التطبيع السعودي الإسرائيلي لا يتوقف فقط على الفلسطينيين.. ما علاقة إيران؟
تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT
السلام الكامل بين السعودية وإسرائيل ربما يعتمد أيضاً على تحقيق انفراجة مع إيران، وليس فقط الانفراجة مع الفلسطينيين.
هكذا تحدث تحليل لموقع "المونيتور"، وترجمه "الخليج الجديد"، تعليقا على تصريحات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لشبكة "فوكس نيوز"، الأسبوع الماضي، حين قال: "كل يوم نقترب" من تطبيع العلاقات مع إسرائيل، لكن ذلك يعتمد في النهاية على تحقيق انفراجة مع الفلسطينيين.
المحطة الأولى: رام الله
لنبدأ بالقضية الفلسطينية، فخلال الأسبوع الماضي، وفي أول زيارة من نوعها لمسؤول سعودي منذ عام 1967 على الأقل، قام نايف بن بندر السديري، السفير السعودي لدى فلسطين والقنصل العام في مدينة القدس، بزيارة رام الله وأكد من جديد التزام السعودية بالدولة الفلسطينية.
وتأتي الزيارة خلال موجة من الدبلوماسية بين واشنطن والرياض ورام الله.
اقرأ أيضاً
تحليل: التطبيع مع إسرائيل قد يشعل حربا بين السعودية وإيران
ومن خلال العمل الوثيق مع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، عرض بن سلمان استئناف المساعدة للرئيس الفلسطيني محمود عباس، إذا تمكنت السلطة الفلسطينية من قمع الجماعات المسلحة المتطرفة في الضفة الغربية.
وفي المقابل، فإن السلطة الفلسطينية مستعدة للمضي قدماً في التطبيع إذا تخلت إسرائيل عن سيطرتها على بعض بلدات الضفة الغربية وتفكيك المستوطنات.
وهذه كلها خطوات صحيحة، وفق التحليل، وتعكس شعوراً محموداً بإلحاح الوضع المتدهور للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.
ويأتي شريان الحياة السعودي المحتمل في الوقت الذي يبدأ فيه عباس عملية تغيير في القادة الفلسطينيين لدمج جيل الشباب، لكن شعبيته لا تزال مرتفعة كما كانت دائمًا.
وربما يكون هذا أقل مما ينبغي، أو بعد فوات الأوان، بالنسبة لسيطرة عباس الضعيفة على الضفة الغربية، وخاصة نابلس وجنين، مركزي المقاومة الجديدين.
اقرأ أيضاً
إيران: تطبيع السعودية وإسرائيل لا يخدم المنطقة
المحطة التالية: تل أبيب
وهذا يقود إلى إسرائيل، حيث يبدو من المرجح أن أي خطوة صغيرة نحو حل الدولتين ستصل إلى طريق مسدود.
ويكتب المحلل الإسرائيلي البارز بن كاسبيت، أن "التنازلات الإسرائيلية المطلوبة للفلسطينيين لا تشكل بداية بالنسبة للعديد من أعضاء ائتلاف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المتعدد الأحزاب، الذين يطالبون وينفذون أيضًا إجراءات أحادية الجانب لدفن أي احتمال إلى الأبد". للدولة الفلسطينية المستقلة".
ولعل الحل الوحيد، كما يوضح كاسبيت، هو إذا كان الطلب السعودي لا يرقى إلى مستوى إقامة دولة فلسطينية، أو إذا كان من الممكن بطريقة أو بأخرى إغراء بيني غانتس، وزير الدفاع السابق والرئيس الحالي لحزب الوحدة الوطنية المعارض، للانضمام إلى حكومة ائتلافية إسرائيلية جديدة.
وسيكون الأول بمثابة خيبة أمل، بالنظر إلى التوقعات حتى الآن، بما في ذلك التصريحات السعودية العديدة، والأخير سيكون بمثابة معجزة، إذا تمكنت واشنطن من تحقيق ذلك.
اقرأ أيضاً
أيهما يأتي أولا لإسرائيل.. التطبيع مع السعودية أم الحرب ضد إيران؟
المحطة الأخيرة: طهران
لقد كان النهج السعودي في التطبيع دائمًا مصحوبًا بالتحوط بسبب إيران، وجاءت طلبات الرياض من واشنطن، دعم برنامجها النووي، ومعاهدة الدفاع وأنظمة الأسلحة المتطورة، كلها موجهة نحو إيران.
والأسبوع الماضي، أعلنت الرياض أنها ستمنح الوكالة الدولية للطاقة الذرية وصولاً أوسع إلى منشآتها، كما أفاد جاك داتون، وهو ما يمثل دفعة لمحاولتها الحصول على الدعم النووي الأمريكي.
ولا تزال الخطوات السعودية أقل من البروتوكول الإضافي للوكالة الدولية للطاقة الذرية، والذي، إلى جانب رغبة المملكة في امتلاك قدرة خاصة بها على تخصيب اليورانيوم، من شأنه أن يجعل موافقة الكونجرس على الاتفاق النووي السعودي أمرًا صعبًا.
تريد الرياض إبرام اتفاقها النووي مع الولايات المتحدة، لكنها مستعدة لنقل أعمالها إلى أماكن أخرى، بما في ذلك الصين، إذا لزم الأمر.
ولا يقتصر سعي الرياض للحصول على الطاقة النووية، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم، فقط على تطوير مصدر جديد للطاقة البديلة.
وتقع إيران في قلب الحسابات السعودية.
اقرأ أيضاً
أكسيوس: مسؤولون إسرائيليون إلى واشنطن لبحث التطبيع السعودي والنووي الإيراني
وقال بن سلمان لقناة "فوكس نيوز"، إنه إذا حصلت إيران على القنبلة النووية، فسيتعين على السعودية أن تحصل على واحدة.
والمغزى الضمني هنا أيضاً هو أنه إذا كان لإيران "حقها في التخصيب" ولن تلتزم بالبروتوكول الإضافي، فلا ينبغي إذن إلزام السعودية بمعايير مختلفة.
ويتعين على بن سلمان أيضًا تقييم مستوى الضمانات الأمنية الأمريكية الكافي، إذا تدهورت العلاقات مع إيران.
ولا يسع الهجوم الإيراني المتطور بطائرة بدون طيار على "أرامكو"، في سبتمبر/أيلول 2021، إلا أن يعيد ضبط الحسابات السعودية.
لم تفعل إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أي شيء، على الرغم من السياسة الأمريكية القائمة منذ فترة طويلة، والمعروفة باسم مبدأ كارتر، والتي تقضي باستخدام القوة العسكرية، إذا لزم الأمر، للدفاع عن مصالحها الوطنية في المنطقة.
كما أن احتمال أن تصبح السعودية "حليفًا رئيسيًا من خارج الناتو" سيكون بمثابة خطوة للأمام، ولكن ربما ليس الالتزام المتوخى في الرياض.
اقرأ أيضاً
تقدير إسرائيلي: لهذه الأسباب غيرت السعودية موقفها من إيران والغرب
ومن المقرر أن تتوسع قريباً قدرات إيران الصاروخية والطائرات بدون طيار، الهائلة بالفعل.
في أكتوبر/تشرين الأول، ستجتمع أطراف خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA) في حوالي "اليوم الانتقالي"، عندما سيتم رفع العقوبات المفروضة على واردات إيران وتصديرها لتكنولوجيا الصواريخ والطائرات بدون طيار.
وأجرت الولايات المتحدة والسعودية مناورة عسكرية مشتركة لمكافحة الطائرات بدون طيار في وقت سابق من هذا الشهر.
وتتبنى إيران الآن التقارب مع السعودية في وسائل الإعلام وبياناتها السياسية، لكن المملكة تريد المزيد من الإجراءات لاستكمال هذه الكلمات.
وكانت زيارة قادة الحوثيين إلى السعودية الأسبوع الماضي، خطوة كبيرة في الدبلوماسية لإنهاء حرب اليمن، وذلك بفضل طهران.
ولعل الإشارة الأكثر دلالة وتشجيعاً بالنسبة للسعودية هي أن المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، سيسمح بإجراء محادثات نووية مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران.
كما أن احتمال إجراء محادثات بين الولايات المتحدة وإيران يمكن أن يكمل الاتجاهات الإقليمية نحو وقف التصعيد.
اقرأ أيضاً
محلل إسرائيلي: السعودية "تبصق" على نتنياهو المتفائل وتغازل إيران
يشار إلى أن هناك نقص كبير في الثقة بين الأطراف، وسوف تستغرق عملية بناء الثقة بعض الوقت.
في المقابل، تتقدم إدارة بايدن بشكل كبير في الشرق الأوسط من خلال التطبيع السعودي الإسرائيلي ونوع من الاتفاق النووي مع إيران.
وبعد بداية متوترة في علاقاته مع السعودية، أدرك بايدن أن المضي قدماً، مثل التطبيع الإسرائيلي السعودي، ودعم حل الدولتين، وإنهاء الحرب في اليمن وردع إيران، يتطلب شراكة وثيقة، فمع المملكة، لا يوجد حل بديل.
وعلى الرغم من الإلحاح الواضح والتوجه نحو التطبيع، فإن العقبات التي تحول دون التوصل إلى سلام كامل بين إسرائيل والسعودية كبيرة، سواء فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية أو بمطالب الرياض من واشنطن.
ومع ذلك، فإن كل هذه المحادثات تستحق إجراءها، لأنها تحرك المنطقة نحو الدبلوماسية والتكامل.
وإذا تمكن نتنياهو من القيام بالمطلوب مع الفلسطينيين، وهو أمر كبير إذا، فإن القطعة الأخيرة والأخيرة ستكون إيران.
وفي النهاية، سوف يزن بن سلمان الضمانات التي قدمتها الولايات المتحدة مقابل المخاطر التي تمثلها إيران في الدعوة إلى التطبيع.
اقرأ أيضاً
مصالحة السعودية وإيران.. هل تحل عُقَد صفقة التطبيع مع إسرائيل؟
المصدر | المونيتور - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: التطبيع السعودية إسرائيل أمريكا إيران البرنامج النووي تخصيب اليورانيوم الولایات المتحدة الضفة الغربیة اقرأ أیضا بدون طیار بن سلمان
إقرأ أيضاً:
آخر ما قيلَ عن التطبيع بين لبنان وإسرائيل.. تفاصيل يجب معرفتها
ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أنه قبل 6 أشهر، كان السلام بين إسرائيل ولبنان يبدو مستحيلاً، ولكن الآن قد تمهد محادثات الحدود الطريق لاتفاق تاريخي، متساءلة: "هل من اختراق قريب؟".وقالت "جيروزاليم بوست" إنه في تلك المرحلة، كان حزب الله وإسرائيل يتبادلان إطلاق النار لفترة استمرت لما يقرب من عام، وكانت المنطقة الحدودية بين البلدين مدمرة، مع تزايد أعداد القتلى وإجلاء أعداد كبيرة من المدنيين، وبحلول نهاية شهر أيلول، عبرت القوات الإسرائيلية الحدود، لتصبح المرة الثالثة التي تغزو فيها إسرائيل لبنان منذ عام 1982. وعلى الرغم من ذلك، إلا أن المفاوضين الإسرائيليين واللبنانيين اجتمعوا هذا الأسبوع في لبنان، لإنجاز مهمة تبدو حميدة وعظيمة في آن واحد، وهي "الاتفاق على ترسيم الحدود بدقة". وقالت الصحيفة الإسرائيلية إنهُ "في حال نجاح المحادثات التي توسطت فيها الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، فقد يمهد ذلك الطريق لمعاهدة سلام ستكون الأهم بالنسبة لإسرائيل منذ ما يقرب من نصف قرن، من بعض النواحي، وبحسب ما نقلته عن مسؤول إسرائيلي فإن الهدف هو "الوصول إلى التطبيع". ورصدت "جيروزاليم بوست" الوضع الراهن، وقدمت قراءة لما قد يحدث لاحقاً، وقالت إن إسرائيل ولبنان قريبان جغرافياً لكنهما عدوان منذ زمن طويل، مشيرة إلى أن إسرائيل ولبنان الواقعين على حدود بعضهما يتشاركان الكثير من القواسم، فهما دولتان صغيرتان ومتنوعتان عرقياً، نالا استقلاليهما في أربعينيات القرن الماضي، ولا تفصل بين العاصمة اللبنانية بيروت وحيفا، ثالث أكبر مدينة في إسرائيل، سوى حوالى 80 ميلاً، وكلاهما على ساحل البحر الأبيض المتوسط، ولفترة وجيزة، خلال فترة الحرب العالمية الثانية، كانت خطوط القطارات تمر بين المدينتين. ولكن على مدار السنوات الـ75 الماضية، كانت الغالبية العظمى من الإسرائيليين الذين وطأت أقدامهم لبنان يرتدون الزي العسكري، ولا توجد علاقات دبلوماسية بين البلدين، وقد خاضا حروباً متكررة، بينها 3 حروب رئيسية، وكان الصراع الأبرز عام 1982، عندما غزت إسرائيل لبنان، وشنت هجوماً واسع النطاق على منظمة التحرير الفلسطينية المتمركزة في بيروت بهدف معلن، وهو وقف الهجمات على التجمعات السكانية الإسرائيلية الحدودية.
ظهور حزب الله وخرجت منظمة التحرير الفلسطينية إلى تونس، وانسحبت إسرائيل من معظم لبنان، لكن الجيش الإسرائيلي بقي في جنوب لبنان، حيث قاتل عدواً جديداً تمثل في "حزب الله" اللبناني، الذي استهدف القوات الإسرائيلية والأميركية، وفي العقود التي تلت ذلك، بنى حزب الله مخزونه الضخم من الأسلحة، وعمل كـ"دولة داخل دولة" في جنوب لبنان، وفاز بمقاعد في البرلمان اللبناني، وفقاً للصحيفة. وبعد سلسلة من الخسائر الإسرائيلية، بما في ذلك حادث تحطم مروحية عام 1997 أودى بحياة 73 مجنداً، انسحبت إسرائيل من جانب واحد من جنوب لبنان عام 2000، وبعد 6 سنوات، عادت إسرائيل للقتال مع حزب الله بعد أن دهم التنظيم إسرائيل واختطف جنوداً. وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن هذه الحرب التي استمرت شهراً، تعتبر كارثة نتج عنها خسائر بشرية فادحة، وبقي حزب الله متمركزاً على الحدود، فيما أُعيد رفات الجنديين بعد عامين في صفقة تبادل أسرى. السابع من تشرين الأول وظلت الحدود هادئة نسبياً حتى هجوم حماس في السابع من تشرين الأول 2023، عندما انضم حزب الله إليه بعد ذلك بوقت قصير، وأمطر إسرائيل بالصواريخ مما أجبرها على إجلاء واسع النطاق للمدنيين من شمال إسرائيل، وردت الأخيرة بغارات جوية وغزت لبنان خريف العام الماضي، وخاضت صراعاً برياً استمر شهرين أسفر عن اغتيال واستهداف قسم كبير من قيادة حزب الله وإضعافه. وذكرت الصحيفة أن إسرائيل بدأت الانسحاب من لبنان بموجب وقف إطلاق النار في أواخر تشرين الثاني، وساد الهدوء على الحدود إلى حد كبير منذ ذلك الحين، وينص وقف إطلاق النار على تولي الجيش اللبناني السيطرة على جنوب لبنان، ليحل محل حزب الله، لكن إسرائيل تقول إنها بحاجة إلى الاحتفاظ بقوات في لبنان لأن حزب الله لا يزال يعمل في المنطقة.
محاولات تطبيع سابقة ولفتت "جيروزاليم بوست" إلى محاولات سابقة للسلام بين إسرائيل ولبنان، فخلال حرب عام 1982، حاولت إسرائيل عبثاً إبرام معاهدة. وفي عام 2022، تفاوضت إسرائيل ولبنان على الحدود البحرية، وهو ما اعتبر خطوة نحو إقامة علاقات. وتقول الصحيفة، إن هذا الأسبوع، التقى مفاوضون إسرائيليون وفرنسيون وأميركيون ولبنانيون في الناقورة بجنوب لبنان لإجراء محادثات، قالت مورغان أورتاغوس، المبعوثة الخاصة لنائب الرئيس الأميركي، إنها ستركز على "حل العديد من القضايا العالقة دبلوماسيًا من بينها إطلاق سراح عدد من الأسرى اللبنانيين المحتجزين لدى إسرائيل، وحل النزاعات الحدودية المتبقية، والاتفاق على الانسحاب العسكري الإسرائيلي". وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن إسرائيل ستفرج عن الأسرى الخمسة "بالتنسيق مع الولايات المتحدة وكبادرة طيبة للرئيس اللبناني الجديد". وأشارت الصحيفة إلى أن الطريق إلى السلام محفوف بالمخاطر، لكنه واعد، مستطردة: "الحدود البرية ليست معاهدة سلام، وإقامة علاقات بين دولتين اعتبرتا بعضهما البعض أعداءً لأكثر من 75 عاماً ليس بالأمر الهيّن".
خطورة حزب الله وبحسب الصحيفة، إذا استأنف "حزب الله" هجماته على إسرائيل، أو إذا لم تنسحب إسرائيل من لبنان، فقد تفشل المفاوضات بسهولة، وقد سبق لحزب الله أن استشهد بمناطق حدودية متنازع عليها لتبرير هجماته على إسرائيل. (24) مواضيع ذات صلة مارينا "اختفت"... وهذه تفاصيل ما حدث Lebanon 24 مارينا "اختفت"... وهذه تفاصيل ما حدث