سخّرت جمهورية مصر العربية كل جهودها منذ يوم 15 إبريل 2023 الذي اندلعت فيه الأزمة السودانية، حيث عملت مصر على احتواء الأزمة وحقن دماء الشعب السوداني، في إطار السياسة الخارجية المصرية وثوابتها، المتمثلة  فى استقرار ووحدة السودان، وعدم التدخل في شؤونه الداخلية، وسلامة شعبه الشقيق، وتقديم كل المساعدات الممكنه له، وكذلك الحفاظ على الأمن القومي المصري، بدءاً من حرص الرئيس عبدالفتاح السيسي، وتأكيده على نزع فتيل الأزمة، واتصالاته مع كافة الأطراف السودانية والأفريقية والعربية والدولية.

وجاء في تقرير للهيئة العامة للاستعلامات عن دور مصر في حل الأزمة السودانية، أن مصر أكدت، منذ بداية الأزمة، حرصها على وحدة السودان وأمنه وسلامة أراضيه واستقرار شعبه، وأهمية التوصل إلى تسوية دائمة وشاملة للنزاع في أسرع وقت، ورفض التدخل الخارجي في الشأن الداخلي السوداني، وأشار التقرير إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أجرى عدة اتصالات بنظرائه فى أفريقيا، كما رحبت مصر بتوقيع الأطراف السودانية المشاركة في محادثات جدة، على اتفاق للهدنة لمدة أسبوع. 

واستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي الفريق أول توت جلواك، مستشار رئيس جمهورية جنوب السودان للشؤون الأمنية، والذي سلم الرئيس السيسي رسالة من الرئيس سلفا كير، حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، بالإضافة إلى استعراض تطورات الأوضاع في السودان، والتشاور حول الجهود الرامية لتسوية الأزمة، حفاظاً على سلامة وأمن الشعب السوداني الشقيق.

استقبال وفد أمريكي رفيع لبحث أزمات المنطقة

وفي 3 مايو 2023، استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي وفداً رفيع المستوى من الكونجرس الأمريكي، برئاسة كيفن مكارثي، رئيس مجلس النواب، شهد اللقاء التباحث حول المستجدات على الساحة الإقليمية، وما تمر به المنطقة من أزمات، لاسيما فيما يتعلق بالتطورات الأخيرة في السودان، حيث أكد الرئيس أهمية تكثيف الجهود للتوصل إلى حلول سياسية للأزمات القائمة، بما يحافظ على وحدة الدول ويصون مقدرات شعوبها، ويمنع الانزلاق نحو الفوضى والدمار، لافتاً إلى بذل مصر أقصى الجهد لدفع مسار الحوار السياسي السلمي في السودان الشقيق، ووقف إطلاق النار وحماية المدنيين من التداعيات الإنسانية للنزاع.

كما تلقى الرئيس السيسي، مطلع شهر مايو الماضي، اتصالًا هاتفيًا من الرئيس الكيني، ويليام روتو، حيث تباحث الرئيسان حول آخر تطورات الأزمة في السودان، ومن قبله في 30 أبريل 2023، التقي الرئيس السيسي مع فوميو كيشيدا، رئيس وزراء اليابان، حيث تم التوافق فيما يخص السودان علي  ضرورة تحقيق وتثبيت وقف إطلاق النار، ودفع جهود الحوار السياسي واستكمال المرحلة الانتقالية، كما ثمن رئيس الوزراء الياباني في هذا الصدد، المساعدة التي قدمتها مصر لإجلاء الرعايا اليابانيين من السودان، متقدمًا بخالص التعازي إلى مصر حكومةً وشعبًا في استشهاد أحد أعضاء البعثة الدبلوماسية المصرية بالخرطوم أثناء أداء واجبه.

بحث القضايا الإقليمية في لقاء مع مستشار النمسا

وفي 27 إبريل 2023، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، كارل نيهامر، المستشار الفيدرالي لجمهورية النمسا، شهد اللقاء مناقشة الملفات والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المتبادل، وعلى رأسها الأوضاع في السودان، كما تلقى الرئيس السيسي في 26 أبريل 2023، اتصالاً هاتفياً من شارل ميشيل، رئيس المجلس الأوروبي، تناول  الاتصال تطورات الأوضاع في السودان، حيث أعرب رئيس المجلس الأوروبي عن بالغ القلق تجاه الأوضاع السياسية والأمنية والإنسانية المتدهورة، وتأثيرها على المدنيين والجاليات الأجنبية، مشيرًا إلى أهمية الدور الذي تقوم به مصر لدفع جهود التوصل إلى وقف لإطلاق النار وتهدئة الأوضاع في السودان.

وأكد الرئيس السيسي، خلال الاتصال مع رئيس المجلس الأوروبي، دعم مصر الكامل للشعب السوداني الشقيق في الأزمة الخطيرة التي يمر بها، وعرض مستجدات الجهود التي تضطلع بها مصر من أجل خفض التصعيد والتوصل إلى وقف شامل ودائم لإطلاق النار، والاتصالات التي تقوم بها في هذا الشأن مع الأطراف الفاعلة على جميع المستويات إقليميًا ودوليًا.

وفي هذا السياق، أكد الرئيس أهمية تكثيف الجهود لتفعيل المسار السياسي والحوار السلمي، بما يدفع في اتجاه عودة الاستقرار والأمن، ويراعي المصالح العليا للشعب السوداني الشقيق.

اتصال هاتفي مع رئيس وزراء بريطانيا

وفي 23 أبريل 2023، تلقى الرئيس السيسي اتصالًا هاتفيًا من رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، تناول الاتصال التباحث بشأن تطورات الأزمة السودانية، وتنسيق الجهود بين البلدين في هذا الصدد، حيث نوه رئيس الوزراء البريطاني إلى دور مصر الجوهري في صون السلم والأمن على المستوى الإقليمي.

وفي 19 أبريل  أكد الرئيس السيسي أن «القوات المصرية المتواجدة في السودان، بهدف التدريب فقط، وليست لدعم طرف على حساب طرف»، وأضاف أن «اتصالاتنا من أجل التأكيد على أمن وسلامة الجنود المصريين الموجودين هناك».

وفي 15 أبريل 2023، تلقى الرئيس السيسي اتصالاً هاتفياً من أنطونيو جوتيريش، سكرتير عام الأمم المتحدة، تناول الاتصال التباحث حول مستجدات الأوضاع في السودان، حيث أعرب الرئيس عن قلق مصر البالغ من تطورات الموقف في السودان الشقيق.

اتصال أول منذ اندلاع الأزمة

وفي 16 أبريل 2023 وبعد ساعات من اندلاع الأزمة في السودان، تلقى الرئيس السيسي اتصالاً هاتفياً من الرئيس سلفا كير، رئيس جنوب السودان، تناول التباحث حول مستجدات الأوضاع الأخيرة في السودان، في ضوء الروابط التاريخية والعلاقات المتميزة بين الدول الثلاث، ودور مصر وجنوب السودان في دعم استقرار وسلامة السودان.

وفي ذلك السياق، أكد الرئيسان خطورة الأوضاع الحالية والاشتباكات العسكرية الجارية، مؤكدين كامل الدعم للشعب السوداني الشقيق في تطلعاته نحو تحقيق الأمن والاستقرار والسلام، ووجه الرئيسان نداءً للوقف الفوري لإطلاق النار في السودان، مناشدين الأطراف كافة بالتهدئة، وتغليب صوت الحكمة والحوار السلمي، وإعلاء المصلحة العليا للشعب السوداني. 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مصر السودان بريطانيا النمسا الأوضاع فی السودان الأزمة السودانیة السودانی الشقیق للشعب السودانی أکد الرئیس أبریل 2023 اتصال ا فی هذا

إقرأ أيضاً:

تقرير: أميركا وإسرائيل تواصلتا مع دول أفريقية من بينها السودان مع إغراءات مالية وعسكرية ودبلوماسية لاستقبال الفلسطينيين من غزة، كيف رد السودان

واشنطن: «الشرق الأوسط» نقلت وكالة «أسوشييتد برس» للأنباء اليوم (الجمعة)، عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين قولهم إن الولايات المتحدة وإسرائيل تواصلتا مع مسؤولين في 3 دول بشرق أفريقيا لمناقشة استخدام أراضيها لإعادة توطين الفلسطينيين من قطاع غزة.

وذكرت الوكالة عن المصادر أن التواصل تم مع مسؤولين من السودان والصومال ومنطقة أرض الصومال الانفصالية بشأن المقترح. وأضافت الوكالة أن مسؤولين سودانيين قالوا إنهم رفضوا المقترح الأميركي، وقال مسؤولون من الصومال وأرض الصومال إنه لا علم لديهم بأي تواصل في هذا الصدد.

ووافق الزعماء العرب في وقت سابق من هذا الشهر، على خطة مصرية لإعادة إعمار غزة بقيمة 53 مليار دولار قد تؤدي إلى تفادي تهجير الفلسطينيين من القطاع، على خلاف رؤية الرئيس الأميركي دونالد ترمب لتحويل قطاع غزة إلى «ريفييرا الشرق الأوسط». وأسفر الهجوم العسكري الإسرائيلي على القطاع خلال الأشهر السبعة عشرة الماضية عن مقتل عشرات الآلاف.

واقترح ترمب سيطرة أميركية على قطاع غزة من أجل إعادة إعماره، بعد أن اقترح في وقت سابق إعادة توطين الفلسطينيين بشكل دائم خارجه. وفاقمت خطة ترمب المخاوف الراسخة بالفعل لدى الفلسطينيين من تهجيرهم بشكل دائم من ديارهم، كما قوبلت برفض دولي واسع النطاق.

خطة ترحيل الفلسطينيين... كيف رد السودان والصومال وأرض الصومال؟
3 دول أفريقية وجهات مقترحة... وإغراءات مالية وعسكرية ودبلوماسية

بعد يوم واحد من تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأن «لا أحد سيقوم بترحيل الفلسطينيين» من غزة، انتشرت تقارير حول تواصل الولايات المتحدة مع مسؤولين في كل من السودان والصومال وأرض الصومال بغرض إعادة توطين فلسطينيين بعد انتهاء الحرب الحالية في القطاع. وجاءت هذه التقارير بعد أيام من إعلان وزير المال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريش أن بلاده تعمل على تحديد دول لاستقبال الفلسطينيين الذين ستشملهم «الهجرة الطوعية».

وأشارت التقارير إلى أن الاتصالات لتوطين الفلسطينيين بدأت خلال فبراير (شباط) الماضي واختارت الولايات المتحدة وإسرائيل التواصل مع السودان والصومال ومنطقة أرض الصومال الانفصالية. وفور انتشار تلك التقارير قال مسؤولون من السودان إنهم تلقوا هذه الاتصالات وردوا بالرفض، بينما قال مسؤولون من الصومال وأرض الصومال لوكالة «أسوشييتد برس» إنهم ليس لديهم علم بأي اتصالات. ورفض البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية التعليق.

من جانبها، أصدرت حركة «حماس» بياناً شددت فيه على أن الشعب الفلسطيني سيظل ثابتاً على أرضه رافضاً التخلي عنها.

إغراءات وحوافز
ووفقاً لتقارير صحافية، تشير الخطط الأميركية إلى تقديم إدارة ترمب مجموعة من الحوافز المالية والدبلوماسية والأمنية لتلك الدول بحيث تحصل على مساعدات أميركية كبيرة مقابل الموافقة على استقبال الفلسطينيين.

ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن مسؤولَين سودانيين، تحدثا بشرط عدم الكشف عن هويتهما، أن إدارة ترمب بدأت الاتصالات مع الحكومة السودانية بشأن قبول الفلسطينيين حتى قبل أن يتم تنصيب ترمب رئيساً للولايات المتحدة في 20 يناير (كانون الثاني) الماضي. وقال أحد المسؤولين إن الجانب الأميركي عرض تقديم مساعدات عسكرية لمساعدة الجيش السوداني في معاركه ضد «قوات الدعم السريع» وتقديم مساعدات في خطط إعادة الإعمار وحوافز أخرى.

وقال مسؤول كبير في الحكومة السودانية لـ«رويترز» إن السودان لم يتلقَّ مثل هذا المقترح وإنه غير مقبول بالنسبة له. ولم يرد وزير الإعلام في الصومال على اتصالات هاتفية من «رويترز» للتعليق. أمّا وزير خارجية أرض الصومال فقال، الجمعة، إن المنطقة لم تتلقَّ أي مقترح من الولايات المتحدة أو إسرائيل بشأن إعادة توطين فلسطينيين من قطاع غزة. وقال وزير خارجية أرض الصومال عبد الرحمن ظاهر أدان لوكالة «رويترز»: «لم أتلقَّ أي مقترح بهذا الشأن، ولا محادثات مع أي شخص بشأن الفلسطينيين». وتنعم أرض الصومال بسلامٍ نسبي منذ إعلان استقلالها عن الصومال في 1991، لكنها لم تنل الاعتراف من أي دولة. وعبرت حكومتها عن أملها في أن يدعم ترمب قضيتها، بحسب «رويترز».

وأثارت الأنباء عن الاتصالات الأميركية مخاوف من تصميم واشنطن وتل أبيب على المضي قدماً في الخطة التي أعلنها ترمب في الرابع من فبراير الماضي، خلال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لواشنطن، بترحيل الفلسطينيين إلى خارج القطاع لتنفيذ مشروعات إعادة الإعمار. واقترح ترمب في ذلك الوقت ترحيل ما يزيد على مليوني فلسطيني إلى كل من مصر والأردن. ورفضت الدولتان هذا الاقتراح.

وفي مواجهة هذا الرفض، بدا أن ترمب يخفف من حدة موقفه، إذ قال الشهر الماضي لشبكة «فوكس نيوز»: «خطتي هي الأفضل وأعتقد أنها الخطة الناجحة لكنني لا أفرضها وسأكتفي بالانتظار والتوصية بها».  

مقالات مشابهة

  • الرئيس السيسي يستعرض تطورات الموقف المصري بشأن الأوضاع الإقليمية والدولية وتأثيرها على الأمن القومي
  • أسامة ربيع يبحث تأثير تطورات الأوضاع بالبحر الأحمر مع رئيس MSC
  • الفريق أسامة ربيع يبحث تأثير تطورات الأوضاع في منطقة البحر الأحمر مع الرئيس التنفيذي للخط الملاحي MSC
  • مناوي يقول إنه ناقش مع الرئيس الإريتري أسياس أفورقي أوضاع الحرب السودانية
  • ضربة لصناعة الشاي الكينية.. السودان يغلق أبوابه وخسائر بالمليارات
  • الرئيس السيسي يهنئ مارك كارني لتوليه منصب رئيس وزراء كندا
  • محمد أبو شهاب وأمين عام "أطباء بلا حدود" يبحثان الأزمة الإنسانية في السودان
  • الحكومة السودانية تسمى ملحقين إعلاميين بمصر وإثيوبيا
  • تقرير: أميركا وإسرائيل تواصلتا مع دول أفريقية من بينها السودان مع إغراءات مالية وعسكرية ودبلوماسية لاستقبال الفلسطينيين من غزة، كيف رد السودان
  • الاعيسر يبحث مع اليونسكو التعاون في استعادة وترميم الآثار السودانية