يصادف اليوم ذكرى ميلاد  نات ترنر، المستعبد الأمريكي، الذي أحدث  ثورة دموية غيرت مسار التاريخ في الولايات المتحدة، شهدت انتفاضة في مقاطعة ساوثهامبتون مصرع حوالي 55 شخصًا من البيض، وتعرض مئات آخرين من السود للضرب والاعتداء من قبل العنصريين البيض. 

 

على الرغم من أن التمرد استمر لمدة 24 ساعة فقط، إلا أنه أحدث تأثيرًا كبيرًا في تشريعات الولايات المتحدة بحظر العبودية والتجمع والتعليم.

نات ترنرثورة نات ترنر

في نفس الوقت، رأى الأنصار الذين يؤيدون إلغاء عقوبة الإعدام أن نظام العبودية لا يمكن مبرره، وناقش المشرعون في ولاية فرجينيا حول الخطوات التي يجب اتخاذها، حصلت جماعة المؤيدين لتحرير العبيد على أصوات كافية للفوز، حسبما ذكره الكاتب باتريك برين في كتابه "يجب غمر الأرض بال.دم"، وهو كتاب يتناول تاريخ ثورة نات ترنر.

 

وفي النهاية، قررت ولاية فرجينيا والولايات الجنوبية الأخرى الإبقاء على نظام العبودية وتشديد السيطرة على حياة الأمريكيين الأفارقة، بما في ذلك منع التعليم ومحو الأمية. 

في الجنوب قبل الحرب، كان حوالي 10% فقط من العبيد يجيدون القراءة والكتابة، وهذه النسبة كانت مرتفعة جدًا بالنسبة للمستعبدين الذين كانوا يفتقرون إلى التعليم. وكما لاحظ كلارنس لوسان، أستاذ العلوم السياسية في جامعة هوارد، كان هناك اعتقاد متزايد بأن المستعبد المتعلم كان شخصًا خطيرًا.

باحثة آثار تكشف حقيقة الكائنات الفضائية المزعومة لبناء الأهرامات ..تفاصيل مدهشة أستغرقت 13 عامًا لكتابتها وحذفت من النشر..ما قصة رواية"مديح الكراهية" للراحل خالد خليفة

تفسر سارة روث، أستاذة التاريخ في كلية ميريديث ومبدعة مشروع نات تورنر، أن ثورة 1831 أكدت هذا الاعتقاد. كان ترنر، الذي كان واعظًا متحمسًا، يعتمد على الرؤى الروحية وقدرته على قراءة الكتاب المقدس ليجد الدعم الإلهي في معركته ضد الظلم.

 

سيطر رجال الدين على السرد الكتابي بين المستعبدين غير المتعلمين، ولكن الأمريكيين السود المتعلمين مثل ترنر لم يشككوا في هذه النسخة "المطهر"من التاريخ" وبدلوا قراءته بطرق معينة تتناول العنف الثوري كوسيلة لتحقيق الحرية والتحرر.

على الرغم من أن ثورة نات ترنر لم تحقق أهدافها المباشرة وتم قمعها بسرعة، إلا أنها ألهمت العديد من الأمريكيين الأفارقة وساهمت في تعزيز النضال من أجل الحرية والمساواة. في السنوات التالية، شهدت الولايات المتحدة حركة انعتاق العبيد ونضالًا متواصلًا من أجل حقوق المواطنة والعدالة الاجتماعية.

تظل ثورة نات ترنر حدثًا هامًا في تاريخ العبودية والنضال من أجل الحرية في الولايات المتحدة. لا تزال لها تأثيرها على النقاشات الحالية حول العنصرية والعدالة الاجتماعية في البلاد.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: العبيد الولايات المتحدة ساوثهامبتون الأفارقة الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

انتخابات أميركية تاريخية.. وتقارب قوي بين هاريس وترامب

شعبان بلال وميرونا ضياء الدين (القاهرة، واشنطن)

أخبار ذات صلة العالم يترقب نتائج انتخابات الرئاسة الأميركية تهديدات كاذبة تعرقل التصويت «مؤقتاً» في جورجيا الأميركية انتخابات الرئاسة الأميركية تابع التغطية كاملة

استقطاب وانقسام كبير في خريطة الناخبين الأميركيين على وقع انتخابات رئاسية وتشريعية تاريخية، ما خلق حالة من التقارب الشديد في نسب التأييد لمرشحي الرئاسة: الديمقراطية كامالا هاريس، والجمهوري دونالد ترامب من جهة، وبين مرشحي الحزبين للكونغرس من جهة أخرى.
بيد أن هناك جوانب إيجابية لهذا التنافس القوي بين الحزبين أنتجت مشاركة مرتفعة في الانتخابات.
وفيما يخشى قطاع من الأميركيين أن تمتد حالة الانقسام إلى ما بعد الانتخابات، يعتقد آخرون أن الأمر يعتبر جزءاً أصيلاً من الديمقراطية الأميركية، شريطة الابتعاد عن العنف الذي يمكن أن يجر البلاد إلى ما لا تحمد عقباه.
تقارب كبير وتضاد في الوقت نفسه ميّزا هذه الانتخابات، فنسب التأييد تقاربت بشدة بين هاريس وترامب، لا سيما في الولايات المتأرجحة فيما التضاد في المواقف كان جلياً حيال العديد من القضايا.
وبغض النظر عن الفائز في انتخابات الرئاسة الأميركية، فهي انتخابات جعلها كل من الرئيس الحالي جو بايدن، والرئيس السابق دونالد ترامب، والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، تاريخية، فإما فوز نائبة الرئيس هاريس، لتصبح أول امرأة تشغل منصب رئيس الولايات المتحدة والقائد الأعلى لأكبر وأقوى جيش في العالم، أو أن يفوز ترامب ويصبح ثاني رئيس في التاريخ يشغل المنصب لفترتين غير متتاليتين بعد الرئيس السابق جروفر كليفلاند، كما سيكون ترامب أول رئيس في التاريخ يفوز بعد إدانته جنائياً.
 وتتميز هذه الانتخابات عما سبقها من انتخابات تاريخية، حيث شهدت انسحاب رئيس حالي في البيت الأبيض من السعي لفترة حكم ثانية اضطرارياً قبل 3 أشهر فقط من السباق، رغم فوزه بالانتخابات التمهيدية ونيله دعم مؤسسات الحزب الديمقراطي ومؤتمره العام.
ورغم أنه يتردد كل 4 سنوات أن الولايات المتحدة تشهد انتخابات تاريخية، وأنها ربما الأهم في حياة الأميركيين، لكن كثيراً من المؤرخين يعتبرون هذه الانتخابات الأهم منذ عام 1860 عندما تم انتخاب أبراهام لنكولن للرئاسة، ومن ثم اندلعت الحرب الأهلية التي استمرت لسنوات وأزهقت حياة مئات الآلاف من الأميركيين.
وحتى اللحظات الأخيرة في السباق الانتخابي، تمسك ترامب بادعاءاته حول تزوير انتخابات 2020، وقال إنه لم يكن ينبغي أن يترك البيت الأبيض في يناير 2021.
أما إذا فازت نائبة الرئيس، والمرشحة الديمقراطية، كامالا هاريس، فسوف تصبح أول امرأة، وأول امرأة سوداء، وأول شخص من أصل جنوب آسيوي، يصل إلى المكتب البيضاوي، بعد أن حققت بالفعل سابقة تاريخية لتكون أول سيدة تحظى بمنصب نائب الرئيس.
 وتسابق المرشحان، هاريس وترامب، على حث الناخبين على التصويت. 
في هذه الأثناء، اعتبر حازم الغبرا، المستشار السابق في الخارجية الأميركية أن الانتخابات بالتأكيد تاريخية إزاء التحدي الذي يواجه الدور الريادي الأميركي عالمياً، حيث تتصاعد المنافسة من قوى أخرى في العالم.
والمستقبل الأميركي يحتاج إلى قيادة قوية قادرة على التعامل مع هذه الأزمات والمشكلات التي سنواجهها في السنوات الأربع المقبلة.
وأشار الغبرا، في تصريح لـ «الاتحاد»، إلى أنه مع ذلك تعتبر كل الانتخابات الأميركية نقاط تحول تاريخية في مسار السياسة الأميركية، ولكننا اليوم أمام أزمة اقتصادية في الولايات المتحدة تتفاقم مع استمرار التضخم، ورغم أن التضخم مشكلة عالمية إلا أن الولايات المتحدة تعانيها أيضاً. إضافة إلى ذلك، تبرز مشكلة الدين العام، والأزمة على الحدود الجنوبية المتعلقة بالهجرة غير الشرعية، والتي تترك آثاراً اقتصادية وسياسية ملموسة.
وتابع الغبرا قائلاً: «اختار الأميركيون بين مرشحين لرئاسة الولايات المتحدة، قد لا يكون أي منهما مثالياً، ولكن هناك من هو أفضل من الآخر، وهذا ما حاول الناخب الأميركي البحث عنه. ومع تقارب النتائج بشكل مثير للاهتمام، نرى أن وسائل الإعلام التقليدية ووسائل التواصل تسلط الضوء على الولايات التي ستكون حاسمة في تحديد النتيجة النهائية».
من جهته، أكد فرانك مسمار، رئيس المجلس الاستشاري في جامعة ميريلاند، في تصريح لـ «الاتحاد» أن انتخابات 2024 هي الأهم في التاريخ الحديث للولايات المتحدة، إذ يرى غالبية الشعب، بما في ذلك معظم الديمقراطيين والجمهوريين، أن الديمقراطية قد تكون في خطر بناءً على من سيفوز في الانتخابات الرئاسية.
وبحسب مسمار، يعتقد الأميركيون أن نتائج انتخابات 2024 ستكون لها تداعيات عميقة على قضايا متنوعة، حيث يرى ثلاثة أرباع البالغين أن النتائج ستكون مؤثرة على الاقتصاد، وحوالي ثلثيهم يعتقدون أن الانتخابات ستكون لها انعكاسات كبيرة على الإنفاق الحكومي ومستقبل الديمقراطية الأميركية والهجرة، ونتيجة لذلك، تصنع نتائج الانتخابات، وما إذا كان المرشح الخاسر سيطعن بها أم لا، حالة من عدم اليقين.

مقالات مشابهة

  • اسوشتيد برس:رسائل عنصرية تدعو إلى العبودية تثير القلق في الولايات المتحدة الأمريكية
  • صوت الحرية يواجه الاختبار.. تفاصيل مثيرة عن استدعاء ناشط
  • أبو مازن يهنئ ترامب ويؤكد التزام الشعب الفلسطيني بالسعي إلى الحرية
  • تفاصيل خطاب ترامب اليوم.. أعلن عن نائبه رسميا وتعهد بجعل أمريكا عظيمة
  • ترامب: حققنا فوزًا لامثيل له في التاريخ وسنعيد أمريكا عظيمة
  • انتخابات أميركية تاريخية.. وتقارب قوي بين هاريس وترامب
  • هتقبض ثلاثة أضعاف.. بشرى سارة لأصحاب المعاشات|تفاصيل
  • تيم والز: الولايات المتحدة أمام لحظة تاريخية وبنسلفانيا تحسم السباق
  • عاجل - ترامب بعد تصويته في انتخابات أمريكا: اليوم هو الأهم في تاريخ الولايات المتحدة
  • ‏عاجل - انتخابات أمريكا 2024.. ترامب: الناخبون متحمسون لجعل الولايات المتحدة عظيمة من جديد