جريدة الوطن:
2024-07-05@23:54:41 GMT

ثقافة الدردشة الجماعية!

تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT

ثقافة الدردشة الجماعية!

يعي الجميع أهمِّية التواصل الاجتماعي، ومدى تأثيره النَّفْسي على حياة الأفراد في عصرنا هذا. لذلك نلاحظ ـ على سبيل المثال ـ أنَّ هاتف الفرد قَدِ امتلأ بالدردشات الجماعيَّة من: أصدقاء الكلِّيَّة، وزملاء العمل، والأصدقاء الذين التقى بهم في مرحلة البلوغ، ومجموعة من الأصدقاء الذين سيذهبون إلى حفلة ما، والعائلة، بل والعائلة بفروعها الممتدَّة.

بلا شك أنَّنا نُحبُّ الرسائل النصيَّة الجماعيَّة، ولكن ربَّما في الأوان الأخير، بدا أنَّ العدد الهائل من الرسائل التي تتنافس على جذب انتباه الشَّخص قَدْ أضحت خارجة عن السيطرة. ولعلَّنا جميعًا نلاحظ أنَّه بحلول الوقت الذي نستيقظ فيه صباحًا، تكُونُ الإشعارات قَدْ بدأت بالفعل في الوصول، وبَيْنَما أنتَ ذاهبٌ للنَّوم، فإنَّها ما زالت تأتي، فتقوم بالتمرير لأعلى ولأعلى، محاولًا العثور على المكان الذي توقفت فيه، كما لو أنَّه فقَدَ مكانه في كتاب يزداد طوله كُلَّما قرأت!
طبعًا للأفضل أو للأسوأ، ربَّما نكُونُ في عصر الدردشة الجماعيَّة. حيث اكتسب تطبيق واتساب ـ مثلًا ـ وهو خدمة المراسلة الأكثر شَعبيَّة في جميع أنحاء العالَم، بأكثر من مليارين ونصف المليار مستخدم نشط في الفترة من عام ٢٠١٢ إلى ٢٠٢٣، مع احتمال الزيادة في مستخدميه. ولكن قَبل بضع سنوات فقط، أجزم هنا أنَّه كان من الممكن أن نقومَ بالمزيد من تلك الدردشة عَبْرَ الإنترنت، ولكن مع وجود تطبيق أكس (المعروف سابقًا باسم تويتر) في حالة من الفوضى ـ إن استطعت قول ذلك ـ وتراجع شَعبيَّة الفيسبوك، واستحواذ الإعلانات على الإنستجرام، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي أقلَّ اجتماعيَّة. لذلك وعلى الرغم من أنَّ هذه المواقع لَمْ تَعُدْ تُعزِّز التواصل الحقيقي، مِثل النصائح والنكات الداخليَّة، إلَّا أنَّ الأشخاص قَدْ يستعيدون ذلك التواصل من خلال الدردشات الجماعيَّة.
بطبيعة الحال، إجراء محادثة مستمرَّة يعني أيضًا أنَّ لدَيْك مساحة لمشاركة التحديثات الصغيرة التي تحدث حَوْلَك على مدار اليوم. كما أنَّها تُسهم في تماسك المجموعة والمتعة المشتركة. وهنا ربَّما قَدْ يكُونُ للبعض ذلك النَّص الجماعي بمثابة ملجأ وتذكير بأنَّك جزء من شيء ما، فحتَّى عِنْدما تكُونُ وحيدًا، فأنتَ لسْتَ وحيدًا. وهكذا تستمرُّ الرسائل في التدفُّق والتراكم. في النهاية، أرَى أنَّك تحت ذلك الشلَّال، وأعضاء الدردشة المختلفين يجلبون شخصيَّاتهم الخاصَّة وأساليب الاتِّصال الخاصَّة بهم أيضًا، والتوقُّعات الخاصَّة بمعايير المجموعة ـ فهناك الكثير ممَّا يحدث!.
ولعلَّ أهمَّ ما قَدْ نلاحظه من تلكم ـ الدردشات ـ ذلك التوتُّر الأبدي بَيْنَ الهُوِيَّة الفرديَّة والجماعيَّة، بَيْنَ أن نكُونَ أشخاصًا منفردين بأنْفُسِنا، وأن نكُونَ مسؤولين أمام الآخرين. في نهاية المطاف، يريد مُعْظمنا التواصل حتَّى لو كان يتضمن بعض الالتزامات، لِيصلَ أنَّنا سنتلقَّى سيلًا من الرسائل عِندما نكُونُ مشغولين، فهل إذا كان ذلك، يعني أنَّه يُمكِننا التواصل عِندما نتألَّم؟!
ومع ذلك، من الأفضل أن نلاحظَ متى تمنحنا محادثاتنا حزنًا أكثر من الفرح، أو عِندما تتضاعف إلى درجة أنَّنا لا نربطها بالحميميَّة والاتِّصال بعد الآن. وهنا بشكلٍ حقيقي أوَدُّ الإشارة إلى أنَّه إذا كنَّا نتحوَّل إلى المراسلة الجماعيَّة عِندما بدأت وسائل التواصل الاجتماعي تبدو أقلَّ اجتماعيَّة، فيجِبُ أن نتمسَّكَ بالمحادثات الجماعيَّة التي تساعدنا صدقًا في التحدث إلى النَّاس، وربَّما نتخلَّى هنا عن تلك التي تبدو مزدحمة وفارغة في نَفْس الوقت!
ختامًا، أيُّ انتماء يتطلب بعض الجهد. وهكذا هي العلاقات ومِثلها التواصل الاجتماعي، فهي مسؤوليَّات غالبًا ما تأتي مصحوبة بالإزعاج لبعض الأفراد، ولكن هذه هي طبيعتها…أوَلَيْسَ كذلك؟ فلقَدْ تلقَّيت عشرات الإشعارات أثناء الانتهاء من هذا الموضوع وفي النهاية، أنا سعيد لأنَّها وصلتني.

د. يوسف بن علي الملَّا
طبيب ـ مبتكر وكاتب طبي
dryusufalmulla@gmail.com

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: التواصل الاجتماعی ة الجماعی

إقرأ أيضاً:

السومرية تحذر من روابط هكر تدعي وجود فرص عمل داخل مؤسستها

السومرية نيوز – محليات

حذرت قناة السومرية الفضائية، من قنوات "مزيفة" على مواقع التواصل الاجتماعي تقوم بالاحتيال على الموطنين بوجود فرص عمل داخل المؤسسة. وذكرت إدارة قناة السومرية الفضائية في بيان لها، ان "قناتنا ليست لديها إعلانات على أي منصة في مواقع التواصل الاجتماعي"، مشيرة الى ان "إعلانات فرص العمل متوفر فقط على موقعنا الإلكتروني (Alsumaria TV)".

وأكدت انه "بعد التدقيق واحالة بعض الروابط للقسم التقني، تم فحصها والكشف عن انها ملغمة وتتسبب باختراق أجهزة من يضغط عليها، وتسرب جميع ملفاته ومن بينها الصور الشخصية".

وأهابت الإدارة، المواطنين "بعدم التعامل مع مثل هذه الروابط، وعدم إرسال أي معلومات ذات طابع شخصي لمواقع مجهولة".

وأشارت الى "ضرورة انتباه المواطنين لخطورة هذه الروابط للمحافظة على المعلومات الشخصية والصور من التسريب، الذي قد يتحول لاحقا الى وسيلة للابتزاز الالكتروني، كما حصل في السابق، وراح ضحيته العديد من الفتيات".

ودعت الإدارة الى "عدم متابعة هذه المنصات، وغلقها فوراً"، مؤكدة ان على "الأجهزة الأمنية المختصة بالأمن السيبراني متابعة هذا الملف؛ لأنه يقع ضمن إطار الجرائم الالكترونية، ويهدد الامن المجتمعي العراقي".

مقالات مشابهة

  • في مشهد صادم.. مواطن جزائري يسجد لوالي وهران ويقبل أيادي ورؤوس مسؤولين (فيديو)
  • 78% من الأطفال يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي.. فما هي الأسباب؟
  • السومرية تحذر من روابط هكر تدعي وجود فرص عمل داخل مؤسستها
  • السجن عامين لشخص بسبب علكة
  • جدل بعد سجن كويتي عامين بتهمة سرقة علكة
  • تزايد “الاحتيال الرومانسي” على شبكات التواصل الاجتماعي
  • محافظ قنا الجديد: لا توجد مشكلة في نشر شكاوى المواطنين ولكن يجب التواصل لحلها
  • شاهد..مشعوذ يفضح زبائنه بنشر صورهم على مواقع التواصل الاجتماعي!
  • «مشروع مضمون».. كيف تحصل على تمويل سيارات النقل الجماعي من بنك ناصر؟
  • الداخلية العراقية تعلن عن استراتيجيتين إزاء مواقع التواصل الاجتماعي