رغم انسحاب البعض.. الشركات الغربية تواصل السيطرة على السوق الروسية
تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT
واصلت الشركات الأمريكية والفرنسية والألمانية هيمنتها على السوق الروسية عام 2023 على الرغم من هجرة الأعمال الغربية التي أثارتها الحرب في أوكرانيا، وفقًا لقائمة فوربس روسيا لأكبر 50 شركة أجنبية في البلاد.
يعكس التصنيف الأخير، الذي شهد أيضًا تقدم الشركات الصينية، التحولات الجيوسياسية الكبرى التي حدثت منذ حرب روسيا مع جارتها في فبراير 2022.
ومع ذلك، كانت الولايات المتحدة الدولة الأكثر تمثيلاً في تصنيف فوربس روسيا لعام 2023، مع عودة ثماني شركات من أصل 10 شركات أمريكية مدرجة في عام 2022 إلى الظهور في التصنيف الأخير.
احتلت الصين، التي تضم ست شركات في تصنيف 2023، المركز الثاني، بينما تقاسمت ألمانيا، التي احتلت المركز الثاني في العام الماضي، المركز الثالث مع فرنسا وتركيا بخمس شركات لكل منهما.
وأشارت مجلة فوربس روسيا إلى أن شركات صناعة السيارات والإلكترونيات الاستهلاكية الصينية حققت أكبر استفادة من التحول في زمن الحرب، مع نمو مضاعفة في الإيرادات.
حصلت بيلاروسيا وإيطاليا وتايلاند وكازاخستان على مراكز ضمن الخمسين الأوائل للمرة الأولى، بينما اختفت إسبانيا ولاتفيا والسويد من القائمة.
تشمل الغيابات الملحوظة عن القائمة الأخيرة شركة صناعة السيارات الألمانية وأكبر شركة أجنبية في روسيا لعام 2022 فولكس فاجن، بالإضافة إلى رينو الفرنسية (الثالثة في عام 2022)، وأبل (الخامسة)، وتويوتا (السابعة) وسامسونج (التاسعة).
هذا العام، احتلت شركة التجزئة الفرنسية لتحسين المنازل شركة ليروي ميرلين المركز الأول بإيرادات روسية تقدر بنحو 529.7 مليار روبل (5.3 مليار دولار)، وفقًا لفوربس روسيا.
مثل العديد من الشركات الغربية الأخرى، أعلنت شركة ليروي ميرلين عن خطط للتنازل عن السيطرة على متاجرها الروسية للإدارة المحلية في انتظار موافقة الكرملين. سيؤدي الخروج الوشيك إلى استبعاد ليروي ميرلين من قائمة فوربس روسيا لعام 2024.
فمنذ ديسمبر، أرغم الكرملين الشركات الأجنبية على مغادرة البلاد على بيع أصولها لمشترين روس بخصم قدره 50%، وفرض عليهم رسوم خروج لا تقل عن 10% من قيمة الصفقة.
أكثر من نصف الشركات المملوكة لأوروبا والبالغ عددها 1871 شركة العاملة في روسيا قبل الحرب ظلت في البلاد بعد حرب موسكو مع أوكرانيا، وفقًا لكلية كييف للاقتصاد.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: السوق الروسية أوكرانيا و روسيا الشركات الغربية
إقرأ أيضاً:
احترسوا من المحتالين
الاحتيال أنواع، والمحتالون كذلك أنواع، فهناك المحتال الغبي الذي ينكشف أمره قبل أن ينطق، وهناك المحتال الذكي الذي تصدّق كذبته دون أن تشك فـيها، فهو يبيعك الوهم، وأنت تضحك، يروّج لبضاعة رخيصة مثلا، وكأنها من أرقى الماركات العالمية، ويبيع لك منتجا رديئا على أنه أعظم اختراع بشري، أو يوهمك بأنه يعرف أسرة محتاجة، ويستدر عاطفتك لتحوّل الأموال إليها، ثم تكتشف الفخ، ولكن بعد فوات الأوان، وهناك من يدّعي الفقر لدرجة أنه لا يأكل إلا وجبة فـي الأسبوع، ثم تكتشف أنه يملك من المال أكثر مما تملك.
وحكايات النصب، والاحتيال كثيرة، وحيلهم لا تعد، ولا تحصى يستطيع الكاتب أن يؤلف عنها مجلدات، كما فعل الجاحظ فـي كتابه «البخلاء»، وتتعدد وسائل التحايل، من الاتصال الهاتفـي بالضحية، إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، إلى اللقاء المباشر، ويجد المرء نفسه محاطا بأقنعة مزيفة، يلبسها المحتال فـي كل عملية، ويقع الكثيرون ضحايا لمثل هؤلاء، مهما كانوا محتاطين، وحذرين، فكم من تاجر حصيف أودع أمواله فـي محفظة مالية، أو تشارك فـي مجموعة مالية، طمعا فـي مزيد من الأموال فأصبح لا يملك من المال إلا اسمه، وكم من شخص وجد نفسه ضحية لوافد استطاع إقناعه بالثراء دون أن يدفع، أو يفعل شيئا، وما على الكفـيل إلا منح تفويض بالتوقيع للوافد، حتى وجد هذا المسكين نفسه وجها لوجه مع السجن، بينما طار الوافد إلى بلده فـي أقرب طائرة، وكم من امرأة وقعت ضحية لاحتيال إلكتروني بعد عملية شراء منتج باهظ الثمن، تبيّن فـيما بعد أنه مجرد بضاعة رخيصة، لا تساوي شيئا، والأمثلة على مثل هذا الاحتيالات كثيرة، وعديدة.
وهناك أخطر أنواع الاحتيال، وهو الاحتيال الاجتماعي، أو استدرار العواطف، وهو ما تعاني منه بشكل خاص، الجمعيات الخيرية، وينم عن أنانية مفرطة لدى البعض، بمحاولتهم أخذ ما لا يستحقونه، غير مبالين بالمحتاجين الفعليين، حيث يدّعون الفقر، والحاجة، ويظهرون فـي وسائل التواصل فـي نوبة بكاء هستيرية، لا يجدون مأوى، ولا بطانية، ولا ثلاجة، ولا حاجة من متاع الدنيا، ويقوم البعض بالتعاطف معهم، وصب الاتهامات على الدولة، واتهامها بالتقصير، وتنهال التبرعات المادية، والعينية من أصحاب القلوب البيضاء، ثم تتكشف اللعبة بعد فترة، لتجد أن صاحب الاستغاثة، ما هو إلا محتال بارع فـي التمثيل، وأن ما ادّعاه مجانب للصواب، ويبدأ الناس بالندم، ويعرفون أنهم وقعوا ضحية احتيال، ويكتشفون كم كانوا طيبين أكثر من اللازم، فـي تصديق كل شيء، دون تحري أو تقصي.
والخطير فـي هذا النوع من الاحتيال هو فقدان الثقة فـي الآخرين، واعتبار كل من هو بحاجة حقيقية، إنما هو مشروع محتال، ولذلك يضيع وسط هذه الفوضى المحتاجون الفعليون، وكم من متباكٍ ظهرت حقيقته ولم يعاقب، رغم أن ما فعله هو نوع من التكسّب غير المشروع، أو الاحتيال الذي اتخذه البعض سلوكا وطريقا لكسب المال، ولو أن كل من ثبت احتياله بهذه الطريقة، عوقب بما يستحق، لقلّت أعداد المحتالين بشكل كبير، ولكن تساهل الناس، والجمعيات الخيرية مع مثل هؤلاء شجعهم على التمادي، والاستمرار فـي النصب والاحتيال على الآخرين.
إن تعدد طرق الاحتيال وكثرة المحتالين يتطلب منا الانتباه والحذر والوعي قدر الإمكان، ورغم النداءات والتحذيرات التي تصدر من شرطة عمان السلطانية، والجهات المعنية حول هذا الأمر، إلا أن ضحايا الاحتيال فـي ازدياد كما أن عدد المحتالين وطرقهم الملتوية فـي ارتفاع، معركة طويلة لا ينجو منها إلا القليل الذين يتعاملون مع العالم بارتياب وحذر شديدين، فكونوا منهم.