يصيب الرجال والنساء على حد سواء، وينتشر حاليا بين الشابات في الدول العربية، هكذا يدق أطباء مختصون بعلاج الأورام تحدث معهم موقع "الحرة"، ناقوس الخطر بشأن أهمية التوعية والكشف المبكر عن سرطان الثدي بالتزامن مع شهر أكتوبر المعروف بـ"الوردي".

مقرر الجمعية الخليجية لطب الأورام، الدكتور حميد الشامسي، يحذّر "النساء الشابات من انتشار سرطان الثدي بينهن".

 

وفي حديثه لموقع "الحرة"، يشير الشامسي إلى أن سرطان الثدي هو "أكثر الأورام انتشارا في العالم، ودول الخليج".

وسرطان الثدي هو مرض تنمو فيه خلايا الثدي غير الطبيعية بشكل خارج عن السيطرة وتشكل أوراما، ويمكن للأورام إذا تركت دون علاج أن تنتشر في جميع أنحاء الجسم وتصبح قاتلة، وفق "منظمة الصحة العالمية".

العمر الأكثر عرضة للإصابة

وعلى الصعيد العالمي، فإن سرطان الثدي يصيب النساء في سن الخمسين وما فوق، لكن في المنطقة العربية ودول الخليج يصيبهن في عمر "أبكر" ويتراوح بين 42 إلى 44 عاما، والأسباب "غير معروفة"، وفق الشامسي.

في عام 2020، شُخصت إصابة 2.26 مليون امرأة بسرطان الثدي وسُجلت 000 685 حالة وفاة بسببه على مستوى العالم، وهو يعتبر الأكثر انتشارا وشيوعا بحسب بيانات منظمة الصحة العالمية، علما أن حجم الانتشار على أساس النوع يختلف بين الدول. 

وفي نهاية عام 2020، كان هناك 7.8 مليون امرأة على قيد الحياة تم تشخيص إصابتهن بسرطان الثدي في السنوات الخمس الماضية، مما يجعله أكثر أنواع السرطان انتشاراً في العالم. 

و"أكتوبر الوردي" هو شهر مخصص للتوعية بمرض سرطان الثدي، الذي يمكن أن يؤثر في حياة النساء والرجال أيضا.

ويوضح مقرر الجمعية الخليجية لطب الأورام أن معدل الإصابة بسرطان الثدي في الدول العربية والخليجية حوالي 15 بالمئة أبكر من دول الغرب.

ويتحدث عن إشكالية تتعلق بكون الكثير من المصابات من الشابات بما يعادل 40 بالمئة تقريبا تحت عمر الخمسين، ومعظمهن في سن "الزواج والحمل والولادة والرضاعة".

ولا يتم تشخيص سرطان الثدي لدى الشابات في مراحل مبكرة، بسبب عدم معرفة الأطباء بأنه يصيبهن وخاصة أثناء الحمل، حسبما يشير مقرر الجمعية الخليجية لطب الأورام.

وأثناء الحمل يكون هناك اعتقاد بأن أي تغيير بالثدي يرجع لـ"تغييرات فسيولوجية".

ويتم تفادي عمل فحوصات ما يؤدي لانتشار السرطان أثناء الحمل وبعد الإنجاب، حسب تحذيرات الشامسي.

أهمية "الفحص المبكر"

أستاذ علاج الأورام بكلية الطب جامعة أسيوط، الدكتورة حنان جمال الدين، تشير لأهمية التوعية بالكشف المبكر للسيدات عند 40 عاما، على أن تقوم السيدة بالفحص بعد الدورة الشهرية أو كل 3 أشهر على أقصى تقدير.

وإذا كان لدى السيدة "تاريخ عائلي" مع المرض يجب القيام بفحص دوري، خاصة إذا كان الأقارب من الدرجة الأولى، حسبما تؤكد لموقع "الحرة". 

ونشاهد حاليا إصابة لشابات بعمر 30 عاما أو أقل بسرطان الثدي، ويكون الورم "شرس جدا وينتشر سريعا"، كما تقول جمال الدين.

وتشدد على ضرورة عمل "فحص جيني"، للكشف عما إذا كانت السيدة عرضة للورم في حال وجود "طفرة جينية"، لأن السبب الرئيسي للإصابة "وراثي".

جهل لدى بعض الرجال

رغم الاعتقاد الشائع بأن سرطان الثدي هو مرض يصيب النساء، لكنه يصيب الرجال أيضا، وفق موقع "مايو كلينك".

وتوضح أستاذ ورئيس قسم علاج الأورام بكلية الطب جامعة عين شمس في مصر، الدكتورة لبنى عز العرب، أن نسبة الإصابة بسرطان الثدي لدى الرجال تتراوح بين 5 إلى 7 بالمئة من الإصابات، لكنه يكون "أكثر عنفا".

ويوجد في ثدي النساء "دهون وغدد لبنية وأنسجة"، ما يمكن المرأة من "الإحساس بكتلة الورم ومعاينتها"، حسبما تؤكد لموقع "الحرة".

وتتحدث عن التكوين التشريحي لثدي الرجل، وتقول إن "الغدد اللبنية بسيطة، وقريبة من عضلة الثدي".

ولا يعتبر كل تكتل بثدي الرجل ورما، لأن هناك بعض الأدوية التي تؤدي للتضخم، وقد يكون أكياس دهنية، حسب عز العرب.

لكنها تشدد على أنه في حال ظهور "تكتل" بثدي الرجل، فعليه التوجه لطبيب أورام فورا.

وتتفق معها الدكتورة جمال الدين التي تؤكد أن سرطان الثدي يصيب الرجال بنسب قليلة، ولكن يجب على الرجل إجراء فحوصات للكشف عن مدى إمكانية الإصابة بالورم عند عمر 50 عاما.

وإذا كان لدى الرجل أقارب من الدرجة الأولى مصابين بأي نوع من الأورام، فعليهم إجراء الفحص والكشف المبكر علما أن الكثير من الرجال يجهلون إمكانية إصابتهم بهذا المرض الذي يربط بالنساء، وفق حديثها.

علاجات "موجهة ذكية"

تتحدث الدكتورة لبنى عز العرب، عن علاجات ذكية جديدة لسرطان الثدي.

وعلى رأسها "العلاج الموجه" وهو لفصيل معين من سرطان الثدي "المنتشر" في المرحلة الرابعة، ويتم توجيهه للخلية السرطانية فقط دون التأثير على "الخلايا الطبيعية"، حسبما توضح لموقع "الحرة".

لقاح قريب للسرطان.. أطباء يترقبون "معجزة منتظرة" ويتوقعون مدى فعاليته أثار الحديث عن "لقاح منتظر خلال سنوات قليلة لمكافحة مرض السرطان"، ضجة في الأوساط العلمية، ووصفه أطباء علاج الأورام بـ"سابقة علمية" تقدم بارقة آمل لملايين المصابين بالمرض الخبيث حول العالم، متحدثين في الوقت ذاته عن كيفية عمل ذلك اللقاح والحالات التي يمكن استخدامه خلالها لمكافحة أحد المسببات الرئيسية للوفيات حول العالم.

وبالتالي، لا يؤدي لحدوث المضاعفات المتعارف عليها في العلاج الكيماوي مثل "سقوط الشعر والغثيان والقيء"، وكذلك التأثير سلبي على النخاع والإصابة بالأنيميا ونقص المناعة، وفق أستاذ علاج الأورام.

وتشدد على عدم وجود علاج دون أثار جانبية لكن تأثيرات العلاج الموجه "قليلة جدا"، ما تسبب في حدوث نقله في خريطة علاج سرطان الثدي، على حد تعبيرها.

وتشير إلى إيجابيات "العلاج الموجه" والتي تتمثل في إمكانية شفاء مرضي المرحلة الرابعة من سرطان الثدي، مما يعني اختفاء الورم والسيطرة التامة عليه.

لكن في العلاجات، لا يوجد مقياس واحد يناسب الجميع، ويجب علاج كل حالة على حدة طبقا لـ"مرحلة الورم، والتحليل البيولوجي للسرطان"، حسبما تؤكد عز العرب.

وتوضح أستاذ علاج الأورام، أن التحليل البيولوجي للورم يتم بناء على "مدى شدته وعنفه".

ومن جانبه، يشير الدكتور الشامسي، إلى "العلاجات المناعية" والتي تستخدم لتحفيز الجهاز المناعي للجسم لمحاربة الخلايا السرطانية.

ما أهمية الدعم النفسي؟

وفي سياق متصل، تشدد مشرفة التمريض بقسم علاج الأورام بجامعة أسيوط، ماري شحاتة، على أهمية تقديم الدعم النفسي للمصابين بمرض السرطان.

ويعاني بعض المرضى من "آثار جسدية وعاطفية ونفسية واجتماعية"، ما يوجب على أهل المريض تقديم الدعم له خلال مراحل العلاج، حسبما توضح لموقع "الحرة".

وتشير إلى أن تقديم الدعم النفسي للمريض قد يجنبه الإصابة بـ"الاكتئاب والقلق"، ما قد يحسن نفسيته ويساعده خلال مراحل تلقي العلاج المختلفة.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: بسرطان الثدی علاج الأورام سرطان الثدی عز العرب

إقرأ أيضاً:

جامعة القاهرة توقع مذكرة تفاهم مع أكسفورد لتطوير علاجات مبتكرة للأورام

وقع الدكتور محمد سامي عبد الصادق رئيس جامعة القاهرة، والدكتور أحمد أحمد، ممثل جامعة أكسفورد، وكيفن كايل، الرئيس التنفيذي لشركة جيرمفري، وبورو دروبليك، المدير التنفيذي لمؤسسة كيرنج كروس، مذكرة تفاهم بين جامعة القاهرة ومختبر خلايا السرطان بالمبيض بجامعة أكسفورد، وشركة جيرمفري، ومؤسسة كيرنج كروس الصحية، بقاعة أحمد لطفي السيد.

حضر توقيع مذكرة التفاهم، الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتور مصطفي رفعت أمين المجلس الأعلي للجامعات، والدكتور محمود السعيد نائب رئيس جامعة القاهرة لشئون الدراسات العليا والبحوث، والدكتور أحمد رجب نائب رئيس جامعة القاهرة لشئون التعليم والطلاب، والدكتور محمد عبد المعطي سمره عميد المعهد القومي للأورام، والدكتورة داليا قدري مدير عام المستشفيات بالمعهد.

في كلمته، أكد الدكتور عاشور أهمية هذا الاتفاق في دعم منظومة المستشفيات الجامعية، خاصة في مجال علاج الأورام، مشيرًا إلى الجهود التي بذلتها الوزارة خلال الفترة الماضية لتحسين جودة الخدمات المقدمة لمرضى الأورام، وذلك عبر عقد شراكات مع مؤسسات عالمية مرموقة، وتوسيع البنية التحتية للمستشفيات الجامعية، وتحديدًا المتخصصة في علاج الأورام.

كما ثمّن الوزير الدعم الذي تقدمه القيادة السياسية لتطوير المستشفيات الجامعية، مشيرًا إلى اهتمام الدولة بمجال علاج الأورام من خلال تشجيع الأبحاث العلمية، ورفع كفاءة الكوادر الطبية، وتطوير البنية التحتية للمستشفيات، بما يسهم في تعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي لعلاج الأورام في المنطقة، مضيفًا أهمية هذا التوجه في دعم تقديم خدمات طبية متميزة وأملاً بالشفاء للمواطنين المصابين بهذا المرض الخطير، والمرضى الوافدين للعلاج من الخارج، خاصة في ظل الزيادة العالمية في معدلات الإصابة بالأورام.

وأشاد الوزير بدور جامعة القاهرة بما تمتلكه من قدرات بشرية ومستشفيات متميزة، وكونها رائدة في علاج الأورام، كما أشار إلى مشروع مستشفى 500500 لعلاج الأورام، الذي يحظى بدعم كبير من الدولة، ليصبح أكبر مستشفى لعلاج السرطان في المنطقة، مقدمًا الشكر لرئيس جامعة القاهرة لجهودها في تعزيز شراكاتها الدولية في هذا المجال، والمجلس الأعلى للجامعات لرعايته لهذا الاتفاق معربًا عن تطلعه أن يعزز من قدرات المستشفيات الجامعية بجامعة القاهرة في مجال علاج الأورام، مثمنًا المكانة المتميزة لجامعة أكسفورد والمؤسسات المشاركة فى التعاون في مجال الرعاية الصحية.

ومن جابنه، رحب الدكتور محمد سامي عبد الصادق بالحضور، مشيرًا إلي تقدم جامعة القاهرة في التخصصات الطبية  علي المستوي المحلي والإفريقي والشرق الأوسط داخل مختلف التصنيفات الدولية المرموقة، مؤكدًا علي دعم الجامعة لإجراء لأبحاث العلمية المختلفة داخل مختلف التخصصات الطبية، بما يحقق نقلة نوعية في الخدمات الصحية والبحثية.

وأضاف رئيس جامعة القاهرة، أن مذكرة تفاهم مع جامعة أكسفورد في مجال الأورام تستهدف إلى تعزيز التعاون بين الأطراف الموقعة في تسريع الأبحاث والتطوير السريري، وتصميم وبناء مرافق تصنيع واعتماد علاجات مبتكرة مثل خلايا CAR-T وغيرها من علاجات الخلايا المتقدمة.

جدير بالذكر، أن مذكرة التفاهم بين جامعة القاهرة  وجامعة أكسفورد تتضمن تجهيز مرافق تصنيع خلايا CAR-T، وإنشاء مرفق لتصنيع الفيروسات الناقلة، إلى جانب تدريب وتوظيف الكوادر العلمية اللازمة، وإجراء التجارب السريرية، وتطوير الأبحاث بالتعاون مع مؤسسة كيرنج كروس، ويشمل دور جامعة أكسفورد، تقديم الدعم الرقابي والإشرافي على الأنشطة التعاونية، وتعزيز التعاون البحثي بين جامعة القاهرة ومؤسسة كيرنج كروس لتطوير علاجات جديدة للأورام الصلبة.

كما تتضمن مذكرة التفاهم مبادرات مؤسسة كيرنج كروس التي تهدف إلى نقل تكنولوجيا تصنيع خلايا CAR-T والفيروسات الناقلة إلى جامعة القاهرة، وتوفير المنتجات الخلوية والفيروسية الجاهزة، بالإضافة إلى تدريب الفرق العلمية بجامعة القاهرة عبر الإنترنت وفي الميدان، وتقديم الدعم الفني والجودة لضمان التوحيد القياسي، فضلًا عن التعاون مع جامعة أكسفورد لدعم التجارب السريرية وتطوير علاجات جديدة، وتتولي شركة جيرمفري، تصميم وبناء مرافق تصنيع معيارية (GMP) لمرافق جامعة القاهرة، وتوفير المعدات اللازمة لإنتاج خلايا CAR-T والفيروسات الناقلة، ودعم المنصات الرقمية المتقدمة لضمان الامتثال للمعايير العالمية.

مقالات مشابهة

  • الصحة تعلن إضافة دواء مناعي جديد لعلاج مرضى "سرطان الكبد"
  • استشارية: أمراض القلب شائعة لدى النساء في المملكة أكثر من الرجال وخاصة انسداد الشريان التاجي
  • تكريم محاربي السرطان بمجمع الشفاء الطبي ببورسعيد
  • «سرقة أدوية الأورام»عرض مستمر
  • امرأة ميّتة برحم حيّ
  • بتكلفة 7 ملايين جنيه.. افتتاح قسم جديد لعلاج الأورام في السويس
  • رئيس هيئة الرعاية الصحية يعلن افتتاح قسم العلاج الكيماوي للأورام بمجمع السويس الطبي
  • ممنوع دخول الرجال.. أغرب القرى في العالم شعبها من النساء
  • جامعة القاهرة توقع مذكرة تفاهم مع أكسفورد لتطوير علاجات مبتكرة للأورام
  • عاشور يشهد توقيع مذكرة تفاهم بين جامعة القاهرة ومختبر خلايا سرطان أكسفورد