:
أوكرانيا تطلب أنظمة جديدة مضادة للطائرات للحماية من الصواريخ الروسية
أصدرت أوكرانيا نداء جديدا لمساعدة حلفائها الغربيين من أجل الحصول على القدرات اللازمة للدفاع عن أنفسهم بعد ظهور صاروخ أوريشنيك الروسي الجديد في ساحة المعركة.
وبعد الهجوم بصاروخ باليستي تفوق سرعته سرعة الصوت، طلبت كييف من حلفائها الغربيين أحدث جيل من أنظمة الدفاع الجوي لحماية نفسها، بحسب ما أوردته وكالة فرانس برس.
وقال الرئيس الأوكراني فلودمير زيلينسكي، إن وزير الدفاع الأوكراني يجري بالفعل محادثات مع الحلفاء الغربيين.
وأضاف الرئيس الأوكراني، أن “وزير الدفاع الأوكراني يجري بالفعل مناقشات مع شركائنا بشأن أنظمة دفاع جوي جديدة – على وجه التحديد نوع الأنظمة التي يمكن أن تحمي الأرواح في مواجهة المخاطر الجديدة”.
وأوكرانيا مجهزة بأنظمة مضادة للطائرات، أبرزها أمريكية وفرانكو-إيطالية، لكنها لا تملك المعدات الكافية لحماية جميع المدن.
وتزعم روسيا، مرة أخرى أنها تمتلك بصاروخ أوريشنيك جهازا من المستحيل اعتراضه وقادرا على الوصول إلى جميع دول أوروبا.
وأشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "بقوة" هذا السلاح يوم الجمعة خلال لقاء مع مسؤولين عسكريين بثه التلفزيون، وأمر "بالبدء في الإنتاج الضخم".
وأضاف: «سنواصل هذه الاختبارات، خاصة في المواقف القتالية، اعتماداً على الوضع وطبيعة التهديدات لأمن روسيا»، مما يثير التهديد بشن ضربات جديدة ضد أوكرانيا بعد أن ضربت الأراضي الروسية هذا الأسبوع بطائرات أمريكية وبريطانية.