“المعابر السائبة” تفتح ذراعيها لتدفق “آفة الموت” إلى العراق.. ما علاقة الرقم 26؟
تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT
في تشرين الثاني العام الماضي، أعلنت وزارة الصحة العراقية، تحول البلاد من ممر لعبور المواد المخدرة إلى مركز لتعاطيها والمتاجرة بها، فيما اعتبرت ظاهرة المخدرات أمرًا حساسًا وخطيرًا، وأن إحصائيات وزارة الداخلية أظهرت أن أعداد المتهمين بقضايا المخدرات بالسجون سواء بالتعاطي أو عمليات البيع وصلت إلى أكثر من 13 ألف نزيل.
ويكشف عضو لجنة مكافحة المخدرات البرلمانية النائب ياسر الحسيني، عن خارطة تدفق المخدرات للعمق العراقي من جهات متعددة.
ويقول الحسيني في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” ان” المخدرات مشكلة معقدة وخطرة في ذات الوقت، وتداعياتها تاخذ اشكالًا متعددة ابرزها ضرب البنية الاجتماعية ودفع الشباب الى هاوية المجهول والامثلة كثيرة جدا في البلاد”.
إقليم كردستان
ويضيف، ان “خارطة تدفق المخدرات للعمق العراقي تاتي من جهات متعددة ابرزها وجود حدود سائبة في اقليم كردستان تتضمن وجود 26 معبرًا ومنفذًا “سائبًا” تُستغل في ادخال المخدرات بالاضافة الى وجود حدود مع ايران تمتد من كركوك الى البصرة تجري في بعض مقاطعها عمليات تهريب بالاضافة الى الحدود مع سوريا اما بقية الدول الاخرى ايضا هناك تهريب”.
واعتبرت وزارة الصحة العراقية في وقت سابق، أن “مواد خطيرة مثل (الكريستال) و(الحشيش) و(الأفيون)، باتت منتشرة في العراق، لذا تبرز الحاجة إلى وضع خطط استراتيجية لمواجهتها، خصوصًا أن أغلب المتاجرين يستهدفون الشباب من طلبة الجامعات والمدارس.
ويكمل النائب، ان” المشكلة في الحدود مع اقليم كردستان المحاذية لايران وسوريا تبقى الاكبر، لافتا الى ان” أجهزة وزارة الداخلية نجحت في ضبط كميات من المخدرات وتفكيك شبكات وخلايا مهمة لكن الامر يحتاج الى جهود اكبر ومضاعفة من اجل احتواء خطر يتفاقم في الداخل العراقي”.
أطنان
وكشفت السلطات في العاصمة بغداد، مؤخراً، عن ضبط مواد مخدرة بلغت 3 أطنان، وسط تحذيرات من اتساع رقعة التعاطي بين الشباب والمراهقين وتأثيره على الملف الأمني بعموم مدن العراق، أغلبها من مادتي الكريستال وحبوب الكبتاغون.
وكشف مسؤول أمني في بغداد، يوم الجمعة (8 أيلول 2023)، عن الانتهاء من خطوات تشكيل جهاز أمني مستقل لمكافحة انتشار المخدرات، على غرار جهاز مكافحة الإرهاب في العراق.
وأضاف المتحدث متحفظاً عن ذكر اسمه، أن الحكومة تستعد لوضع اللمسات الأخيرة لتشكيل الجهاز، الذي سيكون أساسه مديرية مكافحة المخدرات بوزارة الداخلية حاليا، وسيتم تزويدهم بمختلف المستلزمات والبنى التحتية، لضمان تمكن البلاد من مواجهة خطر المخدرات المتزايد. مؤكدا أن كلا من الأراضي الإيرانية والسورية، مصدر المخدرات والمؤثرات العقلية في العراق.
البلد المُدمن
ويأتي تشكيل هذا الجهاز الأمني في ظل تطور أساليب نشر المخدرات في العراق، وتوريط أكبر عدد من المجتمع فيها، وصولاً إلى مراحل وصفتها السلطات بـ”الخطيرة”، بعد ضبطها مواد مخدرة في حلوى للأطفال، كانت في طريقها للعراق، وهي سابقة تحدث لأول مرة في البلاد، فيما أكد ناشطون ومتخصصون أن الدول المنتجة للمخدرات تسعى إلى تحويل العراق إلى بلد “مدمن”.
وكشفت دائرة الطب العدلي، الشهر الماضي، أنها استلمت مضبوطات من المواد المخدرة الجديدة والمهلوسة داخل حلوى “الجيلاتين” وفي بعض المواد الغذائية، وداخل السجائر الإلكترونية.
ونقل بيان رسمي، عن مدير عام دائرة الطب العدلي زيد علي، قوله إن هذه المواد المخدرة تم استلامها من الجهات التحقيقية وبأشكال مختلفة ومتنوعة، ومنها حلويات رسمة الدب، وسجائر إلكترونية تسمى “الراتنج الكنابس” المعروف محليا بالحشيشة والأرجيلة الإلكترونية المحتوية على سائل مادة الحشيش المخدرة.
وحذّر “من خطر انتشار هذه المواد في المحال التجارية مع غياب الرقابة”. وشدد “على ضرورة تكاتف الجهود بين الجميع للحد من انتشار المخدرات وتعاطيها، خاصة بين فئتي الأطفال والشباب، مُرجحا أنه “قد يكون أسلوبا حديثا لتهريب المخدرات، مما يعد مؤشرا خطيرا”.
المصدر: وكالة تقدم الاخبارية
كلمات دلالية: فی العراق
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: غارات الاحتلال على تدمر هي “على الأرجح” الأسوأ في سوريا
اعتبرت مسؤولة بالأمم المتحدة الخميس أن غارات الاحتلال التي أودت الأربعاء بالعشرات في مدينة تدمر هي “على الأرجح الأكثر فتكا” في سوريا حتى الآن، معربة عن قلقها البالغ من تصاعد العنف في البلاد.
وقالت نجاة رشدي، نائبة المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، أمام مجلس الأمن الدولي “مرة أخرى، ازدادت الغارات الإسرائيلية في سوريا بشكل كبير، سواء من حيث الوتيرة أو النطاق”.
وأضافت “أمس (الأربعاء)، قُتل عشرات الأشخاص في غارة قرب تدمر، هذه الضربة هي على الأرجح الأكثر فتكا حتى الآن”.
واستهدفت غارات الاحتلال الأربعاء، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، ثلاثة مواقع في مدينة تدمر في ريف حمص الشرقي ضمّ أحدها اجتماعا “لمجموعات سورية موالية لطهران مع قياديين من حركة النجباء العراقية وحزب الله اللبناني”.
وقتل في الغارات 79 مقاتلا موالين لإيران، وفق أحدث حصيلة اوردها المرصد، بينما أحصت وزارة الدفاع السورية مقتل 36 شخصا وإصابة أكثر من خمسين جراء هذه الغارات على المدينة الواقعة في البادية السورية.
وأضافت رشدي “تقول “إسرائيل” إن ضرباتها تستهدف مواقع مرتبطة بإيران أو حزب الله أو الجهاد الإسلامي الفلسطيني. لكننا مرة أخرى نشهد سقوط ضحايا من المدنيين، من ضمنهم جراء غارات ضخمة على مناطق سكنية في وسط دمشق”.
كما اعربت عن قلقها حيال “الوضع المتفجر” في الجولان المحتل، وأعمال العنف الأخرى “في العديد من مواقع العمليات الأخرى”، خصوصا في شمال غرب البلاد.
وحذرت من أن “هذا العام يتجه ليكون الأكثر عنفا منذ 2020، وأن خطر حدوث دمار أكبر يلوح في الأفق”.
واندلع النزاع في سوريا في العام 2011 إثر احتجاجات بدأت سلمية قبل أن يقوم النظام بقمعها.
وأدى النزاع إلى مقتل أكثر من نصف مليون شخص وتشريد الملايين وتدمير اقتصاد البلاد والبنية التحتية.
وتابعت رشدي “من الواضح أن الأولوية الملحة بالنسبة لسوريا هي وقف التصعيد. فالبلاد تشهد عواصف متواصلة ناتجة من نزاع إقليمي وموجات متزايدة للنزاع على أراضيها”.
واشارت إلى أنه “مع تضاؤل المساعدات الإنسانية وتكثيف الخطابات والأعمال العدائية، يضطر السوريون إلى العيش في ظروف صعبة وغير محتملة على نحو متزايد”.
المصدر أ ف ب الوسومالأمم المتحدة الاحتلال الإسرائيلي سوريا