تطبيع السعودية وإسرائيل.. نظرة تحليلية لما هو على المحك لمحمد بن سلمان وبايدن ونتنياهو بمحاولة إعادة تشكيل الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT
ألقى مذيع CNN ومقدم برنامج GPS، فريد زكريا، نظرة تحليلية لما هو على المحك لكل من الرئيس الأمريكي جو بايدن وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الجهود الرامية إلى التوصل لاتفاق لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل، وما الذي قد يحدث في حال نجاح هذه الجهود.
وقال ذكريا إن "البيت الأبيض يحاول الآن بذل جهد كبير آخر، والذي - في حالة نجاحه - سيكون بمثابة تغيير في قواعد اللعبة. التطبيع السعودي-الإسرائيلي. هناك العديد من التعقيدات التي يمكن أن تعرقل المفاوضات، لكن إذا تم التوصل إلى اتفاق، فإن أقوى قوة عسكرية وأكثرها تقدماً تقنياً في الشرق الأوسط، إسرائيل، ستتحالف مع أقوى قوة اقتصادية في المنطقة، المملكة العربية السعودية، التي لا تزال المورد الحاسم للنفط في العالم- كل ذلك تحت هندسة أمنية أمريكية. سيكون ذلك بمثابة فوز كبير لواشنطن".
وأضاف: "منذ أكثر من عقد من الزمن، كانت الولايات المتحدة تبحث عن دور في الشرق الأوسط لا يكون الدور شبه الإمبراطوري القديم، ومع ذلك، يؤمن المصالح الأمريكية في هذه المنطقة الحاسمة، مما يسمح لواشنطن بالتركيز على التحديات الأكبر التي تثيرها روسيا والصين. ومن خلال تنظيم تحالف أكثر ليونة بين إسرائيل والسعودية، يمكن لبايدن الاعتماد على هذين البلدين لترسيخ استقرار المنطقة اقتصاديًا وعسكريًا. هناك كلفة بالطبع وهي كبيرة. تريد المملكة ضمانات أمنية أمريكية وتكنولوجيا أمريكية لبناء صناعة الطاقة النووية، ويشمل ذلك التخصيب المحلي لليورانيوم الذي لم تقم الولايات المتحدة بتسهيله في أي بلد آخر".
وأشار زكريا إلى أن "العديد من البلدان التي لديها صناعات نووية محلية تعمل على تخصيب اليورانيوم، من الهند إلى فرنسا. إن ما أفهمه بناءً على مصادر في الحكومة الأمريكية هو أن الجانبين قريبان من الاتفاق بشأن القضية النووية - التي من المحتمل أن تشمل منشأة تخصيب خاضعة للسيطرة الأمريكية في السعودية. يقال إن المظلة الأمنية لن تحتوي على نسخة من ضمان المادة 5 لحلف الناتو، بل على التزام أكثر ليونة للرد واتخاذ الإجراءات في حالة تعرض المملكة لهجوم. سيتطلب ذلك لغة حذرة لضمان عدم تفعيل هذه البنود إذا تسببت السعودية في حدوث أزمة كما حدث في السنوات الأخيرة. وسيتضمن بعض الضمانات بأن السعودية يمكنها تلبية المصالح الأمريكية بشأن سعر النفط واستبعاد المنشآت الصينية من أراضيها وإبقاء تسعير النفط بالدولار. وبافتراض أنه يمكن التغلب على هذه القضايا، ستفتح واشنطن مظلتها الأمنية أمام المملكة".
كما أكد أنه "منذ عقيدة كارتر عام 1980، التي أعلنت أن الخليج منطقة ذات أهمية حيوية للولايات المتحدة، أدركت واشنطن أن التدخل في الخليج من قبل قوة معادية من شأنه أن يهدد دماء الحياة الاقتصادية للعالم الصناعي. عندما وقع مثل هذا الهجوم ضد الكويت في عام 1990، والذي كان يهدد السعودية بشكل مباشر، فقد هبت الولايات المتحدة، في الواقع، لإنقاذ الرياض".
ونوّه زكريا إلى أن "التحدي الأكبر هو مع إسرائيل. سيتم إبرام هذه الصفقة مع الحكومة اليمينية الأكثر تطرفًا في تاريخ إسرائيل. حكومة تحاول تغيير التركيبة الدستورية للبلاد وتتحرك لجعل الدولة الفلسطينية أمرًا مستحيلًا. لكن السعودية والولايات المتحدة لديهما الكثير من النفوذ. إسرائيل تحتاج إلى هذه الصفقة أكثر منهما، وعلى وجه الخصوص، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يواجه احتجاجات جماعية ومحاكمة قائمة وائتلاف لا يهدأ من المتشددين. إذا عملت واشنطن والرياض معًا، فقد يكون بمقدورهما تشكيل تحالف جديد بين الولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل من شأنه أيضًا أن يحقق تقدمًا أكبر في الحقوق الفلسطينية، الأمر الذي لم يتحقق منذ عقود".
وشدد مذيع CNN على أنه "ينبغي على كل من الرياض وواشنطن أن يوضحا لنتنياهو أنه يتعين عليه اتخاذ خطوات صارمة لإبقاء المسار مفتوحًا لحل الدولتين. وهذا يعني تجميد توسيع المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية ووضع حد لإضفاء الشرعية على البؤر الاستيطانية غير القانونية وفتح المناطق الخاضعة حالياً للسيطرة الإسرائيلية للسماح للفلسطينيين بتوسعة مدنهم داخل الضفة الغربية. وهذا من شأنه أن يثير غضب شركاء نتنياهو الأكثر تشددًا في الائتلاف والذين يريدون ضم الضفة الغربية بأكملها".
وتابع بالقول: "لكن هناك مخرج من الطريق المسدود كما أخبرني مارتن إنديك، سفير الولايات المتحدة الأسبق إلى إسرائيل - حيث ينبغي على بايدن أن يقدم لنتنياهو صفقة استراتيجية كبيرة تتضمن اتخاذ إجراء بشأن القضية الفلسطينية ويدع نتنياهو يفكر في كيفية إدارة ائتلافه أو كيفية كسره وتشكيل ائتلاف جديد. ما يقترحه بايدن هو الأفضل للولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل. لا ينبغي السماح للمتطرفين في حكومة نتنياهو باستخدام حق النقض (الفيتو) ضده".
وفيما يتعلق بنتنياهو، أشار زكريا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي "يعتمد على نظرية أن السعودية لا تهتم فعلًا بالفلسطينيين وستبيعهم مقابل تنازلات كلامية رمزية. لكنه قد يكون مخطئًا بهذا الافتراض، إذ أبقى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رجال الدين بعيدًا بينما فتح البلاد ونفذ إصلاحات اقتصادية واجتماعية كبيرة. قد لا يرغب في إثارة غضبهم بالتخلي عن الفلسطينيين أيضاً. وإذا أصر، فمن الممكن أن يدعمه بايدن، ومن المحتمل أن يوضح بعض أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين لنتنياهو أن ثمن تصديق مجلس الشيوخ هو حركة حقيقية بشأن حل الدولتين. وفي هذه الحالة، سيتعين على نتنياهو أن يقرر ما الذي يريده أكثر: تقدم تاريخي حقاً في أمن إسرائيل أو إبقاء ائتلافه المتطرف المثير للجدل على قدميه".
نشر الاثنين، 02 أكتوبر / تشرين الأول 2023تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتكوبونز CNN بالعربيةCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2023 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: السعودیة وإسرائیل الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
سياسات الهجرة داخل أمريكا الشمالية في ظل عودة ترامب.. دراسة تحليلية لمؤسسة المستقلين الدولية «IOI»
سلطت دراسة تحليلية موسعة الضوء على التحولات المتسارعة في ملف الهجرة في أمريكا الشمالية، في ظل عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، والسياسات المتوقعة تجاه المهاجرين غير النظاميين، وتأثيراتها الإقليمية والدولية.
وتناولت الدراسة التي أصدرتها وحدة الدراسات والأبحاث بمؤسسة المستقلين الدولية، بعنوان «الهجرة بين كندا والمكسيك والولايات المتحدة في ظل فترة حكم ترامب الجديدة»، واحدة من أكثر القضايا العالمية تعقيدًا، وهي قضية الهجرة غير النظامية بين دول أمريكا الشمالية، بما في ذلك تحليل التدفقات البشرية على الحدود، الدوافع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وردود فعل الدول الثلاث «الولايات المتحدة، كندا، والمكسيك» تجاه موجات الهجرة في السنوات الأخيرة.
وقد قُسمت الدراسة إلى خمسة محاور رئيسية، تبدأ بـ:
- تحليل الدوافع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تدفع الأفراد للهجرة من كندا والمكسيك إلى الولايات المتحدة، بما في ذلك إنهاء العمل بالمادة 42، وانتشار عصابات التهريب، والخوف من السياسات المتشددة المنتظرة في عهد ترامب.
- تقييم أثر الهجرة على سوق العمل الأمريكي، مع توضيح الفروق الدقيقة بين تأثيرات الهجرة الشرعية وغير الشرعية على الاقتصاد، والوظائف، والبرامج الاجتماعية.
- مقارنة تفصيلية بين سياسات الهجرة في عهدَي ترامب وبايدن، من حيث التشريعات، التنفيذ، والتغيرات في الخطاب السياسي والإعلامي تجاه المهاجرين.
- مناقشة تأثير الهجرة على العلاقات الاقتصادية والسياسية بين الدول الثلاث، خصوصًا بعد تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية على كندا والمكسيك كرد فعل على تدفق المهاجرين، ما يُنذر بأزمة اقتصادية إقليمية.
- وأخيرًا، تقديم رؤية استشرافية شاملة لمستقبل المهاجرين في الولايات المتحدة في ظل ما يسمى بـ «أمننة» ملف الهجرة، والقرارات التنفيذية المتوقعة بإعادة العمل بسياسات الترحيل، وإنشاء معسكرات احتجاز، وتقييد برامج اللجوء.
وفي تصريح لها حول أهمية الدراسة، قالت الدكتورة بسمة فؤاد، مؤسس ورئيس مجلس أمناء مؤسسة المستقلين الدولية «IOI»: «إعداد هذه الدراسة لم يكن فقط جهدًا بحثيًا، بل ضرورة لفهم تحولات حقيقية على مستوى السياسات الدولية، وواقع جديد قد يهدد مصير ملايين المهاجرين. عودة ترامب للرئاسة لا تمثل مجرد تغيير سياسي، بل تؤسس لنهج أكثر قسوة في التعامل مع المهاجرين، وتعيد رسم الحدود السياسية والأمنية في أمريكا الشمالية».
وأضافت: «نحن في مؤسسة IOI ندرك أن قضية الهجرة ليست مجرد أرقام، بل حياة بشرية، واستقرار مجتمعات، وتوازنات سياسية حساسة، هذه الدراسة تحاول أن تقدم قراءة علمية عميقة، مع تسليط الضوء على التحديات الإنسانية والقانونية التي يواجهها المهاجرون، في ظل موجة جديدة من الخطابات العدائية والإجراءات الصارمة».
وتختتم الدراسة بعدد من التوصيات الاستراتيجية، منها:
- تعزيز التعاون الثلاثي بين كندا والمكسيك والولايات المتحدة لمواجهة الهجرة غير النظامية بطرق إنسانية وقانونية.
- تحسين البنية القانونية للهجرة النظامية، وتطوير برامج اندماج اقتصادي واجتماعي للمهاجرين.
- خلق توازن بين الأمن القومي وحماية حقوق الإنسان، خاصة في ظل تصاعد التيارات اليمينية التي تصوّر المهاجرين كتهديد وجودي.
وتعد هذه الدراسة واحدة من الإصدارات الاستراتيجية التي تعكس رؤية مؤسسة المستقلين الدولية في فهم وتحليل السياسات المرتبطة بالهجرة، والهجرة غير النظامية، انطلاقًا من دورها كمؤسسة مستقلة تعمل علي مكافحة الهجرة غير النظامية ودعم قضايا الهجرة لقراءة الدراسة كاملة، مـــن هــنـــــــــــا.
اقرأ أيضاًالهجرة والاستقالة.. أزمة نقص الأطباء إلى أين؟
نقابة الأطباء: سداد فاتورة التعليم للحد من الهجرة أفكار حمقاء
«التضامن» تشارك في زيارة تبادل الخبرات بملف مكافحة الهجرة غير الشرعية باليونان