تشيلي – توجد في القطب الجنوبي للقمر منطقة تقع بين حفرتين تتوفر فيها كمية كبيرة من الماء وأشعة الشمس الدائمة، ما قد يتيح بيئة جيدة للبشر للعيش فيها.

ويعد القطب الجنوبي منذ فترة طويلة مكانا جيدا للاستيطان لأن حفره العديدة تتعرض لأشعة الشمس الدائمة والظل، ما يجعل من الممكن توليد الكهرباء باستخدام الألواح الشمسية مع وجود الجليد أيضا لاستخراج المياه.

وتم استكشاف المناطق المحيطة ببعض هذه الحفر بواسطة المركبات القمرية، مثل مهمة Chandrayaan-3 الهندية الأخيرة، لكن هدفها كان جمع البيانات العلمية بدلا من البحث عن موقع أساسي.

وهناك خمس حفر كان يجري النظر فيها بسبب ضوء الشمس الدائم فيها، ولكن يجب أخذ كمية المياه والموارد الأخرى في الاعتبار قبل تحديد الموقع.

وقام العلماء في جامعة أتاكاما في تشيلي بفحص البيانات الموجودة حول الحفر الخمس المحتملة لتحديد أي منها سيكون الأفضل، وفقا لمجلة New Scientist.

وتسمى الحفر الخمس بـ”دي غيرلاش”، و”هنسون”، و”سفيردروب”، و”شاكلتون”، وواحدة منهم هي حفرة غير مسماة.

وأخذ العلماء في الاعتبار توزيع الجليد المائي، وزوايا الانحدار، وكمية ضوء الشمس المتاحة لكل حفرة، إلى جانب كثافة ثاني أكسيد الكربون الموجود في الماء المجمد، ومصادر الطاقة المحتملة الأخرى، وسهولة الوصول إليها، وروابط الاتصال مع الأرض.

أين يقع المكان؟

قال قائد الفريق جيوفاني ليون لمجلة New Scientist إن منطقة تبلغ مساحتها نحو 5 كم مربع تمتد على حفرتين، تُعرف مجتمعة باسم سفيردروب-هنسون، هي أفضل مكان ممكن لإنشاء القاعدة الأولى.

ولهذه المنطقة سطح مستو نسبيا، ما يجعل البناء والتنقل أسهل، بالإضافة إلى وجود المزيد من الجليد والمعادن في المناطق المظللة القريبة. وهناك أيضا مناطق تتعرض لأشعة الشمس الدائمة، لتوليد الطاقة، ومواقع لوصلات الاتصال بالأرض.

وأشار ليون: “إنها مقايضة بين الماء الموجود في متناول اليد، وفي الوقت نفسه، يجب أن تكون القاعدة مضيئة للحصول على بعض الطاقة”.

وأحد العوامل الفريدة التي يتمتع بها موقع “سفيردروب-هنسون” هو سهولة الوصول إليه، مقارنة بالحفر الأخرى ذات الحواف العالية. ويقول ليون: “هناك إمكانية للتوسع في كل مكان، نظرا لوجود إمكانية الوصول المباشر إلى داخل وخارج فوهات سفيردروب-هنسون”.

ومع ذلك، يوضح ليون أنه ما يزال هناك بعض عدم اليقين في البيانات المتعلقة بالفوهات، ومن غير الواضح ما إذا كان سيكون هناك ما يكفي من الماء حتى في هذه المناطق الغنية نسبيا بالجليد المائي.

ويأخذ العمل في الاعتبار كمية كبيرة من البيانات، لكن معظم البيانات المستخدمة مأخوذة من أدوات بعيدة، وقد لا تكون دقيقة تماما، وبذلك، فإنه وفقا لليون يمكن لاستنتاجاتهم قد تتغير قليلا بمجرد مراقبة المنطقة فعليا.

مضيفا: “هناك الكثير من الأفكار حول مكان بناء قاعدة قمرية. أعتقد أن الإجابات الحقيقية سوف تأتي عندما نحصل على المزيد من قياسات الحقيقة حول كل هذه العوامل”.

المصدر: ذي صن

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

إقرأ أيضاً:

الطريـق إلـى القمـر مزدحـم هـذا العـام

تستعد حوالي 12 مركبة فضائية للهبوط على سطح القمر خلال العام الحالي، وذلك بهدف تطوير التكنولوجيا اللازمة لخلق وجود بشري دائم على سطح القمر.

وتعد هذه المجموعة من الإطلاقات جزءا من حملة مستمرة لزيادة استكشاف القمر، مدفوعة جزئيا من قبل مبادرة خدمات الحمولة القمرية التجارية (CLPS) التابعة لناسا. حيث تشمل المبادرة تمويل المركبات الفضائية من الشركات الخاصة، التي تحمل مزيجا من الأدوات العلمية التابعة لناسا وحمولات من عملاء آخرين.

تقول جانا سبروس من شركة Firefly Aerospace، وهي شركة إطلاق فضائي مقرها ولاية تكساس الأمريكية: «تلعب مبادرة خدمات الحمولة القمرية التجارية على المدى البعيد دورا كبيرا في التمهيد لتقنيات قمرية تجارية جديدة». وتضيف: «نحن نشهد اهتماما واسع النطاق من الشركات التجارية والجامعات ومعاهد الأبحاث التي تتطلع إلى عرض التقنيات التي يمكن أن تساعد في بناء أساس البنية التحتية للقمر، وإطلاق موارد القمر ودعم الأبحاث من أجل وجود دائم على سطح القمر».

ومن المتوقع إطلاق مركبة الهبوط «بلو غوست» التابعة لـ«فايرفلاي» في منتصف يناير، مما يجعلها أول رحلة من رحلات القمر العديدة لهذا العام. وسيحمل المسبار مجموعة متنوعة من الأدوات، بدءا من كاميرات الأشعة السينية ونظام ملاحة قمري وصولا إلى مثقاب لقياس انتقال الحرارة.

حان وقت إكمال ما بدأ

وفي أعقاب هذه الرحلة مباشرة، تأتي مهمة IM-2، وهي مهمة أخرى من مهام مبادرة خدمات الحمولة القمرية التجارية، والتي تتبع شركة Intuitive Machines. في عام 2024، أصبحت الشركة أول شركة خاصة تحقق هبوطا ناجحا على سطح القمر، ومن المتوقع أن تكون المهمة التالية مثيرة بنفس القدر. ويتمحور الهدف الأساسي من هذه المهمة في الحفر بالقرب من القطب الجنوبي للقمر لجمع وتحليل عينات من الجليد المدفون التي قد تكون مفيدة للبعثات المستقبلية، كما ستحمل أيضا العديد من المركبات الفضائية الصغيرة الأخرى، بما في ذلك مركبة فضائية صغيرة جدا لاستكشاف المناطق التي يصعب الوصول إليها في القمر، ومركبة صغيرة أخرى لجمع العينات لناسا، وقمر صناعي لتسهيل الاتصالات بين جميع المركبات الفضائية والمشغلين على الأرض.

«نريد تواجد دائم على سطح القمر»

تقول بيثاني إيلمان من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، وهي قائدة لفريق سيعمل على رسم خرائط للقمر من خلال المركبة المدارية Lunar Trailblazer التي ستكون أيضا جزءا من مهمة (IM-2): «نحن حريصون على جمع البيانات العلمية التي ستوفر خرائط عالية الدقة للمياه والمعادن والخصائص الفيزيائية الحرارية لتوجيه الجيل القادم من البعثات التي ستُرسَل إلى القمر».

وفي وقت لاحق من هذا العام، سترسل شركة Intuitive Machines مسبارا آخر هو IM-3 إلى ميزة مغناطيسية غريبة تسمى «الدوامة القمرية». ومن المقرر أن يتم التخطيط لبضع بعثات أخرى من قبل مبادرة خدمات الحمولة القمرية التجارية لهذا العام أيضا.

كما ستقوم شركة SpaceIL بمحاولة أخرى على سطح القمر لهذا العام من خلال رحلة «بيريشيت 2» والتي تأتي استكمالا لرحلة «بيريشيت 1» التي تحطمت على سطح القمر في عام 2019. حيث ستشمل هذه المحاولة الثانية مركبتين للهبوط على أمل استكشاف منطقتين منفصلتين على سطح القمر، إلى جانب مركبة أخرى مدارية.

ومن المؤسف قوله إن عام 2025 لن يشهد إطلاقا مأهولا إلى القمر، حيث تم تأجيل مهمة «أرتيميس 2» التابعة لناسا، التي تهدف إلى إرسال أربعة أفراد من الطاقم حول القمر والعودة إلى الأرض دون الهبوط، إلى عام 2026. وأدنى ما سنصل إليه هو هبوط غير مأهول لمركبة «ستارشيب» التابعة لشركة SpaceX ، وهي نفس المركبة التي ستنقل رواد الفضاء إلى سطح القمر في 2027 كجزء من مهمة «أرتيميس 3» التابعة لناسا.

مقالات مشابهة

  • الصين تبتكر طائرة مسيرة تطير وتسبح تحت الماء
  • الأرصاد الجوية التركية: تحذير هام للمدن بما فيها إسطنبول٬ أمطار غزيرة وثلوج قادمة
  • فنربخشة بقيادة مورينيو يفشل في إسقاط ليون بالدوري الأوروبي
  • بن رحمة أساسيا في مباراة ليون وفنربخشة في “اليوروبا ليغ”
  • مواطنون يعثرون على جثة مشوهة في إب وشاب ينهي حياته شنقاً في تعز
  • قاعدة صواريخ أمريكية للبيع مع ملجأ فاخر تحت الأرض
  • هيمنة عربية.. تشكيل دور المجموعات المثالي في دوري أبطال إفريقيا 2025
  • موعد غرة شهر شعبان 2025 وحكم صيامه
  • الطريـق إلـى القمـر مزدحـم هـذا العـام
  • الجمعية الفلكية بجدة: قمر التربيع الأخير يزين السماء بعد منتصف الليل