جريدة الوطن:
2025-04-24@20:04:35 GMT

ثقافة الدردشة الجماعية!

تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT

ثقافة الدردشة الجماعية!

يعي الجميع أهمِّية التواصل الاجتماعي، ومدى تأثيره النَّفْسي على حياة الأفراد في عصرنا هذا. لذلك نلاحظ ـ على سبيل المثال ـ أنَّ هاتف الفرد قَدِ امتلأ بالدردشات الجماعيَّة من: أصدقاء الكلِّيَّة، وزملاء العمل، والأصدقاء الذين التقى بهم في مرحلة البلوغ، ومجموعة من الأصدقاء الذين سيذهبون إلى حفلة ما، والعائلة، بل والعائلة بفروعها الممتدَّة.

بلا شك أنَّنا نُحبُّ الرسائل النصيَّة الجماعيَّة، ولكن ربَّما في الأوان الأخير، بدا أنَّ العدد الهائل من الرسائل التي تتنافس على جذب انتباه الشَّخص قَدْ أضحت خارجة عن السيطرة. ولعلَّنا جميعًا نلاحظ أنَّه بحلول الوقت الذي نستيقظ فيه صباحًا، تكُونُ الإشعارات قَدْ بدأت بالفعل في الوصول، وبَيْنَما أنتَ ذاهبٌ للنَّوم، فإنَّها ما زالت تأتي، فتقوم بالتمرير لأعلى ولأعلى، محاولًا العثور على المكان الذي توقفت فيه، كما لو أنَّه فقَدَ مكانه في كتاب يزداد طوله كُلَّما قرأت!
طبعًا للأفضل أو للأسوأ، ربَّما نكُونُ في عصر الدردشة الجماعيَّة. حيث اكتسب تطبيق واتساب ـ مثلًا ـ وهو خدمة المراسلة الأكثر شَعبيَّة في جميع أنحاء العالَم، بأكثر من مليارين ونصف المليار مستخدم نشط في الفترة من عام ٢٠١٢ إلى ٢٠٢٣، مع احتمال الزيادة في مستخدميه. ولكن قَبل بضع سنوات فقط، أجزم هنا أنَّه كان من الممكن أن نقومَ بالمزيد من تلك الدردشة عَبْرَ الإنترنت، ولكن مع وجود تطبيق أكس (المعروف سابقًا باسم تويتر) في حالة من الفوضى ـ إن استطعت قول ذلك ـ وتراجع شَعبيَّة الفيسبوك، واستحواذ الإعلانات على الإنستجرام، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي أقلَّ اجتماعيَّة. لذلك وعلى الرغم من أنَّ هذه المواقع لَمْ تَعُدْ تُعزِّز التواصل الحقيقي، مِثل النصائح والنكات الداخليَّة، إلَّا أنَّ الأشخاص قَدْ يستعيدون ذلك التواصل من خلال الدردشات الجماعيَّة.
بطبيعة الحال، إجراء محادثة مستمرَّة يعني أيضًا أنَّ لدَيْك مساحة لمشاركة التحديثات الصغيرة التي تحدث حَوْلَك على مدار اليوم. كما أنَّها تُسهم في تماسك المجموعة والمتعة المشتركة. وهنا ربَّما قَدْ يكُونُ للبعض ذلك النَّص الجماعي بمثابة ملجأ وتذكير بأنَّك جزء من شيء ما، فحتَّى عِنْدما تكُونُ وحيدًا، فأنتَ لسْتَ وحيدًا. وهكذا تستمرُّ الرسائل في التدفُّق والتراكم. في النهاية، أرَى أنَّك تحت ذلك الشلَّال، وأعضاء الدردشة المختلفين يجلبون شخصيَّاتهم الخاصَّة وأساليب الاتِّصال الخاصَّة بهم أيضًا، والتوقُّعات الخاصَّة بمعايير المجموعة ـ فهناك الكثير ممَّا يحدث!.
ولعلَّ أهمَّ ما قَدْ نلاحظه من تلكم ـ الدردشات ـ ذلك التوتُّر الأبدي بَيْنَ الهُوِيَّة الفرديَّة والجماعيَّة، بَيْنَ أن نكُونَ أشخاصًا منفردين بأنْفُسِنا، وأن نكُونَ مسؤولين أمام الآخرين. في نهاية المطاف، يريد مُعْظمنا التواصل حتَّى لو كان يتضمن بعض الالتزامات، لِيصلَ أنَّنا سنتلقَّى سيلًا من الرسائل عِندما نكُونُ مشغولين، فهل إذا كان ذلك، يعني أنَّه يُمكِننا التواصل عِندما نتألَّم؟!
ومع ذلك، من الأفضل أن نلاحظَ متى تمنحنا محادثاتنا حزنًا أكثر من الفرح، أو عِندما تتضاعف إلى درجة أنَّنا لا نربطها بالحميميَّة والاتِّصال بعد الآن. وهنا بشكلٍ حقيقي أوَدُّ الإشارة إلى أنَّه إذا كنَّا نتحوَّل إلى المراسلة الجماعيَّة عِندما بدأت وسائل التواصل الاجتماعي تبدو أقلَّ اجتماعيَّة، فيجِبُ أن نتمسَّكَ بالمحادثات الجماعيَّة التي تساعدنا صدقًا في التحدث إلى النَّاس، وربَّما نتخلَّى هنا عن تلك التي تبدو مزدحمة وفارغة في نَفْس الوقت!
ختامًا، أيُّ انتماء يتطلب بعض الجهد. وهكذا هي العلاقات ومِثلها التواصل الاجتماعي، فهي مسؤوليَّات غالبًا ما تأتي مصحوبة بالإزعاج لبعض الأفراد، ولكن هذه هي طبيعتها…أوَلَيْسَ كذلك؟ فلقَدْ تلقَّيت عشرات الإشعارات أثناء الانتهاء من هذا الموضوع وفي النهاية، أنا سعيد لأنَّها وصلتني.

د. يوسف بن علي الملَّا
طبيب ـ مبتكر وكاتب طبي
dryusufalmulla@gmail.com

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: التواصل الاجتماعی ة الجماعی

إقرأ أيضاً:

رئاسة الشؤون الدينية تنفي وجود مواقع للأئمة والخطباء في وسائل التواصل الاجتماعي وتحذر من المقاطع المفبركة بالذكاء الاصطناعي

المناطق_متابعات

‏نفى المتحدث الرسمي لرئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، فضيلة الشيخ عبدالله بن حمد الصولي؛ وجود حسابات باسم أصحاب الفضيلة أئمة وخطباء الحرمين الشريفين في مواقع ووسائل التواصل الاجتماعي.

‏وحذَّر فضيلة المتحدث الرسمي لرئاسة الشؤون الدينية من المواقع المنتحِلَة والوهمية التي تبث محتوى غير صحيح وكاذب، وتصنع مقاطع صوتية مركبة غير حقيقية باستخدام التقنيات الذكية، مفتئة على لسان أصحاب الفضيلة أئمة الحرمين الشريفين من خلال المقاطع المصطنعة بما يعرف بالذكاء الاصطناعي.

أخبار قد تهمك رئاسة الشؤون الدينية تكمل استعدادتها لشهر رمضان بحزمة مبادرات إثرائية 24 فبراير 2025 - 9:41 مساءً وزير “الشؤون الدينية” بالسودان: مسابقة الملك عبدالعزيز للقرآن تعد من المسابقات العريقة في العالم الإسلامي 12 أغسطس 2024 - 10:58 صباحًا

وأكد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الدينية أن أي محتوى لا يصدر من موقع الرئاسة وحساباتها الرسمية؛ فهو غير معتمد، ولا يمت لأصحاب الفضيلة أئمة الحرمين الشريفين بصِلة.

‏وشدد المتحدث الرسمي على أهمية أخذ المحتوى من المصادر الموثقة لجهاز الشؤون الدينية، مؤكدًا أن الرئاسة عازمة على اتخاذ الإجراءات الرسمية حيال تطبيق قوانين الجرائم المعلوماتية لكل من يسيء لأئمة وخطباء الحرمين الشريفين.

ونبَّه المتحدث الرسمي إلى ضرورة تحري الدقة نحو مصدر ما يُسمع ويُشاهد ويُتداول عن أصحاب الفضيلة أئمة الحرمين الشريفين وخطبائهما. داعيًا جميع المهتمين بأخبار ومنجزات ومحتوى رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ إلى الحذر من الانسياق وراء هذه الحسابات الوهمية والمغرضة، التي تسعى إلى اختراق الأمن الفكري والمجتمعي، وخلق لبسٍ ديني، وخلط علمي ومعرفي.

مقالات مشابهة

  • بأغنية "فستانك الأبيض".. حسين الجسمي يتصدر تريند يوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعي
  • بريطانيا تدرس فرض حظر على استخدام الأطفال لوسائل التواصل الاجتماعي
  • وحدة مكافحة الجرائم الإلكترونية في الأردن تحذر من الترويج للجمعيات المحظورة على وسائل التواصل الاجتماعي
  • التشكيك: سلاح خفي في الحرب النفسية التي تشنها المليشيات
  • “رئاسة الشؤون الدينية” تنفي وجود مواقع للأئمة والخطباء في وسائل التواصل الاجتماعي وتحذر من المقاطع المفبركة بالذكاء الاصطناعي
  • السعودية تنفي وجود مواقع لأئمة وخطباء الحرمين الشريفين في وسائل التواصل الاجتماعي
  • المدرب علي الورقي: «لينكد إن» منصة مهنية جادة بعيدة عن ضوضاء التواصل الاجتماعي
  • رئاسه الشوؤن الدينية تنفي وجود مواقع للأئمة والخطباء في وسائل التواصل الاجتماعي
  • رئاسة الشؤون الدينية تنفي وجود مواقع للأئمة والخطباء في وسائل التواصل الاجتماعي وتحذر من المقاطع المفبركة بالذكاء الاصطناعي
  • عن الابادات الجماعية التي عايشناها .. لكم أحكيها