نشرت قوات حفظ السلام الروسية صورا لما قالت إنها آخر قافلة حافلات تقل أرمن إقليم ناغورني قره باغ وهي في طريقها إلى الحدود الأرمينية، وبينما تستعد وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا للتوجه غدا الثلاثاء إلى أرمينيا، دعت وزارة الخارجية الإيرانية إلى تسوية النزاع بين أرمينيا وأذربيجان عبر الحوار.

وأعلنت المتحدثة باسم الحكومة الأرمينية أن العدد الكلي للاجئين الذين وصلوا من قره باغ بلغ 100 ألف و514 شخصا، وتم توزيعهم على 10 محافظات داخل أرمينيا.

وكانت منظمة الصحة العالمية صرحت في وقت سابق بأن 100 ألف من أرمن الإقليم نزحوا إلى أرمينيا.

وقد خصصت الحكومة الأرمينية أقل من مليون دولار لاستيعاب اللاجئين من أرمن قره باغ، في وقت تعهدت فيه دول غربية، بينها الولايات المتحدة وفرنسا، بتقديم دعم مالي ليريفان لمواجهة الأزمة.

وتتصاعد وتيرة المبادرات الشعبية لجمع التبرعات، في وقت يزداد فيه الغضب الشعبي من حكومة نيكول باشينيان على خلفية إدارتها أزمة إقليم قره باغ.


 

فقدان عائلات

وقالت صحيفة إندبندنت البريطانية -في تقرير اليوم الاثنين- إن أشخاصا اختفوا، وفقدت عائلات اتصالها ببعضها بعضا نتيجة اللجوء المفاجئ، وأضافت أن الأرمن اللاجئين يخشون تقطع السبل بهم في الرحلة الطويلة التي تستغرق 40 ساعة في ظروف صعبة للوصول إلى أرمينيا.

وخرج الأرمن في مظاهرات بعدّة عواصم أوروبية، منها باريس وبروكسل، تنديدا بما وصفوه بإخلاء إقليم قره باغ من سكانه، وللمطالبة بحوار فعّال.

ووصلت أمس الأحد بعثة الأمم المتحدة إلى قره باغ لتقييم وضع المنطقة، وتحديد الاحتياجات الإنسانية للأشخاص الذين ما زالوا في الإقليم أو الذين يحاولون الخروج منه.

يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا -على منصة إكس- أمس أنها ستتوجه اليوم الاثنين إلى أرمينيا، حيث "ستكرر دعم فرنسا لسيادة أرمينيا ووحدة أراضيها".

وقالت الخارجية الفرنسية إن كولونا ستبحث مع السلطات الأرمنية فرص تعزيز التعاون في جميع المجالات، وأضافت أن الوزيرة ستزور، برفقة نظيرها أرارات ميرزويان، اللاجئين الأرمن الذين غادروا إقليم ناغورني قره باغ بعد الحملة العسكرية لأذربيجان يوم 19 سبتمبر/أيلول الماضي.

وأفادت كولونا خلال الأسبوع بأن فرنسا ستزيد المساعدة المقدمة لأرمينيا إلى 12.5 مليون يورو، وذلك بعد تسليمها مساعدة طبية عاجلة للسلطات الأرمينية في الـ29 من الشهر الماضي، بغرض مساعدة اللاجئين.

تصريحات علييف

في غضون ذلك، قال الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف "إننا نلنا هدفنا الرئيسي قبل 3 أعوام واستعدنا سلامة أراضينا التي كانت منتهكة خلال 30 سنة".

ونقلت وكالة أنباء "أذرتاج" الأذربيجانية الرسمية عن علييف قوله، في كلمة ألقاها في حفل افتتاح النسخة الـ74 لمؤتمر باكو الدولي للملاحة الفضائية، اليوم الاثنين "كنا ضحايا للاحتلال والتطهير العرقي، وكان ذلك مأساة ونكبة عظيمة بالنسبة لشعبنا كونها كارثة إنسانية هائلة. وكنا نسعى طوال السنوات العديدة لكي نسوي النزاع تسوية سلمية وننهي الاحتلال إنهاء سلميا".

وأضاف الرئيس الأذربيجاني "عرضنا خلال 28 عاما التزامنا القوي بالمفاوضات، ولكننا اضطررنا قبل 3 أعوام إلى استخدام حقنا للدفاع عن النفس وفقا لنظام منظمة الأمم المتحدة"، موضحا "حررنا أراضينا من الاحتلال قبل 3 أعوام وأنهينا الاحتلال، وفي الشهر السابق استعدنا بالكامل سيادتنا على جميع أراضي البلد".

وشدد علييف على أن "المنظمات الدولية التي كان من شأنها أن تنهي النزاع، لم تتوصل إلى أية نتيجة في هذا المجال"، وأوضح أن "قرارات مجلس الأمن الدولي الأربعة كانت تطلب سحب جيش أرمينيا من أراضينا سحبا كاملا وعلى الفور ومن دون قيد وشرط، ولكن تلك القرارات ظلت حبرا على ورق خلال 27 عاما، فقمنا بتفعيل هذه القرارات بدماء شهدائنا".

 

دعوة إيرانية

يأتي ذلك في وقت قال فيه المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني إن بلده يدعم سيادة أذربيجان وأرمينيا على أراضيهما، وأكد دعمه لعودة قره باغ إلى أذربيجان.

وأضاف كنعاني خلال مؤتمر صحفي أنه من الضروري أن تتم تسوية النزاع والخلافات بين أرمينيا وأذربيجان عبر الحوار وبعيدا عن التدخلات الأجنبية، مشددا على أن طهران تسعى إلى استقرار منطقة جنوب القوقاز وتأمين مصالحها الوطنية، حسب وصفه.

وكان بابا الفاتيكان فرانشيسكو حثّ أمس الأحد أذربيجان وأرمينيا على إجراء محادثات لاستعادة السلام في قره باغ، مضيفا أن المنطقة تعاني من أزمة إنسانية.

وأطلقت أذربيجان في الـ19 من الشهر الماضي عملية عسكرية في قره باغ، وتمكنت بعد معارك دامت ساعات فقط من فرض اتفاق لوقف إطلاق النار على الانفصاليين الأرمن، تخلوا بموجبه عن أسلحتهم وأخلوا جميع مواقعهم العسكرية المتبقية في الإقليم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: إلى أرمینیا قره باغ فی وقت

إقرأ أيضاً:

محادثات روسية سورية بناءة ودمشق تدعو لمعالجة أخطاء الماضي

نقلت وكالة تاس الإخبارية عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أن محادثات الوفد الروسي مع قائد الإدارة السورية الجديدة  أحمد الشرع ووزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال أسعد الشيباني كانت جيدة وبناءة، واستمرت ثلاث ساعات. في المقابل شددت الإدارة السورية الجديدة على أن استعادة العلاقات يجب أن تعالج أخطاء الماضي وتحترم إرادة الشعب السوري وتخدم مصالحه.

وقالت الوكالة إن الوفد الروسي ناقش مع نظيره السوري قضايا الروابط التجارية والاقتصادية،، وأكد التزامه ببناء ما سماه تعاونا متبادَل المنفعة مع سوريا.

وشدد الوفد- – الذي يزور سوريا لأول مرة منذ سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد الشهر الماضي والذي منحته موسكو حق اللجوء- على أن موقف روسيا بشأن سوريا لم يتغير، وأنه يدعم وحدة وسيادة وسلامة أراضي البلاد.

وأضافت وكالة تاس أن الجانب الروسي أعرب عن ضرورة حل مشكلات سوريا عبر الحوار وعن طريق عملية تشمل الجميع.

وقد نقلت وكالات أنباء روسية في وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء عن  بوغدانوف قوله بعد محادثات مع المسؤولين السوريين إن موسكو ودمشق ستجريان مزيدا من المحادثات بشأن القاعدتين العسكريتين الروسيتين في سوريا.

إعلان

وقال بوغدانوف للصحفيين- وفق وكالة تاس-  "هذه المسألة تتطلب مفاوضات إضافية".  وأشار إلى أنه حتى الآن لم تحدث أي تغييرات على وجود القاعدتين العسكريتين الروسيتين في سوريا.

وكانت وكالة بلومبرغ نقلت عن مصدر مطلع أن روسيا تعمل جاهدة على للاحتفاظ بقاعدتين عسكريتين في سوريا، مكّنتاها من فرض نفوذها في الشرق الأوسط وإفريقيا.

وأضافت الوكالة أن المفاوضات مع الحكومة السورية الجديدة كانت متوقفة، وأنه تم تقليص الأنشطة الروسية في قاعدة حميميم بالقرب من اللاذقية. ووفقا لبلومبرغ، فإنه تم إبقاء سفينتيْ نقل في انتظار أسابيع، قبل أن يسمح لهما المسؤولون السوريون بالرسو بقاعدة بحرية في طرطوس على ساحل البحر الأبيض المتوسط.

وكان وزير الدفاع في الحكومة السورية الانتقالية مرهف أبو قصرة صرح قبل نحو أسبوع بأن السلطات السورية الجديدة تتفاوض مع موسكو بشأن استمرار وطبيعة وجود القوات الروسية في قاعدتي حميميم وطرطوس .

القيادة العامة في سوريا ناقشت مع الوفد الروسي دور موسكو بإعادة بناء الثقة من خلال تدابير ملموسة  (الأناضول-ارشيف) العدالة وأخطاء الماضي

من جانبه أفاد بيان من القيادة العامة في سوريا بأن المحادثات مع وفد روسيا الاتحادية برئاسة ميخائيل بوغدانوف، المبعوث الخاص للشرق الأوسط تركزت على قضايا رئيسية منها احترام سيادة سوريا وسلامة أراضيها. وأن الجانب الروسي يدعم التغييرات الإيجابية في سوريا.

وسلط الحوار – وفق بيان القيادة السورية- الضوء على دور روسيا في إعادة بناء الثقة مع الشعب السوري من خلال تدابير ملموسة مثل التعويضات وإعادة الإعمار والتعافي.

وقد شارك الجانبان في مناقشات حول آليات العدالة الانتقالية لضحايا الحرب الوحشية التي شنها نظام بشار الأسد وفق بيان القيادة العامة السورية.

وشددت الإدارة السورية الجديدة على أن "استعادة العلاقات يجب أن تعالج أخطاء الماضي وتحترم إرادة الشعب السوري وتخدم مصالحه".

إعلان

ومنذ سقوط الأسد بات الغموض يلف مصير الوجود العسكري الروسي في سوريا، إذ نقلت موسكو كل قواتها من جميع أنحاء البلد إلى مركزها الرئيسي في قاعدة حميميم الجوية بالقرب من اللاذقية، وحتى الآن لا توجد أي مؤشرات على أنها تستعد لإخلاء قاعدتيها بشكل كامل.

كما لم يؤثر إنهاء عقد مع شركة روسية لتحديث ميناء طرطوس التجاري بشكل مباشر على المنشأة البحرية الروسية التي تم تأجيرها بموجب صفقة منفصلة.

ولروسيا قاعدتان عسكريتان رئيسيتان في البلاد، وهما قاعدة طرطوس البحرية على البحر الأبيض المتوسط، والتي يعود تاريخها إلى الحقبة السوفياتية، وقاعدة حميميم الجوية بالقرب من اللاذقية، والتي أنشأتها القوات الروسية في عام 2015 خلال الأحداث التي شهدتها البلاد آنذاك.

وتعد طرطوس المركز اللوجستي البحري الروسي الوحيد في البحر الأبيض المتوسط، في حين تعد حميميم قاعدة إمداد رئيسية للقوات الروسية بمنطقة المتوسط ​​وشمال أفريقيا، وفي عام 2017 حصلت روسيا على القواعد بموجب عقد إيجار مدته 49 عاما.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين -الذي منح اللجوء للرئيس السوري المخلوع بشار الأسد في موسكو- قال خلال مؤتمره الصحفي السنوي أواخر العام الماضي إن بلاده يجب أن تفكر في ما يجب أن تفعله بشأن قواعدها في سوريا بعد أن أصبحت البلاد تحت قيادة جديدة.

وقبل يوم واحد من وصول الوفد الروسي إلى دمشق نشرت وسائل إعلام غربية معلومات بناء على صور جديدة للأقمار الصناعية بشأن وصول سفينتي الشحن الروسيتين "سبارتا" و"سبارتا 2″ التابعتين لشركة الشحن "أوبورون لوجيستكس" -التي تخضع للعقوبات- إلى ميناء طرطوس حيث تقع القاعدة العسكرية الروسية.

كما نقلت وسائل إعلام روسية عن نظيرتها الغربية ما قالت إنها "مزاعم" بوصول وحدات كثيرة من المعدات العسكرية الروسية خلال الأسابيع الماضية إلى منطقة الميناء، بينها العشرات من المركبات، وإنه تم تحميلها على السفن.

إعلان

وكانت روسيا حليفة للأسد لفترة طويلة وتدخلت عسكريا لمساعدته على استعادة أراض من المعارضة خلال الحرب التي استمرت أكثر من عقد. لكن الهجوم الخاطف الذي شنته المعارضة المسلحة في أواخر العام الماضي دفع الأسد إلى الفرار من دمشق في ديسمبر/ كانون الأول إلى قاعدة حميميم الجوية التي تديرها روسيا في شمال سوريا، ومنها إلى موسكو.

 

مقالات مشابهة

  • بث مباشر.. حافلات تقل أسرى فلسطينيين تغادر سجن عوفر
  • ميتا تدفع 25 مليون دولار لتسوية دعوى ترامب بشأن تعليق حساباته
  • ميتا تدفع 25 مليون دولار لتسوية دعوى ترامب في 2021
  • بريطانيا تدعو الى سرعة تشكيل الحكومة بعد الانتخابات المقبلة
  • بغداد تستضيف اجتماع اللجنة العليا لتنفيذ الاتفاق الأمني بين العراق وإيران
  • "جسور التواصل".. برنامج لتعزيز ثقافة الحوار في المجتمع التعليمي بمكة
  • محادثات روسية سورية بناءة ودمشق تدعو لمعالجة أخطاء الماضي
  • بوتين: حرب أوكرانيا تنتهي خلال شهرين في هذه الحالة
  • المستشار الثقافي الإيراني يلتقي كاثوليكوس الأرمن في لبنان.. هذا ما تم بحثه
  • الأعرجي:أمن العراق وإيران واحد