بعد مماطلة وتسويف.. ما دلالات الموافقة التركية على استئناف ضخ النفط من العراق؟
تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT
لا يزال نقل النفط الخام من العراق إلى تركيا معلقًا، بعد ما يقرب ستة أشهر من صدور قرار تحكيم خلص إلى أن أنقرة مدينة بتعويضات لبغداد عن صادرات غير مصرح بها من كردستان العراق.
ويرى مراقبون أن تركيا لا تزال تستخدم نفس سياسة المماطلة و التسويف، في محاولة مكشوفة لابتزاز العراق، وإجباره على تقديم تنازلات، خصوصا وأنه مر على الزلزال نحو سبعة أشهر، وبالتالي فإن حجة عدم جاهزية خط الأنابيب باتجاه ميناء جيهان أضحت مستهلكة.
ولا يبدو الخلافات بين الجانبين فنية بقدر ما هي سياسية، حيث تحاول تركيا أساسا الخروج من مأزق دفع نحو 1.5 مليار دولار للجانب العراقي، من خلال مساومة الحكومة العراقية التي هي أيضا بحاجة للعودة لتصدير الخام من شمال البلاد.
وفي هذا الاطار، اكد عضو لجنة الزراعة والمياه ثائر الجبوري، ان تركيا تسعى لتحقيق مكاسب سياسية قبل حل ازمة المياه، لافتا الى ان الكثير من الملفات قد عملت انقرة على ربطها بملف المياه في محاولة للضغط على بغداد من اجل تحقيق مرادها.
وقال الجبوري في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” ان “شح المياه ونقص الحصص المائية تمثل ازمة العراق في الوقت الراهن، حيث ان الحل يرتبط باجراءات سياسية وقد تكون احدها الزيارة المرتقبة لاردوغان للعراق”.
وأضاف ان “هناك الكثير من الأمور ترتبط بأزمة المياه مع تركيا، خصوصا مايتعلق بالملف النفطي والضغط الذي تمارسه تركيا على العراق من اجل تحقيق مرادها مقابل إعادة فتح المنفذ التصديري باتجاه ميناء جيهان”.
وبين ان “تركيا لديها ملفات سياسية مع العراق عملت على ربطها بملف المياه ومنها التواجد العسكري وتصدير النفط والغرامات التي فرضتها عليها محكمة باريس، وبالمحصلة فأن تركيا تسعى لتحقيق مكاسبها من العراق قبل حل مشكلة المياه”.
وبعد مماطلة وتسويف دام أكثر من ستة اشهر، اكد وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار، اليوم الاثنين، أن بلاده ستستأنف هذا الأسبوع تشغيل خط الأنابيب الذي ينقل النفط الخام من العراق، وذلك بعد تعليق العمل به لنحو 6 أشهر.
وقال بيرقدار في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” إن “أنبوب جيهان بات جاهزا وسيستأنف عمله خلال الأسبوع الجاري “.
وكانت تركيا قد أوقفت التدفقات عبر خط الأنابيب في 25 آذار الماضي بعد أن قضى حكم في قضية تحكيم صادر عن غرفة التجارة الدولية أنقرة بدفع تعويضات لبغداد عن الصادرات غير المصرح بها من قبل حكومة إقليم كردستان العراق بين عامي 2014 و2018.
واتفقت بغداد وأنقرة على الانتظار لحين اكتمال تقييم أعمال صيانة الخط، الذي يمر عبر منطقة نشاط زلزالي، لاستئناف الضخ رغم استمرار معركة قانونية بشأن قرارات تحكيم.
المصدر: وكالة تقدم الاخبارية
كلمات دلالية: من العراق
إقرأ أيضاً:
فاينانشال تايمز: إيران تتسبب في توقف أكبر مصفاة نفط بسوريا عن العمل
أوقفت أكبر مصفاة نفط في سوريا عملياتها بعد توقفها عن تلقي الخام من إيران الذي كان يشكل في السابق الغالبية العظمى من مدخلات البلاد، وفقًا لما قاله مديرها العام لصحيفة فاينانشال تايمز البريطانية.
وقال إبراهيم مسلم إن مصفاة بانياس التي تعالج ما بين 90 ألفاً و100 ألف برميل من النفط الخام يومياً أنتجت آخر دفعة من البنزين يوم الجمعة بعد سقوط الرئيس السابق بشار الأسد.
وأضاف: "نحن نقوم فقط بأعمال الصيانة التي تستغرق وقتاً قصيراً حتى نكون مستعدين لوقت توفر النفط الخام".
وأوضح مسلم أن أعضاء القيادة السورية الجديدة - التي تضم شخصيات من حكومة الإنقاذ التي حكمت جيباً للمتمردين في شمال غرب سوريا لسنوات - أخبروه أنهم يتوقعون رفع العقوبات عن البلاد، مما يسمح لسوريا باستيراد النفط من مصادر غير إيرانية وتمكين المصفاة أيضاً من شراء قطع غيار لمعداتها.
وتابع: "قالوا، إن شاء الله، سيتم رفع العقوبات وستتمكنون من شراء قطع الغيار"، كاشفا أن "هناك كمية مناسبة من الوقود في المخزن، الوضع مستقر".
وقال مسلم إن سوريا استوردت في السنوات الأخيرة تحت حكم الأسد 90 في المائة من نفطها الخام من إيران، في حين تأتي النسبة المتبقية البالغة 10 في المائة من حقول النفط في سوريا.
وأشار مسلم إلى أن الحكومة الجديدة تدرس استيراد النفط الخام ومشتقاته، مضيفا أن محطات البنزين تلقت تعليمات في البداية باستخدام احتياطياتها لضمان عدم توقف تدفق الوقود خلال فترة الانتقال، لكن هذه الاحتياطيات تم تجديدها بالفعل.
وتعاني سوريا ككل من نقص حاد في الكهرباء، نتيجة بشكل رئيسي لعدم وجود الوقود لتشغيل محطات الطاقة.
وكان الاستثناء هو إدلب، معقل هيئة تحرير الشام، التي تتلقى الطاقة من تركيا، وقال مسؤول في الحكومة المؤقتة لصحيفة فاينانشال تايمز في وقت سابق من هذا الأسبوع إن خطوط الكهرباء من تركيا تم تمديدها بالفعل إلى مدينة حلب.
وقال مسلم إن مصفاة بانياس كانت تضيف إلى مخزونها من المنتجات النفطية منذ عام 2020، تحسبًا لمشروع صيانة يتطلب توقفًا لمدة شهرين عن العمل.
ووصف المشاكل القديمة في المصفاة التي تحتاج إلى معالجة، مثل المدخنة المتهالكة والأضرار الناجمة عن زلزال في عام 2022.