الرياض ـ العُمانية: أكدت الندوة الفكرية الحوارية المقامة على هامش فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب في دَوْرته الحالية ٢٠٢٣ بعنوان (التعايش المجتمعي في سلطنة عُمان) على الهُوِيَّة العُمانية الراسخة من خلال عرض تجربة تحقيق التعايش المجتمعي في سلطنة عُمان بصفته نموذجًا يحتذى به ورصد أُسُسها وضماناتها.
وتأتي هذه الندوة التي تحدَّث فيها سعادة الشيخ أحمد بن سعود السيابي الأمين العام بمكتب الإفتاء وأدارها الباحث خميس بن راشد العدوي ضمن البرنامج الثقافي لسلطنة عُمان التي تحل ضيف شرف على معرض الرياض الدولي للكتاب بمشاركة إقليمية ودولية واسعة.


وتطرقت الندوة إلى تاريخ سلطنة عُمان وأسباب التعايش الاجتماعي فيها، وآليَّات غرس أُسُسه ومبادئه في الشباب والنشء، وكيف أصبح هذا التعايش موروثًا عُمانيًّا، كما تناولت طُرق وأساليب الحفاظ على الهُوِيَّة العُمانية.
وعُقدت على هامش المعرض جلسة مشتركة حول الرواية الخليجية وسؤال ما بعد العالمية، شارك فيها كُلٌّ من الروائي والشاعر زهران القاسمي، والروائية بشرى خلفان، والباحثة الدكتورة عزيزة بنت عبدالله الطائية، والروائي عبده خال، والكاتب والروائي عبدالواحد الأنصاري، وأدارتها الدكتورة منى بنت حبراس السليمي. وفي سياق متصل أبرزت الندوة الحوارية (تجليات من التراث المخطوط) التبادل الثقافي بين سلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية تحدَّث فيها الباحث محمد العيسري عن الروابط المشتركة بين البلدين الشقيقين، ذاكرًا مجموعة من الأمثلة لمخطوطات توضح التقارب الثقافي والمعرفي بين الجانبين. وحظِيَ ركن سلطنة عُمان في المعرض بزيارات عديدة ومتنوِّعة لعددٍ كبير من الكُتَّاب والمفكِّرين والمثقَّفين والقُرَّاء من المملكة العربية السعودية وخارجها.
من جانبه أعرب محمد رضا نصرالله إعلامي وكاتب سعودي عن سعادته بزيارة ركن سلطنة عُمان في المعرض، وقال: إنَّ سلطنة عُمان تحتل موقعًا رياديًّا في المنطقة وتشهد حراكًا اجتماعيًّا وتطورًا ثقافيًّا وإبداعًا أدبيًّا، مشيرًا إلى أنَّ البحَّارة العُمانيين كانوا يمخرون عباب البحر ليصلوا إلى الصين والهند، مستشهدًا بعُمق التجربة العُمانية حينما وصلت إلى زنجبار.
وأكد أنَّ سلطنة عُمان تُشكِّل بقعة ثقافية لافتة، مبينًا ارتباطه بالاطلاع على الثقافة العُمانية وعلاقته بالشخصيات الثقافية في سلطنة عُمان.
وأكد الدكتور عبدالله السفياني الأكاديمي وعضو مجلس الشورى السعودي سابقًا على العلاقات التاريخية الوطيدة التي تربط سلطنة عُمان بالمملكة العربية السعودية، لافتًا إلى وجود تقارب في العادات والتقاليد بين الشَّعبين الشقيقين.
وأشار إلى أنَّ ممَّا يُعرف عن سلطنة عُمان التعايش المجتمعي، معربًا عن إعجابه بالفعاليات والبرامج العُمانية المصاحبة للمعرض وبالفرق الشَّعبية العُمانية التي تشارك على هامش المعرض.
وقال إنَّ ركن سلطنة عُمان في معرض الرياض الدولي للكتاب ينقل للزوَّار صورة مصغرة عن المجتمع العُماني الكبير حيث الثقافة والفكر والأدب والتاريخ والعادات والتقاليد.
من جهته قال الدكتور أحمد السيد من جمهورية مصر العربية – مقيم في المملكة العربية السعودية وزائر لركن سلطنة عُمان بمعرض الرياض الدولي للكتاب إنَّ الركن العُماني يتميز بمخطوطاته القيَّمة والنادرة ويبرز التطور التاريخي للمعرفة.
وأضاف أنَّه انبهر بمخطوط لخطبة العيدين يبلغ طوله ٦ أمتار ومخطوط مجموع في الطب يحتوي على قصائد وأوَّلها قصيدة ميمية في العين وتشريحاتها، ومخطوط معدن الأسرار في علم البحار، لافتًا إلى أنَّ عِلم البحار الشراعي لا يزال يعمل به رغم التطور التكنولوجي مع إضافة التقنية المتمثلة في شرائح إلكترونية. وقالت هوازن عبدالله الزهراني الكاتبة السعودية والباحثة في شؤون الطفل إنَّ المختصين في شؤون الطفل يحرصون على زيارة ركن سلطنة عُمان في معرض الرياض الدولي للكتاب للتعرف على تاريخها الثري، مضيفةً أنَّ ممَّا يمتاز به العُمانيون التلاحم الوطني.
وبيَّنت أنَّه من خلال ركن سلطنة عُمان تعرَّفتُ على الأماكن السياحية من خلال مشاهدة فيلم يتحدث عن الأماكن والمناشط السياحية ويُظهر جَمال الطبيعة ومكنونات البحار. من جهة أخرى أشارت طاهرة بنت سليمان المعولية مديرة الجمعية العُمانية للفنون إلى أنَّ ١١ فنانًا تشكيليًّا شاركوا في معرض الفن التشكيلي العُماني بـ١٦ لوحةً فنية في مجال الرسم والخط العربي والزخرفة، بحضور الفنَّان التشكيلي سعيد الرويضي الذي يقدِّم تجربته الفنية من خلال الرسم الحر المباشر أمام الجمهور من مرتادي المعرض. وبيَّنت أنَّ اللوحات التشكيلية المشاركة جسَّدت المناظر الطبيعية العُمانية ونقلت إلى الجمهور التقنيات الفنية التي يمتلكها الفنان متفردًا بأعماله الواقعية الممتزجة بالألوان المائية والزيتية والأكريليك، إضافة إلى لوحات الخط العربي التي أبرزت جَماليات الخطِّ بأنواعه المختلفة كالنسخ والديواني والرقعة، وانفردت بعض اللوحات بالزخرفة الإسلامية والرومية. وذكرت أنَّ معرض الفن التشكيلي العُماني شهد إقبالًا كبيرًا من الزوار والمهتمين والمتذوقين للفن التشكيلي، مؤكدة أنَّ هذه المشاركة مهمة للجمعية لمدِّ جسور التواصل والتعاون بين الفنَّانين وتبادل الأفكار والآراء والمعارف.

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: معرض الریاض الدولی للکتاب العربیة السعودیة الع مانیة الع مانی من خلال ع مانی إلى أن

إقرأ أيضاً:

فعاليات تراثية متنوعة تجذب الزوار في بيت حائل بنسخته الثالثة

جذبت الفعاليات التي احتضنها بيت حائل "البيت بيتكم .. يا بعد حيي" المقام في نسخته الثالثة بمنتزه أجا بارك, الزوار من أهالي المنطقة وخارجها .

وشاهد الزوار العديد من الفعاليات المباشرة لصناعة السدو، والخزف، والتطريز، وكذلك صناعة "الريوزن" وصناعة الأبواب الخشبية، والنقوش الثمودية، سف الخوص، وحياكة السدو، وخراطة السبح، ونحت ونجارة الخشب، وخرز القرب .

واستمتع الحضور بمشاهدة فنون حائل الشعبية للعرضة السعودية والسامري، والأهازيج الشعبية المتنوعة لفرق ينبع الشعبية، كما تعرفوا على جناح "صنع في حائل" الذي يشتمل على مصنوعات حائلية مشهورة تخص المنطقة من مباخر وبهارات الأكل المتنوعة، وكذلك جناح القرية الحجازية الذي ضم العديد من الأركان والمعارض .

يذكر أن مهرجان بيت حائل يقام على مدى 30 يوماً بمشاركة عدد من الجهات الحكومية والهيئات التي تعنى بالتراث والحرف الزراعية والمنتجات الغذائية .

مقالات مشابهة

  • أول توثيق علمي يرصد ظاهرة الشفق القطبي في سلطنة عُمان
  • فعاليات تراثية متنوعة تجذب الزوار في بيت حائل بنسخته الثالثة
  • المملكة تختتم مشاركتها في معرض سيئول الدولي للكتاب
  • وزارة الإعلام تحصد جوائز متنوعة في المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون بتونس
  • المملكة تختتم مشاركتها في معرض سيئول الدولي للكتاب 2024
  • ندوة ثقافية تكشف مراحل ترجمة المعلقات في معرض سيئول الدولي للكتاب في كوريا
  • إقبال كبير ومتزايد على جناح المملكة في معرض سيئول الدولي للكتاب
  • قصور الثقافة تحتفل بذكرى 30 يونيو وتكتشف المواهب.. فعاليات متنوعة ومعرض للكتاب
  • قفزة عمانية في التحول الرقمي
  • ختامُ البرنامج الثقافي العُماني في معرض سول الدولي للكتاب بكوريا الجنوبية