الجريح عيسى سلطاني: جائزتي بمعرض الباسل للإبداع وسام ودافع لمواصلة مسيرة العلم والعمل
تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT
طرطوس-سانا
“حصولي على المركز الثالث في جائزة الباسل للإبداع والاختراع للعام الحالي وسام أعتز به، يدفعني للاستمرار بمسيرة العلم والعمل”.. بهذه العبارة وصف جريح الوطن عيسى سلطاني شعوره عندما تسلم الجائزة الخميس الماضي، في فعالية أقيمت على مدرج كلية الهندسة المدنية بجامعة دمشق.
مسيرة حياة سلطاني الحاصل على إجازة في التاريخ ودبلوم التأهيل التربوي حافلة بالعطاء والتميز، فرغم إصابته خلال أدائه خدمة العلم في صفوف الجيش العربي السوري لم تقف نسبة العجز 50 بالمئة عائقاً في مواصلة مسيرة العلم، فهو يحضر حالياً للحصول على شهادة الماجستير بالتزامن مع إنجاز مشاريع بحثية في المجال الزراعي.
الجريح سلطاني شارك بمعرض الباسل للإبداع والاختراع الذي نظمته وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك الشهر الماضي، وحصل على المركز الثالث مناصفة مع المهندسة الزراعية سلافة درويش بمشروع ضمن محور البيئة حمل عنوان “إنتاج مستخلص عضوي من دودة الأرض متعدد الاستعمالات”.
وقال سلطاني في حديث لمراسلة سانا: إن فكرة المشروع جاءت من البيئة الريفية التي أعيش بها، ومن عملي في الزراعة، حيث يتطلب ذلك توفراً دائماً للسماد، موضحاً أنه منذ سبع سنوات بدأ بالبحث عن طرق تحضير السماد العضوي، من خلال جلب أوراق النباتات والأشجار وروث الحيوانات والقيام بعملية تخميرها ضمن حفرة خاصة بذلك.
وأشار سلطاني إلى أنه بعد عدة تجارب أثبت السماد العضوي المنتج من ديدان الأرض ومخلفات البيئة الريفية فعاليته، لافتاً إلى أنه تواصل نهاية العام الماضي مع المهندسة درويش، وتشاركا الأفكار حول المشروع وآلية تطويره ليتوج عملهما بجائزة المركز الثالث من جوائز المعرض.
واعتبر سلطاني أن الجائزة إلى جانب دورها في الدعم المعنوي والمادي للمخترع هي فرصة تفتح أمامه آفاقاً نحو تطوير أكثر، حيث يواصل العمل على تسويق منتج المشروع والتعريف بميزاته، لجهة أنه الأول من نوعه كسماد عضوي غني بكل العناصر التي تحتاجها التربة الزراعية، مشيراً إلى أنه سيقوم بالبيع بأسعار رمزية للمزارعين.
وختم سلطاني حديثه مؤكداً أن استمراره بالعمل والدراسة والبحث والتطوير هو رسالة تحد وإرادة وتصميم على السير في درب النجاح والتميز يتمتع بها الجرحى أبطال الجيش العربي السوري الذين أثبتوا ذلك في مختلف المجالات والميادين.
يشار إلى أن مشروع الجريح سلطاني واحد من 72 مشروعاً شارك في معرض الباسل للإبداع والاختراع الشهر الماضي.
فاطمة حسين
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: الباسل للإبداع
إقرأ أيضاً:
قصة الطفلة وسام – رمز لأمل يتحدى النزوح ويعيد الحياة إلى مدارس السودان
الأمم المتحدة: بقلب ينبض بالأمل، ترسم الطفلة السودانية وسام زهرة في دفترها، وهي تتوسط زميلاتها داخل فصل يعج بأحلام العودة. بفضل لوازم مدرسية تمس الحاجة إليها وزعتها منظمة اليونيسف بدعم من صندوق "التعليم لا ينتظر"، استعاد أكثر من مئة ألف تلميذ سوداني حقهم في التعليم.
وسط همسات زميلاتها وهن يلملمن أغراضهن، غرقت وسام ذات التسع سنوات في عالم خيالها، ترسم صورة تنبض بالحياة. وعندما انتهت، أعادت أقلامها الملونة إلى حقيبتها، التي تحمل معها أملا لا ينضب، رغم قسوة النزوح التي عصفت بملايين الأطفال.
تقول وسام: "تركت ألعابي وكتبي وزيي المدرسي وحقيبتي وأقلامي. كان زيي جميلا".
تواجه البلاد أكبر أزمة نزوح للأطفال في العالم، حيث يوجد أكثر من 17 مليون طفل في سن الدراسة خارج أسوار المدارس حاليا. تضررت أو دمرت مئات المباني المدرسية منذ بداية الحرب في السودان في نيسان/أبريل 2023. ويتم استخدام العديد من المباني الأخرى كملاجئ للنازحين.
مع إعادة فتح 489 مدرسة، عاد ما يقرب من 120 ألف طفل إلى الفصول الدراسية في ولاية البحر الأحمر الساحلية. يواصل صندوق التعليم لا ينتظر - وهو صندوق الأمم المتحدة العالمي المعني بالتعليم في حالات الطوارئ والأزمات الممتدة - وشركاء مثل اليونيسف دعم الفتيات والصبيان في جميع أنحاء السودان لضمان مواصلة تعليمهم حتى في أصعب الظروف.
مرت وسام بمصاعب وأهوال تستعصي على الوصف، حيث اضطرت هي وعائلتها إلى الفرار من منزلهم في سنار طلبا للأمان في مدينة بورتسودان على السحل الشرقي للسودان، تاركين وراءهم جميع ممتلكاتهم تقريبا، بما في ذلك الزي المدرسي.
حقائب لمستقبل أكثر إشراقا
عندما أُعيد فتح المدارس أخيرا في بورتسودان، لم تستطع عائلة وسام تحمل تكاليف اللوازم المدرسية اللازمة.
مع كل خطوة تخطوها وسام وأشقاؤها نحو مدرستهم الجديدة في بورتسودان، كان شغفهم بالتعلم يتجدد، لكن ظلال النزوح ألقت بعبء نقص اللوازم المدرسية، مما حال دون اكتمال فرحتهم بالعودة إلى مقاعد الدراسة.
لحسن الحظ أن مدرسة وسام هي واحدة من العديد من المدارس في السودان التي تتلقى لوازم مدرسية حيوية بفضل دعم صندوق التعليم لا ينتظر. من خلال هذه المبادرة، التي تهدف إلى ضمان حصول جميع الأطفال على الأدوات التي يحتاجونها للعودة إلى التعلم، تلقت وسام وأشقاؤها زيا مدرسيا جديدا وحقائب ظهر مليئة بالأدوات مثل الدفاتر وأقلام التلوين والطباشير والمساطر.
وعن ذلك تقول وسام: "أحب حقيبتي الجديدة. إنها أكبر بكثير من الحقيبة التي تركتها في المنزل".
أكثر من مجرد حقيبة مدرسية
حقيبة الظهر الجديدة هذه تعني أكثر من مجرد كتب ولوازم مدرسية بالنسبة لوسام. إنها تحمل أحلامها بمستقبل أكثر إشراقا وسلاما في وطنها يسمح لها بالتعلم والنمو وتحقيق كامل إمكاناتها.
تدرس وسام حاليا في الصف الثالث، وهي تشارك بحماس في مناقشات الفصل وترفع يدها بثقة للإجابة عن الأسئلة. زيها الجديد يضيف معنى إلى شعورها بالفخر والانتماء.
لكن في لحظات عزلتها الهادئة، في خضم الفوضى التي أحاطت بها منذ بداية الحرب، تنبض وسام بالحياة. فبعد انتهاء اليوم الدراسي، تبقى وسام في الفصل الدراسي، منغمسة في رسوماتها. الزهور الملونة، المرسومة بعناية فائقة، هي شهادة على إبداعها وتصميمها على البحث عن الجمال حتى في الظروف الصعبة.
بفضل مجموعة أقلام التلوين الجديدة التي تلقتها، يمكن لوسام الآن التعبير عن نفسها بطرق لم تكن قادرة عليها من قبل. وعن ذلك تقول: "سأشارك الألوان مع أشقائي".
التعليم أمر بالغ الأهمية في أوقات الأزمات، ليس فقط للتعلم الأكاديمي، ولكن أيضا لتوفير شعور بالوضع الطبيعي والاستقرار والأمان. في الواقع، مبادرة اللوازم المدرسية هي جزء من استجابة صندوق التعليم لا ينتظر الشاملة في السودان والدول المجاورة، والتي تدعم إنشاء مساحات آمنة للأطفال ومراكز تعليم مؤقتة وتدريب المعلمين وتوفير مواد تعليمية ودعم الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي والمزيد.
توفر المدارس للأطفال النازحين مثل وسام مساحة آمنة للتعافي من صدمة الصراع. كما أنها تساعد في حماية الأطفال من الممارسات الضارة مثل زواج الأطفال وعمالة الأطفال والتجنيد القسري في الجماعات المسلحة، مما يمنحهم الفرصة لتحقيق أحلامهم وبناء مستقبل أفضل.
تقول وسام: "المنزل أفضل من هنا، لكن لا يمكننا العودة بسبب الحرب. الحرب سيئة للغاية".
ومع ذلك، تظل وسام متفائلة. فبفضل الدعم الذي تلقته، تشعر الآن أن التعليم هو سبيلها للمضي للأمام.
الاحتياجات تتنامى
حتى الآن، وصل دعم صندوق التعليم لا ينتظر إلى 135 ألف فتاة وصبي متضررين من الأزمة في السودان. بلغ إجمالي استثمارات الصندوق في السودان 33.7 مليون دولار ويدعم بناء وإعادة تأهيل الفصول الدراسية وتوفير مواد التعلم والتدريس وتدريب المعلمين وتحسين الوصول إلى مياه الشرب والمرافق الصحية والمرافق الصحية المراعية للنوع الاجتماعي وتحسين الوصول إلى تعليم جيد وشامل وصديق للأطفال.
قدم الصندوق الأممي أيضا أكثر من 20 مليون دولار استجابة لاحتياجات تعليم اللاجئين الإقليمية، مع منح تم الإعلان عنها في جمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد ومصر وإثيوبيا وليبيا وجنوب السودان وأوغندا.
لكن الاحتياجات في السودان، وفي الأزمات حول العالم، مستمرة في التنامي. فقد وجد تقرير حديث صادر عن صندوق التعليم لا ينتظر أن 234 مليون فتاة وصبي في سن الدراسة يتأثرون بالأزمات ويحتاجون إلى دعم عاجل للوصول إلى التعليم الجيد. هذا يمثل زيادة لا تقل عن 35 مليونا خلال السنوات الثلاث الماضية.
حقيبة الظهر الجديدة تمثل بالنسبة لوسام تذكيرا بكل ما اضطرت إلى تركه وراءها، وهي تحمل الآن ثقل كل ما تأمل في تحقيقه. ومع كل درس، تقترب خطوة من المستقبل الذي تستحقه، وهو المستقبل الذي تصمم الطفلة البالغة من العمر تسع سنوات على خلقه.