مسؤول في «أبوظبي التقني» يكتشف مخطوطة «الوصايا بالجذور»
تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT
أبوظبي: «الخليج»
إنجاز دولي علمي حققه باحث عربي رائد في تاريخ العلوم، هو أحنف شحادة عباس؛ مدير مجمعي ثانويات التكنولوجيا التطبيقية بالعقابية والهيلي في مدينة العين، التابعين لمركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني، الذي اكتشف لأول مرة في العالم؛ مخطوطة علمية تحمل اسم «الوصايا بالجذور» للعالم المصري العربي؛ أبو كامل شجاع بن أسلم المصري؛ الذي عاش في القرن التاسع الميلادي، الثالث الهجري، والذي يعد من ألمع العلماء الذين اشتغلوا بعلم الجبر في ذلك العصر، مثله مثل الخوارزمي، حيث كشف الباحث عن أسماء وحوادث لم تكن معروفة على نطاق واسع للمشتغلين بعلم تاريخ الرياضيّات، وذلك من خلال البحث في المخطوطات العربية القديمة غير المصحّحة وغير المنشورة ومن خلال ما أورده أبو كامل بنفسه في هذه المخطوطة، التي حققها«أحنف عباس» وقدمها في بحث علمي إلى جامعة هارفارد الأمريكية التي أشادت به، مؤكدة صحة الاكتشاف والإنجاز.
وأشادت جامعة هارفارد على البحث قائلة: في بحثه العميق والطموح، قدّم أحنف عبّاس لأوّل مرّة نصًّا رياضيًّا من القرن التاسع كان يعتقد أنّه مفقود منذ فترة طويلة، ولم ينشره أو يعلق عليه أيّ باحث حتّى اكتشفه أحنف عباس مؤخراً، وكتاب أبو كامل عن الوصايا بالجذور، يضيف إلى العمل الأساسي في الجبر الذي كتبه الخوارزمي سابقًا. بالإضافة إلى أنّ الأطروحة تحتوي على بحث أصلي وتوليف ناضج للمراجع التاريخية الموجودة، كما تقدّم الأطروحة نتيجة أكاديميّة مهمّة في الدراسة المستمرّة لتاريخ الرياضيّات.
وهو الأمر الذي أكده د.ديفين ج. ستيوارت؛ أستاذ وباحث أمريكي متخصص في الدراسات الإسلامية واللغة العربية والأدب، عندما قال - في دراسة حديثة له - إن كتاب «الوصايا بالجذور» مخطوطة لم يتّم نشرها أو طبعها بأيّة لغة حتى الآن- أي حتى اكتشفها أحنف عباس.
وقال أحنف عباس: بحمد الله قمت بطباعة بحثي وتحقيقي لكتاب «الوصايا بالجذور» لأبي كامل شجاع بن أسلم المصري، مؤخراً حيث صدر فعلياً عن دار لبنان للنشر والرسالة ناشرون خلال شهر يونيو 2023، بعد أن أكد المشتغلون في تاريخ العلوم أن هذه المخطوطة مفقودة، وأنها تشكل أهمية كبرى في علم تاريخ الرياضيات، ومن هنا انطلقت رحلتي العلمية لاكتشاف هذه المخطوطة استغرق سنوات من البحث المكثّف في مئات الفهارس المختصّة بالمخطوطات في العديد من المكتبات حول العالم، حيث تمكنت خلال العام 2019 من تحديد الموقع الجغرافي للمخطوطة، وأنها موجودة في المكتبةالوطنية في القدس تحت الرقم.
وتابع: كتبت المخطوطة قبل 1200 عام بواسطة أبو كامل ونُسِخت منذ 900 عام في القاهرة ثم نقلت إلى الموصل ومنها إلى القدس، ومن ثم حصلت على نسخة منها وقمت بتحقيقها علمياً والإعلان عن عثوري عليها؛ ببحث علمي أكاديمي تقدمت به إلى جامعة هارفارد الأمريكية في العام 2019، وتبرز أهمية أبو كامل من خلال تأثيره الهائل على تطور الرياضيات الذي امتد لعدة قرون ليس فقط على اتباعه من علماء العرب والمسلمين، بل على علماء الرياضيات الغربيين أيضاً، ويعد أول عالم جبر كبير بعد الخوارزمي بجميع المقاييس، كان مؤلفاً غزير الإنتاج وكانت أعماله أساساً لكتب فيبوناتشي، أحد أبرز علماء الرياضيات في العصور الوسطى، وعليه فأعمال أبي كامل لم تكن أساساً مهماً فقط في تطوير علم الجبر العربي، ولكن أيضاً من خلال فيبوناتشي كان له أهمية أساسية في إدخال ونشر علم الجبر في أوروبا.
وأضاف: تبرز أهمية هذا الكتاب من جوانب عديدة أشارت إليها جامعة هارفارد، ومنها الكشف لأوّل مرّة عن أنّ أبا كامل قد تعلّم علم حساب الدينار والدرهم المُستخدم في حلّ مسائل علم المواريث من رجل في بغداد يدعى أحمد بن نصر كما أورد أبو كامل بنفسه في المخطوطة وهي معلومة تعرف لأول مرة للمشتغلين بتاريخ العلوم، بجانب الكشف عن تطوير أبي كامل لطرق استخدام الجبر لحلّ مسائل المواريث واستخدام الجذور في حلّ تلك المسائل، إضافة إلى الكشف عن أنّ أبا كامل لم يعاصر سند بن علي فقط «أحد أبرز علماء الفلك والرياضيّات في تلك الفترة، القرن الثالث الهجري/ التاسع الميلادي»، ولكن شهد وفاته أيضاً، ما يؤكد الاعتقاد بأنّ أبا كامل كان لا يزال موجوداً في بغداد بعد سنة (246ه/ 860م)، وهو التاريخ التقريبي لموت سند بن علي، علماً بأن لأبي كامل كتاباً آخر بعنوان «تمام الجبر وكماله والزيادة في أصوله» الذي تمّ دمجه مع كتاب آخر من مؤلّفاته وهو كتاب «في الجبر والمقابلة».
يذكر أن«أحنف شحادة عباس» أكاديمي فلسطيني وباحث في تاريخ العلوم من ذوي الخبرة وله تاريخ حافل من العمل في صناعة إدارة التعليم ولديه خبرة في التفاوض وإدارة الابتكار والمهارات التحليلية والتدريب والتوجيه التنفيذي، وهو حاصل على درجة الماجستير في «الرياضيات من أجل التعليم» من جامعة هارفارد، ودرس البكالوريوس في تخصص الرياضيات في الجامعة الأمريكية ببيروت.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات أبوظبي جامعة هارفارد تاریخ العلوم أبو کامل من خلال
إقرأ أيضاً:
فحص جديد يكتشف السرطان المقاوم للأدوية قبل بدء العلاج
المناطق_متابعات
قد يؤدي الاختراق في التصوير الطبي إلى إحداث تحول في علاج السرطان من خلال تحديد الأورام المقاومة مبكرًا، مما يسمح للأطباء بالتحول إلى علاجات أكثر فعالية في وقت أقرب.قد يؤدي الاختراق في التصوير الطبي إلى إحداث تحول في علاج السرطان من خلال تحديد الأورام المقاومة مبكرًا، مما يسمح للأطباء بالتحول إلى علاجات أكثر فعالية في وقت أقرب.وطور باحثون في “كينجز كوليدج” في لندن تقنية مسح تجعل الأورام السرطانية العدوانية المقاومة للعلاج مرئية في فحوصات التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني، مما قد ينقذ المرضى من العلاج الكيميائي غير الفعال.
بالنسبة لـ 47000 شخص يتم تشخيص إصابتهم بسرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة في المملكة المتحدة كل عام، فإن الوقت ثمين. تتطلب الأساليب التقليدية من المرضى الخضوع لـ 12 أسبوعًا من العلاج الكيميائي قبل تحديد ما إذا كان العلاج فعالًا، وهو وقت ثمين لا يستطيع بعض المرضى تحمل خسارته.“الآن، يمكن لمادة مشعة معاد استخدامها أن تغير هذه المعادلة بشكل كبير”.
أخبار قد تهمك احذر.. مادة في الطعام تهدد بالسرطان 22 نوفمبر 2024 - 11:01 صباحًا جهاز خارق يشخِّص السرطان في 60 دقيقة 26 أكتوبر 2024 - 7:31 صباحًايقول البروفيسور تيم ويتني، الباحث الرئيسي من كلية كينجز لندن: “في الوقت الحالي، لا توجد طريقة سريعة ومبكرة لإظهار ما إذا كانت الأورام الخبيثة مقاومة للعلاج أم لا. الوقت ضروري لمرضى سرطان الرئة، والعديد منهم لا يستطيعون الانتظار لمعرفة ما إذا كان العلاج الكيميائي فعالاً”.تعتمد هذه التقنية على مركب مشع يستهدف بروتين “xCT”، وهو بروتين موجود في الأورام المقاومة للعلاج. وعند حقن هذه الخلايا السرطانية المقاومة، فإنها “تضيء مثل شجرة عيد الميلاد” على فحوصات التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني، ما يجعلها قابلة للتحديد على الفور.ويمكن أن يساعد هذا المؤشر البصري الأطباء في اتخاذ قرارات علاجية حاسمة قبل الشروع في العلاج الكيميائي غير الفعال المحتمل.
وسوف ينتقل جهد فريق البحث الذي استمر خمس سنوات إلى التجارب البشرية في يناير/كانون الثاني في مستشفى سانت توماس في لندن.وبحسب مجلة “scienceblog” العلمية، فإن المرحلة الأولى من التجربة السريرية ستشمل 35 مريضًا يستخدمون ماسح التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني لكامل الجسم في المستشفى، لمراقبة التصوير المقطعي المحوسب قبل وبعد العلاج.
وبخلاف التصوير، كشف البحث أيضًا عن إمكانية استهداف التصوير المقطعي المحوسب بواسطة مركبات جديدة من الأجسام المضادة والأدوية، مما يوفر أملًا محتملًا للمرضى الذين يعانون من أورام عدوانية في سرطان الرئة والبنكرياس والثدي.