حراك السويداء المتصاعد وانسدادية الائتلاف السوري.. إلى أين؟
تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT
لليوم الرابع والأربعين، يتواصل حراك السويداء ضد النظام السوري، بعد أن رفع سقف مطالبه إلى إسقاط العصابة الطائفية ومحاكمة رموزها. وقد اكتسب الحراك زخماً متصاعداً نتيجة التواصلات الدولية مع قادة الحراك من شيوخ العقل الدرزي، بالإضافة إلى تراجع الأردن عن زخم تطبيعه مع العصابة الطائفية، نتيجة تحدي الأخيرة للأردن ومسيرة التطبيع العربي، من خلال ضخ النظام لمزيد من السموم الكبتاغونية، واختراق الحدود، بالإضافة إلى إرسال الأسلحة والمتفجرات، وهو ما دفع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إلى القول بأن المخدرات تضاعف تصديرها إلى بلاده بعد جهود التطبيع مع النظام السوري.
حراك السويداء الذي لا يزال حبيس الجغرافيا في السويداء ذاتها بعد أن عجز عن الامتداد في أحياء دمشق كجرمانا وغيرها، حيث تقطن غالبية درزية، وهو ما شكل عقدة للتحرك كونه يضعف تمثيل كل الدروز، بخلاف الانتفاضة التي اندلعت عام 2011 ليس أمام حراك السويداء خيار إلّا التضامن العلني الواضح مع الثورة السورية، والالتحام الكامل والشامل مع مطالبها، تماماً كما حصل عام 1925والتي شملت كل الأراضي السورية، ولكن ربما ما يخفف حبسة الجغرافيا هذه، تضامن وتعاطف قرى الدروز في إدلب والتي يصل عددها إلى 19 قرية حيث بادرت بالتضامن والخروج مع حراك السويداء، وهو الأمر الذي منحها بعداً جغرافياً أبعد من السويداء. ويبقى استمرار التحرك طوال هذه الفترة الطويلة، واكتسابه زخماً من قبل القوى الدرزية المثقفة من الخارج بالإضافة إلى تعاطف قوى غربية، كل هذا يشكل رافعة قوية وجديدة للثورة السورية في مواجهة الاستبداد الأسدي.
ليس أمام حراك السويداء خيار إلّا التضامن العلني الواضح مع الثورة السورية، والالتحام الكامل والشامل مع مطالبها، تماماً كما حصل عام 1925 يوم التحم سلطان باشا الأطرش مع الثورة السورية التي كانت قد بدأت عشية دخول الغزاة الفرنسيين إلى سوريا، فتصدى لهم البطل يوسف العظمة وإخوانه، وواصلت الثورة مقاومتها للفرنسيين حتى عام 1925 وما بعده.
لكن تبقى إشكالية حقيقية وهي مصير الائتلاف الوطني السوري الذي يبدو غدا قعيداً سياسياً، ومشلولاً في تحركاته، لا سيما بعد أن وصل إلى طريق مسدود إثر الانفضاض النخبوي والشعبي الكبير عنه، على القوى السورية الداخلية التحرك فوراً من أجل طرح بديل يشمل الجميع، ويمثل الثورة تمثيلاً حقيقياً واقعياً على الأرض، بحيث يكون على أجندته الأولى العودة إلى المناطق المحررة، ويستوعب معه حراك السويداء، ليكون الجسم الجديد بذلك ممثلاً للشعب السوري وقواه الحيةنتيجة اختطافه من قبل مجموعة صغيرة، الأمر الذي جعلها منبتة ومنقطعة عن جماهيرها وشعبيتها، وجعل معها الثورة السورية عارية من الغطاء السياسي، وهو أمر في غاية الأهمية والخطورة، يتطلب من النخب السورية التحرك فوراً لملء فراغ حقيقي، في ظل الانهيارات الروسية على جبهة أوكرانيا، والذي رأينا ثمرته في أذربيجان بتحرر الأذريين من سطوة الأرمن في ناغورني قره باغ..
كل هذا يحتم على القوى السورية الداخلية التحرك فوراً من أجل طرح بديل يشمل الجميع، ويمثل الثورة تمثيلاً حقيقياً واقعياً على الأرض، بحيث يكون على أجندته الأولى العودة إلى المناطق المحررة، ويستوعب معه حراك السويداء، ليكون الجسم الجديد بذلك ممثلاً للشعب السوري وقواه الحية من السويداء إلى إدلب وما بينهما.
القوى الدولية التي لا تزال تراهن على شخصيات قليلة في الائتلاف الوطني؛ عليها أن تدرك أن هذه الشخصيات لا جذور سورية لها، وأنها لن تستطيع العيش في سوريا الطبيعية، الأمر الذي يستوجب عليها الاستثمار في الشخصيات الوطنية التي لديها امتداداتها الشعبية الحقيقية، وإلّا فستصحو على استثمار في الخراب والصحراء.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه السويداء سوريا الائتلاف الوطني سوريا احتجاجات الائتلاف الوطني السويداء مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الثورة السوریة حراک السویداء
إقرأ أيضاً:
الرئيس اليمني يهنئ الرئيس السوري أحمد الشرع توليه منصب رئاسة الجمهورية العربية السورية
عدن (الجمهورية اليمنية) - بعث الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، ببرقية تهنئة إلى الرئيس أحمد الشرع، بمناسبة توليه منصب رئيس الجمهورية العربية السورية للمرحلة الانتقالية.
وفي هذه المناسبة، عبر الرئيس العليمي عن خالص تهانيه للرئيس الشرع، وأعرب عن تمنياته له بالتوفيق والنجاح في مهامه الجديدة، متمنياً للشعب السوري الشقيق دوام الاستقرار والازدهار. كما أكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي على دعمه الكامل لجهود سوريا في مرحلة البناء والتغيير، مشيداً بالتحولات التاريخية التي تمر بها البلاد ورغبة شعبها في صنع مستقبله المشرق.
وأشار العليمي إلى أهمية تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والشعبين الشقيقين، وأعرب عن تطلعه للعمل مع القيادة السورية الجديدة من أجل دفع هذه العلاقات إلى آفاق أوسع في مختلف المجالات.
وكانت الإدارة السورية قد أعلنت، الأربعاء، عن تعيين أحمد الشرع رئيساً انتقالياً للبلاد، وذلك بعد أكثر من شهر من الإطاحة ببشار الأسد. وقد اتخذت الإدارة السورية قرارات جذرية، منها حل جميع الفصائل المسلحة والجيش والأجهزة الأمنية التابعة للنظام السابق، فضلاً عن إلغاء الدستور القديم وحل مجلس الشعب وحزب البعث الذي حكم البلاد لعقود.
وبحسب وكالة الأنباء السورية (سانا)، أكد الناطق باسم الإدارة العسكرية، العقيد حسن عبد الغني، أن أحمد الشرع سيتولى رئاسة البلاد في المرحلة الانتقالية، كما سيتولى تمثيل سوريا في المحافل الدولية، مع تفويضه بتشكيل مجلس تشريعي مؤقت حتى إقرار دستور دائم للبلاد.
Your browser does not support the video tag.