لماذا جعل الزواج مودة وليس حبًا وما الفارق بينهما؟.. الواعظة دينا أبو الخير توضح
تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT
قالت الواعظة الدكتورة دينا أبو الخير، إن الشريعة الإسلامية حينما فعلت أمر الزواج، وهو سنة من سنن رب العالمين الذي جعل من كل شيء زوجين، فخلق السماء والأرض، خلق المولى عزوجل من كل شيء زوجين، ضرب لنا سبحانه آية عظيمة سميت بآية الزوجية يقول سبحانه: «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21)».
وتابعت في حديثها خلال لقائها المباشر بالصفحة الرسمية لموقع صدى البلد، اليوم الاثنين عن التفسير الصحيح لقوله تعالى:"وَاضْرِبُوهُنَّ": عند التوقف أمامها سنجد أن الحق تعالى هنالك تزاوج في الأنفس للسكن والمودة والرحمة، وهي مطلوبة لبناء الأسرة، لافتة إلى أن القرآن الكريم لم يذكر لفظ الحب وفي وعبر بالمودة في العلاقة بين الزوجين ليبين لنا أمرًا مهمًا عن هذه العلاقة بين الزوجين.
وشددت أن الحب هو التعبير القوي أما المودة التعبير الفعلي، فمن السهل إطلاق اللفظ دون برهان عليه، لذا جعلت شريعتنا التعبير بالمودة أقوى وأساس للعلاقة بين الزوجين.
يقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء، إن هناك الكثير منا ومن جلدتنا من هو عدوٌ للحياة لا يحبها لا يحب الحياة ولا يحب أحداً حتى نفسه ؛ وربنا سبحانه وتعالى بنى هذه الحياة وجعل الحب أمراً إيجابياً فيها ،بل بناها على الحب وجعل الكراهية أمراً سلبياً فيها بل ونهى عنه، أساس الحب الرحمة وأساس الكراهية العدوان ولذلك واجهنا أول ما واجه حتى نعلم أساس الحياة ﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ [الفاتحة:1]، ربنا له أسماء للجمال وأسماء للجلال وأسماء للكمال وصف بها نفسه وسمى بها نفسه حتى يعلمنا من هو ومن نعبد ،ومن أسمائه الجمال "الرحمن ،الرحيم ، العفو ، الغفور ، الرءوف..." ،ومن أسماء الكمال : "الأول الآخر، الظاهر الباطن، المحي المميت، القابض الباسط..." ، ومن أسماء الجلال : "الجبار ،العظيم ،القوي ،المنتقم...."، أمرنا أن نتخلق بالجمال ونهانا أن نتخلق بالجلال فهو له وحده «الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحدةً منهما أخذته ولا أبالي» فالله سبحانه وتعالى جل جلاله يحذرنا من أن نتصف بشيءٍ من صفات جلاله فهي له ﴿ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ﴾ [الزُّمر:16]، فلما نعلم أننا نعبد قوياً عظيماً نخاف خوف التقوى وإن كنا نحبه حباً عظيماً ونأمل فيه سبحانه وتعالى ما لا نأمل في أحدٍ سواه.
فإذ به يقول: ﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ [الفاتحة:1]، لم يقل (بسم الله الرحمن المنتقم) ولم يقل (بسم الله المنتقم الجبار) ولم يقل (بسم الله الرحمن) بل قال: ﴿الرَّحْمَنِ﴾ وأعادها مرةً أخرى ﴿الرَّحِيمِ﴾ حتى يكون المبدأ والمعاد البداية والنهاية رحمة في رحمة هذا أساس الحياة ، ومن الرحمة يتولد الحب ، ومن الحب يتولد العطاء ولذلك قالوا "الحب عطاء|.
وبين أن الدين والحياة، ما الدين وما الحياة؟ وكيف أننا نخطئ كثيراً إذا لم نلتفت إلى الحياة ونخطئ كثيراً إذا لم نلتفت إلى الدين، عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه يذكر لنا أنه في يومٍ من الأيام وهم جلوس عند رسول الله ﷺ دخل عليهم رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر ليس عليه أثر السفر ولا يعرفه أحدٌ منا فجلس إلى النبي ﷺ ووضع ركبتيه عند ركبتيه وجعل يديه على فخذيه يعني جبريل جلس أمام النبي ﷺ على هيئة المتعلم المتأدب الذي يطلب العلم من أستاذه وسأله ما الإسلام؟ ما الإيمان؟ ما الإحسان؟ متى الساعة؟ ويجيب النبي ﷺ ثم يقول في النهاية بعد ما ذهب الرجل الغريب -غريبٌ في شكله وغريبٌ عن الناس- أتدرون من هذا ؟ إنه جبريل أتاكم يعلمكم أمر دينكم. ماذا قال لهم؟ الإسلام هو "شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصيام رمضان ، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا" وهذه الأركان الخمسة في الحقيقة تعطينا فكرة عن الدين وكيف أنه متغلغل -وينبغي أن يكون- في حياتنا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الزواج بناء الاسرة القران الكريم
إقرأ أيضاً:
نزول المطر: عطاء إلهي يحمل الخير والبركة ويجدد الأمل في النفوس
نزول المطر: عطاء إلهي يحمل الخير والبركة ويجدد الأمل في النفوس، عندما تُثقل السماء بالغيوم ويبدأ المطر بالهطول، تنبض الأرض بالحياة وتزهر القلوب بالأمل.
المطر ليس مجرد ظاهرة طبيعية نشهدها بين الحين والآخر، بل هو رمز من رموز العطاء الإلهي ورحمة تتجلى في كل قطرة تنزل من السماء.
وقد جعل الله لهذه اللحظات المباركة قيمة عظيمة، حيث تكون فرصة للتأمل والدعاء، وهي لحظات تتجدد فيها الحياة معنويًا وماديًا.
تنشر لكم بوابة الفجر الإلكترونية في السطور التالية مجموعة من الأدعية يمكن الدعاء بها وقت نزول المطر.
دعاء المطر: وقت استجابة ورحمة من اللهالمطر في القرآن الكريم
ورد ذكر المطر في العديد من آيات القرآن الكريم التي تصف كيف يحيي الله به الأرض بعد موتها.
نزول المطر: عطاء إلهي يحمل الخير والبركة ويجدد الأمل في النفوسيقول الله تعالى: "وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ" (سورة الشورى: 28).
هذه الآية تُظهر كيف يكون المطر وسيلة لنشر الرحمة وتجديد الأمل بعد القحط والضيق، فهو معجزة مستمرة تدعو الإنسان للتفكر في عظمة الخالق وقدرته على تغيير الأحوال.
المطر كفرصة للتقرب إلى الله
وقت نزول المطر هو لحظة روحانية مميزة تُستجاب فيها الدعوات. عن النبي ﷺ أنه قال:
"ثنتان ما تُردَّان: الدعاء عند النداء، وتحت المطر" (صحيح الجامع).
في هذه اللحظات، تكون السماء أقرب إلى الأرض، ويشعر المسلم بالطمأنينة وهو يدعو الله من أعماق قلبه، طالبًا منه الرحمة والمغفرة، أو متمنيًا تحقيق أمنياته.
التأمل في المطر وأثره على النفوس
المطر ليس فقط سببًا لإحياء الأرض، بل هو أيضًا دعوة للتأمل في رحمة الله ولطفه.
التذكير بنعم الله: المطر يذكر الإنسان بالنعم التي تحيط به، بدءًا من الماء الذي يمثل أساس الحياة، وصولًا إلى الخيرات التي ينبتها على الأرض.
التفاؤل والأمل: نزول المطر بعد الجفاف يُعلمنا أن الفرج يأتي دائمًا بعد الشدة، وأن الحياة مليئة بالفرص الجديدة مهما طال انتظارها.
التوكل على الله: المطر يُرسخ في قلب الإنسان الإيمان بأن الأمور بيد الله وحده، فهو من يرسل الخير والرزق في الوقت المناسب.
دعاء المطر: وقت استجابة ورحمة من الله الأدعية المستحبة أثناء المطروقت المطر هو وقت مبارك للدعاء، وقد ورد عن النبي ﷺ أدعية يمكن أن يرددها المسلم أثناء هطول المطر، ومنها:
نزول المطر: عطاء إلهي يحمل الخير والبركة ويجدد الأمل في النفوس1. عند بدء نزول المطر: "اللهم صيبًا نافعًا".
2. عند رؤية المطر الغزير: "اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والظراب وبطون الأودية ومنابت الشجر".
3. بعد انتهاء المطر: "مُطرنا بفضل الله ورحمته".
المطر يرمز للتجديد والإحياء، فهو يُحيي الأرض التي كانت ميتة، كما يُحيي القلوب التي كانت مغلقة بالحزن أو القنوط.
كل قطرة مطر تحمل رسالة من الله للإنسان أن الخير قادم، وأن الحياة مليئة بالفرص الجديدة التي تحتاج فقط للصبر والثقة بالله.
كيف نستغل وقت المطر؟1. الدعاء: احرص على الدعاء لنفسك ولأحبائك، واطلب من الله كل ما تتمناه بثقة أنه سيستجيب.
2. التأمل والشكر: تأمل في جمال الطبيعة وتفكر في عظمة الله وقدرته، واشكره على هذه النعمة العظيمة.
3. تعزيز الإيمان: اجعل من وقت المطر فرصة لتقوية إيمانك وزيادة يقينك برحمة الله وعنايته بعباده.
المطر نعمة عظيمة تحمل الخير والبركة للإنسان والحيوان والنبات، وتذكرنا دائمًا برحمة الله الواسعة التي تشمل كل شيء.
إنه فرصة للتأمل والتضرع إلى الله بالدعاء، وفرصة لتجديد الإيمان بأن الفرج قريب مهما اشتدت الصعاب.
فلنستغل هذه اللحظات المباركة بشكر الله والتقرب إليه، ولنزرع في قلوبنا الأمل مع كل قطرة تنزل من السماء.