أبوظبي - وام
بحضور سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة، أكد الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الرئيس المعيَّن لمؤتمر الأطراف COP28، في الكلمة الافتتاحية للنسخة التاسعة والثلاثين من معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول «أديبك» 2023، أنه تماشياً مع رؤية القيادة في دولة الإمارات، تواجه رئاسة COP28 التحديات بشكل مباشر وبذهنية إيجابية بالتعاون مع الشركاء الذين يتبنون نفس الرؤى والأفكار والتوجهات، لضمان مشاركة واحتواء الجميع وتحقيق التنمية الاقتصادية الداعمة للعمل المناخي، من أجل بناء مستقبل مستدام للأجيال الحالية والقادمة.


ودعا الجابر، في كلمته، قطاع النفط والغاز إلى تضافر الجهود وإنجاز عمل مناخي طَموح لخفض الانبعاثات في إطار خطة عمل رئاسة COP28 الهادفة لتحقيق انتقال عادل ومنظَّم ومسؤول ومنطقي في قطاع الطاقة، والحفاظ على إمكانية تفادي تجاوز الارتفاع في حرارة كوكب الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية.
وجدد دعوة القطاع إلى اتخاذ خطوات طموحة لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، وإزالة انبعاثات غاز الميثان، ووقف عمليات حرق الغاز قبل نهاية العقد الحالي، وأشاد باستجابة أكثر من 20 شركة للنفط والغاز، من الشركات العالمية أو الوطنية، لهذه الدعوة بشكل إيجابي، واتخاذ خطوات عملية للحد من الانبعاثات الناتجة عن عمليات إنتاج الطاقة.
وأضاف «استغرق هذا وقتاً وجهداً وشهوراً عديدة من المفاوضات والعمل الجاد والتعاون، إلا أننا لا نزال بانتظار مزيد من الشركات لتنضم إلينا وتبدأ باتخاذ الإجراءات اللازمة لتسريع وتوسيع نطاق خفض الانبعاثات. وسأدعو الجميع إلى المشاركة في هذا الالتزام خلال مؤتمر COP28، كما سأدعو الجميع، إلى رفع سقف الطموحات، واتخاذ الإجراءات العملية اللازمة لتحقيق نتائج فعالة وملموسة».
وأكد وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، أن قطاع النفط والغاز يجب أن يقود عملية إيجاد الحلول المطلوبة، داعياً الشركات ذات الصلة إلى أن تثبت للعالم أنها جزء أساسي من الحل، لافتاً إلى أن المتطلبات الأساسية للرد على المشككين في قدرة القطاع على المساهمة في الحلول هي توفير المزيد من رأس المال والحلول التكنولوجية لتحقيق النتائج المنشودة.
وجدد الدكتور الجابر التأكيد على حاجة العالم لخفض الانبعاثات بنسبة 43% خلال السنوات السبع المقبلة للحفاظ على إمكانية تفادي تجاوز ارتفاع درجة حرارة الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية، مشيراً إلى أن هذا الهدف الأساسي الذي يسعى إليه العالم يتوافق مع الحقائق العلمية، ويمكن تحقيقه بالتزامن مع ضمان الحفاظ على الرفاه والازدهار للبشرية من خلال تلبية احتياجات الطاقة للتعداد السكاني المتنامي لكوكب الأرض.
وحدد الأولويات الثلاث للإجراءات اللازمة وهي، الحد من الانبعاثات الناتجة عن إنتاج الطاقة، وزيادة القدرة الإنتاجية لمصادر الطاقة المتجددة، وخفض انبعاثات القطاعات التي يصعب تخفيف انبعاثاتها، مثل الصلب والإسمنت والألمنيوم والنقل الثقيل وغيرها.
وأعرب الجابر عن ثقته بقدرة قطاع النفط والغاز على القيام بدور كبير في زيادة القدرة الإنتاجية لمصادر الطاقة المتجددة، التي تمثل فرصة لتنويع نماذج أعماله وضمان مواكبتها للمستقبل.
وأوضح أن الطبيعة «المتقطعة» لإمدادات الطاقة المتجددة، تتسبب في عدم قدرتها على تغطية الحِمل الأساسي للكهرباء في الصناعات كثيفة الانبعاثات، مما يؤكد ضرورة الاعتماد على حلول منخفضة الكربون لخفض انبعاثات القطاعات التي يصعب تخفيف انبعاثاتها.
وشدد وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، في كلمته، على ضرورة التعامل مع القضايا الملحّة ومنها تسريع تراخيص مشروعات الطاقة النظيفة، وتجاوز العقبات التي تعوق استخدام الهيدروجين على نطاق تجاري وتوسيع نطاق تطبيق تقنيات التقاط الكربون.
وجدد التأكيد على حرص رئاسة COP28 على احتواء الجميع، ومشاركة المعنيين كافة لتحقيق التقدم المنشود والنقلة النوعية المطلوبة، خاصةً من قطاع الطاقة، لأنه الأكثر قدرة على إدارة المهام المعقَّدة، ولديه العوامل المطلوبة لمواجهة تحدي بحجم تغير المناخ وهي الدراية العميقة، والخبرات الهندسية، والتكنولوجيا، ورأس المال. وأكد ضرورة إعادة صياغة العلاقة بين المنتجين وكبار المستهلكين من القطاعات الاقتصادية، مشيراً إلى أنه يعقد اجتماعات منذ مارس الماضي تضم القطاعات كثيفة الانبعاثات، وقطاع الطاقة، والحكومات، والمجتمع المدني، والمنظمات غير الحكومية، والعلماء، والتقنيين، والمجتمع المالي لتسريع عملية خفض الانبعاثات.
ولفت إلى ضرورة بناء مستقبل داعم للمناخ وللنمو الاقتصادي المستدام بشكل متزامن، في ظل الفرصة التاريخية القائمة للابتكار في العمل المناخي والتي تشكِّل أكبر فرصة اقتصادية منذ الثورة الصناعية الأولى.
وأكد الدكتور سلطان الجابر،في الختام، ضرورة مضاعفة العمل لتحويل الوعود إلى نتائج، والطموحات إلى إجراءات، والمشروعات التجريبية إلى مشروعات قابلة للتطبيق على نطاق واسع، عبر الاتحاد والعمل والإنجاز.
يذكر أنه من المتوقع أن يحضر «أديبك 2023»، 160 ألف متخصص في مجال الطاقة، وتشارك فيه 2200 شركة عارضة، و54 شركة وطنية ودولية للنفط والطاقة المتكاملة.
وجاءت كلمة الرئيس المعيَّن لـ COP28 بعد يوم من استضافته «مجلس صنّاع التغيير»، وهو اجتماع للرؤساء التنفيذيين حضره ممثلون عن قطاعات الطاقة والإسمنت والنقل الثقيل والصلب والألمنيوم والتكنولوجيا والتمويل والاستثمار، لبحث إيجاد وتطوير حلول عملية لتحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي في قطاع الطاقة.
وتناولت النقاشات خلال فعالياته موضوعات تطوير مشروعات وتقنيات الهيدروجين وتسويقه تجارياً، وتطوير تقنية التقاط الكربون وتخزينه، والحد من انبعاثات غاز الميثان في قطاع الطاقة، وزيادة استخدام مصادر الطاقة المتجددة في شبكات الكهرباء، والاعتماد على الوقود الحيوي كممكِّن أساسي للحد من الانبعاثات.
وتعد دعوة معاليه إلى تنفيذ خطة شاملة لانتقال قطاع الطاقة جزءاً من خطة عمل رئاسة COP28 التي تستند إلى أربع ركائز هي، تسريع تحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل في قطاع الطاقة، وتطوير آليات التمويل المناخي، والحفاظ على البشر وتحسين الحياة وسُبل العيش، ودعم الركائز السابقة من خلال احتواء الجميع بشكل تام في منظومة عمل المؤتمر.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات سلطان الجابر الطاقة المتجددة فی قطاع الطاقة رئاسة COP28 إلى أن

إقرأ أيضاً:

وزير الاستثمار يبحث مع «دانا غاز» آليات تعزيز التعاون في قطاع الطاقة بمصر

التقى المهندس حسن الخطيب، وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، ريتشارد هول، الرئيس التنفيذي لشركة دانا غاز، لاستعراض فرص ومقومات الاستثمار بالسوق المصرية في قطاع الطاقة، وبحث سبل تعزيز التعاون المشترك بين الدولة والشركة في إطار دعم التوجهات الاستثمارية في قطاع الطاقة.

وقال الوزير خلال مشاركته في فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي 2025، بمدينة دافوس السويسرية، إن الوزارة حريصة على توفير بيئة استثمارية جاذبة تسهم في تعزيز الاستثمارات الأجنبية المباشرة، من خلال تقديم التسهيلات اللازمة، والعمل على تذليل كل التحديات التي قد تواجه الشركات الأجنبية العاملة في مصر.

دعم القطاعات الاستراتيجية مثل قطاع الطاقة

وأكد أن الحكومة المصرية تضع على رأس أولوياتها دعم القطاعات الاستراتيجية مثل قطاع الطاقة، إذ تعمل على تسهيل الإجراءات التشريعية والتنظيمية التي تسهم في زيادة استثمارات الشركات الكبرى.

وأضاف أن شركة دانا غاز تعد من الشركاء الرئيسيين للدولة في مجال الطاقة، مشيرا إلى استعداد الوزارة لدعم خطط الشركة التوسعية في السوق المصرية، لتلبية احتياجات الطاقة المتزايدة وتعزيز استدامة المصادر.

وأكد أن اللقاء استعرض خطط التوسع المستقبلية لشركة دانا غاز في مصر، بما في ذلك المشروعات المشتركة لتطوير حقول الغاز الجديدة، وتحقيق النمو المستدام في هذا القطاع الحيوي.

وأشار الوزير إلى أهمية تحقيق التكامل بين الجهود الحكومية وشركات القطاع الخاص لتطوير البنية التحتية في قطاع الطاقة، والانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة.

إشادة بالتعاون مع مصر 

وأكد ريتشارد هول، رغبة الشركة في تعزيز تواجدها في السوق المصرية بشكل أكبر، مستعرضًا استراتيجية الشركة لتوسيع نطاق استثماراتها في مصر خلال السنوات المقبلة، كما أشاد بمستوى التعاون المثمر مع الحكومة المصرية، معربا عن تفاؤله بالتحسن الكبير في بيئة الاستثمار نتيجة للإصلاحات الاقتصادية الأخيرة.

وأضاف أن شركة دانا غاز ستواصل العمل وفق استراتيجية طموحة تهدف إلى تعزيز شراكتها مع مصر، وتحقيق الفوائد الاقتصادية المتبادلة، سواء من خلال زيادة إنتاج الغاز أو تعزيز قدرات الاقتصاد المصري في هذا المجال.

مقالات مشابهة

  • مزارع الرياح السعودية.. "تيار طموح" لإنتاج الطاقة النظيفة
  • «التضامن»: ارتفاع المخصصات المالية لبرامج الحماية الاجتماعية لـ550مليار جنيه
  • الشاذلي يؤكد أهمية حل المشاكل بشكل جذري لتحقيق التنمية المستدامة
  • يخت بي إم دبليو يذهل الجميع بمواصفاته الفاخرة ويحصد تفاعلًا واسعًا ..فيديو
  • محمود سعد: لم أحلم يومًا بأن أكون مذيعًا لكنني طموح وأسعى لتحقيق أهدافي
  • محافظ السويس يؤكد أهمية حل المشاكل بشكل جذري لتحقيق استدامة التنمية
  • وزير المالية: استراتيجية واعدة لتنويع أدوات وأسواق التمويل وتوسيع قاعدة المستثمرين
  • وزير الاستثمار والتجارة الخارجية يلتقى الرئيس التنفيذي لشركة دانا غاز لاستعراض فرص ومقومات الاستثمار بالسوق المصري في قطاع الطاقة
  • “أدنوك” تخفض كثافة الانبعاثات في حقل شاه النفطي باستخدام الذكاء الاصطناعي
  • وزير الاستثمار يبحث مع «دانا غاز» آليات تعزيز التعاون في قطاع الطاقة بمصر