يسير الاقتصاد العُماني بخطًى ثابتة راسخة نَحْوَ تحقيق أهدافه الرئيسة التي تسعى إلى الوصول إلى التنويع الاقتصادي المأمول. وهنا لا نتحدث فقط عن التقارير الصادرة من المؤسَّسات الائتمانيَّة العالَميَّة، وعلى رأسها وكالتا «فيتش» و»ستاندرد آند بورز» اللتان رفعتا التصنيف الائتماني العُماني إلى «BB+» مع نظرة مستقبليَّة مستقرَّة، لكنَّنا نتحدث عن المؤشِّرات الاقتصاديَّة التي تصدرها سلطنة عُمان بشكلٍ دَوْري وتفصيلي، تتخطَّى حسابات النُّمو الاقتصادي القائم على تطوُّر ملحوظ في الناتج المحلِّي الإجمالي، خصوصًا لو وضعنا في الاعتبار إشادة مُعْظم المؤسَّسات الاقتصاديَّة والائتمانيَّة العالَميَّة بالتقدُّم الملحوظ الذي أحرزته الحكومة نَحْوَ تعزيز مبدأ الشفافيَّة والإفصاح عن البيانات، ما يتيح تقييمًا حقيقيًّا للوضع الاقتصادي العُماني يُشكِّل عامل جذب لرؤوس الأموال المستثمرة.


إنَّ النجاح المُطَّرد الذي يُحقِّقه الاقتصاد العُماني انطلاقًا من رؤية «عُمان 2040» يؤكِّد المؤشِّرات والإحصائيَّات، ويثبت قدرة هذه الرؤية الوطنيَّة على النهوض بالاقتصاد الوطني في سنواتها الأولى، وذلك رغم الصعوبات والتحدِّيات التي أوجدتها الأزمات العالَميَّة المتتالية، والتي شكَّلت في مرحلة ما عائقًا قويًّا، خصوصًا في فترة انتشار فيروس «كوفيد19»، ما نتج عَنْه من تداعيات اقتصاديَّة واجتماعيَّة، عرقلت التطبيق الأمثل، وجعلت البلاد تلجأ إلى خطط طوارئ ماليَّة واقتصاديَّة تسعى إلى إحداث التوازن المطلوب بَيْنَ تطبيق تلك الرؤية الوطنيَّة الطموحة التي انطلقت بتطبيق الخطَّة الخمسيَّة العاشرة، وبَيْنَ إيجاد حلول آنية للمعضلات التي نتجت عن تطوُّرات الأزمات العالَميَّة، حتَّى لا تؤثِّرَ على الحلقات الأشدِّ ضعفًا على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي.
وجاءت المؤشِّرات الحديثة الواردة في النشرة الشهريَّة، الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات، لِتؤكِّدَ أنَّ الاقتصاد العُماني يسير في طريقه الصحيح، حيث بلغ إجمالي القِيمة المضافة للمؤسَّسات النشطة في سلطنة عُمان للرُّبع الثاني من عام 2023م نَحْوَ 9 مليارات و90 مليونًا و700 ألف ريال عُماني، حيث بلغت مساهمة المؤسَّسات النشطة في الناتج المحلِّي الإجمالي بالأسعار الجارية للرُّبع الثاني من عام 2023م نَحْوَ 90.1 بالمئة مقارنةً بـ86.1 بالمئة للرُّبع الثاني من عام 2022م، وهي مؤشِّرات تعكس بجانب النُّمو الاقتصادي المُطَّرد، ما تُحقِّقه المؤسَّسات النشطة من قِيمة مضافة تنعكس على الناتج المحلِّي الإجمالي، خصوصًا وأنَّ تعظيم القِيمة المضافة يأتي على رأس أولويَّات الجهود الحكوميَّة العُمانيَّة. أكثر ما لفَتَ نظري في تلك المؤشِّرات التي ترصد ما تُحقِّقه المؤسَّسات النشطة، سواء من قِيمة مضافة أو من مساهمة في الناتج المحلِّي الإجمالي، هو ارتفاع نِسَب المؤسَّسات الصغرى والصغيرة والمتوسِّطة، سواء في تحقيق القِيمة المضافة أو الإسهام في الناتج المحلِّي الإجمالي، على حساب المؤسَّسات النشطة الكبرى التي بلغت القِيمة المضافة لها ما نسبته 63.7 بالمئة بانخفاض نسبته 12.7 بالمئة، لِيصبَّ هذا الانخفاض لصالح المؤسَّسات المتوسِّطة التي ارتفعت نِسبتها 10.1 بالمئة، والمؤسَّسات الصغيرة بارتفاع نسبته 30.5 بالمئة، المؤسَّسات الصغرى بارتفاع نسبته 36.8 بالمئة مقارنةً بالرُّبع المماثل من العام السابق، لِيواكبَ ذلك الجهود التي بُذلت لتنمية المؤسَّسات الصغرى الصغيرة والمتوسِّطة والدَّعم الذي قُدِّم لها لحمايتها من تداعيات الأزمات العالَميَّة، وذلك للدَّوْر الحيوي الذي تؤدِّيه تلك المؤسَّسات في النُّمو الاقتصادي، خصوصًا دَوْرها في توفير فرص عمل، وهو ما أكَّدته الإحصائيَّات حيث ارتفع عدد العاملين في المؤسَّسات الخاصَّة النشطة في سلطنة عُمان بنسبة 11.1 بالمئة خلال الرُّبع الثاني من عام 2023م مقارنةً بالرُّبع الثاني من عام 2022م.

إبراهيم بدوي
ibrahimbadwy189@gmail.com

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الاقتصاد الع ی الإجمالی الع مانی ة التی خصوص ا ع مانی

إقرأ أيضاً:

البنك الوطني العُماني يحصد جائزة "البنك الأكثر ابتكارًا في الخدمات المصرفية الرقمية للأفراد"

 

 

 

مسقط- الرؤية

حصل البنك الوطني العُماني على جائزة البنك الأكثر ابتكارًا في الخدمات المصرفية الرقمية للأفراد في عُمان لعام 2024 من مجلة Global Business Outlook ، وتأتي هذه الجائزة تقديرًا لالتزام البنك المُتواصل نحو التحول الرقمي وتوفير حلول مصرفية رقمية قائمة على رضا العملاء عبر تبني التقنيات الحديثة والابتكار.

وفي إطار سعيه لإثراء تجربة العملاء وتعزيز سلاسة معاملاتهم، أطلق البنك مجموعة من الخدمات الرقمية الرائدة تضمنت إطلاق أجهزة صرف خردة العيد - الأولى من نوعها في عُمان - في خمس مَواقع مختلفة، وذلك تجسيدًا لالتزامه بتوفير خدمات سلسة تلبي احتياجات العملاء خصوصاً خلال فترة الأعياد.

ولخدمة العملاء على مدار الساعة، يقدم البنك الوطني العُماني أيضًا جهاز الخدمة الذاتية في 12 موقعًا مختلفًا، يوفر من خلالها خدمات فتح الحسابات، وإصدار أو استبدال بطاقات الخصم المباشر وبطاقات بديل مسبقة الدفع أو تعبئتها، مما يعزز كفاءة وسلاسة المعاملات.

كذلك قدم البنك لأول مرة في عُمان خدمة طلب البطاقات الائتمانية بسهولة عبر تطبيق الخدمات المصرفية للعملاء وغير العملاء، وذلك عبر توظيف ميزة التوقيع الرقمي بما يتوافق مع تعليمات البنك المركزي العُماني. كما يقدم البنك خدمة تحديث البيانات الشخصية للعملاء رقميًّا عبر تطبيق الخدمات المصرفية، إذ تتيح هذه الميزة للعملاء تحديث بياناتهم مباشرة من خلال التطبيق، مما يعزز الكفاءة وتجربة المستخدم دون الحاجة لزيارة الفروع.

وقال الدكتور علي بن سالم الشكيلي مساعد المدير العام ورئيس الخدمات والقنوات الرقمية في البنك الوطني العُماني: "نحرص في البنك الوطني العُماني على تعزيز النظم المصرفية من خلال اعتماد أحدث التقنيات الرقمية في خدماتنا والتي تلبي احتياجات العملاء المتغيرة. ويجسد حصولنا على هذه الجائزة سعينا المتواصل نحو توفير خدمات تركز بشكل أساسي على رضا العملاء وتعمل على تعزيز كفاءة القطاع المصرفي في السلطنة.  ومن خلال التحسين المستمر لمنصاتنا الرقمية ونقاط التواصل مع العملاء، بما في ذلك تطبيق الخدمات المصرفية، وأجهزة الخدمة الذاتية، نسعى إلى تقديم مستوى عالٍ من الراحة وسهولة الوصول والأمان للعملاء".

وتُكرِّم جوائز "Global Business Outlook" الإنجازات الاستثنائية للشركات وخبراء القطاع في مختلف المجالات، وحصل البنك الوطني العُماني على هذه الجائزة تقديرًا لابتكاره وتميزه في الخدمات المصرفية الرقمية للأفراد الأمر الذي يرسخ مكانته الرائدة في القطاع المالي في السلطنة.

مقالات مشابهة

  • البنك الوطني العُماني يحصد جائزة "البنك الأكثر ابتكارًا في الخدمات المصرفية الرقمية للأفراد"
  • المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تدعو للتسجيل في جوائز الملكية الفكرية العالمية 2025
  • ماني جاهز لقيادة هجوم النصر أمام استقلال طهران
  • لذيذة وسهلة.. طريقة عمل الهريس العماني
  • البنك المركزي: نمو حجم القروض والسلف للقطاع المصرفي العراقي بنسبة (5.4) بالمئة
  • حالة الطقس ودرجات الحرارة في ثالث أيام رمضان
  • 67 % زيادة السجلات التجارية
  • 3.7 مليون مستفيد من تمويل المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر بنهاية 2024
  • المهرجانات.. رافد اقتصادي وسياحي يدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة
  • افتتاح سوق "الوثبة الرمضاني" بمشاركة مجموعة من روّاد الأعمال.. الخميس