أنقرة (زمان التركية) – قال الممثل الدائم لـ تركيا لدى الاتحاد الأوروبي، السفير فاروق قايماقجي، أن إحياء العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي وانعاشها أمر ممكن، مشيرًا إلى أن تركيا تعد أهم الدول المرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، ولا ينبغي أن تظل تنتظر طوال هذا الوقت. 

وفي مقابلة مع وكالة الأناضول حول تطورات العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي، أشار السفير قايماقجي إلى أن حقبة جديدة قد دخلت في العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى تهدئة التوترات في شرق البحر الأبيض المتوسط ​​ولقاء الرئيس رجب طيب أردوغان مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس مرتين مؤخرًا.

تركيا تنتظر على أبواب الاتحاد الأوربي منذ 1999

وذكر السفير أن عوامل مثل الهجوم الروسي على أوكرانيا، والانتخابات في تركيا واليونان، والحاجة إلى التعافي الاقتصادي وزيادة “الاتصال” في فترة ما بعد كوفيد-19، وعملية “التحول الأخضر والرقمي” سيخلق حقبة جديدة في العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي.

وفي إشارة إلى أن تركيا لا تزال في وضع “دولة مرشحة” منذ عام 1999، قال قايماقجي: “في الآونة الأخيرة، رأينا من وقت لآخر أن هناك انتقائية في الذاكرة عند الحديث عن المرشحين أو الدول الأعضاء المستقبلية والتوسع، هناك من يتحدثون عن المرشحين أو الدول الأعضاء المستقبلية والتوسع، وارتكبوا خطأ عدم الإشارة إلى تركيا”.

وشدد قايماقجي على أن تركيا مصممة على هدف عضويتها، مضيفا: “الدولة المرشحة التي تعتبر عضويتها أكثر قيمة هي تركيا، وعدم رؤية هذا هو في الواقع افتقار إلى الرؤية والشعبوية بالنسبة للاتحاد الأوروبي، والشيء المهم هنا هو توفير العدالة والمساواة”. 

وأكد السفير أنه عندما يتم ذلك، ستعمل تركيا على تسريع عملية الإصلاح بشكل أكبر، للوفاء بمعايير العضوية، وستكون قادرة على التقدم بشكل أسرع بكثير من العديد من الدول المرشحة.

أردوغان يهدد الاتحاد الأوروبي

ومن جهته أبدى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، انزعاجه من تجديد الرفض الأوروبي لعضوية تركيا في الكتلة الأوروبية، كما وجه تهديدا إلى الاتحاد الأوروبي.

وقال أردوغان عبر منصة X، إنه من الممكن فرض عقوبات سرية لأن الاتحاد الأوروبي لم يف بوعوده، وأضاف: “لقد أوفينا بكل الوعود التي قطعناها على أنفسنا للاتحاد الأوروبي، لكنهم لم يفوا بأي من الوعود التي قطعوها لنا تقريبًا. يمكننا كتركيا استبدال معايير كوبنهاجن بمعايير أنقرة إذا لزم الأمر فيما يتعلق بالديمقراطية والعدالة والحريات، ومواصلة طريقنا”، واستغل أردوغان في السابق قضية اللاجئين في بلاده للضغط على الاتحاد الأوروبي في عدة مناسبات.

وتابع الرئيس التركي: “لقد ارتكبوا ظلماً فوق ظلم لبلدنا بأسلوب يتجاهل المبادئ والقواعد والعمليات التي طرحوها على الورق، نحن في تركيا ليس لدينا أي توقعات من الاتحاد الأوروبي، الذي ظللنا ننتظر على بابه لمدة 60 عامًا”.

ويريد أردوغان السماح للأتراك بدخول الاتحاد الأوربي دون تأشيرة مسبقة عوضا عن عضوية تركيا في الاتحاد، وقال إنه “إذا تراجع الاتحاد الأوروبي، وخاصة فيما يتعلق بالتأشيرة،”التي يستخدمونها كعقوبة مستترة ضد تركيا”، فإن ذلك سكون بمسابة “تصحيح لأخطائهم”، وقال “إذا لم يفعلوا ذلك، فإنهم يفقدون تماما الحق في توقع أي شيء منا سياسيا واجتماعيًّا واقتصاديًّا وعسكريًّا”.

تركيا بعيدة عن عضوية الاتحاد الأوروبي

 ويقول الاتحاد الأوروبي إن تركيا لا تفي بمعايير كوبنهاجن للانضمام إلى عضوية الكتلة الأوروبية.والشهر الماضي صوت 434 نائبا في البرلمان لصالح عدم قبول انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، ووقف محادثات انضمامها ما لم تقم الحكومة التركية بإجراء تغيير جذري في المسار.

ولفت البرلمان الانتباه إلى التراجع الديمقراطي في تركيا، وأكد على قلقه بشأن حقوق المرأة، والعنف القائم على النوع الاجتماعي، وزيادة جرائم قتل الإناث، وانتشار خطاب الكراهية والتمييز ضد مجتمع المثليين، ووافق البرلمان الأوروبي بالأغلبية على تقرير تركيا لعام 2022 الذي أعده المقرر الإسباني ناتشو سانشيز أمور.

 

Tags: الاتحاد الأوروبيالسفير فاروق قايماقجيتركياعضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي

المصدر: جريدة زمان التركية

كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبي تركيا عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي الاتحاد الأوروبی

إقرأ أيضاً:

هل يدفع أعداد اللاجئين السوريين في تركيا عجلة المصالحة بين أردوغان والأسد؟

حالة من الترقب في انتظار اللقاء المتوقع بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره السوري بشار الأسد، بعد أكثر من عقد على القطيعة، حيث عاشت تركيا ولأكثر من عقد قطيعة مع جارتها التي ترتبط ارتباطا وثيقا بها.

وبحسب تقرير لصحيفة "التايمز" أعدته حنا لوسيندا سميث من مدينة اسطنبول فإن أعداد اللاجئين السوريين في تركيا هي السبب وراء محاولات إصلاح العلاقات التركية- السورية.

ففي آذار/ مارس 2011، قطع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان العلاقات مع نظام بشار الأسد، حيث بدأت أعداد اللاجئين السوريين الهاربين من الحرب بالتدفق على الحدود التركية. وفي تحرك أدى لعزلته بالمنطقة وضع أردوغان ثقله وراء المعارضة للأسد.

وبحسب الأرقام الرسمية، ففي تركيا اليوم، 3.1 مليون لاجئ سوري، مع أن الرقم قد يكون أعلى بكثير. ويريد أغلب الأتراك عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم.


وقد أصبحت هذه القضية تشكل صداعا سياسيا محليا لأردوغان. ففي هذا الصيف اندلعت أعمال شغب مناهضة للسوريين بمدن في مختلف أنحاء تركيا، وأشارت الصحيفة إلى أن ثورات الربيع العربي التي دعمها أردوغان، فشلت إلى حد كبير. فقد أصبحت ليبيا دولة مقسمة إلى حكومتين وتعيش تونس في حالة من الفوضى المتزايدة، كما وأطاحت الانقلابات بحكومة الإخوان المسلمين في مصر، والتي جلبت إلى السلطة، الجنرال عبد الفتاح السيسي، وهو رجل استبدادي معاد للإسلاميين.

وفي الوقت نفسه، نجت ممالك الخليج من هذه الثورات ولم يلحق بها أي أذى، في حين انهارت سوريا واليمن وتعيشان صراعات بالوكالة.

وفي ضوء هذا الواقع الجيوسياسي والأزمة الاقتصادية التي تعيشها تركيا، شرع أردوغان في إعادة بناء العلاقات مع نفس الزعماء الذين أمضى عقدا من الزمان في معاداتهم ودعم الذين حاولوا إسقاطهم.


وقام بضبط العلاقة مع السعودية والإمارات العربية المتحدة وبوعود استثمارات ضخمة وعقود تجارية محتملة.

وفي هذا الشهر استقبل في العاصمة أنقرة رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي وأعلن عن اتفاقيات تجارية وأمنية.

وبخلاف محاولات الضبط مع الدول الأخرى، فالمصالحة مع الأسد، الذي كان قريبا منه لدرجة أنهما قضيا إجازة عائلية معا في بودرم، تبدو معقدة.

ليس لأن أنقرة لا تزال تستقبل المعارضة السياسية السورية ومكاتبها في إسطنبول فحسب، بل ولأن أجزاء كبيرة من سوريا التي تسيطر عليها المعارضة والتي تقع على الحدود التركية تخضع لسيطرة قوات مدعومة من تركيا، إلى جانب نشاط الجيش التركي هناك.

ونقلت الصحيفة عن أويتان أورهان المختص بشؤون المشرق في مركز أبحاث الشرق الأوسط في اسطنبول قوله: "المشاكل عميقة وبعيدة المدى، وهناك غياب كبير بالثقة وطبيعة كل المشاكل قائمة على الأمن"، مضيفا أنه "من جانب الأسد فلا يوجد حرص على التوصل إلى مصالحة لأنهم يعتقدون أنه مع مرور الوقت سيصبح موقفهم قويا"، و"يعتقدون أن الوقت في صالحهم لكنهم ضعاف، لاعتمادهم على إيران وروسيا ويحتاجون أيضا إلى حل سياسي، ولا توجد فرصة لذلك دون انسحاب تركي".


وتقول الصحيفة إن القنوات الإخبارية التركية تروج منذ أشهر لاحتمال لقاء بين الزعيمين، إلا أن الجانب السوري التزم بالهدوء.

ومع ذلك هناك عدة عوامل تجمع الطرفين وتدفع للمصالحة. منها عودة الأسد للحظيرة العربية، ففي أيار/ مايو 2023 سمح لسوريا بالعودة إلى الجامعة العربية واستعادة مقعدها الشاغر منذ 12 عاما. وشاركت تركيا ولأول مرة في اجتماع وزراء الخارجية العرب الأسبوع الماضي. وتدفع دول الخليج الساعية لمواجهة إيران باتجاه حل الخلافات وإصلاح العلاقات بين البلدين.

وتطمح روسيا بتقوية سيطرتها على سوريا وهي بحاجة لمصالحة وانسحاب تركي من الأراضي السورية لكل تحقق هذا الطموح.

وفي الوقت نفسه، تحضر الولايات المتحدة لسحب قواتها من شمال- شرق سوريا، حيث تقدم الدعم للمقاتلين الأكراد ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وينظر أردوغان والأسد إلى الأكراد كتهديد لأمن ووحدة الأراضي التركية والسورية.

لكن الأسد ليس آمنا كما يحب أن يصور نفسه، فربما تحدى معارضيه الداخليين، لكنه أصبح زعيما تابعا يعتمد على رعاته في طهران وموسكو، ويحكم بلدا متشرذما يشهد بين الفترة والأخرى موجات من الاحتجاجات ضده بالمناطق الخاضعة لسيطرته، وخاصة في السويداء، معقل الأقلية الدرزية الموالية سابقا له، ودرعا، مهد الثورة.

وتقف المنطقة على أعتاب حرب شاملة بسبب الحرب في غزة التي قد تتوسع إلى لبنان وقد تطال سوريا، وربما وجهت إسرائيل غارات مباشرة إلى حلفاء الإيرانيين في دمشق.


وتقول الصحيفة إن أي مصالحة تعتمد على عدد من القضايا الرئيسية والتي قد يقود حلهما لخلق مشاكل أخرى.

وسيؤدي إصرار الأسد على الانسحاب التركي الكامل من شمال سوريا، إلى خلق فراغ أمني في منطقة تنشط فيها مجموعات متطرفة متعددة، بما في ذلك خلايا تنظيم الدولة الإسلامية. ومن غير المرجح أن تكون عودة قوات الأسد سهلة وبدون قتال وسفك للدماء. وهذا يعني موجة جديدة من اللاجئين نحو تركيا.

ومن جهة أخرى سيؤدي الغضب من خيانة تركيا الظاهرة لتعريض الأراضي التركية للخطر وشن هجمات إرهابية ضدها.

ومن جانب أردوغان، فالمطلب الأساسي للمصالحة، سيكون تسهيل عودة اللاجئين السوريين، ولكن من غير الواضح كيف يمكن للأسد أن يقدم أي نوع من الضمانات لسلامتهم عندما تعرض مئات الآلاف من معارضي النظام السوري للتعذيب والقتل في السجون.


ومنذ بداية الحرب ولد أكثر من 700.000 طفلا لأباء سوريين في تركيا، عدد كبير منهم لا يحملون جنسية. ولا يمكن حل مشكلتهم من خلال صورة مشتركة بين الأسد وأردوغان في أنقرة أو دمشق.

 ويقول أورهان: "لن يحدث الانسحاب التركي دون ضمانات أمنية، وهذا يتطلب حلا سياسيا، وهو ما يشكل في حد ذاته عقبة كبيرة"، مضيفا: "يمكننا أن نتوقع أن تستغرق العملية وقتا طويلا، مع تقلبات على طول الطريق. وقد تستغرق سنوات، وحتى لو التقى أردوغان والأسد وتصافحا، فهذا لا يعني أنهما حققا التطبيع".

مقالات مشابهة

  • أردوغان: تركيا الثانية عالميا في عدد شركات المقاولات
  • ‏مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي يدين تفجير أجهزة الاتصالات في لبنان
  • 28 ألف طلب لجوء من تركيا إلى الاتحاد الأوروبي في 2024
  • 26 ألفا و544 إصابة بجدري القردة في إفريقيا والاتحاد الافريقي يدعو إلى "الحذر أكثر من القلق"
  • الاتحاد الإفريقي: حصيلة 26 ألفا و544 حالة إصابة بجدري القردة تدعو إلى الحذر أكثر من القلق
  • هل تدفع أعداد اللاجئين السوريين في تركيا عجلة المصالحة بين أردوغان والأسد؟
  • هل يدفع أعداد اللاجئين السوريين في تركيا عجلة المصالحة بين أردوغان والأسد؟
  • ‏وزير خارجية الإمارات يؤكد خلال استقباله منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي دعم كافة الجهود للتوصل إلى وقف لإطلاق النار
  • عبدالله بن زايد و بوريل يبحثان التعاون الإماراتي الأوروبي وتطورات المنطقة
  • هل تنجح المعارضة في الدفع إلى انتخابات مبكرة في تركيا؟