أبوظبي في 2 أكتوبر / وام / يواصل بنك أبوظبي الأول، أكبر بنك في دولة الإمارات العربية وأحد أكبر وأقوى المؤسسات المالية في العالم، تحقيق إنجازات متسارعة على صعيد تطوير سوق تداول الكربون في المنطقة، حيث وقع مذكرات تفاهم مع كل من شركة "بلو كربون" و"مصدر" بهدف تزويد أرصدة الكربون عالية الجودة.

وتمثل هذه المذكرات خطوة جديدة في مسيرة بنك أبوظبي الأول ليصبح المركز الرئيسي لتداول الكربون في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وكان بنك أبوظبي الأول أطلق مؤخراً مكتب تداول الكربون، ضمن قسم الأسواق العالمية، بهدف تعزيز قدرات البنك في مجال الحد من الانبعاثات الكربونية.

وتزامن إطلاق المكتب مع عام الاستدامة في دولة الإمارات العربية المتحدة، ليدعم أهداف الانبعاثات الكربونية الصفرية على المستويات المحلية والإقليمية والدولية.

ويوفر المكتب خيارات تداول وتمويل الكربون، ويعمل على تسهيل الصفقات الاستراتيجية المتعلقة بالكربون، وتشجيع تطوير أرصدة وتعويضات الكربون عالية الجودة لعملاء الخدمات المصرفية للشركات والخدمات المصرفية للاستثمار.

ويعتبر البنك أول المؤسسات المالية الإقليمية التي تمتلك إمكانات التداول في سوقي الامتثال الرئيسيين بما في ذلك مخصصات انبعاثات الاتحاد الأوروبي (EUA) ومخصصات انبعاثات المملكة المتحدة (UKA) وأسواق الكربون الطوعية مثل Gold Standard وVerra ..كما يعدّ أول بنك إقليمي يوفر الأوراق المالية بموجب ترخيص من قبل الاتحاد الأوروبي، إلى جانب حلول منظمة لشراء أرصدة الكربون الآجلة للعملاء المحليين والدوليين.

وخلال الأشهر الأولى من إنشائه، نجح مكتب بنك أبوظبي الأول لتداول الكربون في تنفيذ عدد من صفقات مخصصات الاتحاد الأوروبي للكربون، وكان أول من يقوم بتنفيذ صفقة تجارية في بورصة AirCarbon (ACX) في أبوظبي، ودخل فعلياً في نقاشات متخصصة مع أبرز الشركات الكبرى التي تواجه متطلبات متعلقة باللوائح الدولية المعتمدة لمستويات الانبعاثات الكربونية. وتمثّل مذكرات التفاهم الموقعة مع "بلو كربون" و"مصدر" إنجازاً بارزاً نتيجة لهذه النقاشات، كونها تربط رواد الاستدامة في دولة الإمارات العربية المتحدة مباشرة مع أسواق تداول الكربون الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وفي هذه المناسبة، قال الشيخ أحمد بن دلموك آل مكتوم، رئيس مجلس إدارة "بلو كربون": "لقد احتل مفهوم "تمويل المناخ" مؤخراً مركز الصدارة في المناقشات والمبادرات لمواجهة التغيرات المناخية، وتعد الشراكة بين "بلو كربون" وبنك أبوظبي الأول مثالاً رئيسياً على كيفية تسخير هذا التمويل لإحداث تأثيرات إيجابية دائمة. نحن ملتزمون ليس فقط بتعزيز التخفيف من الانبعاثات ولكن أيضاً بتحقيق التمكين الاقتصادي وتحسين سبل العيش في البلدان التي نتعامل معها".

من جانبه، قال محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لمصدر: "تفخر ’مصدر‘ بشراكتها مع بنك أبوظبي الأول لاستكشاف السبل الكفيلة بالاستفادة من أسواق الكربون وتسريع وتيرة التحول في قطاع الطاقة. وتنشط ’مصدر‘ في أسواق الكربون من خلال استثماراتها ومشاريعها المتواصلة على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية، وإننا ندعم بشكل كامل الجهود التي تساهم في زيادة رأس المال المخصص لتعزيز مبادرات التخلص من الانبعاثات الكربونية. وتوفر أرصدة الكربون وسائل عملية تدعم القطاعات لتحقيق أهدافها الطموحة في مجال إزالة الكربون. وبالتزامن مع استعدادات دولة الإمارات لاستضافة مؤتمر الأطراف (كوب 28)، سنواصل العمل مع مختلف القطاعات من أجل بناء مستقبل أكثر استدامة يشمل الجميع".

هذا ويُجري بنك أبوظبي الأول مناقشات مع الشركات الصناعية الوطنية والإقليمية الكبرى حول نظام الاتحاد الأوروبي لتداول الانبعاثات، كما وصل إلى مراحل متقدمة من النقاش مع جهات إماراتية لإنشاء منظومة طوعية للكربون.

ويعمل البنك أيضاً كمشترٍ أول ومزود لخدمات التحوط وجهة إصدار لأرصدة الكربون عالية الجودة للعملاء. ويمثل مكتب تداول الكربون امتداداً لعروض ومنتجات بنك أبوظبي الأول التي أطلقها للمرة الأولى عام 2021.

وتشمل صلاحيات المكتب توفير حلول كربون مخصصة داخل دول مجلس التعاون الخليجي وعبر شبكة بنك أبوظبي الأول العالمية، وتوفير مصادر لأرصدة الكربون عالية الجودة وإنشائها وتداولها بشكل نشط.

ويساهم المكتب في ترسيخ مكانة بنك أبوظبي الأول الرائدة في قطاع تداول الكربون في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة؛ حيث حقق إنجازات مهمة تشمل فتح سجلات الكربون الخاصة به في أسواق الامتثال في أوروبا والمملكة المتحدة، وإنشاء سجلات فعلية في أسواق الكربون الطوعية.

ويتيح هذا النموذج التشغيلي تداول ائتمانات ومخصصات الكربون المادية على السجلات المصرفية، وإتاحة المجال أمام العملاء لدخول السوق.

ويتطلع بنك أبوظبي الأول من خلال إطلاق مكتب تداول الكربون إلى دفع نمو منظومة أسواق الكربون في أبوظبي ودولة الإمارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي بشكل عام.

كما يسعى أيضاً إلى دعم تطوير أسواق الكربون التي تتسم بالشفافية، وضمان المصداقية والموثوقية في أرصدة الكربون كأداة ذات أهمية كبيرة للحد من انبعاثات غازات الدفيئة على المستوى العالمي علماً أن البنك عضو مؤسس في اتحاد الإمارات للكربون. وتغطي أنشطة تداول السلع الخاصة ببنك أبوظبي الأول اليوم مجموعة واسعة من المنتجات، بما في ذلك الطاقة والمعادن الأساسية والمعادن الثمينة، بالإضافة إلى الكربون، ويتمتع بقدرة تنافسية عالمية في أسواق السلع الرئيسية. ويعد مكتب أبوظبي لتجاول الكربون امتداداً لأعماله في مجال التداول وإدارة مخاطر المنتجات، بعد إطلاق البنك لمكتب تداول السلع الخاص به عام 2015.

رضا عبدالنور/ رامي سميح

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

كلمات دلالية: فی دولة الإمارات العربیة المتحدة الانبعاثات الکربونیة الاتحاد الأوروبی بنک أبوظبی الأول أسواق الکربون أرصدة الکربون فی أسواق

إقرأ أيضاً:

واشنطن تدفع بحاملة طائرات ثانية إلى الشرق الأوسط

أعلن مسؤول أمريكي أن البنتاغون يُرسل مجموعة حاملة طائرات أخرى إلى الشرق الأوسط، مع تصاعد التوترات في المنطقة عقب استئناف الهجمات الإسرائيلية على حماس في قطاع غزة.

أنهت الهجمات وقف إطلاق النار الذي استمر شهرين

يتجدد القتال على جبهات عدة في الشرق الأوسط. وشنّت القوات الأمريكية في المنطقة موجات من الغارات الجوية على ميليشيا الحوثي اليمنية، التي بدأت بإطلاق صواريخ على إسرائيل بعد انهيار وقف إطلاق النار الذي استمر شهرين في غزة هذا الأسبوع.

ويوم السبت، أطلق مسلحون صواريخ من لبنان على إسرائيل لأول مرة منذ شهور، ما استدعى غارات جوية إسرائيلية على عشرات الأهداف لحزب الله. ويأتي تصاعد القتال بعد أن نفذت إسرائيل غارات جوية على غزة لعدة أيام وأرسلت قوات برية أواخر الأسبوع.

????????????SECOND U.S. AIRCRAFT CARRIER SENT AS MIDDLE EAST ERUPTS

The Pentagon is sending the USS Carl Vinson to join the Harry S. Truman in the Middle East, boosting firepower as war spreads beyond Gaza.

Trump says the Houthis will be “completely annihilated” and warned Iran of… https://t.co/8EhW119Bym pic.twitter.com/S1uCpX31TI

— Mario Nawfal (@MarioNawfal) March 22, 2025

وفي ظل هذه الخلفية، تُرسل الولايات المتحدة مجموعة حاملة الطائرات "يو إس إس كارل فينسون" إلى الشرق الأوسط من موقعها الحالي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

وقال المسؤول إن حاملة الطائرات الأمريكية هاري إس ترومان، ستبقى في المنطقة، وسيتداخل دورها مع حاملة الطائرات كارل فينسون لعدة أسابيع على الأقل.

وسيمنح هذا الانتشار الولايات المتحدة قوة نيران إضافية ضد الحوثيين، ويضمن وجودا ًمستمراً لحاملة الطائرات في المنطقة. وصرح الرئيس ترامب يوم الأربعاء بأن الهجمات على الحوثيين ستتصاعد، وأن الجماعة ستُباد "تماماً". كما قال إن الولايات المتحدة ستحمّل إيران مسؤولية أي هجمات حوثية، وهددها بعواقب غير محددة.

وسبق لوكالة أسوشيتد برس في وقت سابق، إعلان نشر حاملة الطائرات.

وشن الحوثيون هجمات صاروخية شبه يومية على إسرائيل هذا الأسبوع، بما في ذلك هجوم خلال الليل. وقد اعترضتها الدفاعات الإسرائيلية. 

واستهدفت الصواريخ التي أُطلقت من لبنان بلدةً في شمال إسرائيل، في حدثٍ غير مألوف بعد أشهر من الهدوء على تلك الحدود. وصرح الجيش الإسرائيلي بأنه اعترض الصواريخ من لبنان وردّ بقصف العشرات من منصات إطلاق الصواريخ ومراكز القيادة ومستودعات الأسلحة والبنى التحتية الأخرى التابعة لحزب الله، بناءً على توجيهات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "بالتصرف بقوة".

مسؤولية نشاط مسلح

وصرح وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس بأنه أصدر تعليماته للجيش بالرد، وأن إسرائيل ستواصل تحميل لبنان مسؤولية أي نشاط مسلح ينطلق من أراضيه.

"US is sending 2nd aircraft carrier to Middle East, a rare and provocative move Trump intensifies bombing campaign against Houthis in Yemen." Other factor for 2nd carrier, potential limitations posed by nations hosting US bases over strikes against Iran. https://t.co/1zfQI4drHQ

— Kabir Taneja (@KabirTaneja) March 22, 2025

وقال: "تتحمل حكومة لبنان مسؤولية جميع عمليات إطلاق النار من أراضيها".

ونفى حزب الله مسؤوليته عن الهجمات من لبنان، حيث قاتل إسرائيل قبل أن يُجبر على وقف إطلاق النار في الخريف الماضي.

وتزايدت المخاوف من أن تُشعل الهجمات المتجددة على غزة شرارة القتال على جبهات أخرى خفت حدتها في الأشهر الأخيرة. وشنّت إسرائيل موجة غارات جوية قاتلة ضدّ مقاتلي حماس في غزة هذا الأسبوع، مُدّعيةً أن الحركة لم تُلبِّ مطلب إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم هناك، وأعقبتها توغلات برية وتهديد باحتلال دائم للأراضي.

وأنهت الهجمات وقف إطلاق النار الذي استمر شهرين، والذي أدى إلى إعادة 33 رهينة إسرائيلياً أو جثثهم مقابل إطلاق سراح أكثر من 1700 أسير فلسطيني. وتقول حماس إن إسرائيل لم تف بالتزاماتها ببدء مفاوضات على  إعادة الرهائن المتبقين مقابل إنهاء دائم للحرب.

ويُعتقد أن حوالي 24 رهينة لا يزالون على قيد الحياة في غزة، إلى جانب جثث 35 آخرين.

وبعد وقت قصير من الهجمات التي قادتها حماس في 7 أكتوبر(تشرين الأول)  2023 على جنوب إسرائيل، بدأ حزب الله والحوثيون وجماعات إسلامية مسلحة أخرى مهاجمة إسرائيل تضامنًا مع الفلسطينيين.

ورغم أن القتال بين إسرائيل وحزب الله نشأ على هامش حرب إسرائيل ضد حماس في غزة، إلا أنه تجاوز ذلك الصراع في شدته في سبتمبر (أيلول)، حيث شنت إسرائيل موجة من هجمات سرية على حزب الله وحملة قصف استهدفت ترسانته وقيادته.

ووقّعت إسرائيل ولبنان اتفاقاً في نوفمبر (تشرين الثاني) لإنهاء القتال، الذي عصف بالحزب ودمر مساحات شاسعة من جنوب لبنان والعاصمة. وفي ذروته، شرد الصراع أكثر من مليون لبناني، إلى جانب عشرات آلاف الإسرائيليين.

وحذر رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام يوم السبت من تجدد القتال، قائلاً إنه قد يجر البلاد إلى حرب جديدة مدمرة، وفقًا لوسائل الإعلام الرسمية.

كما حذرت قوة حفظ السلام للأمم المتحدة في البلاد، والمعروفة بيونيفيل، من تصاعد العنف. وقالت: "نحض بشدة جميع الأطراف على تجنب تعريض التقدم المحرز للخطر".

مقالات مشابهة

  • زعيم الشرق الأوسط
  • ترامب: نحقق تقدمًا جيدًا بشأن الصراع في الشرق الأوسط
  • وزير الخارجية يبحث مع نظيره البلغاري التطورات في الشرق الأوسط
  • تمديد استقبال المشاركات في «تعاوَن وابتكِر مع اللوفر أبوظبي» حتى 30 أبريل
  • خبير دولي في الاستدامة: المفوضية الأوروبية تجري تحديثات لآلية تعديل حدود الكربون لتقليل الأعباء على المستوردين
  • Inforte تستحوذ على Shifra
  • مايك والتز: إذا امتلكت إيران أسلحة نووية سينفجر الشرق الأوسط
  • تقرير: توقعات بارتفاع إنتاج الغاز في الشرق الأوسط
  • واشنطن تدفع بحاملة طائرات ثانية إلى الشرق الأوسط
  • كيا الأردن تحقق إنجازًا استثنائيًا في تجربة العملاء في الشرق الأوسط