كندا تشهد أسوأ موسم حرائق في تاريخها
تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT
في كيبيك المقاطعة الأكثر تضررا والتي تشهد عادة حرائق كبرى أقل مما يحدث في غرب البلاد، كانت الصدمة كبيرة خاصة في منطقة أبيتيبي تيميسكامينغ النائية، حيث للغابات أهمية خاصة.
عندما ينظر العلماء إلى الأرقام لتقييم موسم الحرائق بكندا، يجدون صعوبة في ايجاد التعابير لوصفه ويؤكدون أنه غير مسبوق و"استثنائي من حيث الحجم والمدة" وسيكون له "عواقب وخيمة على المدى الطويل".
لم يسبق وأن أتت حرائق على هذا الحجم الكبير من المساحات التي أتت على 18 مليون هكتار، بمعدل 6400 حريق أو أن تم إجلاء هذا العدد الكبير من الأشخاص (أكثر من 200 ألف) وتضرر عدة مقاطعات واندلاع حرائق ضخمة...
وصرح المتخصص في حرائق الغابات لفرانس برس: "هذا بمثابة ناقوس خطر، لأننا لم نتوقع ان يحصل ذلك بهذه السرعة".
في كيبيك المقاطعة الأكثر تضررا والتي تشهد عادة حرائق كبرى أقل مما يحدث في غرب البلاد، كانت الصدمة كبيرة خاصة في منطقة أبيتيبي تيميسكامينغ النائية، حيث للغابات أهمية خاصة.
تعرت أغصان الأشجار وتفحمت جذوعها وجذورها، في إحدى غابات التنوب السوداء وحدها مجموعة من الطحالب صمدت أمام ألسنة النار التي نشبت في حزيران/يونيو.
من جهته يقول ماكسنس مارتن الأستاذ في علوم بيئة الغابات بجامعة كيبيك بأبيتيبي تيميسكامينغ "فرص تجدد هذه الغابة ضئيلة جدا، فالأشجار فتية بحيث لم يتسن لها الوقت لتشكيل جذور لضمان الجيل القادم".
فقدان ثلث الغابةأمام هذا الوضع المثير للقلق "وإذا استمرينا في المنحى الحالي، سنكون بحلول عام 2100 قد فقدنا ثلث الغابة الشمالية بكيبيك" على حد قوله.
وتعتبر هذه المساحات الخضراء التي تعدّ أكبر مساحة برية في العالم وتحيط بالمنطقة القطبية الشمالية، من كندا مرورا بألاسكا وسيبيريا وشمال أوروبا، حيوية لمستقبل الكوكب.
تتأجج الحرائق في هذه المنطقة جراء زيادة الجفاف والسخونة الناجمة عن تغير المناخ. ومن خلال انبعاث غازات الدفيئة في الغلاف الجوي، تساهم هذه الحرائق بدورها في ارتفاع حرارة الارض، في ما يمثل حلقة مفرغة.
شاهد: كندا تنهي عملية إخلاء مدينة بأكملها جرّاء الحرائق الجنونيةالحرائق لا تزال مستعرة في شمال كندا والآلاف يغادرون منازلهم في عملية نزوح غير مسبوقةوالميزة الأخرى لهذه الغابة الشمالية هي أنها تطلق 10 إلى 20 مرة كمية اكبر من الكربون لكل وحدة مساحة محروقة من النظم البيئية الأخرى. ومع الحرائق، وصلت الإنبعاثات الكندية إلى مستويات غير مسبوقة هذا العام (473 ميغاطن من الكربون)، أي أكثر بثلاثة أضعاف من الرقم القياسي السابق، وفقا لبيانات مرصد كوبرنيكوس الأوروبي. وفي الغابة الشمالية، وبسبب سماكة الدبال على الأرض، يمكن أن تبقى الحرائق مشتعلة تحت الأرض لأشهر.
يقول غي لافرينيير رئيس بلدية ليبيل سور كويفيون مبتسما: "كما أوضحنا للسكان أن الحرائق لن يتم إخمادها كليا إلا مع تساقط الثلج. الجميع ينتظر الشتاء بفارغ الصبر". وهي بلدة في كيبيك يبلغ عدد سكانها ألفي نسمة وتم اجلاؤهم مرتين خلال حزيران/يونيو.
وتم إنقاذ المنازل من النيران بفضل بحيرة أعاقت تقدم ألسنة اللهب، ولكن فصل الصيف كان مضطربا إذ لم يتمم أي طفل عامه الدراسي ودمرت مئات الشاليهات الصغيرة التي بنيت في الغابة.
اليوم تحيط بالبلدة خنادق لوقف انتشار النار وقد تم إنشاؤها عن طريق إزالة الصنوبريات شديدة الاشتعال. يقول رئيس البلدية مستذكرا "تولت آلات قطع الأشجار وكانت مروحية تسقط كميات من المياه في الوقت نفسه حتى لا تشتعل النيران فيها".
وهو يرغب الآن أن تحاط المدينة بالأشجار الكثيفة الأغصان الأقل اشتعالا لتشكل حاجزا.
عجز عن التعامل مع بؤر الحرائقمنذ أشهر يتأثر جزء كبير من كندا بما في ذلك أقصى الشمال، بجفاف حاد. وكان يوم واحد فقط من البرق كفيلا بإشعال مئات بؤر الحرائق في الوقت نفسه، ووقفت فرق الإطفاء والسلطات والسكان عاجزة عن التعامل معها.
تقول دوريس نوليت رئيسة قسم الإطفاء التطوعي في نورميتال وهي بلدة أخرى في كيبيك تم إخلاؤها "كان أمام السكان خمس دقائق للخروج من منازلهم والمغادرة. كان الأمر صادما ومخيفا خاصة مع تصاعد الدخان الكثيف واقتراب ألسنة اللهب".
وهي تشرف على فريق مكون من 20 شخصا، وأكدت أنها شعرت بخوف شديد لسلامة "رفاقها". وأضافت "كانت هذه المرة الأولى التي نواجه فيها حرائق الغابات. لقد تم تدريبنا على مكافحة حرائق المنازل والسيارات".
هذا العام تأثر جميع الكنديين تقريبا بموسم الحرائق، بشكل مباشر أو لأنهم استنشقوا دخانها بعد أن قطع آلاف الكيلومترات، كما ساهم أيضا في تلويث الهواء بشكل متكرر في قسم من شمال الولايات المتحدة.
يقول مارك أندريه باريزيان: "نحن بحاجة إلى التفكير بعمق...لسنا في أوروبا هنا، وليس لدينا الوسائل لمكافحة جميع الحرائق، فهي كبيرة جدا، ويصعب الوصول إليها، لذا علينا أن نكون استباقيين". وقال الباحث المتخصص في إدارة مخاطر الحرائق إن هذه الحرائق الضخمة هي مثل كابوس يلازم الكنديين.
المصادر الإضافية • أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد: مدن غارقة في الضباب والدخان.. حرائق الغابات في كندا تلوث هواء أمريكا الشمالية شاهد: حرائق كندا لهيب مستعر وتوقع باستمرارها للصيف.. النيران التهمت نحو 4.5 مليون هكتار شاهد: مدينة من الضباب والدخان .. حرائق كندا تصبغ أجواء نيويورك باللون البرتقالي كوارث طبيعية حماية البيئة حرائق كندا حرائق غابات تغير المناخالمصدر: euronews
كلمات دلالية: كوارث طبيعية حماية البيئة حرائق كندا حرائق غابات تغير المناخ الصين فرنسا مظاهرات الشرق الأوسط احتجاجات حماية البيئة النيجر أوكرانيا كوسوفو باريس الصين فرنسا مظاهرات الشرق الأوسط احتجاجات حماية البيئة یعرض الآن Next فی کیبیک
إقرأ أيضاً:
شاهد بالصور.. مدينة بحري تشهد عملية زراعة النخيل بالشوارع العامة وسط سعادة الأهالي والسكان يعودون إليها بعد نزوح طويل
وجدت خطوة أقدمت عليها حكومة مدينة بحري, وأبناء المدينة الواقعة في العاصمة الخرطوم, سعادة كبيرة وسط الأهالي, وعن مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي.
وبحسب رصد ومتابعة محرر موقع النيلين, فقد شرع المسؤولين عن أمر المدينة التي قام الجيش بتحريرها من مليشيا الدعم السريع, بخطوة هامة.
ووفقاً لما أظهرت الصور فقد شهدت شوارع المدينة زراعة النخيل, على امتداد بحري, بشكل جميل أعاد للمدينة جمالها الذي كانت عليه ما قبل الحرب.
ويشير محرر موقع النيلين, إلى أن أهالي مدينة بحري, قد توافدوا إلى منازلهم بعد نزوح استمر لأكثر من عامين, وكان الجيش قد نجح في تحرير المدينة بالكامل.
محمد عثمان _ الخرطوم
النيلين
إنضم لقناة النيلين على واتساب