أبوظبي الأول يتعاون مع مصدر وبلو كربون لتسريع نمو أسواق تداول الكربون في الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT
أبوظبي في 2 أكتوبر / وام / يواصل بنك أبوظبي الأول، أكبر بنك في دولة الإمارات العربية وأحد أكبر وأقوى المؤسسات المالية في العالم، تحقيق إنجازات متسارعة على صعيد تطوير سوق تداول الكربون في المنطقة، حيث وقع مذكرات تفاهم مع كل من شركة "بلو كربون" و"مصدر" بهدف تزويد أرصدة الكربون عالية الجودة.
وتمثل هذه المذكرات خطوة جديدة في مسيرة بنك أبوظبي الأول ليصبح المركز الرئيسي لتداول الكربون في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وكان بنك أبوظبي الأول أطلق مؤخراً مكتب تداول الكربون، ضمن قسم الأسواق العالمية، بهدف تعزيز قدرات البنك في مجال الحد من الانبعاثات الكربونية.
وتزامن إطلاق المكتب مع عام الاستدامة في دولة الإمارات العربية المتحدة، ليدعم أهداف الانبعاثات الكربونية الصفرية على المستويات المحلية والإقليمية والدولية.
ويوفر المكتب خيارات تداول وتمويل الكربون، ويعمل على تسهيل الصفقات الاستراتيجية المتعلقة بالكربون، وتشجيع تطوير أرصدة وتعويضات الكربون عالية الجودة لعملاء الخدمات المصرفية للشركات والخدمات المصرفية للاستثمار.
ويعتبر البنك أول المؤسسات المالية الإقليمية التي تمتلك إمكانات التداول في سوقي الامتثال الرئيسيين بما في ذلك مخصصات انبعاثات الاتحاد الأوروبي (EUA) ومخصصات انبعاثات المملكة المتحدة (UKA) وأسواق الكربون الطوعية مثل Gold Standard وVerra ..كما يعدّ أول بنك إقليمي يوفر الأوراق المالية بموجب ترخيص من قبل الاتحاد الأوروبي، إلى جانب حلول منظمة لشراء أرصدة الكربون الآجلة للعملاء المحليين والدوليين.
وخلال الأشهر الأولى من إنشائه، نجح مكتب بنك أبوظبي الأول لتداول الكربون في تنفيذ عدد من صفقات مخصصات الاتحاد الأوروبي للكربون، وكان أول من يقوم بتنفيذ صفقة تجارية في بورصة AirCarbon (ACX) في أبوظبي، ودخل فعلياً في نقاشات متخصصة مع أبرز الشركات الكبرى التي تواجه متطلبات متعلقة باللوائح الدولية المعتمدة لمستويات الانبعاثات الكربونية. وتمثّل مذكرات التفاهم الموقعة مع "بلو كربون" و"مصدر" إنجازاً بارزاً نتيجة لهذه النقاشات، كونها تربط رواد الاستدامة في دولة الإمارات العربية المتحدة مباشرة مع أسواق تداول الكربون الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وفي هذه المناسبة، قال الشيخ أحمد بن دلموك آل مكتوم، رئيس مجلس إدارة "بلو كربون": "لقد احتل مفهوم "تمويل المناخ" مؤخراً مركز الصدارة في المناقشات والمبادرات لمواجهة التغيرات المناخية، وتعد الشراكة بين "بلو كربون" وبنك أبوظبي الأول مثالاً رئيسياً على كيفية تسخير هذا التمويل لإحداث تأثيرات إيجابية دائمة. نحن ملتزمون ليس فقط بتعزيز التخفيف من الانبعاثات ولكن أيضاً بتحقيق التمكين الاقتصادي وتحسين سبل العيش في البلدان التي نتعامل معها".
من جانبه، قال محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لمصدر: "تفخر ’مصدر‘ بشراكتها مع بنك أبوظبي الأول لاستكشاف السبل الكفيلة بالاستفادة من أسواق الكربون وتسريع وتيرة التحول في قطاع الطاقة. وتنشط ’مصدر‘ في أسواق الكربون من خلال استثماراتها ومشاريعها المتواصلة على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية، وإننا ندعم بشكل كامل الجهود التي تساهم في زيادة رأس المال المخصص لتعزيز مبادرات التخلص من الانبعاثات الكربونية. وتوفر أرصدة الكربون وسائل عملية تدعم القطاعات لتحقيق أهدافها الطموحة في مجال إزالة الكربون. وبالتزامن مع استعدادات دولة الإمارات لاستضافة مؤتمر الأطراف (كوب 28)، سنواصل العمل مع مختلف القطاعات من أجل بناء مستقبل أكثر استدامة يشمل الجميع".
هذا ويُجري بنك أبوظبي الأول مناقشات مع الشركات الصناعية الوطنية والإقليمية الكبرى حول نظام الاتحاد الأوروبي لتداول الانبعاثات، كما وصل إلى مراحل متقدمة من النقاش مع جهات إماراتية لإنشاء منظومة طوعية للكربون.
ويعمل البنك أيضاً كمشترٍ أول ومزود لخدمات التحوط وجهة إصدار لأرصدة الكربون عالية الجودة للعملاء. ويمثل مكتب تداول الكربون امتداداً لعروض ومنتجات بنك أبوظبي الأول التي أطلقها للمرة الأولى عام 2021.
وتشمل صلاحيات المكتب توفير حلول كربون مخصصة داخل دول مجلس التعاون الخليجي وعبر شبكة بنك أبوظبي الأول العالمية، وتوفير مصادر لأرصدة الكربون عالية الجودة وإنشائها وتداولها بشكل نشط.
ويساهم المكتب في ترسيخ مكانة بنك أبوظبي الأول الرائدة في قطاع تداول الكربون في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة؛ حيث حقق إنجازات مهمة تشمل فتح سجلات الكربون الخاصة به في أسواق الامتثال في أوروبا والمملكة المتحدة، وإنشاء سجلات فعلية في أسواق الكربون الطوعية.
ويتيح هذا النموذج التشغيلي تداول ائتمانات ومخصصات الكربون المادية على السجلات المصرفية، وإتاحة المجال أمام العملاء لدخول السوق.
ويتطلع بنك أبوظبي الأول من خلال إطلاق مكتب تداول الكربون إلى دفع نمو منظومة أسواق الكربون في أبوظبي ودولة الإمارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي بشكل عام.
كما يسعى أيضاً إلى دعم تطوير أسواق الكربون التي تتسم بالشفافية، وضمان المصداقية والموثوقية في أرصدة الكربون كأداة ذات أهمية كبيرة للحد من انبعاثات غازات الدفيئة على المستوى العالمي علماً أن البنك عضو مؤسس في اتحاد الإمارات للكربون. وتغطي أنشطة تداول السلع الخاصة ببنك أبوظبي الأول اليوم مجموعة واسعة من المنتجات، بما في ذلك الطاقة والمعادن الأساسية والمعادن الثمينة، بالإضافة إلى الكربون، ويتمتع بقدرة تنافسية عالمية في أسواق السلع الرئيسية. ويعد مكتب أبوظبي لتجاول الكربون امتداداً لأعماله في مجال التداول وإدارة مخاطر المنتجات، بعد إطلاق البنك لمكتب تداول السلع الخاص به عام 2015.
رضا عبدالنور/ رامي سميحالمصدر: وكالة أنباء الإمارات
كلمات دلالية: فی دولة الإمارات العربیة المتحدة الانبعاثات الکربونیة الاتحاد الأوروبی بنک أبوظبی الأول أسواق الکربون أرصدة الکربون فی أسواق
إقرأ أيضاً:
مستوى قياسي لانبعاثات الكربون العالمية في 2024
الاقتصاد نيوز - متابعة
قال علماء، اليوم الأربعاء، إن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية، بما يشمل تلك الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري، تتجه لتسجيل مستوى قياسي مرتفع هذا العام لينحرف العالم أكثر عن مساره الهادف لتجنب المزيد من الظواهر المناخية المتطرفة المدمرة.
وجاء في تقرير ميزانية الكربون العالمية، الذي نشر خلال قمة المناخ "كوب 29" في أذربيجان، أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية ستصل إلى 41.6 مليار طن في عام 2024، ارتفاعا من 40.6 مليار طن في العام الماضي.
وأغلب هذه الانبعاثات ناتج عن حرق الفحم والنفط والغاز.
وذكر التقرير أن هذه الانبعاثات ستبلغ 37.4 مليار طن في عام 2024، بزيادة 0.8 بالمئة عن عام 2023.
أما الجزء المتبقي فناتج عن استخدام الأراضي، وهو فئة تشمل إزالة الغابات وحرائق الغابات.
وأشرفت جامعة إكستر البريطانية على إعداد التقرير بمشاركة ما يزيد على 80 مؤسسة.
وقال بيير فريدلينجستين المؤلف الرئيسي للدراسة، وهو عالم مناخ بجامعة إكستر، إنه بدون خفض فوري وحاد للانبعاثات على مستوى العالم "فسوف نبلغ مباشرة حد 1.5 درجة مئوية، وسنجتازه ونستمر في ذلك"، وفقا لرويترز.
ووافقت البلدان بموجب اتفاقية باريس للمناخ لعام 2015 على محاولة الحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية بأكثر من 1.5 درجة مئوية لتجنب أسوأ آثار تغير المناخ.
ويتطلب هذا خفضا حادا للانبعاثات كل عام من الآن وحتى عام 2030 وما بعده.
وبدلا من تحقيق ذلك، ارتفعت انبعاثات الوقود الأحفوري على مدى العقد الماضي فيما هبطت انبعاثات استخدام الأراضي خلال هذه الفترة. إلا أن الجفاف الشديد في منطقة الأمازون هذا العام تسبب في اندلاع حرائق الغابات لتزيد انبعاثات استخدام الأراضي السنوية 13.5 بالمئة إلى 4.2 مليار طن.
وقال بعض العلماء إن هذا التقدم البطيء يعني أن تحقيق هدف 1.5 درجة مئوية لم يعد واقعيا.
وقال الباحثون إن بيانات الانبعاثات لهذا العام أظهرت أدلة على قيام بعض البلدان بالتوسع سريعا في استخدام الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية.
لكن التقدم كان غير متساوٍ بشكل صارخ إذ انخفضت انبعاثات الدول الصناعية الغنية، بينما استمرت انبعاثات الاقتصادات الناشئة في الارتفاع.
واندلعت التوترات بين الدول أمس الثلاثاء في كوب29 حول من يجب أن يقود انتقال العالم بعيدا عن الوقود الأحفوري، الذي ينتج حوالي 80 بالمئة من الطاقة العالمية.
واتهم إلهام علييف رئيس أذربيجان الدولة المضيفة للمؤتمر الدول الغربية بالنفاق لأنها تلقي العظات على الآخرين في وقت لا تزال فيه من كبار مستهلكي ومنتجي الوقود الأحفوري.
ومن المتوقع أن تنخفض انبعاثات الولايات المتحدة، أكبر منتج ومستهلك للنفط والغاز في العالم، بنسبة 0.6 بالمئة هذا العام في حين ستنخفض انبعاثات الاتحاد الأوروبي 3.8 بالمئة.
وفي الوقت نفسه، تتجه انبعاثات الهند للارتفاع 4.6 بالمئة هذا العام مدفوعة بالطلب المتزايد على الطاقة بسبب النمو الاقتصادي.
كوب 29.. طموحات ومنجزات
وستسجل انبعاثات الصين، أكبر مصدر للانبعاثات وثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم اليوم، ارتفاعا طفيفا نسبته 0.2 بالمئة. وقال الباحثون إن انبعاثات الصين من استخدام النفط ربما بلغت ذروتها، مع الإقبال على السيارات الكهربائية.
ومن المتوقع أيضا أن ترتفع الانبعاثات من الطيران والشحن الدوليين 7.8 بالمئة هذا العام مع استمرار تعافي السفر الجوي من انخفاض الطلب خلال جائحة كوفيد-19.