الجزيرة:
2024-12-27@09:09:12 GMT

تطمح إلى نوبل؟ إليك 10 نصائح لعلماء حصدوا الجائزة

تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT

هل تعرف أن ريتشارد فاينمان أحد الثلاثة الذين تقاسموا جائزة نوبل في الفيزياء عام 1965 عن إنجازاته في ميكانيكا الكم لم يكن في بداياته يتعلم الفيزياء أصلا، بل درس الرياضيات؟ بعد فترة من دراستها وجد فاينمان الشاب أن الرياضيات عامة بشكل كبير ولا تؤدي -بحسب تعبيره- إلى فوائد مباشرة على أرض الواقع، فتحول إلى دراسة الفيزياء.

 

ما حدث مع فاينمان ليس استثناء، فمايكل روزباش مثلا الحاصل على جائزة نوبل في الطب عام 2017 عن اكتشافه لآلية عمل الساعة البيولوجية درس الرياضيات في البداية، لكنه انتقل للبيولوجيا، أما ماريو كابيكي الحاصل على نوبل في الطب والفيسيولوجيا عام 2007 لإسهامه مع آخرين في التعديل الجيني لفئران عبر خلايا جذعية جنينية، بدأ حياته بعد المرحلة الثانوية بدراسة العلوم السياسية، ثم قرر دراسة الفيزياء والكيمياء، ومن ثم انتقل إلى دراسة البيولوجيا الجزيئية والتخصص فيها.

 

بل إن ألبرت أينشتاين نفسه، وحتى وقت قريب من تخصصه في دراسة الفيزياء، لم يكن يعرف على وجه الخصوص إن كان يود أن يكون فيزيائيا أو فيلسوفا، والواقع أن فكرة الشغف الذي ينشأ منذ الطفولة ويحولك إلى عبقري يحصل على نوبل هي وهم كبير يثبِّطنا في بعض الأحيان عن اتباع بعض الخطط الجادة للتعلم، على أساس أننا لم نكن شغوفين منذ الطفولة.

 

لكن إذا لم يكن الشغف هو السبب، فهل هناك توجيهات تُمكِّن البعض من الوصول إلى هذا المستوى الأكاديمي المرتفع؟

لا نتحدث هنا بالطبع عن المهارات الإدراكية فهي تختلف من شخص إلى آخر، وبالفعل يمكن أن تكون عاملا رئيسيا في التقدم الأكاديمي، لكن نتحدث هنا عن القدرات غير الإدراكية، المهارات الحياتية التي تساعد الباحث على استكمال طريقه حتى النهاية، قرر محرر "ميدان" التجول بين مجموعة من الحوارات مع حاصلين على نوبل لاستقصاء هذا الأمر، وربما حققت استفادة من هذا الرأي أو ذاك، وهي في النهاية آراء ونصائح وليست قوانين حتمية.

 

أربع قواعد من إليزابيث بيرن "إليزابيث بلاك برن" حاصلة على نوبل في الطب عام 2009.  (مصدر الصورة: شترستوك)

ولنبدأ من إليزابيث بلاكبيرن، التي حصلت على نوبل في الطب 2009 عن اكتشافها للتليوميرات، وهي أجزاء توجد بنهاية الكروموسومات لحمايتها. تضع إليزابيث على الطاولة أربعة أسباب تجعل منك باحثا جيدا إلى مستوى يوصلك إلى درجة نوبل، أو حتى درجة قريبة منها:

 

الأول هو أن تكون مرنا جدا، فمسار عملك البحثي يمكن أن يتغير في أي وقت ومع أي ظروف طارئة، مثلا قد تعاني توقفا في التمويل أو حتى إنهاء لعمل مؤسستك البحثية كليا أو فشلا جذريا في التجارب أو قد يصل باحث آخر إلى النتيجة قبلك. والثاني هو أن تتجهز لانتهاز الفرصة، وهذا عامل مهم جدا في نظر بلاكبيرن، فالعباقرة كُثُر، والمجتهدون أكثر، ولكن الفرص قليلة، وكم من علماء نالوا مكانة بحثية ممتازة فقط بسبب أنهم أعلنوا عن وجودهم في الوقت المناسب.

أما السبب الثالث فهو الإبداع، ويعني ذلك أن يعمل الباحث على التفكير في آليات وطرق مختلفة للوصول إلى النتائج، مهما بدت سخيفة، أو مثلما قال ألبرت أينشتاين ذات مرة: "إذا لم تبدُ الفكرة سخيفة منذ البداية فلا أمل فيها"، ولهذه النصيحة جانب عملي، فطبيعي أن يذهب الجميع وراء الأفكار المقبولة وتزدحم الأبحاث بها، لكن نادرا ما يحاول أحدهم البحث خلف فكرة تبدو منذ البداية لا أمل فيها لكنه شخصيا يرى فيها قدرا طفيفا من الأمل.

 

ولكن الأهم من كل ما سبق كما تشير إليزابيث هو الإصرار، لأن الطريق طويل وكل شيء يتراقص على حافة من عدم اليقين. يوشينوري أوسومي، الحاصل على نوبل في الطب 2016 عن آليات الالتهام الذاتي للخلية، لا يستخدم لفظة الإصرار وإنما لفظة عملية أكثر وهي "الصبر"، فقد تتصور بوصفك باحثا شابا أنه يمكن لك تحقيق الإنجازات يوميا، وهذا خاطئ ويدفع للإحباط.

 

من الصبر إلى النوم!

بحسب أوسومي، فإنك لا تدخل الوسط العلمي لتجيب عن أسئلة محددة، بل عليك أولا الوصول إلى الأسئلة التي عادة ما تكون متفرقة وقد لا تكون ذات علاقة، وربما تصل في مرة ولا تصل في أخرى، وهذا طبيعي ويحدث للجميع، يضيف أوسومي كذلك أن الوسط البحثي ليس مجموعة من الرهبان، فهناك ازدحام شديد حول العديد من الأفكار يدفع للتعجل وهذا خاطئ، يطالبنا أوسومي ببناء إضافات صغيرة متجاورة يوما بعد يوم، والاستمتاع بذلك.

وعلى الجانب الآخر فإن بول نيرس مثلا، وهو الحاصل على نوبل سنة 2001 عن اكتشافه مع ثلاثة آخرين لآلية تنظيم الخلية لعملها الداخلي، يتخذ طريقا مختلفا قائلا إن الإنجاز في العلم لا يتطلب أن تعمل بجهد طول الوقت، وهذا غريب ويبدو غير بديهي على الإطلاق، ألا يفترض أن أقتل نفسي من العمل لأنجز في نطاق ما؟

 

يقول نيرس إن هذه الطريقة تدفعك للعمل باتجاه واحد فقط، بحيث يضيق أفقك مع الوقت، ويفقدك ذلك الفرصة لاستكشاف أفكار جديدة، يتطلب الأمر أن ترتاح قليلا من حين إلى آخر، كأن تأخذ إجازة للمشي في الأجواء الخضراء مثلا لمدة يوم، أو تخرج مع الأصدقاء، أو تسافر للأقارب، سيعطيك ذلك فرصة لتأمل ما أنجزته بعين نقدية بدلا من وقوعك في أسْره وأنت داخله، ويفتح الباب لدمج أفكار جديدة بمشروعك.

في الجهة الأخرى فإن أوليفر سميثز، الحاصل على نوبل في الطب عام 2007 عن اكتشافه مع رفيقين لما نسميه "التأشيب المتماثل"، وهو طريقة يتبادل خلالها شريطان من الحمض النووي معلوماتهما، يؤكد أهمية النوم الجيد فقط، فيقول إنه أفضل طريقة لتحسين التخيل، وهو بحسب رأيه عامل مهم جدا في الإبداع العلمي، بالنسبة لسيمنز فهذا بالفعل عامل مهم، قضى الرجل حياته البحثية في تخيل النماذج الكيميائية وبنائها في دماغه أولا ثم على الحواسيب.

 

كن لطيفا مع السويديين

في مقالة شهيرة (1) بدورية "بلوس وان"، يعرض السير ريتشارد جون روبرتس، وهو عالم كيمياء حيوية وبيولوجيا جزيئية بريطاني حصل على جائزة نوبل في الفسيولوجيا أو الطب عام 1993 مع فيليب ألين شارب لاكتشافهما الإنترونات في الحمض النووي، مجموعة من السبل يمكن لك من خلالها أن تحصل على نوبل.

 

من هذه النصائح ألا تبدأ حياتك المهنية أبدا بالسعي للحصول على جائزة نوبل، وركِّز فقط على القيام بأفضل ما يمكنك تقديمه في نطاق عملك؛ وهو طرح أسئلة جيدة، واستخدام أساليب مبتكرة للإجابة عنها، والبحث عن تلك النتائج غير المتوقعة.

السير "ريتشارد جون روبرتس" عالم كيمياء حيوية وبيولوجيا جزيئية بريطاني حصل على جائزة نوبل في الطب عام 1993. (مصدر الصورة: شترستوك)

يضيف روبرتس أنه إذا كنت ناجحا في مسيرتك البحثية، فسوف تقوم بالكثير من الاكتشافات، وستعيش حياة سعيدة جدا دون الحاجة إلى نوبل، وإذا كنت محظوظا فسوف تكتشف شيئا كبيرا قد يمنحك جائزة أو اثنتين، ولكن فقط إذا كنت محظوظا بشكل غير عادي، فستحظى بفرصة للفوز بجائزة نوبل.

 

نقطة أخرى مهمة يشير إليها الرجل تتعلق بأن مجرد العمل في مؤسسة كان فيها فائز سابق بجائزة نوبل هو أمر مفيد. أحد الأمثلة الرئيسية هو مختبر مجلس البحوث الطبية في كامبريدج بالمملكة المتحدة، حيث فاز ما لا يقل عن تسعة موظفين بنوبل في الكيمياء أو علم وظائف الأعضاء "الفسيولوجيا" والطب، ولذلك فإن العمل في مختبر شخص حصل سابقا على نوبل يمكن أن يكون مفيدا جدا، خاصة إذا كان بإمكانك أن تكون جزءا من الاكتشاف الحائز على جائزة. لقد ثبت أن هذه إستراتيجية جيدة للغاية، ولكن ليس من السهل دائما العثور على المرشد المناسب، الشخص الذي سيجلب لك هذا النوع من النجاح ثم يشاركك المجد.

 

يضيف روبرتس أن التعاون مهم جدا في نطاق البحث العلمي، ومن خلال إضافة مجموعات مختلفة من الخبرات إلى ما تملكه أنت من خبرات فإن ذلك لا شك المفتاح لتحقيق الاكتشافات. ومع ذلك، إذا كنت تعتقد أنك تقترب من اكتشاف كبير فضع في ذهنك دائما أنه لا يمكن أن يكون هناك سوى ثلاثة فائزين على الأكثر على تذكرة جائزة نوبل، بالتالي يجب أن تختار المتعاونين معك بعناية، لأنه يجب ألا يكون عددهم كبيرا.

 

وأخيرا ينصح ربوبرتس بأن تكون لطيفا مع العلماء السويديين، ويشير إلى أن حصول العديد من الفائزين على جوائزهم تأخر بشدة بسبب خوضهم معركة مع الشخص الخطأ، شخص كان عضوا بالفعل في لجنة جائزة نوبل أو أصبح عضوا بعد المعركة، ويؤكد روبرتس أن "السويديين أناس لطيفون للغاية، وعلماء جيدون، ومن السهل التعاون معهم" (يبدو أنه يريد أن يحصل على نوبل إضافية).

 

وفي نهاية مقاله، ينصحك روبرتس بأنه إذا كانت هناك قاعدة واحدة مما ذكر يعتبرها أفضل النصائح، فهي القاعدة الأولى مرة أخرى: نوبل ليست سهلة، فاعمل بجدٍّ وعِش سعيدا، وقد يحالفك الحظ وتحصل عليها، وهي ضربة نادرة جدا، فلا تهتم لها من الأصل.

———————————————————-

المصادر:

(1) Ten Simple Rules to Win a Nobel Prize

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: على نوبل فی الطب على جائزة نوبل جائزة نوبل فی أن تکون یمکن أن إذا کنت

إقرأ أيضاً:

ختام الموسم الثقافي لـ صيدلة عين شمس بحكاية «جائزتي نوبل»

اختتم قطاع شئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة بكلية الصيدلة، جامعة عين شمس، فعاليات الموسم الثقافي للفصل الدراسي الأول للعام الجامعي 2024/2025 بندوة متميزة تحت عنوان "A Tale of Two Nobel Prizes: Pharmacy Wins".

وجاءت الندوة تحت رعاية الدكتور محمد ضياء زين العابدين، رئيس جامعة عين شمس، و الدكتورة غادة فاروق، نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، و الدكتورة أماني أسامة كامل، عميد الكلية.

وألقت الدكتورة رانيا محمد حتحوت، أستاذ ورئيس قسم الصيدلانيات والصيدلة الصناعية بالكلية الضوء على قصة جائزتين عالميتين من جوائز نوبل، الأولى في مجال الكيمياء، والثانية في الطب وعلم وظائف الأعضاء.

واستعرضت كيف تُرجمت هذه الاكتشافات الرائدة إلى تطبيقات مبتكرة في مجال الصيدلة، مع التركيز على أبحاث الصيدلانيات المتقدمة، واستخدام الجسيمات النانوية الذكية، والعلاج المناعي النانوي لمواجهة الأورام السرطانية.

تأتي هذه الندوة لتجسد رسالة الكلية في إثراء الوعي العلمي وربط الإنجازات العالمية بتطوير العلوم الصيدلية، والتأكيد على أهمية العلم كجسر يعبر بنا نحو مستقبل أفضل.

مقالات مشابهة

  • بمليون جنيه.. مكتبة الإسكندرية تطلق جائزة ثقافية علمية للمبدعين حول العالم
  • قيمتها 20 ألف دولار.. مكتبة الإسكندرية تطلق جائزة عالمية
  • مكتبة الإسكندرية تُطلق جائزة ثقافية علمية عالمية
  • مليون جنيه مصري وجائزة مرموقة.. مكتبة الإسكندرية تطلق جائزة عالمية
  • مكتبة الإسكندرية تُطلق مسابقة ثقافية عالمية.. «الجائزة ميدالية ذهبية ومليون جنيه»
  • مكتبة الإسكندرية تطلق جائزة ثقافية علمية عالمية
  • مكتبة الإسكندرية تُطلق جائزة ثقافية علمية عالمية في مختلف المجالات
  • أمير القصيم يرعى حفل جائزة الذكير “الأربعين” لتكريم 203 طلاب متفوقين بتعليم عنيزة
  • ختام الموسم الثقافي لـ صيدلة عين شمس بحكاية «جائزتي نوبل»
  • أستاذ اقتصاد: مصر تطمح لرفع الصادرات إلى 100 مليار دولار| فيديو