ألقى مذيع CNN ومقدم برنامج GPS، فريد زكريا، نظرة تحليلية لما هو على المحك لكل من الرئيس الأمريكي جو بايدن وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الجهود الرامية إلى التوصل لاتفاق لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل، وما الذي قد يحدث في حال نجاح هذه الجهود.

وقال ذكريا إن "البيت الأبيض يحاول الآن بذل جهد كبير آخر، والذي - في حالة نجاحه - سيكون بمثابة تغيير في قواعد اللعبة. التطبيع السعودي-الإسرائيلي. هناك العديد من التعقيدات التي يمكن أن تعرقل المفاوضات، لكن إذا تم التوصل إلى اتفاق، فإن أقوى قوة عسكرية وأكثرها تقدماً تقنياً في الشرق الأوسط، إسرائيل، ستتحالف مع أقوى قوة اقتصادية في المنطقة، المملكة العربية السعودية، التي لا تزال المورد الحاسم للنفط في العالم- كل ذلك تحت هندسة أمنية أمريكية. سيكون ذلك بمثابة فوز كبير لواشنطن".

وأضاف: "منذ أكثر من عقد من الزمن، كانت الولايات المتحدة تبحث عن دور في الشرق الأوسط لا يكون الدور شبه الإمبراطوري القديم، ومع ذلك، يؤمن المصالح الأمريكية في هذه المنطقة الحاسمة، مما يسمح لواشنطن بالتركيز على التحديات الأكبر التي تثيرها روسيا والصين. ومن خلال تنظيم تحالف أكثر ليونة بين إسرائيل والسعودية، يمكن لبايدن الاعتماد على هذين البلدين لترسيخ استقرار المنطقة اقتصاديًا وعسكريًا. هناك كلفة بالطبع وهي كبيرة. تريد المملكة ضمانات أمنية أمريكية وتكنولوجيا أمريكية لبناء صناعة الطاقة النووية، ويشمل ذلك التخصيب المحلي لليورانيوم الذي لم تقم الولايات المتحدة بتسهيله في أي بلد آخر".

وأشار زكريا إلى أن "العديد من البلدان التي لديها صناعات نووية محلية تعمل على تخصيب اليورانيوم، من الهند إلى فرنسا. إن ما أفهمه بناءً على مصادر في الحكومة الأمريكية هو أن الجانبين قريبان من الاتفاق بشأن القضية النووية - التي من المحتمل أن تشمل منشأة تخصيب خاضعة للسيطرة الأمريكية في السعودية. يقال إن المظلة الأمنية لن تحتوي على نسخة من ضمان المادة 5 لحلف الناتو، بل على التزام أكثر ليونة للرد واتخاذ الإجراءات في حالة تعرض المملكة لهجوم. سيتطلب ذلك لغة حذرة لضمان عدم تفعيل هذه البنود إذا تسببت السعودية في حدوث أزمة كما حدث في السنوات الأخيرة. وسيتضمن بعض الضمانات بأن السعودية يمكنها تلبية المصالح الأمريكية بشأن سعر النفط واستبعاد المنشآت الصينية من أراضيها وإبقاء تسعير النفط بالدولار. وبافتراض أنه يمكن التغلب على هذه القضايا، ستفتح واشنطن مظلتها الأمنية أمام المملكة".

كما أكد أنه "منذ عقيدة كارتر عام 1980، التي أعلنت أن الخليج منطقة ذات أهمية حيوية للولايات المتحدة، أدركت واشنطن أن التدخل في الخليج من قبل قوة معادية من شأنه أن يهدد دماء الحياة الاقتصادية للعالم الصناعي. عندما وقع مثل هذا الهجوم ضد الكويت في عام 1990، والذي كان يهدد السعودية بشكل مباشر، فقد هبت الولايات المتحدة، في الواقع، لإنقاذ الرياض".

ونوّه زكريا إلى أن "التحدي الأكبر هو مع إسرائيل. سيتم إبرام هذه الصفقة مع الحكومة اليمينية الأكثر تطرفًا في تاريخ إسرائيل. حكومة تحاول تغيير التركيبة الدستورية للبلاد وتتحرك لجعل الدولة الفلسطينية أمرًا مستحيلًا. لكن السعودية والولايات المتحدة لديهما الكثير من النفوذ. إسرائيل تحتاج إلى هذه الصفقة أكثر منهما، وعلى وجه الخصوص، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يواجه احتجاجات جماعية ومحاكمة قائمة وائتلاف لا يهدأ من المتشددين. إذا عملت واشنطن والرياض معًا، فقد يكون بمقدورهما تشكيل تحالف جديد بين الولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل من شأنه أيضًا أن يحقق تقدمًا أكبر في الحقوق الفلسطينية، الأمر الذي لم يتحقق منذ عقود".

وشدد مذيع CNN على أنه "ينبغي على كل من الرياض وواشنطن أن يوضحا لنتنياهو أنه يتعين عليه اتخاذ خطوات صارمة لإبقاء المسار مفتوحًا لحل الدولتين. وهذا يعني تجميد توسيع المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية ووضع حد لإضفاء الشرعية على البؤر الاستيطانية غير القانونية وفتح المناطق الخاضعة حالياً للسيطرة الإسرائيلية للسماح للفلسطينيين بتوسعة مدنهم داخل الضفة الغربية. وهذا من شأنه أن يثير غضب شركاء نتنياهو الأكثر تشددًا في الائتلاف والذين يريدون ضم الضفة الغربية بأكملها".

وتابع بالقول: "لكن هناك مخرج من الطريق المسدود كما أخبرني مارتن إنديك، سفير الولايات المتحدة الأسبق إلى إسرائيل - حيث ينبغي على بايدن أن يقدم لنتنياهو صفقة استراتيجية كبيرة تتضمن اتخاذ إجراء بشأن القضية الفلسطينية ويدع نتنياهو يفكر في كيفية إدارة ائتلافه أو كيفية كسره وتشكيل ائتلاف جديد. ما يقترحه بايدن هو الأفضل للولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل. لا ينبغي السماح للمتطرفين في حكومة نتنياهو باستخدام حق النقض (الفيتو) ضده".

وفيما يتعلق بنتنياهو، أشار زكريا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي "يعتمد على نظرية أن السعودية لا تهتم فعلًا بالفلسطينيين وستبيعهم مقابل تنازلات كلامية رمزية. لكنه قد يكون مخطئًا بهذا الافتراض، إذ أبقى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رجال الدين بعيدًا بينما فتح البلاد ونفذ إصلاحات اقتصادية واجتماعية كبيرة. قد لا يرغب في إثارة غضبهم بالتخلي عن الفلسطينيين أيضاً. وإذا أصر، فمن الممكن أن يدعمه بايدن، ومن المحتمل أن يوضح بعض أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين لنتنياهو أن ثمن تصديق مجلس الشيوخ هو حركة حقيقية بشأن حل الدولتين. وفي هذه الحالة، سيتعين على نتنياهو أن يقرر ما الذي يريده أكثر: تقدم تاريخي حقاً في أمن إسرائيل أو إبقاء ائتلافه المتطرف المثير للجدل على قدميه".

نشر الاثنين، 02 أكتوبر / تشرين الأول 2023تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتكوبونز CNN بالعربيةCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2023 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: السعودیة وإسرائیل الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

تحليل عبري: هل تحارب إسرائيل الحوثيين أم دولة اليمن.. وما الصعوبات التي تواجه السعودية والإمارات؟ (ترجمة خاصة)

قالت صحيفة عبرية إنه مع تراجع الصراعات مع حماس وحزب الله تدريجيا، تتجه إسرائيل الآن إلى التعامل مع الهجمات المستمرة من الحوثيين في اليمن.

 

وذكرت صحيفة "جيرزواليم بوست" في تحليل لها ترجمه للعربية "الموقع بوست" إنه مع تدهور حزب الله بشكل كبير، وإضعاف حماس إلى حد كبير، وقطع رأس سوريا، يتصارع القادة الإسرائيليون الآن مع الحوثيين، الذين يواصلون إطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار على إسرائيل.

 

وأورد التحليل الإسرائيلي عدة مسارات لردع الحوثيين في اليمن.

 

وقال "قد تكون إحدى الطرق هي تكثيف الهجمات على أصولهم، كما فعلت إسرائيل بالفعل في عدة مناسبات، وقد يكون المسار الآخر هو ضرب إيران، الراعية لهذا الكيان الإرهابي الشيعي المتعصب. والمسار الثالث هو بناء تحالف عالمي - بما في ذلك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة - لمواجهتهم، لأن الحوثيين الذين يستهدفون الشحن في البحر الأحمر منذ السابع من أكتوبر لا يشكل تهديدًا لإسرائيل فحسب، بل للعالم أيضًا.

 

وأضاف "لا توجد رصاصة فضية واحدة يمكنها أن تنهي تهديد الحوثيين، الذين أظهروا قدرة عالية على تحمل الألم وأثبتوا قدرتهم على الصمود منذ ظهورهم على الساحة كلاعب رئيسي في منتصف العقد الماضي ومنذ استيلائهم على جزء كبير من اليمن".

 

وأكد التحليل أن ردع الحوثيين يتطلب نهجًا متعدد الجوانب.

 

وأوضح وزير الخارجية جدعون ساعر يوم الثلاثاء أن أحد الجوانب هو جعل المزيد من الدول في العالم تعترف بالحوثيين كمنظمة إرهابية دولية.

 

دولة، وليس قطاعاً غير حكومي

 

وحسب التحليل فإن خطوة ساعر مثيرة للاهتمام، بالنظر إلى وجود مدرسة فكرية أخرى فيما يتعلق بكيفية التعامل مع الحوثيين، وهي مدرسة يدعو إليها رئيس مجلس الأمن القومي السابق جيورا إيلاند: التعامل معهم كدولة، وليس كجهة فاعلة غير حكومية.

 

وقال إيلاند في مقابلة على كان بيت إن إسرائيل يجب أن تقول إنها في حالة حرب مع دولة اليمن، وليس "مجرد" منظمة إرهابية. ووفقاً لإيلاند، على الرغم من أن الحوثيين لا يسيطرون على كل اليمن، إلا أنهم يسيطرون على جزء كبير منه، بما في ذلك العاصمة صنعاء والميناء الرئيسي للبلاد، لاعتباره دولة اليمن.

 

"ولكن لماذا تهم الدلالات هنا؟ لأن شن الحرب ضد منظمة إرهابية أو جهات فاعلة غير حكومية يعني أن الدولة محدودة في أهدافها. ولكن شن الحرب ضد دولة من شأنه أن يسمح لإسرائيل باستدعاء قوانين الحرب التقليدية، الأمر الذي قد يضفي الشرعية على الإجراءات العسكرية الأوسع نطاقا مثل الحصار أو الضربات على البنية الأساسية للدولة، بدلا من تدابير مكافحة الإرهاب المحدودة"، وفق التحليل.

 

وتابع "ومن شأن هذا الإطار أن يؤثر على الاستراتيجية العسكرية للبلاد من خلال التحول من عمليات مكافحة الإرهاب إلى حرب أوسع نطاقا على مستوى الدولة، بما في ذلك مهاجمة سلاسل الإمداد في اليمن".

 

ويرى التحليل أن هذه الإجراءات تهدف إلى تدهور قدرات اليمن على مستوى الدولة بدلاً من التركيز فقط على قيادة الحوثيين - وهو ما لم تفعله إسرائيل بعد - أو أنظمة الأسلحة الخاصة بها. ومع ذلك، هناك خطر متضمن: تصعيد الصراع وجذب لاعبين آخرين - مثل إيران. وهذا ما يجعل اختيار صياغة القرار مهمًا.

 

وأشار إلى أن هناك أيضًا آثار إقليمية عميقة. إن تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية من شأنه أن يناسب مصالح دول الخليج مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، التي تنظر إلى الحوثيين باعتبارهم تهديدًا مباشرًا والتي قاتلتهم بنفسها.

 

إعلان الحرب على اليمن يعقد الأمور

 

أكد أن إعلان الحرب على اليمن من شأنه أن يعقد الأمور، حيث من المرجح أن تجد الإمارات العربية المتحدة والسعوديون صعوبة أكبر في دعم حرب صريحة ضد دولة عربية مجاورة.

 

وقال إن الحرب ضد منظمة إرهابية تغذيها أيديولوجية شيعية متطرفة ومدعومة من إيران شيء واحد، ولكن محاربة دولة عربية ذات سيادة سيكون شيئًا مختلفًا تمامًا.

 

وطبقا للتحليل فإن تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية يتماشى مع الرواية الإسرائيلية الأوسع لمكافحة وكلاء إيران، ومن المرجح أن يتردد صداها لدى الجماهير الدولية الأكثر انسجاما مع التهديد العالمي الذي يشكله الإرهاب. ومع ذلك، فإن تصنيفهم كدولة يخاطر بتنفير الحلفاء الذين يترددون في الانجرار إلى حرب مع اليمن.

 

بالإضافة إلى ذلك حسب التحليل فإن القول بأن هذه حرب ضد منظمة إرهابية من الممكن أن يعزز موقف الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا في حربها ضد الحوثيين، في حين أن القول بأنها حرب ضد اليمن من الممكن أن يضفي الشرعية عن غير قصد على سيطرة الحوثيين على أجزاء أكبر من اليمن.

 

وأكد أن ترقية الحوثيين من جماعة إرهابية إلى دولة اليمن من الممكن أن يمنحهم المزيد من السلطة في مفاوضات السلام والمنتديات الدولية. كما يمكن أن يؤدي ذلك إلى إقامة علاقات دبلوماسية رسمية مع دول أخرى، وتغيير طبيعة التعامل الدولي مع اليمن.

 

يضيف "قد يؤدي هذا الاعتراف إلى تقويض سلطة الحكومة المعترف بها دوليا في العاصمة المؤقتة عدن ومنح الحوثيين المزيد من النفوذ في مفاوضات السلام لإنهاء الحرب الأهلية في اليمن بشكل دائم".

 

ولفت إلى أن هناك إيجابيات وسلبيات في تأطير معركة إسرائيل على أنها ضد الحوثيين على وجه التحديد أو ضد دولة الأمر الواقع في اليمن.

 

وتشير توجيهات ساعر للدبلوماسيين الإسرائيليين في أوروبا بالضغط على الدول المضيفة لتصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية إلى أن القدس اتخذت قرارها.

 

وخلص التحليل إلى القول إن هذا القرار هو أكثر من مجرد مسألة دلالية؛ فهو حساب استراتيجي له آثار عسكرية ودبلوماسية وإقليمية كبيرة.

 


مقالات مشابهة

  • هل تتنهي حروب إسرائيل في 2025؟  
  • كيف تشارك إيران في محورين بارزين وما هي المخاوف الغربية تجاه ذلك؟
  • الأمم المتحدة: "جوتيريش" يشعر بقلق عميق إزاء احتمالات حدوث مزيد من التصعيد في الشرق الأوسط
  • واشنطن بوست”: “إسرائيل” أبلغت الولايات المتحدة بالهجمات على اليمن قبل تنفيذها 
  • ترامب يسخر من ترودو وبايدن ويصرح مجددا بشأن ضم كندا وبنما وجرينلاند
  • سفير روسيا في مصر: التسامح الأمريكي مع إسرائيل أشعل الشرق الأوسط
  • تحليل عبري: هل تحارب إسرائيل الحوثيين أم دولة اليمن.. وما الصعوبات التي تواجه السعودية والإمارات؟ (ترجمة خاصة)
  • تحذير إسرائيلي من نوايا سلطة دمشق الجديدة بقيادة الجولاني
  • مفاجأة في اختيار موقع إسرائيل بمنطقة الشرق الأوسط.. السر في البحر الميت
  • سوريا بعد الأسد.. زلزال سياسي يعيد تشكيل موازين القوى في الشرق الأوسط